عودة رئيس حزب البشير تثير مخاوف المعارضة وخلافات الحزب تطفو للسطح
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
الخرطوم- أثارت عودة إبراهيم محمود حامد، المكلف برئاسة حزب المؤتمر الوطني "الحاكم سابقا"، الذي تزعمه الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، مخاوف خصومه، الذين عدّوها خطوة نحو عودته إلى السلطة، في حين يعتقد مراقبون أن توقيتها مرتبط بخلافات تنظيمية في الحزب.
وكانت ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 قد أطاحت بحزب المؤتمر الوطني والبشير، لكن وقبل 40 يوما من الإطاحة به نقل البشير سلطاته الحزبية إلى نائبه المعين حديثا حينها أحمد محمد هارون، وعقب اعتقاله في أبريل/نيسان 2019 كلّف الحزب وزير الخارجية إبراهيم غندور برئاسته، ثم آلت الرئاسة مؤقتا إلى إبراهيم محمود إثر اعتقال غندور في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أقر اجتماع مشترك بين مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء قانون "تفكيك نظام الإنقاذ"، ونص القانون على حل حزب المؤتمر الوطني، وحذفه من سجل التنظيمات والأحزاب السياسية في السودان، فضلا عن حل مجمل الواجهات التي كان يستخدمها والمنظمات الأخرى التابعة له، أو لأي شخص أو كيان مرتبط به، ومصادرة ممتلكاته وأصوله لصالح الدولة.
لكن الحزب المحلول استعاد نشاطه في العامين الأخيرين عبر مظلات مختلفة، قبل أن يعاود العمل باسمه، وصار يصدر بيانات ويحدد مواقفه بصورة علنية.
ولدى وصوله إلى مطار بورتسودان مساء السبت، استقبل إبراهيم حامد العشرات من قيادات حزبه ورموزه في السودان، بعدما أمضى أكثر من 13 شهرا خارج البلاد، وخلال مخاطبته الحضور، حيا حامد القوات المسلحة والمشتركة في دارفور، وقال إنها تخوض معركة بقاء السودان، وأثنى على وقوف السودانيين خلف جيشهم.
كما قلل من المخاوف الغربية والأميركية بشأن أوضاع السودان، مؤكدا أنه إذا توحّد أهل السودان فلن تصيبهم مشكلة، ورأى التحدي في أن ينتصر الجيش في معركته وأن يتوافق أهل السودان وقواه السياسية على إدارة شؤونهم.
وقال رئيس حزب المؤتمر الوطني إن الشعب السوداني لن ينخدع مرة أخرى بـ"قصص وحواديت" المعارضة، من شاكلة أن "مشكلة البلد في الكيزان"، (أي الإسلاميين)، وأن بذهابهم سيتحسن الوضع، وتابع "براكم شفتوا الحصل شنو" (لقد رأيتم ما حصل).
وأضاف حامد أن "عز الأمة بالإسلام وليس عند إسرائيل، التي طبّعت الحكومة السابقة علاقتها معها"، وأضاف أن "العالم يعترف بالأقوياء"، مستدلا بحركة طالبان في أفغانستان التي وصفها بأنها "دوخت الولايات المتحدة ودفعتها صاغرة للتفاوض معها"، على حد قوله.
تحذير واستنكارمن جانبه، حذر المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بكري الجاك من عودة حزب المؤتمر الوطني، واعتبر ذلك مؤشرا خطيرا يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية وإطالة أمد الحرب.
وقال في تصريح له إن "ظهور إبراهيم محمود حامد بمدينة بورتسودان يؤكد أن كوادر المؤتمر الوطني ومليشياته بدأت ترتب للعودة لحكم البلاد بعد إشعالها الحرب"، مشيرا إلى أن تحركاتهم الأخيرة تؤكد ذلك "حتى لو كانت في ولاية واحدة".
وفي السياق ذاته، قال خالد عمر يوسف نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني إن ظهور حامد في بورتسودان وحاكم ولاية سنار السابق أحمد عباس مع شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش في جبل موية يعد إعلانا من الحزب المحلول بالعودة إلى السلطة.
