إيران تضع 10 سيناريوهات للرد الإسرائيلي المحتمل وتحذر من تداعيات عالمية
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
يتعامل المسؤولون الإيرانيون مع التهديدات الإسرائيلية بجدية كبيرة، وقد وضعوا خططا للتعامل مع 10 سيناريوهات للهجوم المحتمل الذي قالوا علنا إن تداعياته ستكون عالمية وليست إقليمية في حال وصل للمنشآت النووية، وفق ما قاله مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز.
وقال فايز إن المسؤولين الإيرانيين يتوقعون كل شيء ويستعدون لكل شيء، وإنهم انتقلوا من منطقة الحذر إلى منطقة التلويح الجدي وبالعصا نفسها التي تلوّح بها إسرائيل، حسب تعبيره.
ووفقا لفايز، فقد أخبر مصدر عسكري لوكالة إيرانية أن طهران وضعت 10 سيناريوهات يمكن أن تلجأ إسرائيل لأي منها، مؤكدا وضع خطط دفاعية للتعامل مع كل هذه السيناريوهات.
وتتوقع أيران -حسب فايز- أن تقوم إسرائيل أيضا بتوأمة ضربتها بحيث تستهدف منشآت عسكرية واقتصادية في الوقت نفسه، نظرا لقيام إيران بضرب قواعد عسكرية في هجومها الصاروخي الأخير.
وقد هدد نائب قائد الحرس الثوري -كما يقول فايز- بضرب البنى التحتية الاقتصادية والنفطية لإسرائيل في حال تم استهداف بنية إيران الاقتصادية.
وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران الهجوم الإيراني الأخير خرج من 5 قواعد مختلفة في 5 مدن متباعدة وهو أمر يبدو صعبا ويتطلب عملا كبيرا.
تداعيات عالميةوأكد فايز أن احتمال ضرب المنشآت النووية الإيرانية موضوع على الطاولة رغم استبعاده. وقال إن مسؤولا عسكريا كبيرا في الحرس الثوري أكد أن محددات وتداعيات هذا السيناريو عالمية وليست إقليمية.
وخلص فايز إلى أن طهران في هذه اللحظات خرجت من مربع ضبط النفس والحذر إلى مربع مختلف تماما، وبدأت تبني دفاعات مسبقة وتعد ضربة مضادة تقول رسميا وعلى لسان العسكريين إنها ستكون أوسع.
وخلص فايز إلى أن طهران لن تتهاون في استهداف منشآتها النفطية، لأنها تقع في وسط المدنيين وبالتالي فإن هجوما عليها سيدخل المجتمع الإيراني في المواجهة، وهو ما دفع المسؤولين للتصريح بأن الرد سيكون على بنى تحتية اقتصادية إسرائيلية أيضا.
أما الهجوم على قواعد ومنشآت عسكرية فإنه قد يكون استفزازا بالنسبة لإيران، لأنها تقع في مناطق بعيدة عن الناس ومحسوبة على النظام إلى حد ما، كما يقول فايز.
من جانبه، قال الباحث في القضايا الإقليمية حسين ريوران إن المعادلة بين الطرفين في حالة تغير وليست ثابتة بحيث يمكن تقييمها، وإن هناك العديد من المتغيرات التي حدثت خلال الأيام الأخيرة لا تجعل إسرائيل مطلقة اليد في ضرب ما تريد.
وفي هذا السياق أشار ريوران إلى التسريبات التي تقول إن طهران تسملت مقاتلات "سوخوي 35" الروسية وإنها باتت تحلق حاليا في السماء الإيرانية لحماية المنشآت المهمة.
كما لفت إلى تطوير منظومة صواريخ "إس-300" إلى "إس-400 إسكندر"، وإلى ما أشيع عن تفجير نووي في صحراء إيران "الذي أنكرته الحكومة تماما"، معتبرا ذلك رسالة قوية لإسرائيل.
بالتالي، يضيف ريوران "فإن حسابات إسرائيل معقدة جدا ولا يمكنها وهي تفكر في الرد تجاهل هذه التطورات العسكرية، كما لا يمكنها أيضا تجاهل أن الصواريخ الإيرانية تجاوزت كل الدفاعات الجوية الإسرائيلية".
