ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أنه "وفي أول خطبة جمعة يلقيها منذ اغتيال قائد فليق القدس السابق قاسم سليماني، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إن "محور المقاومة" هزم إسرائيل و"أعاد النظام الصهيوني إلى الوراء 70 عامًا"، وحث المسلمين من أفغانستان إلى اليمن ومن إيران إلى غزة واليمن على الاستعداد للتحرك ضد إسرائيل".


وبحسب الموقع، "رغم إعلانه النصر، فإن إيران تواجه معضلة استراتيجية نتيجة للخسارة المذهلة التي مني بها حزب الله للسلطة في لبنان. فقد كان حزب الله الوكيل القوي لطهران في العالم العربي لعقود من الزمان، حيث عمل بمثابة قناة اتصال بين إيران والشعب الشيعي في العالم العربي والجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة. وبالنسبة لدولة غير عربية مثل إيران، كانت لغة حزب الله وعرقه أداة أساسية في تأسيس "محور المقاومة" وربطه. في الأسبوع الماضي، انهارت هيبة حزب الله وقوته الصلبة بشكل كبير نتيجة لاغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، والمزيد من الاغتيالات في سلسلة القيادة العسكرية، وانهيار واضح للاتصالات، والضربات الواسعة النطاق التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية على قواعده وأصوله. ومع هذا التحول في الحظوظ، إلى أين تتجه إيران من هنا؟"
رأى الموقع أن "الغزو الإسرائيلي للبنان دفع أكثر من مليون شخص، معظمهم من المناطق التي يسيطر عليها حزب الله، إلى البحث عن ملجأ في أجزاء أخرى من البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فر حوالى 76 ألف لبناني إلى سوريا إلى جانب 200 ألف لاجئ سوري إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. إن الكارثة السياسية والاقتصادية التي كان لبنان يعيشها قبل اندلاع الأعمال العدائية هي في الأساس نتيجة لنفوذ حزب الله الاستغلالي في السياسة والمجتمع اللبناني. وسوف تتطلب إعادة إعمار حزب الله استثمارًا كبيرًا في الوقت والموارد، وهو ما قد لا تتمكن إيران من تحمله، خاصة في ظل أزماتها الاقتصادية".
وتابع الموقع، "لكن طهران لديها أدوات أخرى في جعبتها الإقليمية وقد تتجه قريبا إلى استبدال الدور المهيمن الذي كان يلعبه حزب الله. وربما تكون قوات الحشد الشعبي الشيعية في العراق مرشحة لهذا المنصب، ولكن الطابع المجزأ للمجموعة يجعلها أقل قوة. وربما يكون الحوثيون في اليمن الخيار الأكثر إيجابية بالنسبة لإيران. إن الهجوم الإيراني على إسرائيل بـ 181 صاروخاً الأسبوع الماضي يوفر لمحة عن الكيفية التي قد تغير بها إيران استراتيجيتها. أولاً، أظهر الهجوم استعداداً للمخاطرة بالانخراط بشكل أكثر مباشرة في المواجهات العسكرية، حتى أن خامنئي اعترف بأن إيران ستضرب إسرائيل مرة أخرى إذا لزم الأمر. ومع إصرار إسرائيل على الرد بقوة، يبدو أن دورة من تبادل الضربات، والتي قد تتصاعد إلى صراع أوسع نطاقاً أو حتى حرب واسعة النطاق، أصبحت وشيكة بشكل مثير للقلق".
وأضاف الموقع، "في هذا السيناريو، قد يكون أسلوب إيران في الحرب بالصواريخ البعيدة المدى بمثابة نموذج للحوثيين، الذين، على النقيض من حزب الله، لا يتمركزون على حدود إسرائيل. وقد أظهر الحوثيون بالفعل قدراتهم في العمليات في البحر الأحمر، ومن خلال تبني استراتيجية قائمة على الصواريخ، يمكنهم توسيع نطاقهم وزيادة قيمتهم كوكيل لطهران في الصراع الأوسع ضد إسرائيل. وعلى النقيض من الحشد الشعبي المجزأ، فإن الحوثيين يشكلون فصيلاً أكثر تماسكا وهيكلا قياديا موحدا، على غرار حزب الله، وتأسسوا بدعم من الحرس الثوري الإسلامي. ويدير الحوثيون فعليا أجزاء كبيرة من اليمن، وأظهروا براعتهم العسكرية من خلال استهداف المصالح الأميركية والأوروبية في البحر الأحمر، وتهديد منافسي إيران الإقليميين، مثل المملكة العربية السعودية، وحتى مهاجمة الموانئ الإسرائيلية بصواريخ بعيدة المدى".
وبحسب الموقع، "هناك عامل حاسم آخر يتمثل في روسيا، إذ تنظر موسكو إلى الحوثيين باعتبارهم أصولاً استراتيجية في ظل تصعيدها لاستفزازاتها تجاه الغرب. وتوفر العلاقة الناشئة بين الحوثيين وروسيا لإيران فرصة فريدة لتعزيز نفوذها الإقليمي. ومن خلال التحالف مع روسيا، تستطيع طهران أن تمارس ضغوطاً أكبر على منافسيها في المنطقة وتستغل موقف الحوثيين لتعطيل المصالح الأميركية والأوروبية والإسرائيلية. وقد يمكّن هذا التحالف إيران أيضاً من التنسيق بشكل أكثر فعالية مع موسكو بشأن الأهداف الجيوسياسية الأوسع نطاقاً، مثل مواجهة النفوذ الغربي في الشرق الأوسط وتقويض النظام العالمي".
وختم الموقع، "بالتالي، فمن السابق لأوانه أن نستنتج ما إذا كان تراجع حزب الله سيقلل من نفوذ إيران في المنطقة، ولكن من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تحول في الاستراتيجية. وإذا حصل الحوثيون على دعم روسي كبير، فقد يثبتون أنهم شركاء أكثر فائدة. والواقع أن الكيفية التي تتعامل بها الولايات المتحدة وحلفاؤها مع الحوثيين اليمنيين وتهديدهم للممر المائي الحيوي في البحر الأحمر تشكل سؤالاً سوف يكتسب أهمية متزايدة في المستقبل".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقرير أمريكي يكشف عن تفاصيل جديدة في تفجيرات أجهزة البيجر بلبنان

