47 عامًا على مجزرة تل الزعتر.. آلاف الشهداء والمفقودين
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
في مثل هذا اليوم 13 أغسطس 1976، وقعت مذبحة تل الزعتر التي قام بها الجيش السوري و اللبناني بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم تل الزعتر في لبنان شرق بيروت .
السعودية تُعين أول سفير لها لدى فلسطين بيان رسمي يوضح حقيقة قرار تجميد بث تلفزيون لبنانوتحل اليوم الذكرى الـ47 على مجزرة تل الزعتر، التي بدأت بحصار استمر 52 يوماً في مخيم "تل الزعتر" شمال بيروت، دُك خلالها بأكثر من 55 ألف قذيفة، حصيلتها 4280 شهيداً، غالبيتهم من المدنيين والنساء والأطفال وكبار السن، وآلاف الجرحى وقصص مرعبة لعمليات الذبح الجماعية للاجئين.
مذبحة مخيم تل الزعتر
تمثل مذبحة مخيم تل الزعتر، واحدة من أسوأ صفحات الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 واستمرت زهاء 15 عاما.
بعد بداية الحرب الأهلية، في العام 1975، اندلعت اشتباكات متفرقة بين القوات اللبنانية "المسيحية المارونية" والفلسطينيين، فبدأت الميليشيات المسيحية بوضع نقاط تفتيش في مرفأ بيروت، بعدها اندلعت اشتباكات عنيفة أدت إلى انقسام بيروت إلى شرقية وغربية، وبشكل مفصل أكثر، الشرقية خاضعة للمسيحيين والغربية مختلطة مع أكثرية إسلامية، أما المنطقة الشرقية من بيروت فكانت محاطة بمخيمات فلسطينية.
في 18 يناير 1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة "الكرنتينا" ذات الأغلبية المسلمة، والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية، ويسكنها أكراد، وسوريون، وفلسطينيون، وقتلت الميليشيات المسيحية 1500 من سكان تلك المنطقة.
بعد تلك الحادثة، فرضت القوات اللبنانية المسيحية المارونية الحصار على مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، والذي بدأ في شهر يناير 1976، ولكن المسألة لم تقف عند الحصار، فقد بدأت القوات المارونية بشن هجوم على المخيم في 22 يونيو من العام ذاته، بعد ستة أشهر من الحصار، وشمل الهجوم أيضاً مخيم جسر الباشا وحي التبعة اللبناني، نُفذ الهجوم بالصواريخ والقذائف، التي ساقطت كالمطر "دون مبالغة" على المخيم من الفجر إلى غياب الشمس على مدى اثنين وخمسين يومًا متتالية، وقدر الخبراء عدد تلك القذائف بـ 55 ألف قذيفة.
اقتحام مخيم جسر الباشا
وتمكنت القوات اللبنانية من اقتحام مخيم جسر الباشا وحي التبعة في نهاية تموز 1976، وارتكبوا جرائم إبادة، وتمكنت قوة الردع العربية من عقد اتفاق بين القوات اللبنانية والمقاتلين الفلسطينيين يقضي بخروج المدنيين والمقاتلين من المخيم لتتكفل بهم قوة الردع العربية والصليب الأحمر اللذان سيزودانهم بوسائل النقل اللازمة.
في السابع من اغسطس 1976، غدرت القوات المارونية اللبنانية بالفلسطينيين الذين كانوا متحصنين في تل الزعتر، وذلك عندما فتحت ميليشيات القوات اللبنانية المسيحية المارونية النار على جميع سكان تل الزعتر، وهم يغادرون المخيم عزلا من السلاح وفقا للاتفاق، فقتلوا بضعة مئات، ودخلت مجموعة من القوات اللبنانية إلى داخل المخيم، وأخذوا في إطلاق النار على كل من يصادفونه، وقامت مجموعة أخرى بإيقاف الناقلات التي تراكم فيها الناجون على الحواجز المنصوبة على الطرقات، ويقتلون من بداخلها بطرق بوحشية أو يقتادونهم إلى جهات مجهولة، أحد شهود العيان قال "إنه شاهدهم يربطون شاباً بين شاحنتين وكل شاحنة مشت في اتجاه".
في أواخر يونيو من العام ذاته، بدأ حصار مخيم تل الزعتر من الجيش السوري، والقوات المارونية اللبنانية، التي تتألف من: حزب الكتائب بزعامة بيير الجميل، وميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة كميل شمعون، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجيه، وميليشيا حراس الأرز، وكان يقطن في المخيم 20 ألف فلسطيني، و15 ألف لبناني مسلم، وبلغت شدة الحصار أن طلب سكان المخيم فتوى من الشيوخ تحلل لهم أكل جثث القتلى حتى لا يموتوا جوعاً.
في 14 اغسطس ، سقط مخيم تل الزعتر، فدخلته الكتائب وارتكبت فيه عملية إبادة، وبقر لبطون الحوامل وهتك للأعراض عدا عن ذبح الأطفال والنساء والشيوخ، وحدث الشيء نفسه في مخيم جسر الباشا ومنطقة "الكارنتينا".
