دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأ الثنائي، ريجينا وجون زدرافيتش، في التفكير بالحلم الإيطالي منذ أكثر من 20 عامًا، وذلك بعض أن شجعتهما صداقة نشأت مع طالبة تبادل إيطالية شابة قاما باستضافتها، مما جعلهما يفكران في المستقبل.

وآنذاك، لم يمتلك الزوجان من شمال غرب ولاية إنديانا الأمريكية أي وسيلة لمعرفة أنّ العملية ستأخذهما في رحلة بين القارات ستشمل الإحباط، والتشرد، والعثور على السعادة في وجهة غير متوقعة.

ونشأت علاقتهما القوية مع الطالبة في عام 2001، وذهبا لزيارتها في إيطاليا ثلاث مرات، حيث وقعا في حب البلاد.

"شيء مختلف" أراد الثنائي، ريجينا وجون زدرافيتش، عيش الحلم الإيطالي، ولكن تغير كل شيء.Credit: Regina Zdravich

مع اقترابهما من سن التقاعد، بدأ الزوجان، اللذان تزوجا منذ عام 1988، في التفكير بهذه المسألة بجدية أكبر.

وقالت ريجينا: "لقد عشنا في الولايات المتحدة طوال حياتنا، وأردنا تجربة شيء مختلف".

وبعد إجراء بعض الأبحاث، قرر كلاهما خوض التجربة، وشرعا في بيع منزلهما بأمريكا في عام 2017.

ومن ثم قام الزوجان بحزم بعض ممتلكاتهما الأساسية في صندوق، لشحنه إلى إيطاليا، والتخلص من كل ما يملكانه.

وغادر الثنائي الولايات المتحدة إلى إيطاليا في يناير/كانون الثاني من عام 2018، مع قطتهما "سونيا"، حيث قاما بالانتقال إلى شقة في ساليرنو بالقرب من نابولي. وشرعا في عملية طلب للحصول على تأشيرة الإقامة الاختيارية، والمعروفة أيضًا باسم تأشيرة التقاعد الإيطالية، وهي عبارة عن تصريح إقامة طويلة للمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يتمتعون بدخل محدّد ويرغبون بالإقامة في إيطاليا.

التحديات صورة لجون زدرافيتش في إسبانيا. Credit: Regina Zdravich

رُغم توفيرهما لأكبر قدر ممكن من الوثائق، إلا أنّ الثنائي وصفا العملية بكونها "كابوسًا مطلقًا"، ووصلا إلى عقبة كبيرة عندما طُلب منهما تقديم عوائد ضريبة الدخل الخاصة بهما إلى جانب الراتب التقاعدي.

وبعد إدراكهما أنّ الموافقة غير مرجحة بدون هذه الشروط، اختار الزوجان المحبطان إلغاء طلبهما، وطلبا إعادة جوازات سفرهما إليهما.

وفي هذه المرحلة، لم يكن لدى الزوجين، اللذين كانا يقيمان في شقق "Airbnb" في إنديانا وشمال ويسكونسن أثناء تقديم أوراقهما، أي مكان ليذهبا إليه حقًا.

وقالت ريجينا: "كنا بلا مأوى.. لم يكن لدينا منزل. ولا سيارة".

ولم يتأكدا من الخطوة التالية التي يجب اتخاذها، إذ اختارا العودة إلى إيطاليا في محاولة للتوصل إلى شيء.

وأثناء وجودهما هناك، طلب الزوجان المشورة من الأشخاص عبر الإنترنت والذين اختبروا مواقف مماثلة، واكتشفا أنّ بعض الذين كافحوا للحصول على الإقامة في إيطاليا اختاروا التقاعد في إسبانيا بدلاً من ذلك.

وبما أنّهما لم يعمدا إلى زيارة إسبانيا من قبل، قرّر كلاهما السفر إلى هناك لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما تصور العيش في البلاد.

وأثناء الزيارة، استأجر الثنائي شقة لمدة عام ليكون لديهما مكان للإقامة إذا سارت الأمور على ما يرام.

ومن ثم قررا العودة إلى الولايات المتحدة واستئجار شقة في شيكاغو أثناء تنظيم الأمور.

الانتقال إلى إسبانيا انتقل الثنائي إلى إسبانيا في عام 2018.Credit: Regina Zdravich

في أغسطس/آب من عام 2018، وبعد حوالي ثمانية أشهر من مغادرة الولايات المتحدة إلى إيطاليا، عاد الزوجان إلى إسبانيا لبدء حياتهما الجديدة.

وتسبب تغيير الموقع في حدوث الكثير من الارتباك خلال الأشهر القليلة الأولى من وجودهما في البلاد، خاصةً فيما يرتبط باللغة.

ولكن أعجبهما أسلوب الحياة الإسبانية، واستقرا في بلدة أوليفا الشاطئية الواقعة في منطقة فالنسيا.

ومن ثم قام الزوجان بشراء منزل مكوّن من ثلاث غرف نوم في بلدة جارسيا شمال شرق إسبانيا، في مقابل 184 ألف دولار تقريبًا في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018.

