مُذَكِّرَات مُغتَرِب في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (٣١)
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
صادفتْ العطلةُ الصيفيةُ مع وجودِنا في ود الهندي خريفاً عامراً بالأمطارِ والأجواءِ الرائعةِ ، سماواتٍ ملبدةٍ بغيومٍ داكنةٍ ونهاراتٍ باردةٍ لا شمسَ فيها ، وهفهفةُ الأشجارِ عصراً مع صدح القماري ورائحةِ "الدُّعَاش " تأتيك من الشرقِ والصَّعيد " جنوب ود مدني حتى الدمازين " ، والليالي باردةٌ والأُنسُ فيها يَجلُو عن النفسِ صَدَاها .
الليلة الصَّعيد جاب النَّسايم دابو
طَرَّاني الغزال الدِّيمة حالي رُضابُو
جادِع فوق كتفاً تقيل عُنابو
شعراً ليلُه أسوَد حارِس الرَّبوات شيلاً شِقابُو
لكين القَوام ما سَمهَري وخَفَّف عَذَابو
أمّا البِسيم برقاً شَلَع حاكَى القِبلِي تعظيماً جنَابو
وهكذا كانتْ خواتيمُ العطلةِ الصَّيفيةِ برداً وسلاماً وأنساً ووصلاً وجمالا .
وهانحنُ نمتَطي الخُطوطَ السَّعودية كَرّةً أخرى عائدين إلى " غربةٍ لا النفسُ راضيةٌ بها ولا المُلتقَى من شِيعَتي كَثبُ "، ونخترقُ الأجواءَ العُلويةَ بين الخُرطوم والدّمام .
أعودُ هذه المرّة وعلى يميني إبني الأكبر عمر وعلى يساري أحمد الأصغر وبحوزتي بيتٌ جديدٌ وامراةٌ جديدةٌ ووظيفةٌ لدى شركةٍ جديدةٍ . نزلتْ المرأةُ الدارَ فوجَدتْها عامرةً بكُلِّ ما يلزمُ الأسرةَ من أثاثٍ ومتاعٍ فانشرحَ صدرُها . ثمّ نزلَ عمر وأحمد المدرسةَ الابتدائيةَ فَوَجداها على مرمَى حجرٍ من البيتِ ووجدا فيها ثُلةً من الزُّملاءِ السُّودانيين وهم جيرانٌ في السَّكن كذلك فعادا مُستَبشِرَين .
لم يكنْ الدَّوامُ مع مركزِ التَّدريب التابِع للشركة السعودية للكهرباء قد بدأ بعدُ .
فوجدتُ دواماً جزئياً مع المركز الأوربي للُغات والتَّدريب The European Centre for languages and training الكائن بحي الفناتير في الجبيل الصناعية .
كنتُ أذهبُ الى الدَّمام في نهايةِ كل أسبوع لأقومَ بِمسحٍ للمنطقة التي يقعُ فيها مركزُ تدريبِ شركةِ الكهرباء من أجلِ أنْ أُحَدِّدَ موقعاً للسَّكن تتوفرُ فيه المدارسُ ولا يكونُ بعيداً عن موقعِ العمل . وبعد بحثٍ مُضنٍ اخترتُ حي " الرَّاكَة " جنوب الخُبر واستأجرتُ بيتاً يبعدُ عن المركزِ ١٧ كم و ٢٥ دقيقة بالسَّيارة .
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عيد عبد الهادي: معركة العاشر من رمضان تجلت فيها أروع معاني الوحدة الوطنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بحزب الحرية المصري، بالتهنئة، للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع والقوات المسلحة، بمناسبة ذكرى انتصارات العاشر من رمضان، قائلا: هذا اليوم الذي سطّر فيه الجيش المصري ملحمة بطولية غيرت موازين القوى وأكدت أن الإرادة الصلبة قادرة على صنع المستحيل.
وأكد عبد الهادي، في بيان له، أن هذا اليوم من عام 1973، أثبتت القوات المسلحة المصرية أن الإيمان بالحق، والتخطيط الدقيق، والتضحية بلا حدود هي مفاتيح النصر، فكان العبور العظيم الذي استعاد للأمة عزتها وأعاد رسم خارطة المنطقة بقوة السلاح والعزيمة. لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان شهادة على أن مصر لا ترضخ للهزيمة، وأن أبناءها قادرون على دحر أي عدو مهما كانت قوته.
وأشار إلى إنه قد تجلت في معركة العاشر من رمضان أروع معاني الوحدة الوطنية، حيث تضافرت جهود الجيش والشعب في تلاحم فريد، فكان الجنود في الميدان يقاتلون ببسالة، بينما كانت الجبهة الداخلية تقدم الدعم بكل ما تملك، في مشهد يؤكد أن مصر حينما تتوحد إرادتها، فإنها تصنع المعجزات، مشيرا إلى أن المصريون عبروا قناة السويس ليس فقط بالجسور والآليات، بل بإرادة لا تلين، فأزالوا كل العقبات، وحطموا خط بارليف الذي كان يُروَّج له كحاجز منيع، ليؤكدوا أن العزيمة أقوى من أي تحصينات.
وأضاف عبد الهادي، أنه في هذه الذكرى المجيدة، نجدد العهد على أن روح العاشر من رمضان ستظل مصدر إلهام لكل الأجيال، نستقي منها معاني الإصرار والعمل والتضحية، فكما انتصرنا في الماضي بقوة السلاح، فإننا اليوم نخوض معركة البناء والتنمية بسلاح العلم والإنتاج، وأن مصر التي انتفضت دفاعًا عن كرامتها منذ عقود، لا تزال تمضي بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مستندة إلى تاريخ مجيد، وإرادة شعب لا يعرف المستحيل.