في مثل هذا اليوم 13 أغسطس 1976، وقعت مذبحة تل الزعتر التي قام بها الجيش السوري و اللبناني بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر في لبنان شرق بيروت .

السعودية تُعين أول سفير لها لدى فلسطين بيان رسمي يوضح حقيقة قرار تجميد بث تلفزيون لبنان

وتحل اليوم الذكرى الـ47 على مجزرة تل الزعتر، التي بدأت بحصار استمر 52 يوماً في مخيم "تل الزعتر" شمال بيروت، دُك خلالها بأكثر من 55 ألف قذيفة، حصيلتها 4280 شهيداً، غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وآلاف الجرحى وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين.

 

مذبحة مخيم تل الزعتر

تمثل مذبحة مخيم تل الزعتر، واحدة من أسوأ صفحات الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 واستمرت زهاء 15 عاما.

 

بعد بداية الحرب الأهلية، في العام 1975، اندلعت اشتباكات متفرقة بين القوات اللبنانية "المسيحية المارونية" والفلسطينيين، فبدأت الميليشيات المسيحية بوضع نقاط تفتيش في مرفأ بيروت، بعدها اندلعت اشتباكات عنيفة أدت إلى انقسام بيروت إلى شرقية وغربية، وبشكل مفصل أكثر، الشرقية خاضعة للمسيحيين والغربية مختلطة مع أكثرية إسلامية، أما المنطقة الشرقية من بيروت فكانت محاطة بمخيمات فلسطينية.

 

في 18 يناير  1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة "الكرنتينا" ذات الأغلبية المسلمة، والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية، ويسكنها أكراد، وسوريون، وفلسطينيون، وقتلت الميليشيات المسيحية 1500 من سكان تلك المنطقة.

 

بعد تلك الحادثة، فرضت القوات اللبنانية المسيحية المارونية الحصار على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، والذي بدأ في شهر يناير  1976، ولكن المسألة لم تقف عند الحصار، فقد بدأت القوات المارونية بشن هجوم على المخيم في 22 يونيو من العام ذاته، بعد ستة أشهر من الحصار، وشمل الهجوم أيضاً مخيم جسر الباشا وحي التبعة اللبناني، نُفذ الهجوم بالصواريخ والقذائف، التي ساقطت كالمطر "دون مبالغة" على المخيم من الفجر إلى غياب الشمس على مدى اثنين وخمسين يومًا متتالية، وقدر الخبراء عدد تلك القذائف بـ 55 ألف قذيفة.

 

اقتحام مخيم جسر الباشا 

وتمكنت القوات اللبنانية من اقتحام مخيم جسر الباشا وحي التبعة في نهاية تموز 1976، وارتكبوا جرائم إبادة، وتمكنت قوة الردع العربية من عقد اتفاق بين القوات اللبنانية والمقاتلين الفلسطينيين يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين من المخيم لتتكفل بهم قوة الردع العربية والصليب الأحمر اللذان سيزودانهم بوسائل النقل اللازمة.

 

في السابع من اغسطس  1976، غدرت القوات المارونية اللبنانية بالفلسطينيين الذين كانوا متحصنين في تل الزعتر، وذلك عندما فتحت ميليشيات القوات اللبنانية المسيحية المارونية النار على جميع سكان تل الزعتر، وهم يغادرون المخيم عزلا من السلاح وفقا للاتفاق، فقتلوا بضعة مئات، ودخلت مجموعة من القوات اللبنانية إلى داخل المخيم، وأخذوا في إطلاق النار على كل من يصادفونه، وقامت مجموعة أخرى بإيقاف الناقلات التي تراكم فيها الناجون على الحواجز المنصوبة على الطرقات، ويقتلون من بداخلها بطرق بوحشية أو يقتادونهم إلى جهات مجهولة، أحد شهود العيان قال "إنه شاهدهم يربطون شاباً بين شاحنتين وكل شاحنة مشت في اتجاه".

 

في أواخر يونيو من العام ذاته، بدأ حصار مخيم تل الزعتر من الجيش السوري، والقوات المارونية اللبنانية، التي تتألف من: حزب الكتائب بزعامة بيير الجميل، وميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة كميل شمعون، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجيه، وميليشيا حراس الأرز، وكان يقطن في المخيم 20 ألف فلسطيني، و15 ألف لبناني مسلم، وبلغت شدة الحصار أن طلب سكان المخيم فتوى من الشيوخ تحلل لهم أكل جثث القتلى حتى لا يموتوا جوعاً.

 

في 14 اغسطس ، سقط مخيم تل الزعتر، فدخلته الكتائب وارتكبت فيه عملية إبادة، وبقر لبطون الحوامل وهتك للأعراض عدا عن ذبح الأطفال والنساء والشيوخ، وحدث الشيء نفسه في مخيم جسر الباشا ومنطقة "الكارنتينا".

