هل تنتزع غرف الطوارئ في السودان جائزة نوبل للسلام؟
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
مع اشتداد الحرب الأهلية في السودان منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، برزت غرف الطوارئ كمصدر للأمل في ظل هذه الأوقات العصيبة، وسط أهوال الحرب والدمار، أصبحت هذه الغرف تُجسِّد الإنسانية والصمود، مُقدِّمةً يد العون في أصعب اللحظات لإنقاذ حياة ملايين السودانيين.
وفي خضم تصاعد العنف، لم تقتصر مهام غرف الطوارئ على الاستجابة للأزمة، بل تحوّلت إلى طوق نجاة يمد يد المساعدة لمئات الآلاف من النازحين والمحتاجين.
وفي 3 أكتوبر 2024، أعلن معهد أبحاث السلام في أوسلو، عن ترشيح غرف الطوارئ السودانية لجائزة نوبل للسلام للعام 2024، واصفًا إياها بأنها “رمز للأمل والصمود” في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إنسانية حادة. أشار البيان إلى أن هذه الغرف لعبت دورًا رئيسيًا في تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية لملايين السودانيين، بما في ذلك الرعاية الطبية للنازحين والفئات الأكثر ضعفًا.
وأكد البيان كذلك على التضحيات الجسيمة التي يقدمها المتطوعون الذين يخاطرون بحياتهم يوميًا لتقديم المساعدة في مناطق النزاع. فمن خلال جهودهم، تمكنوا من منع انتشار المجاعة والأمراض، وتقديم الحماية المدنية، مما يعكس “قوة التضامن الإنساني وأهمية العمل الإنساني”.
ودعا المعهد المجتمع الدولي للاعتراف بهذه الجهود الاستثنائية ودعم ترشيح غرف الطوارئ لجائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن منحها هذه الجائزة سيعزز من الروح الإنسانية ويدعم الشعب السوداني في مواجهته للتحديات الراهنة.
تأسّست غرف الطوارئ في أعقاب اندلاع الحرب، حيث توقّفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل. تعمل هذه الغرف بالتنسيق مع كوادر طبية متخصصة لتقديم العلاج والرعاية، وتنظيم عمليات الإجلاء، بالإضافة إلى توفير الطعام والماء. ومع كل ذلك، تمثل هذه الغرف نموذجًا حيًا للتحدي والصمود في وجه الدمار.
وقد لخّصت هذه الشهادات جهود غرف الطوارئ في تقديم الدعم الطبي والإنساني للسودانيين في أصعب الأوقات، حيث لعبت دورًا حاسمًا في الحفاظ على الأرواح في ظل غياب النظام الصحي الطبيعي.
أمل، 33 عامًا، من الخرطوم، سردت لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” تجربتها قائلة: “كنت في منتصف الطريق إلى المستشفى عندما بدأ القصف. لم أكن أعرف كيف أصل أو حتى أين يمكنني الذهاب. تم نقلي إلى غرفة طوارئ محلية أقامتها مجموعة من المتطوعين في حي مجاور. هناك حصلت على الرعاية الطبية والعلاج اللازم حتى استقرت حالتي”.
وختمت حديثها لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” بالقول: “غرف الطوارئ لم تكن مجرد جدران، بل كانت قلاعًا تحمي الأرواح. كانت ضوءًا يشق طريقًا نحو النجاة في ظلام الحرب الدامس”.
محمود، 45 عامًا، من أم درمان، قال لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “عندما اندلعت الاشتباكات، فقدنا الاتصال بالعالم الخارجي. لم يكن لدينا أطباء ولا أدوية، وكنا نخشى على حياتنا. سمعت عن غرفة طوارئ محلية قريبة من منزلنا، وتمكّنت من إيصال والدتي المصابة هناك. لم يكن لديهم الكثير من الإمكانيات، لكنهم أنقذوا حياتها بالعلاج الأولي والرعاية”.
وأضاف: “بين أصوات القذائف والخوف الذي يخنق الأنفاس، كانت هناك أيادٍ ممدودة بالأمل. غرف الطوارئ كانت ملاذنا، حيث تعلّمنا أنّ الحياة دائماً تملك فرصة جديدة”.
سعاد، 27 عامًا، من جنوب دارفور، ذكرت لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “هربنا من قريتنا بعدما اشتد القتال، وكنا نمشي لساعات طويلة بدون طعام أو ماء. في النهاية وصلنا إلى منطقة آمنة، حيث كانت هناك غرفة طوارئ تديرها منظمة إغاثة دولية. قدموا لنا الطعام والدواء وساعدونا على إيجاد مأوى مؤقت”.
وأضافت: “لم تكن غرف الطوارئ مجرد مكان لتلقي العلاج، بل كانت شعاع ضوء في عتمة الحرب. كل جرح كان يحمل قصة، وكل شفاء كان يحمل وعدًا بغدٍ أفضل”.
وتقول هناء من الخرطوم لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “عندما تُغلق الأبواب أمامنا، نجد في قلوبنا قوةً لا توصف. وفي غرف الطوارئ، نجد الحياة تمتد بين أيدينا، حتى في أحلك اللحظات”.
