يمن مونيتور:
2025-03-17@15:17:05 GMT

ماذا يحدث للجسم أثناء نوبة هلع؟

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

ماذا يحدث للجسم أثناء نوبة هلع؟

يمن مونيتور/(د ب أ)

يتسارع نبض القلب، وترتعش الأيدي، ويصبح التنفس أكثر صعوبة: إذا سيطر على شخص ما شعور بالخوف، فيمكن أن تتمثل ردة فعل جسمه في نوبة هلع. وتأتي مثل هذه النوبة بعنفوان، وقد يشعر بعض من يمر بها بأنهم يموتون. في ألمانيا وحدها يعاني حوالي 30% من الأشخاص في المتوسط من نوبة هلع في حياتهم، حسبما قال رئيس وحدة علاج القلق في مستشفى شاريتيه ببرلين، أندرياس شتروله.

وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الموافق الخميس 10 تشرين الأول/ أكتوبر، تكشف نظرة على أرقام شركات التأمين الصحي الألمانية أن حالات القلق المشخصية والأمراض المرتبطة بها آخذة في التزايد. ووفقا لشركة التأمين الصحي الألمانية (دي إيه كيه – جزوندهايت)، ارتفع عدد أيام التغيب عن العمل بسبب أمراض نفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق بصورة حادة في النصف الأول من عام 2024. ولدى شركة التأمين الصحي (آي كيه كيه) اعتقاد بأن نسبة الذين يعانون من اضطرابات قلق بين المؤمّن عليهم ارتفعت لأكثر من 37% خلال عشر سنوات، حسبما أعلنت الشركة العام الماضي.

ويصف الطبيب شتروله، نوبات الهلع بأنها نظام إنذار خاص بالجسم. ويقول: “يمكنك تخيل الأمر بأنه أشبه إلى حد ما بإنذار يطلق عن طريق نظام تحذير. ينتقل هذا من 0 إلى 100 بسرعة كبيرة ثم ينخفض ببطء مرة أخرى”، مضيفا في المقابل أن مسار نوبات الهلع ليس متماثلا، ولا ترجع دائما إلى مرض نفسي.

ما يحدث في الجسم والدماغ؟

يقول شتروله إنه أثناء نوبة الهلع يتم تنشيط مناطق معينة من الدماغ، وأضاف: “جذع الدماغ والمراكز الفسيولوجية في الدماغ التي تنظم الدورة الدموية والتنفس هي المسؤولة عن هذه التفاعلات الجسدية”، موضحا أن هذه المراكز القديمة من الناحية التطورية مسؤولة جزئيا عن تفاعلات مثل تسارع النبض أو ضيق التنفس أو التعرق.

وعند إطلاق هذه العمليات، يحدث رد فعل إنذاري هائل في الجسم. ووفقا لشتروله، فإن هذا يؤدي إلى “أن الجسم يؤهب نفسه لتهديد كبير، وتكون ردود فعل مثل الكر أو الفر أسهل، ويتم تزويد العضلات بالدم بشكل أفضل”، موضحا أن هذا يسمح للجسم بالاستجابة قدر الإمكان لتهديد محتمل.

ويوضح الخبير أنه إذا أخذت النوبة مجراها، تتنوع الأعراض، وقال: “ضيق التنفس أو فرط التنفس أو التنفس السريع هي أعراض كلاسيكية لنوبة الهلع، ولكن حدوثها ليس حتميا”. ويعاني المصابون أحيانا أيضا من التعرق أو الانفعال أو زيادة الرغبة في التبول، كما تحدث مصابون عن الخوف من فقدان السيطرة أو الإصابة بالجنون أو حتى الموت.

نوبة الهلع ليست مثل اضطراب الهلع

ولكن لماذا تحدث نوبات الهلع هذه؟ يشير شتروله إلى الأمراض النفسية والجسدية وأحداث الحياة والمخدرات مثل الكحول أو المهدئات كأسباب. وتزيد بعض عوامل الخطر أيضا من احتمالية حدوث نوبات الهلع، مثل زيادة استهلاك القهوة، أو قلة النوم، أو الإجهاد، أو بعض الأدوية.

