أبطال في الملعب وخارجه.. نجوم الرياضة في لبنان يهبّون لمساعدة النازحين
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
على أرضٍ تتعرّض لـ "توّحش" إسرائيلي يوميًا، لم يتأخرّ نجوم الرياضة اللبنانية بمختلف أنواعها، في مدّ يد العون للنازحين من بيوتهم ومدنهم وقراهم جرّاء الدمار والغارات الإسرائيلية العنيفة التي لا تتوقف.
فورًا ارتفعت دعوات نجوم الرياضة لطي صفحة الخلافات والتلاقي ودعم صمود المواطنين، وتسريع جهود الإغاثة.
وكانت جمعية الرياضيين الخيرية برئاسة الأستاذ زياد الفحام، أول من هبّت للمساعدة على الأرض، فزارت بـ"لطافتها" و"حنانها" المدراس التي تؤوي المتضررين والأحياء التي تستقبلهم في المدن والقرى المختلفة.
هذه المبادرة الإنسانية تحدّث عنها الفحام لـ "لبنان24" وقال إنها "انطلقت لمساعدة النازحين فور بدء النزوح، وأولوياتنا كانت تأمين المياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية والملابس والمستلزمات الشخصية بالإضافة إلى الأدوية للأطفال والكبار، والفراش والوسائد للنوم".
وأكد الفحام الذي أطلق حملة "قوّتنا بوحدتنا" لمساعدة النازحين من القصف الإسرائيلي، أن "الجمعية التي تأسّست منذ 4 سنوات هي فردية بامتياز، وقد بدأ الأعضاء في جمع التبرعات من بعضهم البعض، قبل الانتقال إلى استقبال التبرعات عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي لمساعدة أكبر عدد من النازحين". https://www.facebook.com/share/r/CdrqhERAAjUE1wd6/
وينتقل أعضاء الجمعية بين مراكز الإيواء والمدارس والبيوت التي تؤوي النازحين، ويقومون بدراسة الوضع وتحديد الأولويات لما قد يحتاجونه من مساعدات طارئة مثل بعض المأكولات ووسائل النظافة الشخصية الأساسية، وحاجات الأطفال الصغار مثل الحليب والحفاضات وغيرها.. https://www.facebook.com/share/WgyCoRVBuSWuXdf2/
وفي ظل المأساة التي يعيشها النازحون منذ بدء التصعيد العسكري الأخير، وتنفيذ إسرائيل لغارات عنيفة في جنوبي لبنان والبقاع وبيروت وعدد من المناطق الأخرى، لم يترك اللبنانيون بعضهم البعض أبدًا، فبحسب الفحام "هبّ الكثير من الأشخاص للتبرّع لشراء ما يلزم للمتضررين من القصف". https://www.facebook.com/share/v/EpnZkPFxZ4fhA5Lg/
بدورهم لم يبخل نجوم كرة القدم والسلّة،على أهالينا النازحين، فكما هم أبطال في الملاعب، فأيضًا في خارجه وبساحات المساعدات، اذ يساهمون في جمع التبرعات وتقديم المعونات، وعلى رأسهم أفضل لاعب في آسيا وائل عرقجي، الذي يعمل مع فريق يضم والده مازن عرقجي ومدير النادي "الرياضي" وليد يموت على مساعدة الأهالي النازحين ويقدمون كل ما يلزم لهم من مواد غذائية ومساعدات عينية.
وفي هذا الشأن، تحدّت والد لاعب كرة السلة وائل، الأستاذ مازن عرقجي المسؤول في جمعية الهلال الوطني اللبناني لـ لبنان 24" عن الوضع المأسوي على الأرض، موضحًا أن رغم الجهود التي تُبذل لتقديم المساعدات، الا أن ما يقدّم لا يكفي لتلبية احتياجات الأعداد الكبيرة من النازحين. وفي حين تمكن بعض النازحين من العثور على مأوى لدى أقاربهم أو في منازل تمكنوا من استئجارها، أو البعض استقرّ في مراكز الإيواء المؤقتة، كشف عرقجي أن العديد من النازحين يعيشون في منازل فارغة من الأثاث، ويحتاجون بشكل ملحّ إلى الفراش، البطانيات، والطعام اليومي، وملابس شتوية في ظل اقتراب فصل الشتاء، مشدًدا أيضًا على الحاجة الضرورية لحليب الأطفال والأدوية والمستلزمات النسائية وحفاضات لكبار السن، بالإضافة إلى المساعدات المادية.
وحذر في الوقت نفسه المتبرعين من عمليات الإستغلال والإحتيال التي يقوم بها بعض الأشخاص، طالبًا منهم التأكدّ من الجهة التي يتواصلون معها وذلك لضمان وصول المساعدات بطريقة عادلة وشفافة إلى مستحقيها في أسرع وقت ممكن.
ماذا عن رسالة وائل؟
يدعو نجم كرة السلة الذي يساعد بعيدًا عن الإعلام إلى مساعدة جميع النازحين وعدم التفرقة بينهم، كما يشدّد على ضرورة التبرّع وتلبية حاجات الأهالي على كافة الأراضي اللبنانية، ويرى أنه من واجب الجميع التكاتف والتضامن بعيدًا عن الأحزاب والخلافات السياسية وفق ما قاله والده.
وإلى جانب وائل، هناك أبطال من فرق كرة القدم تساعد في الميدان، ومنهم لاعب نادي "الصفا" خالد التكجي الذي يعمل وفريقه على التبرّع وجمع التبرعات والمساعدات للنازحين وتوزيعها.
وقال التكجي في حديث لـ "لبنان24" إن الحاجة اليوم إلى الدعم والمساعدة الإنسانية ضرورية أكثر من أي وقت مضى سواء من داخل البلاد أو من الخارج، فكل جهد صغير مهما كان، يمكن أن يحدث فرقًا في حياة الأهالي الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم.