وتضيف: “حتى حين تهزمنا الظروف ونتوه في الظلام، تكون هناك أماكن صغيرة، كغرف الطوارئ، تنبض بالحياة. تلك الأماكن لا تنقذ الجسد فقط، بل تحيي الروح وتعيد إلينا إيماننا بالإنسانية”.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لـ العربیة نت غرف الطوارئ هذه الغرف
إقرأ أيضاً:
سودان أبو القدح
عندما كان نظام البشير و الكيزان من خلفه في السودان يحذر أو يتوعَّد أو يهدد بأن سُقوطه يعني أن يُستباح السودان علَّه كان صادق! لكنهم كانوا يخوِّفوننا من حملة السلاح من الحركات المسلحة التي كانوا في حرب معها. ليتجلى أن من إستباح السودان بعد سقوطهم كانت تلك المليشيات التي صنعوها هم و غرسوها فينا من الجنجويد!
فهل هذا يعني أن نظام البشير هم من إستباحنا!
و سؤال أن أين اختفى الثعلب الشيخ علي عثمان طه؟ أليس هو بمثابة كبير و مفتي و مرشد جماعة القصر ما بعد المفاصلة مع شيخهم الترابي؟
لماذا لم يظهر له أي تصريح أو تعليق أو حتى الشماتة فيما حدث و يحدث للسودان من استباحة؟!
حتى قائد جناح الصقور نافع لم نسمع له من إفادة؟
الحقيقة التي أضرَّت بسودان ما بعد الثورة و أصابته في مقتل كانت متمثلة في ضعف شخصية رئيس الوزراء المختار الدكتور حمدوك و تواجده بين خبث و دهاء أكثر قيادة قوى الحرية و التغيير من حوله. تلك القيادات المدنية التي حاولت التلاعب بالعسكر و زعيم الجنجويد في سبيل الإنتقام من الكيزان كلهم فتسببوا دون قصد أو تعمد منهم في إشعال فتيل الحرب بين الجيش و الدعم السريع!
عندما تفكر في أن قيادة الجيش قبل البرهان سمحت للدعم أن يتمدد و جاء عبد الفتاح فاتحاً لها البلاد كلها و رافعاً من قدر زعيمها ثم نتذكر تصريحات البرهان و من معه من قادة الجيش كباشي و العطا و الحسين و إبراهيم و غيرهم في المدح و الثناء بل التغزل في حميدتي و قبلهم البشير فعلها و هو يعلن أنه هو حمياته الخاصه نستغرب أن كيف إنقلبت المحبة بينهم إلى حرب الخاسر فيها هو السودان و شعبه أولاً و أخيراً!
الإستغراب الذي يجعلك زاهداً في أن تصدق حقيقة أن الحق هو الذي اختلفوا جميعاً عليه!
فهم شركاء كانوا من قبل جميعاً في السلطة ثم اختلفوا على السلطة ليتقاتوا فيها! و إن ظن البعض أن المشكلة كانت في فترة دمج المليشيات في الجيش و مصير زعيمها فهل كان الأمر يستحق و يستدعي إشعال الحرب في السودان و استباحة أهله و تعريضه للتمزق و التقسَّم؟!
و طول فترة الحرب نفسها و ما أحدثته قيادات الفرق و المناطق من انسحابات و تسليم بلا دفاع عنها في أولها و تفرج باقي القطاعات و الولايات على سقوط الولايات جاراتها و اشتعال الحرب و العدوان و التقتيل و هتك الأعراض و السرقة على أهلهم فيها بينما ظلوا يُعلنون جاهزيتهم لصد أي عدوان عليهم و عليهم فقط!
و لماذا يساند و يدعم شيطان العرب ابن زايد أبو ظبي مليشيات التتار و الجنجويد في حربها على السودان؟
ماذا يريد هذا العاهر من شعب السودان؟
و أي جبروت يعيشه هذا الواهم يجعله يتدخل بأموال شعبه يصرفها يشتري بها الذمم الرخيصة و الأنظمة الأرخص من دول و مجالس و تنظيمات و هيئات يجعلها ضد السودان؟!
و لماذا قادة الجيش و هم من بعدها ظلوا يؤكدون أن السودان يخوض حرباً عليه من جهات عدة إقليمية و دولية لماذا لم يردوا الصاع صاعين على تلك الجهات و الدول؟! نعم لماذا لم يشعلوا الحرب عليهم أيضاً و ينقلوها لتشملهم و ليذوقوا نيرانها و معنى أن تتعرض الشعوب المسالمة للغدر و الإستباحة؟!
لماذا استرخص قادة حركات قحت و تقدم و قادة الجيش أن يستباح السودان دماء و أرواح و أعراض و أموال و أرض شعبه بواسطة مليشيات من جنجويد كلهم شاركوا في صناعتها و تمجيدها و مصافحتها و الجلوس معها و الأكل بل و النوم معها!