وأشار الخبير إلى أن هناك أيضا نوبات تحدث لأسباب ظرفية، مثل أن يعاني شخص ما من خوف مرضي من الثعابين ويجد نفسه في مواجهة مع هذا الحيوان، حينها من الممكن أن يصاب بنوبة هلع. يقول شتروله: “من حيث الأعراض، يمكن أن تكون مشابهة لاضطراب الهلع، لكنها تنجم عن مواقف معينة أو في بعض الأحيان عن فكرة عنها”.

وأوضح الخبير أنه من المهم التمييز بين نوبة الهلع واضطراب الهلع، مشيرا إلى أن نوبة الهلع من الممكن أن تحدث أيضا لدى أشخاص أصحاء، خلال المواقف التي تهدد الحياة أو في حالة التعرض لتهديد قوي على سبيل المثال، وقال: “عندما أواجه كشخص يتمتع بصحة جيدة، ثعبانا، أعلم أنه من الطبيعي تماما أن يكون رد فعلي بهذه الطريقة”.

نظام إنذار شديد الحساسية

يتمثل اضطراب الهلع في تكرار نوبات هلع بصورة غير متوقعة، بحسب شتروله. يقول الخبير: “هذا يدفع المتضررين إلى تجنب مواقف وأنشطة معينة، أو الانسحاب اجتماعيا أو تطوير المزيد من الخوف”، مضيفا أن ما يطرأ بعد ذلك يمكن وصفه بأنه “نظام إنذار شديد الحساسية”.

ومع ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح مدى انتشار اضطراب الهلع في ألمانيا. وتوضح الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي وعلم الأعصاب (DGPPN) أن أحدث البيانات التي تم جمعها حول تكرار هذا التشخيص في ألمانيا تعود إلى عدة سنوات. وأظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن حوالي 2% من السكان يعانون من هذا المرض في ذلك الوقت.

يقول شتروله بناء على تجربته في وحدة العلاج من القلق في شاريتيه أن هذا المرض يمكن علاجه بسهولة، موضحا أنه يمكن اللجوء هنا إلى العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي، ويمكن الاستعانة خلال ذلك بمضادات الاكتئاب أو الاكتفاء بها وحدها، مؤكدا أن فرص نجاح مثل هذا العلاج عالية للغاية.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الدماغ اليمن نوبات الهلع نوبة الهلع

إقرأ أيضاً:

القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟

يركز تناول ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عادة على ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي، ولكن أغلب ظاهرة الاحتباس الحراري تحدث في الواقع في المحيطات، التي تعد "رئة الكوكب".

وتلعب المحيطات دورا حيويا في تنظيم مناخ الأرض، فهي تُعتبر "القلب النابض" للنظام المناخي بسبب تفاعلها المعقد مع الغلاف الجوي واليابسة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 2 of 2الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخend of list

وتشكل المحيطات مصدرا هائلا للحرارة. فهي تغطي ثلثي سطح الأرض، ويمكن للمياه أن تمتص قدرا كبيرا من الحرارة مقارنة بالهواء، وعلى هذا فإن المحيطات تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة التي تحتجزها الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

ولولا المحيطات لكانت درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت إلى أكثر كثيرا من 1.2 درجة مئوية التي سجلتها منذ أواخر القرن الـ19، كما تعمل التيارات على توزيع حرارة المحيطات في مختلف أنحاء العالم، فتلعب دورا بالغ الأهمية في تنظيم المناخ.

ولكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات كان سببا في إحداث مشاكله الخاصة. فالمياه تتمدد عندما ترتفع درجة حرارتها، وهو ما يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر.

كما يتسبب ذلك في موت الشعاب المرجانية، وإضافة الطاقة إلى الأعاصير، الأمر الذي يجعلها أكثر تدميرا، وإذابة الحواف الأمامية للصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية من تحتها.

إعلان

وكما يحدث مع الحياة البرية، فقد أثر ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات على نطاق وتوزيع عديد من أنواع الأسماك والمحاريات. فالمحيطات لا تمتص الحرارة فحسب، بل إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون أيضا، فالتيار الضخم الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية يزيل كثيرا من ثاني أكسيد الكربون الذي كان ليبقى في الغلاف الجوي لولا ذلك ويحتجز مزيدا من الحرارة.