قدر عدد الضحايا في المذبحة بثلاثة آلاف فلسطيني، ويذكر عدة مؤرخين من بينهم اليهودي إسرائيل شاحاك، وآخرون، أنه خلال الحصار حظيت القوات المسيحية بدعم كامل من إسرائيل وأمريكا.
بعد المجزرة قامت الجرافات التابعة للقوات اللبنانية بتسوية المخيم بالأرض، وما زال الدمار في المخيم قائمًا إلى اليوم ولا يسمح بإعادة بنائه، وتشتت سكان تل الزعتر في عدد من المناطق اللبنانية خاصة البقاع وبعلبك، ثم انتقلوا إلى منطقة الدامور الساحلية القريبة من بيروت؛ إلا أنهم هجروا منها مرة أخرى بعد الاجتياح الإسرائيلي، وانتهى بهم الأمر أن أقاموا مساكن من صفائح التنك على أرض مجاورة لمخيم البداوي وأطلقوا على المخيم الجديد اسم "مخيم تل الزعتر" باعتبار أن سكانه من مهجري تل الزعتر، ويسكن في هذا المخيم بحسب تقدير السكان ما يقارب من ثلاثة آلاف شخص، ولا تعترف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا" بهذا المخيم، بحجة أنها ولا تستطيع أن تقدم خدماتها، إلا لذلك المخيم الشرعي المهدوم.
وتجدر الإشارة إلى أن مخيم تل الزعتر تأسس عام 1949 بعد عام على النكبة، ويقع في المنطقة الشرقية الشمالية من مدينة بيروت، ومساحته كيلومتر مربع واحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مرفأ بيروت الفلسطينيين لبنان
إقرأ أيضاً:
مخيم مجاني لأسر الشهداء في هيئة مستشفى الصماد بعمران
الثورة نت/..
دشن محافظ عمران الدكتور فيصل جعمان ووكيل الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء شرف أبوطالب اليوم المخيم الطبي المجاني السنوي لأسر الشهداء في المحافظة للعام 1446هـ.
ويضم المخيم الذي ينظمه مكتب الصحة وفرع هيئة رعاية أسر الشهداء بهيئة مستشفى الصماد، كافة التخصصات الطبية والعلاجية والجراحية والخدمات التشخيصية.
وفي التدشين الذي حضره مدراء مكتب الصحة الدكتور محمد الحوثي وفرع هيئة الشهداء بالمحافظة إبراهيم النونو ورئيس هيئة مستشفى الصماد الدكتور عبد الغني فارس ونائب رئيس الهيئة الدكتور حميدان علي، أشار المحافظ جعمان، إلى أن المخيم يأتي في إطار إحياء الذكرى السنوية للشهيد لتقديم خدمات طبية وعلاجية لأسر الشهداء ابتداءًا من الفحص والمعاينة وانتهاءَا بالعمليات.
ونوه بجهود الكوادر الطبية والعاملين في المخيم على اهتمامهم ورعايتهم لأسر الشهداء ممن قدّم ذويهم تضحيات جسيمة في الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله.
ودعا محافظ عمران الشركات الدوائية والمستشفيات إلى المساهمة في توفير الأدوية للمخيم المجاني الذي يحتاج للدعم، معتبرًا إقامة المخيم أقل واجب تجاه أسر الشهداء التي قدّمت فلذات أكبادها ذودًا عن الوطن وأمنه واستقراره.
من جهته أشاد رئيس هيئة مستشفى الصماد فارس بجهود كل من ساهم في تدشين المخيم لتخفيف معاناة أسر الشهداء عرفانًا بما قدمه ذويهم من تضحيات في سبيل الله والوطن.
في حين أكد وكيل هيئة رعاية أسر الشهداء أبو طالب ومدير فرع الهيئة بالمحافظة إبراهيم النونو إلى أن المخيم الذي يتزامن مع ذكرى سنوية الشهيد تتضمن فعاليات ومشاريع ومنها مشاريع الإحسان التي تستهدف أسر الشهداء.
فيما أوضح مدير مكتب الصحة الحوثي، أن تدشين المخيم يأتي تنفيذًا لتوجيهات قيادة وزارة الصحة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد.
ولفت إلى أن المخيم الذي يستهدف أسر الشهداء لمعالجة الحالات الوافدة من المديريات لإجراء التشخيص لها والعمليات الجراحية وتوفير لها كافة الأدوية والرعاية الصحية، مؤكدًا أن الحالات التي لا يستطيع المستشفى التعامل معها سيتم إحالتها لمخيمات العاصمة صنعاء.
واعتبر الدكتور الحوثي، تقديم الخدمات الطبية من القطاع الصحي يتزامن مع ذكرى سنوية الشهيد في إطار التكافل الاجتماعي وتعزيز العناية بالجانب الخيري والإغاثي والإنساني، والاهتمام بأسر الشهداء، مشيدًا بتفاعل الأطباء والاستشاريين في المشاركة بالمخيم لتقديم خدمات طبية وعلاجية لأسر الشهداء.