في خضم السباق العالمي نحو الطاقة النظيفة، تخطو مصر بخطواتٍ واثقة نحو مستقبلٍ مستدام عبر مشروعات طموحة في قطاع الهيدروجين الأخضر. وبينما يشهد قطاع الطاقة تحولًا عالميًا، تبرز مصر كلاعب رئيسي في السعي نحو تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية، وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، باستثمارات ضخمة وبنية تحتية متطورة، بهدف التحوّل إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، ما يفتح أبوابًا جديدة للنمو الاقتصادي، ويعزز مكانتها في سوق الطاقة العالمي.

فكيف تسهم هذه الخطوات في رسم ملامح المستقبل الطاقي لمصر؟ وما الفرص التي تلوح في الأفق لمستثمري الهيدروجين الأخضر؟

تحقيق الاستدامة من قطاع الهيدروجين

تعمل وزارة البترول والثروة المعدنية في الوقت الحالي على زيادة الاستثمارات الموجه نحو الهيدروجين الأخضر، وتذليل العديد من العقبات التي قد تواجه المستثمرين في هذه القطاع، خصوصًا أنّه أصبح في الوقت الحالي أحد طرق تحقيق الاستدامة، وتحويل مصر لمركز إقليمي وعالمي لتداول الطاقة الجديدة والنظيفة، خاصة الهيدروجين، وفق بيانات الوزارة.

أبرز طرق الدولة في التحول الطاقي

ويعتبر الهيدروجين الأخضر أحد أبرز طرق الدولة في التحول الطاقي الآمن للطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية، وتوافر مصادر الطاقة اللازمة، تماشياً مع خطة مصر للتحول تدريجيًا نحو استخدام مصادر الطاقة الخضراء والمتجددة.

وتعتبر الطاقة النظيفة من أهم الاتجاهات العالمية الحديثة التي تهدف إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، والحد من التلوث البيئي في مصر، ويظهر هذا الاتجاه من خلال التركيز على تطوير مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتشجيع استخدامها في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية. 

من جهته، قال عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية وتغير المناخ، إنّ الهيدروجين الأخضر سيكون الأكثر استخدامًا واستدامة خلال عام 2030، وهو ما سيساهم في حدوث انفراجات كبيرة في الاقتصاد المصري، وجذب الكثير من الاستثمارات في مشروعات الهيدروجين الأخضر، خصوصًا مع تقديم الدولة العديد من المحفزات للمصنعين والمستثمرين على استخدام الهيدروجين الأخضر، بدلا من الوقود التقليدي.

ووفق استراتيجية الهيدروجين الأخضر التي تتبناها الدولة المصرية وفق البيانات الرسمية، فإنّ من المتوقع أن تتراوح الاستثمارات المتوقعة في هذا القطاع بين 113 و149 مليار دولار، والتي تُعد فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد المصري، ودعمه بمصادر دخل جديدة ومستدامة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهيدروجين الهيدروجين الأخضر قطاع الهيدروجين وزارة البترول والثروة المعدنية إنتاج الهيدروجين الأخضر الطاقة النظيفة والمتجددة الهیدروجین الأخضر

إقرأ أيضاً:

صرح علمي متكامل.. بحوث الصحراء برأس سدر ركيزة التنمية المستدامة والأمن المائي في سيناء ​

شهدت محطة بحوث جنوب سيناء التابعة لمركز بحوث الصحراء زيارة تفقدية موسعة اليوم الخميس.
​ضم الوفد الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ و علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي؛ والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف؛ والدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء؛ واللواء ناصر فوزي، رئيس المركز الوطني لاستخدامات أراضي الدولة.