السيناريوهات المحتملةوفقا لما ذكره الصحفي في الجزيرة محمود الكن فإن الأحاديث تدور حول رد إسرائيلي عسكري يقوم على التماثل نوعا وكما مما يعني استهداف قواعد عسكرية وبكمية صواريخ مماثلة لتلك التي وجهتها إيران لها الأسبوع الماضي.
واستعرض الكن خريطة تفاعلية قال فيها إن مناطق مثل بندر عباس وشيراز وبوشهر تعتبر في مقدمة الأماكن التي قد تكون عرضة لضربة إسرائيلية كونها تضم قواعد عسكرية ومنشآت نفطية أيضا.
وأضاف أن هناك خيارا آخر بعيد لكنه موضوع على الطاولة وهو ضرب المنشآت النووية المتنوعة في إيران وفي مقدمتها "نتنز" و"فوردو" لتخصيب اليورانيوم. وفي حين يوجد جزء من منشأة "نتنز" فوق الأرض، فإن منشأة "فوردو" مبنية في قلب الجبل ومحصنة بشكل كبير، فضلا عن أنها تضم ألف جهاز طرد مركزي.
وتبدو منشأة "فوردو" هدفا صعب المنال بالنظر لتحصينه وعمقه الذي يتطلب قنابل خاصة جدا وتشويشا واسعا من أجل الوصول إليها، وهي أمور تتعارض مع حديث مسؤولين إسرائيليين عن رد لا يصل بالمنطقة لحرب شاملة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
رد ناري من إيران على ترامب: هل تنجح المفاوضات حول السلاح النووي؟
علم إيران (سي إن إن)
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد بلاده التام لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التفاوض في حال كان هناك رغبة من الطرف الأميركي لإيجاد حل للوضع القائم بين البلدين.
وأوضح عراقجي في تصريحاته التي أدلى بها اليوم الأربعاء أن إيران مستعدة لفتح قنوات الحوار مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية حول القضايا العالقة، مشيراً إلى أن طهران لا تمانع في التفاوض إذا كانت القضية الرئيسية التي تعيق التواصل بين البلدين هي المخاوف الأميركية بشأن سعي إيران إلى تطوير أسلحة نووية.
اقرأ أيضاً أول رد فعل من محمود عباس على تصريحات ترامب المثيرة حول غزة 5 فبراير، 2025 ترامب يوقع اليوم أولى العقوبات على إيران.. مزلزلة 4 فبراير، 2025وفي هذا السياق، أوضح عراقجي أن إيران على استعداد لمناقشة هذه القضية بشكل جاد ومفتوح إذا كانت هي المحور الأساسي الذي يعوق التوصل إلى اتفاق.
وقال إن إيران تعتبر هذا الملف قابلًا للحل إذا تم التعامل معه ضمن إطار من الحوار والتفاهم. ولفت إلى أن طهران ترغب في تجاوز أي خلافات مع واشنطن، إذا كانت الولايات المتحدة على استعداد للتفاوض بشروط متوازنة.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الإيراني أن المخاوف التي يعبر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية هي مخاوف لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن إيران ملتزمة تمامًا بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تحظر على الدول غير النووية السعي للحصول على أسلحة نووية.
وأوضح أن إيران ليس لديها أي نية أو خطة لتطوير مثل هذه الأسلحة، واعتبر أن هذه الاتهامات الأميركية لا تستند إلى أدلة أو معلومات دقيقة.
عراقجي شدد على أن طهران تؤكد باستمرار على التزامها بتطبيق كافة بنود المعاهدة الدولية المتعلقة بحظر انتشار الأسلحة النووية، وأن جميع أنشطتها النووية تخضع للرقابة الدولية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعتبر أن محاولات بعض الأطراف من داخل الولايات المتحدة وبعض القوى الغربية لتشويه صورة إيران في هذا السياق هي محض افتراءات تهدف إلى تشديد الضغوط على طهران وخلق مناخ من عدم الثقة بين الدول.
وفي ختام تصريحاته، دعا عراقجي إلى ضرورة تفعيل الدبلوماسية والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل كافة القضايا العالقة بين إيران والدول الكبرى، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والتهدئة في المنطقة هو من خلال الحوار البنّاء والمباشر.