سودانايل:
2025-02-05@09:02:17 GMT

في الذكرى الثمانين لثورة 21 اكتوبر المجيدة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

بقلم عادل سيد احمد

كانت ثورة 21 اكتوبر اول فعل وتغيير سياسي كبير بعد الاستقلال، لا يجمع عليه الشعب كله فحسب وانما يقوم بصنعه، وبشهادة الفريق عبود ان التغيير قد قام به الشعب عندما طلب منه وزير دفاعه حسن بشير نصر بضرب (الرجرجة والدهماء)، فقد قال له:
- لا يا حسن، هؤلاء ليسوا رجرجة ودهماء، هؤلاء هم الشعب وقد رايتهم بام عيني.


- ومع ذلك، فقد تصدى العسكر للثوار بالرصاص وحصدت البنادق ارواح تسعة وعشرون شهيدا، على الاقل، في العاصمة والاقاليم كان اشهرهم طالب جامعة الخرطوم احمد القرشي طه.
ورغم القمع والتقتيل فقد انتصرت الثورة خلال ايام معدودة لتصير اول ثورة شعبية تطيح بحكم العسكر في الوطن العربي.
وقد كانت الشهيدة بخيتة المبارك العريان التي فاضت روحها في مستشفى ام درمان هي المرأة الوحيدة التي انضمت لركب الشهداء الذين احتقروا الموت فعاشوا ابدا.
وقد كانت 21 ثورة شعب بحق وحقيقة، تضافرت فيها جماهير الشعب يمينا ويسارا، مدنيين وعسكريين منادين بالحرية والانعتاق من سنوات القهر والكبت الطويل، ولم تأت من فراغ فهي امتداد للنضال الوطني ضد الاستعمار من ناحية ومن الاخرى فقد تراكم فيها النضال الوطني الديمقراطي من فصائل الشعب المختلفة والذي ظل يتصاعد منذ ان قطع العساكر الطريق على مسيرة التعمير والديمقراطية بعد الاستقلال بانقلاب عبود 1958م. الذي خططت له ونفذته قوى الرجعية والطائفية البغيضة.
لقد ساهمت منظمات المجتمع المدنية الديمقراطية والنقابات في التي انتظمت في جبهة الهيئات وعلى راسها المحامون والقضاة والقانونيون ونذكر منهم الاستاذة عابدين اسماعيل، وعبد المجيد امام على سبيل المثال لا الحصر.
وجبهة الهيئات نفسها صارت نموذجا يحتذى وأثرا اقتفاه الشعب في انتفاضة مارس ابريل 1985م فكون على شاكلتها التجمع النقابي، ثم في 19 ديسمبر 2018م فكون تجمع المهنيين فصار ذلك مصداقا لقول الاديب محمد المكي إبراهيم:
- كان اكتوبر في امتنا منذ الازل
كان خلف الصبر والاحزان يحيا
صامدا منتصرا حتى إذا الصبح اطل
أشعل التاريخ نارا واشتعل...

وثورة اكتوبر فوق انها حدث متقدم ومبدع قد فجرت ينابيع الابداع وسط فئات الشعب المختلفة في السياسة والفن والادب، ووضعت نفسها في شرفة التاريخ نبراسا هاديا لشعوب العالم ومعينا نضاليا لا ينضب.

فالتحية لذكرى ثورة 21 اكتوبر المجيدة والمجد لشهدائها الأبرار.

amsidahmed@outlook.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف تكونُ انقلابيًّا مقبولًا لدى الغرب والشرق؟!

محمود المغربي

مَـا هو الفارق بين الجولاني والطريقة التي اتبعها في الوصول إلى السلطة في سوريا، وبين الحوثي والطريقة التي اتبعها في الوصول إلى السلطة في اليمن، ولماذا تم اعتبار ما فعله الجولاني حلالاً وثورة ومرحباً به، واعتبار ما فعله الحوثي حراماً وانقلاباً وغير مرحب به.

بالنظر إلى أن الجولاني انطلق من إدلب إلى دمشق عسكريًّا ولم يكن جزءاً من الثورة السورية وقد استغل الجولاني وجماعته جبهة النصرة ضعف الدولة السورية والثورة للبروز والقيام بأعمال إرهابية والاستيلاء على مناطق في سوريا سابقًا ثم الوصول إلى السلطة.

فيما الحوثي انطلق من صعدة إلى صنعاء بعد أن كان أول من خرج على النظام القديم وقاومه لسنواتٍ قبل ثورة فبراير، ثم كان جزءاً من ثورة فبراير وتم إقصائه وتحَرّك من وتزعم ثورة شعبيّة واعتصاماً لمئات الآلاف من الجماهير اليمنية في شارع المطار، الرافضة لفشل وفساد النظام الجديد الذي وصل إلى السلطة بانقلاب على ثورة فبراير وبترشيح السعوديّة ومن النظام القديم، الذي كان جزءاً منه وشريكاً له في السلطة والفساد ممثلاً بحزب الإصلاح شريك المؤتمر في السلطة بجناحه العسكري بقيادة علي محسن الأحمر شقيق عفاش وشريكه في السلطة والفساد والظلم، وبجناحه القبلي بقيادة الشيخ عبدالله وحميد الأحمر الذي كان أكثر فساداً وظلمًا وتكبراً من عفاش والمؤتمر، كما أن الرئيس الجديد هادي كان نائباً لعفاش لما يقارب عشرين عاماً، وجزءاً من النظام والفساد الذي خرج عليه أبناء الشعب اليمني، وقد تمكّن الحوثي من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه ثورة فبراير وأسقط النظام القديم والجديد الذي كان امتداداً للنظام السابق ولسيطرة وهيمنة الخارج على اليمن.

وإذا كان كما يقولون الحوثي مدعوماً من إيران التي تبعد عن اليمن بما يزيد عن ألف كم، ولم يكن لها أية تدخلات أَو أطماع أَو مصالح سابقة في اليمن؛ فالجولاني مدعومٌ من الجارة التركية العدوّ الأول لسوريا وهي من قدَّمت للجولاني الدعم المالي والعسكري وحتى قدمت له المقاتلين للسيطرة على الدولة السورية ولها أطماع كبيرة في سوريا.

الجواب وببساطة أن ما قام به الحوثي لم يكن بتنسيق وضوء أخضرَ من أمريكا ولا يخدم مصالحَها أَو مصالح أدواتها في المنطقة، وهذا يجعله انقلابياً وإرهابياً ورافضياً، بعكس الجولاني الذي تحَرّك بتوجيهات وضوء أخضر أمريكي وكان تحَرّكه خدمةً لمصالح أمريكا والكيان الصهيوني وبذلك يكون ما قام به حلالاً وثورة مباركة.

مقالات مشابهة

  • الحاجي: ثورة فبراير نُصب عليها بمؤامرة مدروسة
  • كيف تكونُ انقلابيًّا مقبولًا لدى الغرب والشرق؟!
  • البروتين المُخمر.. ابتكار ياباني يحدث ثورة في قطاع صناعة الموضة المستدام
  • ثورة السردين
  • عمال مصنع أسمنت عمران يحيون الذكرى التاسعة لمجزرة تحالف العدوان
  • الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • النعيمي وابن حبتور والرهوي يشاركون في فعالية الذكرى السنوية للشهيد الرئيس الصماد
  • برلمانية: مصر كانت وستظل الحامي الأمين للحقوق الفلسطينية
  • وفاة عمدة المراشدة نجل عضو الجهاز السري لثورة 1919