 

قدر عدد الضحايا في المذبحة بثلاثة آلاف فلسطيني، ويذكر عدة مؤرخين من بينهم اليهودي إسرائيل شاحاك، وآخرون، أنه خلال الحصار حظيت القوات المسيحية بدعم كامل من إسرائيل وأمريكا.

 

بعد المجزرة قامت الجرافات التابعة للقوات اللبنانية بتسوية المخيم بالأرض، وما زال الدمار في المخيم قائمًا إلى اليوم ولا يسمح بإعادة بنائه، وتشتت سكان تل الزعتر في عدد من المناطق اللبنانية خاصة البقاع وبعلبك، ثم انتقلوا إلى منطقة الدامور الساحلية القريبة من بيروت؛ إلا أنهم هجروا منها مرة أخرى بعد الاجتياح الإسرائيلي، وانتهى بهم الأمر أن أقاموا مساكن من صفائح التنك على أرض مجاورة لمخيم البداوي وأطلقوا على المخيم الجديد اسم "مخيم تل الزعتر" باعتبار أن سكانه من مهجري تل الزعتر، ويسكن في هذا المخيم بحسب تقدير السكان ما يقارب من ثلاثة آلاف شخص، ولا تعترف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا" بهذا المخيم، بحجة أنها ولا تستطيع أن تقدم خدماتها، إلا لذلك المخيم الشرعي المهدوم.

 

وتجدر الإشارة إلى أن مخيم تل الزعتر تأسس عام 1949 بعد عام على النكبة، ويقع في المنطقة الشرقية الشمالية من مدينة بيروت، ومساحته كيلومتر مربع واحد.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مرفأ بيروت الفلسطينيين لبنان

إقرأ أيضاً:

في كورسك الروسية.. اشتباكات بين قوات كورية شمالية وأوكرانية

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، مساء الثلاثاء، أن قوات من كوريا الشمالية خاضت اشتباكات ضد قوات أوكرانية تقاتل في منطقة كورسك الروسية، حسبما نقلته عن مسؤولين أميركي وأوكراني.

وقال المسؤول الأوكراني الذي لم تكشف الصحيفة هويته، إن الاشتباك كان محدودا، ورجح أنه كان يهدف إلى استكشاف الخطوط الأوكرانية بحثا عن نقاط ضعف. 

وأضاف المسؤول الأوكراني، أن القوات الكورية الشمالية قاتلت جنبا إلى جنب مع لواء روسي.

وذكرت وكالة رويترز، أنه لم يتسن لها حتى الآن التحقق من صحة التقرير.

وقال البنتاغون، الاثنين، إن عدد القوات الكورية الشمالية في منطقة كورسك زاد بنحو ألفي جندي، ما يرفع إجمالي عددهم في المنطقة المتاخمة لأوكرانيا إلى نحو عشرة آلاف عنصر.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، للصحفيين "نعتقد أن العدد الإجمالي لقوات جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية في روسيا... قد يكون أقرب إلى نحو 11 إلى 12 ألف جندي" مع "ما لا يقل عن 10 آلاف منهم حاليا في منطقة كورسك".

وكان مسؤولون أميركيون كبار قد قدروا، الأسبوع الماضي، عدد جنود بيونغ يانغ في كورسك، حيث تشن القوات الأوكرانية هجوما بريا منذ أغسطس وتسيطر على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي الروسية، بنحو 8 آلاف من إجمالي 10 آلاف عنصر في روسيا.

وأضاف رايدر أنه يتوقع إرسال قوات كورية شمالية أخرى في روسيا إلى كورسك أيضا، لكنه لفت إلى أن البنتاغون لا يستطيع في هذه المرحلة تأكيد التقارير التي تفيد بدخول تلك القوات القتال.

وعزّزت روسيا وكوريا الشمالية تحالفهما السياسي والعسكري مع استمرار الحرب في أوكرانيا، ويثير احتمال إرسال بيونغ يانغ قوات للمشاركة في القتال ضد القوات الأوكرانية قلقا دوليا.

مقالات مشابهة

  • الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني إلى ثلاثة آلاف شهيد
  • مجزرة في مخيم الشاطئ.. طائرات الاحتلال تستهدف مدرسة للنازحين
  • جراء استهداف سيارة.. استشهاد وإصابة 10 مدنيين وعسكريين من اليونيفيل بـ صيدا اللبنانية
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • مسيرات إسرائيلية تحلق في أجواء العاصمة اللبنانية ومحيط مرفأ بيروت
  • في كورسك الروسية.. اشتباكات بين قوات كورية شمالية وأوكرانية
  • الصحة اللبنانية: 15 شهيداً في مجزرة جديدة للعدو الإسرائيلي بقصفه منزلاً في بلدة برجا
  • عشرات الشهداء والمصابين والمفقودين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • الصحة اللبنانية: حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تتجاوز 3 آلاف قتيل