واضطرّ بعض اللاعبين أيضًا للنزوح من مكان سكنهم الى اماكن آمنة جرّاء الغارات الإسرائيلية المكثفة على المناطق، وقد خسر البعض منهم بيتوهم بالقصف، كخالد الذي خسرت عائلته منزلها في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتحديدًا في المريجة جرّاء استهداف العدو الإسرائيلي للمنطقة، لكن وفق ما قاله فـ"الحجر يمكننا تعويضه، أما الأحباب فلا يمكن تعويضهم".
نازح بـ "خدمة" نازح
و"لا يشعر بالنازح، الا الذي عاش حالته"، بحسب نجم الكرة اللبنانية الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، والمتواجد حاليًا في زغرتا. فهذا اللاعب، نزح وعائلته من بلدة جنوبية حدودية بعد القصف الإسرائيلي العنيف على الحيّ الذي ولد وترعرع فيه إلى شمال لبنان. وهناك يعمل في خدمة النازحين مع المعنيين على توجيهم إلى مراكز الإيواء المفتوحة، كما تقديم التبرعات المادية التي يجمعها من لبنان والخارج، علّه يخفف عن من تركوا بيوتهم ونزحوا بدون أغراضهم وممتلكاتهم.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أوضاع النازحين تزداد بؤسا في غزة
غزة. بيروت"وكالات":
أفادت وزارة الصحة في غزة في بيان عن نقل "35 شهيدا و94 مصابا" إلى المستشفيات "خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية جراء القصف الإسرائيلي" في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية "أصيب بشظايا بالظهر والفخذ الأيسر ما أدى لنزيف شديد وحالته الآن مستقرة، جراء إلقاء طائرات الاحتلال المسيّرة قنابل متفجرة سقطت في ساحة المستشفى وعلى قسمي الاستقبال والجراحة الليلة الماضية".وأوضح بصل أن "أضرارا كبيرة لحقت في مباني المستشفى الذي تعرض عدة مرات للقصف من سلاح الجو الإسرائيلي والدبابات".
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في مناطق بأحد الأحياء الواقعة في شرق مدينة غزة مما أدى إلى موجة نزوح جديدة قبل ان يشن موجة من الغارات .
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن "قلق بالغ إزاء وضع 80 مريضاً، من بينهم 8 في العناية المركزة، والموظفين" في المستشفى.
وقال بصل إن "المنظومة الصحية باتت منهارة وعاجزة عن تقديم أي خدمات طبية إلا بشكل محدود جدا في بعض المشافي التي لا تزال تعمل جزئيا مثل مستشفى كمال عدوان".
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم أن الجيش الإسرائيلي "قتل حتى اليوم 1000 طبيب وممرض وكادر صحي في القطاع واعتقل أكثر من 310 أخرين من الكوادر الطبية، ويمنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية إلى القطاع".
وتعرضت المستشفيات في غزة لهجمات عدة من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب ومنذ حوالى ستة أسابيع يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في شمال القطاع.
وأكد بصل أن "15 مواطنا فلسطينيا بينهم عدد من الأطفال استشهدوا في قصف إسرائيلي جوي ومدفعي منذ فجر اليوم.
وأفاد شهود عيان أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت النار بكثافة صباح اليوم كما أطلقت قذائف مدفعية باتجاه خيام النازحين في حي "عزبة الندى" في منطقة مواصي برفح ما أوقع عددا من المصابين نقلوا إلى مستشفى "أبو يوسف النجار" برفح.
وزادت أمطار الشتاء من بؤس سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا والذين نزح معظمهم مرارا، بعدما غمرت مئات الخيام في أنحاء القطاع وأفسدت طعاما وجرفت الأفرشة من البلاستيك والقماش التي تحميهم من العوامل الجوية.
وفي لبنان حثّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم من بيروت على "وقف فوري لإطلاق النار" بين حزب الله وإسرائيل فيما أطلق الحزب 160 صاروخا على اسرائيل.
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم إسرائيل واللبنانيين إلى اغتنام "فرصة" سانحة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وقال بارو لقناة فرانس 3 "هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها".
وغداة غارات إسرائيلية جديدة دامية في لبنان ولا سيما في قلب العاصمة بيروت، أعلن حزب الله اليوم أنه أطلق طائرات مسيّرة وصواريخ ضد أهداف عسكرية في تل أبيب وأسدود في جنوب إسرائيل.
وفي إسرائيل، أكد جيش الإحتلال أن حزب الله أطلق 160 مقذوفا من لبنان نحو شمال ووسط إسرائيل تم اعتراض عدد منها، مشيرا إلى إطلاق صفارات الإنذار من الصواريخ وخاصة في ضواحي تل أبيب الكبرى.
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده وإصابة 18 آخرين، جروح بعضهم خطرة، في هجوم إسرائيلي على موقعهم في جنوب لبنان.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري "نرى سبيلا واحدا للمضي قدما: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701" الذي أرسى وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006.
وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
ويعني القرار ضمنا انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، ولكن أيضا انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يشنون هجوما بريا في جنوب لبنان منذ 30 سبتمبر.
وحذّر بوريل اليوم من أن لبنان بات "على شفير الانهيار" بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مشددا على أنه "ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار".
وأعلن كذلك أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتقديم 200 مليون يورو إلى الجيش اللبناني.
وكان المبعوث الأميركي آموس هوكستين ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل.لكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج بعد جولته، بل تسارعت وتيرة الضربات الإسرائيلية، خاصة ضد معاقل حزب الله في لبنان.
من جهته، ندّد ميقاتي بالقصف الإسرائيلي، معتبرا أنه "يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701".