ولكن مع زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، تصبح المياه أكثر حمضية. ويضر هذا التغير في كيمياء المياه بعديد من الكائنات الحية الصغيرة في المحيطات التي تشكل جزءا أساسيا من سلسلة الغذاء البحرية.

المحيطات تعد رئة الكوكب وبالوعة ثاني أكسيد الكربون لكنها تتأثر بالاحتباس الحراري (شترستوك) الحليف الأعظم

يصف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة المحيطات بكونها الحليف الأعظم ضد تغير المناخ، نظرا للأدوار التي تقوم بها في السياق، ومن بينها:

امتصاص الحرارة: تمتص المحيطات نحو 90%من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، مما يبطئ ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. توزيع الحرارة عبر التيارات: تنقل التيارات البحرية (مثل تيار الخليج) الحرارة من المناطق الاستوائية إلى القطبية، مما يُنعش مناخ مناطق مثل أوروبا الشمالية. مصيدة للكربون: تمتص المحيطات حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية عبر عملية الذوبان والتمثيل الضوئي للعوالق النباتية، لكن زيادة ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى حموضة المياه، مما يهدد بشكل ما الحياة البحرية.
ويمكن للموائل في المحيطات مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف، والشبكات الغذائية المرتبطة بها، عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما تستطيعه الغابات في البر. تبخير المياه: تعد المحيطات مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي، الذي يتكثف ليشكل السحب والأمطار، كما تزود المحيطات الدافئة (مثل المحيط الأطلسي) الأعاصير بالطاقة عبر تبخير المياه السطحية. مصدر للأكسيجين: تنتج المحيطات 50% من الأكسيجين الذي نحتاجه. إعلان

وفي المقابل، تؤدي المحيطات أيضا إلى التقلبات المناخية الطبيعية مثل ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع حرارة سطح المحيط الهادي الاستوائي، مما يؤدي إلى اضطرابات عالمية، وكذلك ظاهرة النينيا التي تعني تبريد المنطقة نفسها، مما يتسبب في عواصف أكثر في بعض المناطق.

من جهة أخرى، يؤدي تسخين مياه المحيطات إلى تمددها، مما يساهم في 40% من ارتفاع مستوى البحر، كما يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تسريع ذوبان الصفائح الجليدية (مثل غرينلاند)، مما يضيف مياها عذبة إلى المحيطات.

وتطرح التحديات الحالية بسبب تغير المناخ عدة إشكالات بالنسبة للمحيطات، مثل تباطؤ التداول الحراري-ملحي (AMOC)، إذ إن ذوبان الجليد يقلل ملوحة المياه في المحيطات، مما يهدد بإبطاء التيارات المحيطية التي تنقل الحرارة (مخاطر تجمد مناطق في الشمال). كما يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على اختفاء الشعاب المرجانية، مما يهدد التنوع البيولوجي وتوازن النظم البيئية.

وتؤثر زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على صحة المحيط، مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر وزيادة حمضيتها، مما يتسبب في تغييرات ضارة بالحياة تحت الماء وعلى الأرض، وتقليص قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وحماية الحياة على الكوكب.

وبذلك، فإن المحيطات ليست مجرد ضحية لتغير المناخ، بل هي عنصر فاعل رئيسي في استقراره. وأي اختلال في توازنها (مثل ارتفاع الحرارة أو التحمض) قد يُطلق تأثيرات متتالية تعقّد أزمة المناخ، لذلك يعتمد مستقبل المناخ العالمي بشكل كبير على صحة المحيطات وقدرتها على الاستمرار في أداء وظائفها الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • استهداف الأمم المتحدة واشتباكات دامية.. ماذا يحدث في جنوب السودان
  • ماذا يحدث على الحدود اللبنانية السورية وما دور حزب الله؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الأناناس ؟
  • أحمد موسى: ما يحدث في سوريا ولبنان كارثة.. فيديو
  • انقطاع التنفس النومي.. الأسباب وطرق الوقاية
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول القهوة منزوعة الكافيين؟
  • دماء تسيل وقتـ لي تتساقط على الحدود اللبنانية السورية.. ماذا يحدث هناك؟
  • القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟
  • الصداع النصفي.. أسبابه وأعراضه وتأثير الصيام عليه
  • لأول مرة في المسجد الحرام يحدث هذا الأمر للنساء