قال أحمد رزق، مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات» بالقاهرة، إن البرنامج يستكمل الشراكة الجادة مع مصر في مجالات التنمية الحضرية من خلال استضافة حدث المنتدى الحضري العالمي في الفترة من 4 لـ 8 نوفمبر المقبل، معرباً عن فخره بالتعاون الجاد مع مصر واهتمامها بقضايا التنمية المستدامة.

وأكد خلال مؤتمر صحفي وتدريبي موسع للصحفيين والإعلاميين المشاركين بالمنتدى الحضري العالمي، بالتنسيق بين وزارة التنمية المحلية ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات)، أن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يمتلك شراكات قوية مع مصر على مدار السنوات الماضية تتعلق ببرامج ومشروعات تنفذها مصر فيما يتعلق بالسياسات الحضرية والتشريعات والقوانين السياسية الخاصة بقضايا الإسكان والمدن المصرية، ويتم التعاون مع الهابيتات في كيفية الدفع بتحقيق النمو المتكامل في المدن.

وأشار أحمد رزق إلى أن «هابيتات» تتعاون مع مصر في مجالات التخطيط العمراني خاصة في المدن ذات الطبيعة الخاصة، بالإضافة إلى شراكات أخرى في المجالات التنموية والخدمات المتعلقة بالمياه والصرف.

وقال إن المنتدى الحضري العالمي، يمثل ثاني أكبر حدث أممي بعد قمة المناخ من حيث عدد الحضور والمشاركين فيه إذ من المتوقع مشاركة نحو 20 ألف شخص محلياً ودولياً في دورة المنتدى التي تستضيفها القاهرة ولأول مرة منذ 20 عاماً، كون تنظيم المنتدى يعود مرة أخرى للقارة الأفريقية ويقع الاختيار على مصر، كما يتم تنظيم الحدث في القاهرة وهي محافظة عريقة تاريخياً، ما يمنح المنتدى الحضري العالمي نوعاً من الاختلاف والتعدد والتنوع ويعكس أهمية التطور الحضرى فى مصر واهتمامها بقضايا التعمير والتنمية.

وعن البرنامج الخاص بالمنتدى، قال مدير مكتب «هابيتات» بالقاهرة، إن البرنامج يضم أكثر من 560 فعالية مهمة للغاية منها حوالى 60 إلى 70 فعالية رئيسية تشمل جلسة الافتتاح والجلسات الخاصة والدوائر المستديرة والتجمعات بالإضافة إلى الجلسات التي تناقش موضوعات وقضايا التنمية وتضم تمثيلا وزاريا رفيع المستوى.

وأضاف أحمد رزق أن المنتدى الحضري العالمي يركز على الاهتمام بأهداف التنمية المستدامة وكيفية تحقيقها، ويركز على الهدف المعني بالمدن والمجتمعات المستدامة كهدف رئيسى للتركيز على الموضوعات الخاصة بالمجتمعات والمدن المستدامة، خاصة أن 80% من الناتج الإجمالي العالمي يتم داخل المدن والتي تشمل قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة وكل ما تسهم به من توفير فرص للتشغيل والمساهمة في الحد من الفقر وتوفير الخدمات وضمان جودة الحياة، كما سيتناول المنتدى أيضاً موضوعات مهمة ترتبط بإشكاليات الربط بين الحضر والريف، بالإضافة إلى الأهداف الخاصة بالمساواة والإنتاج، إذ يضم المنتدى زخماً قوياً في فعالياته.

وتابع أنه سيتم تنظيم مجموعة من الفعاليات بالشراكة مع الجهات الوطنية ومحافظة القاهرة تحت عنوان أسبوع القاهرة الحضري وذلك قبل أسبوع واحد من بدء فعاليات المنتدى، لمناقشة جميع الموضوعات التي تمس التنمية الحضرية، وسيتم تنظيم "أسبوع القاهرة الحضري" بشكل تشاركي، إذ يضم فعاليات وأنشطة متنوعة وجولات ميدانية وسينما الحضر، فضلاً عن الأنشطة الخاصة لدمج جهود جميع المؤسسات والأفراد وفئات المجتمع وإبراز دورهم في عملية التنمية المستدامة.

وأعلن مدير مكتب «هابيتات» بالقاهرة، أنه سيتم تطوير عدة مناطق مهمة في منطقة الأسمرات يوم 13 نوفمبر المقبل بالشراكة مع محافظة القاهرة وصندوق التنمية الحضرية تخليداً لاستضافة مصر أحداث المنتدى، كما سيتم تنظيم يوم المدن العالمي كإحدى الفعاليات المهمة التي تنظم لأول مرة في الدولة نفسها التي تستضيف المنتدى، وستقام فعالياته يوم 31 أكتوبر في محافظة الإسكندرية لمناقشة مجموعة من الموضوعات المهمة بالتركيز على قطاع الشباب.

