«ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا».. جملة ذكرها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، في قصيدة حملت العنوان ذاته، وهو ما وجدت فيه الفلسطينية «حنين فرحات» ضالتها، بعد أن نزحت من غزة إلى مصر، هربا من ويلات الحرب التي جعلت الحياة في غزة أمر أبعد من المستحيل.

وسط قاهرة المعز، وبين أهل مصر المضيافين، وجدت «حنين» عزاؤها في أن تحيا وتدعم أسرتها المكونة من 16 فردا، مستعينة في ذلك بمهاراتها في الطبخ وبالأكلات التراثية الفلسطينية، وبدأت مشروعا يكفيها للإنفاق على أسرتها، ويقيها شر العوز.

تراث الطهي الفلسطيني

بحسب تقرير أذاعته قناة القاهرة الإخبارية وعنوّنته بـ«مقيمة في مصر.. فلسطينية تحافظ على تراث الطهي الفلسطيني وتنظم ورش للطبخ»، فإنّ «حنين» وصلت إلى مصر في 9 مارس الماضي، هربا من ويلات الحرب على غزة، وبدأت مشروعها المنزلي في مصر قبل 4 أشهر، حيث أنشأت صفحة «مطبخ حنين» أو «حنين كيتشن» عبر منصة إنستجرام.

ورش طبخ ومشروع طهي

لم تكتفي «حنين» التي جاءت إلى مصر بصحبة زوجها وأطفالها وعائلتها بصفحة المطبخ التي تروّج من خلالها لبيع أطباقها التراثية، وبدأت تنظيم ورش طبخ لمن يرغب في تعلم طهي الأكلات الفلسطينية: «ورش الطبخ جذبت الكثير من السكان المصريين والأجانب الذين يريدون تعلم وصفات الأطباق التقليدية الفلسطينية».

رغم مرور عام كامل على الحرب، لا زالت «حنين» تحلم بالعودة إلى أرض الوطن، وتحلم بإحلال السلام ولم الشمل، قائلة إنّ حلمها يبدأ من مشروعها الذي يحيي الأكلات الفلسطينية التراثية: «ما نفعله محاولات لإبقاء الهوية الفلسطينية على قيد الحياة رغم محاولات التهويد التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة الاحتلال

إقرأ أيضاً:

عن الوثيقة في كتب التراث العماني

كان للتأليف عند العمانيين في العصر الإسلامي وما تلاه مناهج وطرائق، ولهم في استمداد المعارف مسالك ومشارب، ومع أن التراث العماني لم يخرج جلُّه عن قالب علوم الشريعة الإسلامية التي يتصدّرها الفقه، لكنْ لم يَحُل ذلك دون تعدد مصادر التأليف التي اتكأ عليها المصنِّفون وأخذوا منها. والحق أن المكتوب من المصادر كان موازيًا للمروِيّ، لكن المصادر المكتوبة كانت الغالب مما اعتمده أرباب التأليف لا سيما أولئك الذين صنّفوا الكتب المطوّلة في الفقه وعلم الكلام. ومن تلك المصادر المكتوبة ما يمكن أن نطلق عليه اليوم مصطلح "الوثائق"، وهي بمفهومها البسيط أوعية عليها كتابة لإثبات حق، أو نقل خبر، أو بيان حال، أو ما شابه ذلك مما يقتضي التوثيق لمن يقع المكتوب في يده في الحال أو المستقبل، وهذا بطبيعة الحال ليس تعريفًا اصطلاحيًا بقدر ما هو تفسير بلغة خاصة. وقد عُرِف اصطلاح الوثيقة في التراث العُماني منذ زمن بعيد، ومما دلَّ على ذلك نقل أبي المنذر سلمة بن مسلم العوتبي (ق5هـ) في كتاب الضياء أن أهل الجاهلية كانوا يكتبون الوثائق.

على أنه قد يكون المراد بالوثائق فيما ذكره العوتبي ليس مطابقًا للتعريفات المعاصرة، لكن الاصطلاح اليوم ينطبق إلى حد بعيد على المكاتبات أو المراسلات، والحجج الشرعية نحو الأحكام والصكوك والوصايا وما في حكمها. وهذه الأصناف من الوثائق رغم أن الحال يقتضي أن تبقى في أيدي أصحاب العلاقة ثم من يأتي بعدهم، نُقِل بعض منها في كتب الفقه في سياقات متعددة أبرزها النوازل والجوابات الفقهية، أو سياق الاستدلال الفقهي، أو مما زاده المطالِعون والنُّسّاخ والمعلقون. وبالمثل انتشر نقل الوثائق التي يدخل بعضها في مفهوم (السِّيَر) مثل عهود الحكّام إلى ولاتهم وعمّالهم، أو رسائل العلماء إلى بعضهم، وكل ذلك داخل أيضًا في باب ما يُعرَف بالسياسة الشرعية.

على أن الكثير من الوثائق بكل أشكالها نُقِلَتْ في المخطوطات ضمن ما يُعرَف بـ "خوارج النص"، سواء بخطوط النسّاخ أو بأيدي من جاء بعدهم، فأصبح بعضها في حكم النصوص المستقلة ضمن مجموع، ولها أمثلة كثيرة فيما وصلنا من مخطوطات، وقد تعرَّضت لهذا المبحث في كتاب (المخطوط العماني – التاريخ والتقاليد).

أما عن قيمة المنقول من الوثائق في كتب التراث العماني فحسبنا إن علمنا أن تلك الكتب غدت مصادر وحيدة لتلك الوثائق التي يرجع بعضها إلى أزمنة لم تصلنا منها أصول وثائقية قَطّ، أو بقي قليل نادر يرجع إلى عصور لاحقة.

وليس بعجيب أن يشتغل الدارسون برصد واستقراء الوثائق المنقولة في كتب التراث الإسلامي عامة، فهناك عشرات الدراسات التي عُنِيت بالوثائق التفتت إلى ما نُقِل في الكتب المصنَّفَة من وثائق، ولعل من أبرز أمثلتها دراسة محمد حميد الله (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) التي يقول في مقدمتها: "وإذا كانت أصول الوثائق قد ضاعت فقد حفظ لنا رواة الحديث والمؤرخون جملة صالحة منها كما يظهر ذلك في تذكرة المصادر التي ألحقناها بهذا الكتاب".

وفي هذه السلسلة نود أن نتعرّض لأمثلة من الوثائق التي تحفل بها الكتب العمانية، مع محاولة اكتناه ما تتضمنه من دلالات تاريخية حضارية، واستقراء ما تدور حوله من قضايا، وما وردت فيه من سياقات. ونكاد نزعم أنه لو جُمِع شتات تلك الوثائق لتشكّلت موسوعة وثائقية كبيرة، ولغدت مرتعًا لدراسات التاريخ والحضارة وفروع أخرى من العلوم الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للأحياء البرية
  • فون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسيا
  • وزارة الصحة تحيي “يوم شهيد الصحة”
  • فون دير لاين تحذّر أوروبا: "استعدوا للأسوأ"
  • فون دير لاين: نحتاج بشكل عاجل إلى إعادة تسليح أوروبا
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحيي تذكار استشهاد القديس أوسابيوس ابن واسيليدس الوزير
  • تقنين العمل أون لاين بمشروع القانون الجديد .. تفاصيل التطبيق
  • بعد طرده من البيت الابيض.. فون دير لاين لـ زيلينسكي: أنت شجاع ولست وحدك
  • عن الوثيقة في كتب التراث العماني
  • تكريزة رمضان: عادة دمشقية عريقة تحيي التراث وتجمع الأهل والأصدقاء