كشفت صحيفة أمريكية عن تفاصيل جديدة في تفجيرات البيجر في لبنان منتصف سبتمبر الماضي، أوضحت من خلاله كيفية حدوث العملية التي شنتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وكيف وصلت تلك الأجهزة اللاسلكية إلى عناصر حزب الله؟

متى بدأت عملية تفجير البيجر؟

وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين مطلعين على عملية أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان، فإن فكرة تلك العملية العسكرية ظهرت للمرة الأولى منذ أكثر من عقد وتم التجهيز لها، إلا أن مناقشات دخولها حيز التنفيذ بعد تنفيذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، ووقتها كان الوضع هادئا على الحدود الشمالية مع لبنان.

وأضاف التقرير، أن جهاز الاستخبارات «الموساد» عمل لسنوات على اختراق حزب الله من خلال المراقبة الإلكترونية والمخبرين البشريين، ولكن حزب الله كان أكثر حرصا، حيث رفض الاعتماد على الهواتف المحمولة العادية حتى لا تتحول إلى أجهزة التنصت وتتبع تسيطر عليها إسرائيل، وهكذا بدأت تتبلور فكرة استهدام أجهزة البيجر وهي أجهزة لاسلكية محصنة، حيث إنها لا تستقبل اتصالات ويصعب تعقبها.

وتابع بأن الموساد استخدم بعض الحيل التي من شأنها أن تدفع حزب الله إلى شراء أجهزة تبدو مثالية، وهي اختيار مُعدات تم تصميمها من الموساد تجميعها في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

بدء خطة الاختراق لحزب الله

وكشف التقرير أن الموساد بدأ في إدخال الجزء الأول من الأجهزة اللاسلكية المفخخة إلى لبنان منذ أكثر من عقد، وتضم حزم بطاريات كبيرة الحجم، ومتفجرات مخفية تتيح لدولة الاحتلال الوصول الكامل إلى اتصالات حزب الله.

وعلى مدار الـ9 سنوات الماضية، اكتفت دولة الاحتلال بالتنصت على حزب الله، مع الاحتفاظ بخيار تحويل أجهزة الاتصال اللاسلكية إلى قنابل، لكن بعد ذلك بدأت فكرة جديدة وهي اختيار أجهزة البيجر مزودة بتفجيرات قوية.