وصرح بأنه خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر ستكون هناك مجموعة من الفعاليات أهمها المكتبة الحضرية وهي منصة سيتم من خلالها إطلاق الدراسات والوثائق والمفاهيم التي تتناول القضايا الحضرية، بالإضافة إلى فعالية سينما الحضر وهي منصة تستعرض مجموعة من الأفلام التي تناقش قضايا الحضر، بالإضافة إلى فعالية الأمم المتحدة التي تضم شركاء التنمية وأنشطة أخرى تناقش التشبيك بين مختلف الأطراف الفاعلة محلياً ودولياً في قضايا التنمية، وإلى جانب ذلك سيقام المعرض الحضري وستتاح من خلاله فرص للمنظمات والدول التي تهتم بعرض أجندات أعمالها الخاصة على هامش المنتدى لطرح مناقشات مع الحاضرين والزائرين للمنتدى.

ووجه أحمد رزق، الشكر للحكومة المصرية التي تقوم على تنسيق وتنظيم أعمال الدورة الجديدة للمنتدى، ودعم فعالياته في مصر لأول مرة بما يعزز الدفع بأجندة التنمية المستدامة، مؤكداً أن المنتدى يمثل فرصة عملاقة لمصر لطرح التجربة العمرانية وتبادل الخبرات مع مختلف دول العالم من خلال منصات عمل رئيسية لتبادل الخبرات والحلول.

وتابع قائلاً: "المنتدى الحضري العالمي يأتي هذا العام بشعار (أن الحلول تبدأ من الداخل)" ليؤكد أن التعاون في قضايا التنمية الحضرية يأتي بالمواءمة مع الاحتياجات المحلية الراهنة، كما يتيح المنتدى السماح لجميع الأطياف والجهات والمنظمات الخاصة محلياً ودولياً للمشاركة، وتبادل الخبرات مع القطاع الخاص ورجال الأعمال ومنظمات الأعمال المدنية والمؤسسات الحكومية والدولية.

وينعقد المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر في توقيت يواجه فيه النظام متعدد الأطراف العالمي تحديات غير مسبوقة، ما يهدد التقدم الجماعي ويعقد التحديات المشتركة، وفي ذلك السياق، يمثل المنتدى فرصة فريدة لتجديد وتعزيز التعاون العالمي والاتفاق على ميثاق للمستقبل، إذ سينعقد قبل خمس سنوات فقط من الموعد النهائي المحدد لتحقيق أجندة 2030.

ويركز المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، كما سيناقش الإستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، وكذلك تسليط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.

وتتضمن الحوارات التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة للمجتمعات البشرية، والتي يديرها قادة الفكر والخبراء لتوفير مناقشات نشطة مع الجمهور، لتسليط الضوء على الفرص المتاحة لعقد اجتماعي متجدد يمكن من خلاله تحقيق توازن بين حقوق السكن والعدالة الاجتماعية، والتأكيد على أهمية التكيف المحلي والتخفيف والمرونة لضمان ازدهار المناطق الحضرية في المستقبل التي تواجه ظروفًا مناخية غير مسبوقة.

تجدر الإشارة إلى أن المنتدى الحضري العالمي قد تأسس عام 2001 من قبل الأمم المتحدة، وهو المؤتمر العالمي الأول حول التحضر المستدام، والمصمم لدراسة آثار التحضر السريع على المدن والمجتمعات والاقتصادات وتغير المناخ. 

ومنذ إنشائه، استضافت مدن في جميع أنحاء العالم المنتدى الحضري العالمي، حيث عقدت الدورة الأولى في نيروبي، عاصمة كينيا، عام 2002.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هابيتات التنمية الحضرية المنتدي الحضري العالمي الأسكان أهداف التنمية المستدامة أزمة الإسكان المنتدى الحضری العالمی التنمیة المستدامة التنمیة الحضریة الأمم المتحدة بالإضافة إلى مجموعة من أحمد رزق من خلال مصر فی مع مصر

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • محافظ المنوفية: دعم المستثمرين والتوسع في الإنتاج لتحقيق التنمية المستدامة
  • رئيس جامعة بنها يكرم خريجي الدفعة الأولى لـ مبادرة سفراء التنمية المستدامة
  • رئيس جامعة بنها: حريصون علي تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
  • «الفعاليات الاقتصادية بالدقم» رافد استثماري وأداة فعالة في التنمية المستدامة
  • مركز التنمية المستدامة بجامعة أسيوط يطرح برامج تدريبية ويعزز الشراكات المحلية والدولية
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • الإرشاد الزراعي ينفذ 86 حقلًا إرشاديًا في القليوبية لتعزيز التنمية المستدامة
  • وزير الاتصالات للمرأة في يومها العالمي: كل عام وأنتِ القوة التي تبني المستقبل
  • الهطالي: المرأة شريك في التنمية المستدامة