​تدشين مركز التميز وبنك الجينات.. نقلة نوعية في الأمن الغذائي


​استعرض الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أهمية المحطة التي تُعد من أحدث المحطات البحثية وتخدم المجتمع السيناوي بإجراء الأبحاث التطبيقية في مجالات المياه والزراعة والإنتاج الحيواني، بما يتناسب مع البيئة الجافة والموارد المحدودة. وتضم المحطة قطاعات بحثية متخصصة أبرزها: قطاع تحلية ومعالجة المياه، وقطاع الإنتاج الحيواني والداجني، وقطاع الإنتاج النباتي.
​شهدت الزيارة افتتاح مشروعين استراتيجيين يمثلان نقلة نوعية في التنمية بالمنطقة:
​مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه: يُعد منصة متقدمة لدراسة حلول مبتكرة لتحلية المياه الجوفية والمالحة باستخدام الطاقة الشمسية. يهدف المركز إلى توطين تكنولوجيا التحلية في مصر، ودعم التوجه نحو تعظيم الاستفادة من الموارد المائية وتحقيق مبدأ انعدام التصريف السائل.
​البنك الإقليمي للجينات: من المكونات الاستراتيجية للمحطة، ويختص بجمع وحفظ وتوثيق الموارد الوراثية النباتية والحيوانية الفريدة في سيناء. ويهدف البنك إلى صون التنوع البيولوجي المصري وتوفير المادة الوراثية اللازمة لبرامج التحسين الوراثي، بما يعزز الأمن الغذائي على المدى الطويل.
​رؤية الدولة لتنمية سيناء والأمن الغذائي
​أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الدولة تولي أولوية كبيرة لتنمية شبه جزيرة سيناء، تنفيذًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال التوسع في مشروعات البنية التحتية، والتنمية الزراعية، ومعالجة وتحلية المياه. وأشارت إلى أن إنشاء بنك الجينات خطوة رائدة تتوافق مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة وأحدث النظم العالمية في حفظ الأصول الوراثية.
​من جانبه، أكد السيد علاء فاروق، وزير الزراعة، أن محطة بحوث جنوب سيناء تمثل "صرحًا علميًا متكاملاً" يدعم التنمية المستدامة، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بتعزيز دور البحث العلمي التطبيقي لخدمة المجتمعات المحلية. وأضاف الوزير أن افتتاح مركز التميز والبنك الإقليمي للجينات يأتي ضمن خطة وطنية طموحة لربط الأبحاث العلمية بالاحتياجات الفعلية، مؤكدًا: "العلم هو الطريق نحو تنمية سيناء وتحقيق الأمن الغذائي والمائي لمصر".
​وأوضح فاروق أن البنك الإقليمي للجينات يُعد خطوة استراتيجية لحماية الموارد الوراثية البرية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، خاصة في ظل التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية، إذ سيعمل على تجميع وتوصيف وحفظ الأصول المهددة بالانقراض، مما يضمن الاستغلال المستدام للموارد المصرية.
​كما أشاد وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، بالجهود المبذولة في مجال حفظ الموارد الوراثية وتنمية البحوث الزراعية، مؤكدًا أن هذا المشروع يعكس رؤية الدولة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، ويدعم قيم العمل والإنتاج والعلم من منطلق وطني وديني.
 

طباعة شارك جنوب سيناء محطة رأس سدر صرح علمي

مقالات مشابهة

  • صرح علمي متكامل.. بحوث الصحراء برأس سدر ركيزة التنمية المستدامة والأمن المائي في سيناء ​
  • الطاقة النظيفة تتحدى البنية المتعبة في شوارع العاصمة
  • السعودية.. فيديو رد عادل الجبير عمن يطالبون باستخدام الهيدروجين الأخضر يشعل تفاعلا
  • تعاون بين «آر آي كيو» و«مصدر» لتعزيز حلول نقل المخاطر لمشاريع الطاقة النظيفة
  • مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا
  • استثمارات سنغافورية بقيمة 210 ملايين دولار لإنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر في مصر
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير أوزبكستان لبحث سبل دعم وتعزيز التعاون والاستثمار
  • سلطنة عمان تواكب التحوّل الأخضر في مسار التمويل العالمي
  • مشروعات نوعية في الطاقة النظيفة
  • "هاكثون الابتكار الأخضر" يستكشف الحلول المستدامة في إعادة تدوير المخلفات