لماذا يريدون منا جميعاً من كيزان و قحت و جنجويد و دعامة و قيادة جيش أن نصدق أنهم هم وحدهم من يخافون على السودان و شعبه و يعرفون حريصون على مصلحته؟!
إذا من الذي استباح السودان إذاً!
****
(مع نفسك)
و الرجال مواقف؛ نعم الرجال.
و المقاومة في غزة تضرب للبشرية و الإنسانية و التاريخ أنموذج الرجولة الحق و البسالة و التضحية.
غزة العزة و فلسطين التي نحبها لأنها فلسطين الحياة.
و يا شعب فلسطين الأبي العزيز الكريم الثابت الصامد نشتاقكم في الله.
*
يومها و طوال أيام حرب التطهير في غزة و لأهلها تجلت للعالم عورات الصهاينة من غرب و عجم و عرب بأفعالهم قبل أقوالهم. من غلق للحدود لخنق غزة و إسقاط للمعونات من الجو و إطلاق التصاريح من تنديد و لطم و شجب و قهر لشعوبهم و منع للتظاهر أو حتى حمل الأعلام أو لبسها.
و منهم من كان يسدد عن طيب خاطر فواتيرها الحرب و يرسل الدعم بضائع و سلاحاً إلى حليفه الغاصب القاتل الصهيون.
كان أكثرهم ينتظر سقوط المقاومة في غزة و هم من حمقهم أو خبثهم أو هو جهلهم أو سوء عملهم و نياتهم لا يعلمون أن المقاومة هناك هي الحياة.
و يعيش الشهداء و تنتصر المقاومة.
*
الخيانة لا تصنع منك بطل و لا رجل. و العرب الأنظمة فيها من الخونة طوال التاريخ ما يضحك و يبكيك و يفجعك!
أنصاف رجال و أشباههم تبيع أعراض أهلها و شعوبها و أوطانها في سبيل كراسي الحكم و عروش السلطة. بل و تبيع نفسها إن تطلب منها أو إشترط عليها أو توجب!
أنظمة من الكرتون تنتفخ فيها السلطة بالبطش و القهر و الطغيان حتى من الفجر تتفجر!
أتعرفون كيف تميزون الخونة من بيننا؟
نعم من عجزوا عن إنقاذ إخوتنا و أهلنا في الإسلام و في العروبة و في الإنسانية في كل مكان و إن كان خلف حدودهم و جوارها و حتى داخلها و إن كانوا من لحمهم و دمهم!
لن تخلدك في الحياة خيانتك. ستموت حتماً و إن هربت منا فهناك الحساب يا الضعيف ينتظرك.
و في فلسطين “منظمة” لحركة تحكم و على زعاماتها قبل زعاماتنا صهاينة خونة!
*
و نكتب أن استباحة السودان ما كانت لتحدث لو لم يك في السودان الخونة.
و نرسل التعليقات هنا و هناك نسجلها رسائل من كتابات و قصاصات و خواطر سنوات لنا كنا نحذر! تعبنا.
و جموع كانت ترد بسباب و التشكيك و الجدل و الشتائم. و صدقت “مدننا” فماذا نحن من الكتابة إستفدنا!
لأنا في زمن لا يرى و يسمع و يحترم إلا القوة. و القوة مال أو جاه أو سلطة من سلاح و جماعه.
و التاريخ شاهد على أن كل من وثق في من لا أصل له و لا فصل غدر به و استباحه و خانه!
قادة الجيش الذين سلموا أمانة السودان و أهلهم لصعاليك مليشيات الجنجويد بعد أن كبرهم قائد الجيش الساقط عمر البشير فتمرد قطاع الطرق طمعاً من زعيمهم في السلطة و بتحريض من شيطان العرب و تحريش من بعض قاصري العقل و النظر و النخوة من جموع قحت و استباحوا دماء و أعراض أهل السودان لأنهم مقاطيع أصل لا نسب و لا أم و أخت لا أهل و لا بلد لهم.
القادة الذين تهاونوا من قبل في قلع جذور تلك المليشيات المغروسة في أرض السودان كالسرطان كرهاً و غصباً. و الذين تأخروا عن إطلاق لجام قوات الشعب السودانية المسلحة و أسودها لتفترس المطاليق الرعاع أولئك. ثم يتنادون بيننا أن الحرب فرضت عليهم فرضاً و غدراً! نفس القادة الذين تعاجزوا عن الرد على داعمي التمرد و في أرضهم و عند أهلهم و العين بالعين و الدم بالدم و “العرض” و في القصاص حياة.
لكن الله سبحانه موجود و بعونه السودان ينتصر.
*
مرارات كثيرة كتبنا عنها و شاركنا بها و سجلناها هنا و هناك في صحيفة “الراكوبة” و “سودانايل” و موقع “سودانيز أونلاين” و تواجد كان يغلق في كل مرة في تويتر!
كلمة حق و شهادة في الله كانت ؛
لكن… الحمد لله على كل حال.
فالإسلام يعود غريباً؛
و طوبى للغرباء.
mhmh18@windowslive.com
محمد حسن مصطفى