كيف وصلت أجهزة البيجر لحزب الله؟

وتابع التقرير بأن حزب الله كان حذرا من أن يتعامل مع أجهزة لاسلكية من أمريكا أو إسرائيل، لذلك بدأت في البحث عن دول لا تربطها علاقات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي شركة التجارية التايوانية التي تحمل اسم أبولو.

وأضاف المسؤولون أن الشركة التايوانية لم تكن على علم بالخطة، حيث كان هناك وسيط موثوق لحزب الله وله صلات في الشركة أبولو، وهي امرأة رفض الإعلان عن شخصيتها أو جنسيتها.

وأشار إلى أنها عرضت على حزب الله في عام 2023 صفقة أجهزة البيجر وهي من نوع «جهاز AR924» وكانت أكبر حجمًا ومزودة ببطارية أكبر أفضل من النموذج الأصلي، وتدوم لفترة أطول.

وأكد التقرير أن مندوبي التسويق لم يكونوا على أي علم بخصوص العملية التي يشرف عليها الموساد، الذين أخفوا مكونات القنبلة بعناية شديدة حتى لا يتم اكتشافها حتى في حالة تفكيك الجهاز.

وأضاف أن الهدف من العملية هو إرسال رسالة على الجهاز، والتي يتطلب قراءتها الضغط على زرين، وهو ما يعني أنه يجب استخدام كلا اليدين، وهو ما سيؤدى إلى أن تكون إصابات الأيادي والتي ستجعلهم غير قادرين على القتال.

ولم تكن الولايات المتحدة، الحليف الأساسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، على علم بأجهزة اللاسلكية المتفخخة، أو النقاش الداخلي.

موعد تنفيذ العملية العسكرية

وقبيل تنفيذ العملية بنحو أسبوع، وتحديدًا في 12 سبتمبر الماضي، انعقد عدد كبير من الاجتماعات بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والقيادات العسكرية، ورؤساء أجهزة الموساد، وعلى الرغم من وجود العديد من الاعتراضات التي تضمَّنت اكتشاف العملية قبل تنفيذها وضياع تخطيط استمر لسنوات في لحظات، أو أن يكون هناك ضربة قاضية من حزب الله، وقد تداول تلك المناقشات اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إلا أن في النهاية تم إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذها في 17 سبتمبر الماضي.  

وبعد دقائق استقبلت آلاف أجهزة البيجر في نفس الوقت باللغة العربية «لقد تلقيت رسالة مشفرة» لتبدأ بعدها التفجيرات في المنازل والمحلات التجارية وفي الأسواق والسيارات وعلى الأرصفة.

واستمرت عملية التفجيرات في اليوم التالي في 18 سبتمبر، وهو ما أسفر عن زيادة أعداد القتلي والمصابين.

وبعد نحو 10 أيام من تلك العملية شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية في 27 سبتمبر على الضاحية الجنوبية في بيروت أسفرت عن مقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.

مقالات مشابهة

  • تقرير: إسرائيل لم تبلغ واشنطن بتفاصيل ردها المحتمل على إيران
  • ما هي العراقيل الـ3 التي تمنع إسرائيل من ضرب نووي إيران؟
  • تقرير غربي يفرد عدة عوامل لملء الحوثيين الفراغ الذي خلفه غياب حسن نصرالله (ترجمة خاصة)
  • ليست إسرائيل...ناشط يكشف عن أكثر ما يخاف منه الحوثيين ويثير الرعب فيهم
  • تقرير: إيران أعدت أكثر من 10 ردود محتملة على الهجوم الإسرائيلي المتوقع
  • مسؤول أمريكي يكشف: لهذا السبب لا تستطيع إسرائيل استهداف المنشآت النووية الإيرانية
  • “الغارديان”: الصراع مع إيران يزداد تعقيداً.. هل تستطيع “إسرائيل” تحمل تبعاته؟
  • باحث يمني يستبعد استبدال إيران جماعة الحوثي بحزب الله ويعتبر ذلك مخاطرة
  • تقرير أمريكي يكشف عن تفاصيل جديدة في تفجيرات أجهزة البيجر بلبنان