وأشار خالد عمر في منشور على منصة "إكس" إن "ظهور قيادات المؤتمر الوطني المحظور يعني أن هذه الحرب هي حرب النظام البائد للعودة إلى السلطة، على حساب أرواح الشعب وتدمير البلاد"، وتابع قائلا "يريدون جني ثمار المعركة التي أشعلوها قبل أن ينقشع غبارها، وهذه هي الحقيقة التي لن تستطيع أبواق التضليل الإعلامي حجبها".
أما مبارك أردول، رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية والقيادي في قوى الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية، فقال إنه كان يتوقع أن يعتذر إبراهيم محمود حامد خلال خطابه للشعب السوداني، عن أخطاء نظامهم، في إنشاء وصناعة قوات الدعم السريع.
ودعا أردول حزب المؤتمر الوطني إلى إجراء مراجعات وتقييم لتجربته في الحكم، والتقدم للحوار مع القوى السياسية. واعتبر أن الحوار مع الإسلاميين خطوة ضرورية للبناء الوطني، كما دعا قوى الثورة لمراجعة الأخطاء التي ارتكبتها للإقرار بها وتصحيحها.
تسوية الخلافاتمن جهته، قال قيادي في حزب المؤتمر الوطني للجزيرة نت إن عودة إبراهيم حامد طبيعية، وإن حزبهم في أفضل حالاته، وبات قريبا من المواطن السوداني أكثر من أي وقت مضى منذ مغادرته السلطة، "بعدما اكتشف المواطن أنه تعرض لظلم ولحملة إعلامية مسعورة من خصومه ومن وراءهم من قوى إقليمية".
وبحسب حديث القيادي في المؤتمر الوطني -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- فإن الحزب تجاوز ما تعرض له، وأجرى مراجعات ستعرض نتائجها على الشعب، وأنه سيسعى إلى توافق مع القوى الوطنية "بعدما استطاع الجيش، وخلفه الشعب عبر المستنفرين والمقاومة الشعبية، من إحباط مخطط خارجي، استخدم قوات الدعم السريع لاختطاف البلاد".
وقلّل القيادي من المعلومات الرائجة عن خلافات في داخل الحزب، واعتبر التباين في التقديرات أو أي خلل تنظيمي يمكن تسويته عبر مؤسساته، مؤكدا أن التعقيدات التنظيمية ليست مرتبطة بأشخاص وإنما فرضتها الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد والحزب.
بيد أن الكاتب الإسلامي ووزير الإعلام السابق في ولاية النيل الأبيض عبد الماجد عبد الحميد رأى أن عودة إبراهيم محمود حامد مرتبطة بخلافات "مكتومة في كابينة قيادة المؤتمر الوطني".
وفي حديثه للجزيرة نت، يكشف الكاتب أن "الخلاف حول الشرعية"، حيث يعتبر هارون مكلفا بقيادة الحزب من قبل مجلس الشورى قبل اعتقاله، ثم كلف المجلس لاحقا إبراهيم محمود برئاسة الحزب أيضا. ويحمّل عبد الحميد أحد الرجلين -دون تسميته- مسؤولية التردد وعدم الإمساك بزمام الأمور، حيث كان أحدهما في الداخل والآخر في الخارج، ودعاهما إلى حوار عميق لمعالجة ما حدث.