وجهة أرخص من أمريكا اشترى الثنائي منزلاً في إسبانيا مقابل 184 ألف دولار تقريبًا.Credit: Regina Zdravich

وجد الزوجان، ويحمل كلاهما الآن بطاقات إقامة طويلة الأجل، أنّ إسبانيا أفضل من أمريكا من ناحية الكلفة، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام في الخارج.

كما أشاد كلاهما بنظام الرعاية الصحية العام "المذهل" في البلاد.

ولكن هناك بعض الأشياء التي تُعتبر أغلى في إسبانيا، إذ أوضحت ريجينا: "نحن ندفع ضرائب دخل أكثر في إسبانيا ممّا كنا ندفعه في الولايات المتحدة". 

وتابعت: "لكنني أشعر أنّنا نحصل على الكثير مقابل ذلك.. فالطرقات في حالة ممتازة. وهناك الكثير من الخدمات الاجتماعية المتوفرة في حال الحاجة إليها".

ولم يعد الثنائي إلى ديارهما إلا بضع مرات منذ انتقالهما إلى إسبانيا بشكلٍ دائم،  إذ أكّدت ريجينا: "رغم أننا وضعنا آمالنا في إيطاليا، إلا أن الأمر سار بطريقةٍ أفضل في إسبانيا".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: رحلات الولایات المتحدة إلى إیطالیا إلى إسبانیا فی إیطالیا فی إسبانیا عام 2018

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمريكي يكشف: لهذا السبب لا تستطيع إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية

سرايا - قال مسؤول دفاعي أميركي، اليوم الاثنين، إن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية يتطلب قدرات جوية تمتلكها فقط الولايات المتحدة.

وأوضح المسؤول لمراسل "سكاي نيوز عربية" في واشنطن، أن إسرائيل تمتلك بدورها جزءا من هذه القدرات لكنها ستحتاج إلى دعم الولايات المتحدة في إتمام مثل هذه المهمة.

وكشف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن وزارة الدفاع الأميركية أبلغت القادة العسكريين الإسرائيليين عن تقييمها الإستخباراتي بشأن استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

وأضاف المسؤول أن محادثات قائد القيادة الوسطى الأميركية - سنتكوم الجنرال إيريك كوريلا مع القادة الإسرائيليين في اليومين الأخيرين في تل أبيب، كانت بناءة وتمحورت حول "الخطط الأكثر أهمية للردّ على الضربات الإيرانية الأخيرة".

وتابع المسؤول، أن التقييم الأميركي لضرب المنشآت النووية الإيرانية، لا يعني بالضرورة عدول إسرائيل عن تنفيذ هذه المهمة.

وأوضح المسؤول أن مواقع المنشآت النووية الإيرانية تحمل تعقيدات جغرافية كثيرة، فضلا عن تطلبها جولات عدّة من الضربات الجوية على مدى عدة أيام.

واعتبر المسؤول أنه من أصعب العمليات الجوية هو ضرب أهداف على مساحات جغرافية متباعدة وخصوصا إذا تواجدت في أماكن تحت الأرض.

وتأتي تصريحات المسؤول بعد ساعات من اتصال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، حيث تمّ إبلاغه وفقا لبيان البنتاغون أن واشنطن تحافظ على قدرات بالغة الأهمية في المنطقة للدفاع عن قواتها ودعم إسرائيل.

وقال غالانت لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن إسرائيل تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة بينما تستعد للرد على إيران، لكنها "ستتخذ قراراتها المستقلة" حول كيفية الرد.

ورغم أن الولايات المتحدة أكدت معارضتها لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، فإن غالانت قال إن إسرائيل "لم تستبعد أيا من خياراتها".

وفي ظل التباين الموجود في رؤيتي واشنطن وتل أبيب في الرد على إيران، تؤكد معلومات البنتاغون أن الرد الاسرائيلي على إيران آتٍ وسيكون أكبر من كل التوقعات.


مقالات مشابهة

  • الرشق: إبعاد “حماس” أو قادتها من غزة حلم “إسرائيلي” لن يتحقق
  • الرشق: إبعاد حماس أو قادتها من غزة هو حلم ووهم صهيوني لن يتحقق
  • الرشق: إبعاد “حماس” أو قادتها من غزة حلم “صهيوني” لن يتحقق
  • “كوينسي”: السياسات الأمريكية في البحر الأحمر فشلت وسط استنزاف مالي وأهداف غير واضحة
  • تحليل استخباراتي: هكذا فشلت إسرائيل ونجحت حماس.. ماذا عن حزب الله؟
  • ماذا لو قصفوا مفاعل بوشهر ؟
  • مسؤول أمريكي يكشف: لهذا السبب لا تستطيع إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية
  • كيف شق أمريكي طريقه لتعليم اللغة الإنجليزية لسكان جزيرة في إسبانيا؟
  • صرخة من القلب: صحفي أمريكي يُحرق نفسه في تظاهرة تضامنية مع غزة