ووفقا للمتحدث، فإن قواعد الحزب بقيت تعمل بعقل جمعي، وتصدت للمخاطر المحدقة بالبلاد، وتجاوزت المحطات الصغيرة، وشاركت في احتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وحاليا تشارك في القتال في مواجهة قوات الدعم السريع رغم عدم رغبة العسكر وحلفائهم السياسيين في السلطة بذلك، وسعيهم لإبعادهم عن المشهد السياسي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب المؤتمر الوطنی إبراهیم محمود حامد إلى السلطة
إقرأ أيضاً:
إنطلاق فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الوطني للنشء بأسيوط
شهد اللواء دكتور هشام أبوالنصر محافظ أسيوط، إنطلاق فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الوطني للنشء "تحت شعار "بناء جيل" بمركز شباب أبنوب والذي تنظمه الإدارة العامة لرعاية الموهوبين والمبدعين وإدارة تنمية النشء بمديرية الشباب والرياضة بأسيوط بمشاركة 1000 من الطلائع والنشء تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة واللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط لتأهيل وتدريب النشء من المرحلة العمرية من 12: 18 عاماً بعدد من المهارات اللازمة لصقل بناء الشخصية والعمل على بناء وعيهم بصورة سليمة والتي تؤهلهم للمشاركة في الأنشطة العامة والمؤتمرات الدولية ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
جاء ذلك بحضور المحاسب عدلي أبو عقيل السكرتير العام للمحافظة، وأحمد السويفي وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط، وسوزان محمد على رئيس مركز ومدينة أبنوب، والمهندس خميس محمد وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، والمهندس عصام عبد الظاهر وكيل وزارة الإسكان بأسيوط، والشيماء عبد المعطى وكيل مديرية التضامن الإجتماعي بأسيوط، وعاطف محمد معاون وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط، وعنتر سعيد مدير إدارة تموين أبنوب، ومدير إدارات الشباب والرياضة بالمراكز، ولفيف من الشباب والنشء.
واستقبلت فرق الزهرات بمركز شباب أبنوب، المحافظ ومرافقوه قبل أن يبدأ اللقاء بالسلام الجمهوري تلاها تلاوة آيات من الذكر الحكيم للطليع محمد أحمد عبد العزيز ثم كلمات الحضور الذين رحبوا بالمشاركين والضيوف والنشء المشاركين ثم عرض فيديو للمبادرة الرئاسية "حياة كريمة " وفقرة عرض مبادرة " لسه وردة " عن زواج القاصرات وفقرات شعرية للطليع عدي.
وأبدى المحافظ، سعادته بهذا التجمع من النشء الذين يعتبرون أمل الغد وشباب المستقبل لتحدث التنمية المستدامة التي تعمل الدولة على تحقيقها تنفيذاً لرؤية مصر 2030، وسد الفجوات التنموية وتحقيق العدالة الإجتماعية موجهاً الشكر والتقدير لوزارة الشباب والرياضة على تنظيم المؤتمر الوطني للنشء تحت شعار "بناء جيل" والمبادرات الرئاسية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية فكل التحية والتقدير لرئيس الجمهورية لما يقوم به من إنجازات خاصة في ملف بناء الإنسان المصري وتنمية النشء والشباب فطلائع مصر هم من سيجنون ثمار الجمهورية الجديدة وعليهم مسؤولية مشاركة وطنهم في هذه النهضة من خلال التعرف على المشاريع التي تنفذ في كل مكان من أرض مصر وذلك في سبيل تنمية مشاعر الولاء والانتماء لوطنهم وخلق جيل قادر على الحفاظ على تلك المكتسبات مؤكداً على دعمه لتنظيم مثل تلك اللقاءات الشبابية والندوات والفعاليات المتنوعة لصقل خبرات ومواهب الشباب وتشكيل الوعي لدي النشء للمشاركة في بناء وتنمية المجتمع.
وأوضح وكيل وزارة الشباب والرياضة بأسيوط ـ خلال كلمته ـ أن فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر الوطني للنشء تحت شعار "بناء جيل" بمركز شباب أبنوب شارك بها 1000 طليع وطليعة وذلك لخلق جيل واع بقضايا وطنه وقادر على مواجهة التحديات مشيراً إلى محاور مثل تلك الفعاليات والتي منها دور النشء في خدمة المجتمع، الهوية الأسرية ودور النشء داخل الأسرة، الأمن القومي بالإضافة إلي إنجازات الدولة المصرية مؤكداً على أهمية بناء النشء في خلق جيل جديد قادر على مواجهة التحديات واستكمال مسيرة التنمية التي تشهدها مصر خلال الآونة الأخيرة.
وحرص المشاركون على التقاط الصور التذكارية مع المحافظ ومسئول الشباب والرياضة مبديين سعادتهم بالمشاركة في المؤتمر واستفادتهم من المحاضرات والنقاشات التي تمت.