الجزيرة:
2024-12-23@00:10:18 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

ربما لم تُباغت إسرائيل في تاريخها بشكل جدي إلا مرتين يفصل بينهما نصف قرن من الزمان، الأولى بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، والثانية عند فجر السابع من أكتوبر عام 2023.

فمنذ إعلان قيامها على أرض فلسطين عام 1948، بدعم هائل من القوى الغربية الكبرى، وإسرائيل هي الطرف الذي يمتلك غالبا زمام المبادرة، فيفاجئ ويعربد ويحتل ويتمدد.

أما الطرف الآخر الذي شاءت رغبة الدول الكبرى أن تقتطع من أرضه جزءا لإقامة دولة يهودية، وهو العرب ممثلا بالأساس فيما عرف بدول المواجهة فكان نصيبه في الغالب الهزيمة، وفي أحسن الأحوال الحديث عن انتصارات جزئية أو معنوية.

نكبة ثم عدوان ثم نكسة

وإذا بدأنا بالحرب الأولى في مايو 1948 فإن أكبر اختصار لوصفها ووصف نتيجتها هو الإشارة إلى أنها كرست قيام دولة إسرائيل وجعلتها حقيقة على أرض الواقع، بينما اختصر العرب الأمر بوصفها بـ"النكبة" دون تحقيق حقيقي يجيب على سؤال مفاده كيف تذهب أرض فلسطين بهذه السهولة وكيف تخسر كل هذه الدول بجيوشها أمام العصابات الصهيونية؟.

الحرب الكبرى الثانية كانت في عام 1956 حيث بدأت إسرائيل بالهجوم على مصر في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وسرعان ما انضمت إليها بريطانيا وفرنسا لتتعرض الدولة العربية الأكبر إلى قصف جوي أدى إلى تدمير قواتها الجوية.

أعقب ذلك عمليات إنزال استهدف العدوان الثلاثي من ورائها احتلال منطقة قناة السويس، لكن تدخل الاتحاد السوفياتي الذي كان قطبا عالميا آنذاك أنقذ الموقف، حيث وجه إنذارا شديد اللهجة إلى إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، دعمته الولايات المتحدة لاحقا بدعوتهم إلى الانسحاب.

أما الحرب الثالثة فكانت في يونيو/حزيران 1967، ودون كثير كلام فإن اسمها المشهور يختصر أمرها حيث وصفها المصريون والعرب بـ"النكسة".

إسرائيل كانت في جانب، وفي الآخر مصر ومعها سوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، لكن النتيجة كانت احتلال إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة تقدر تقريبا بـ3 أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

فقد احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية وهما ما كان قد تبقى من أراضي فلسطين، كما احتلت أيضا شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.

خلت سنوات ما بعد النكسة من الحروب الكبرى، وإن استمر بعض العرب في المواجهة، واحتفوا كثيرا بما فعلوا، سواء ما سمته مصر حرب الاستنزاف أو ما سمته الأردن والفصائل الفلسطينية معركة الكرامة، لكن الحقيقة أن الأمر لم يتجاوز إشارات كأنها تقول إن العرب لم يموتوا وإن المقاومة مستمرة.

وفي 1970 رحل جمال عبد الناصر دون أن يلقي إسرائيل في البحر كما وعد، وخلفه محمد أنور السادات الذي لم يأخذ الناس وعيده لإسرائيل على محمل الجد بالنظر إلى تجربتهم مع سلفه، وما دعّم ذلك لديهم أنه وصف عام 1972 بأنه عام الحسم ثم انتهى العام ولا حسم بل ولا محاولة للحسم.

في السادس من أكتوبر 1973 نجحت مصر في مباغتة إسرائيل بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الدفاعي المنيع (مواقع التواصل) عبور

هذا الوضع المصري والعربي العام جعل إسرائيل تشعر بالاطمئنان ورسخ ما زرعته النكسة في النفوس من أن دولة الاحتلال تبدو وكأنها قوة لا تقهر، خصوصا والدعم الأميركي يتزايد باضطراد حتى اعتبرها البعض بمثابة الولاية 51 للولايات المتحدة.

وبينما كان الإسرائيليون في سبتهم، جاءتهم المباغتة من الجيش المصري هذه المرة، عندما نفذ قرار الحرب الذي اتخذه الرئيس السادات فعبرت القوات قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع وقضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ربما كانت أرقام الخسائر لا تشير إلى نصر كبير للجانب العربي بقيادة مصر، لكن مباغتة عدو اعتاد المبادرة وإلحاق الهزيمة بالعرب من نكبة إلى نكسة، كان أمرا فارقا ومحوريا جعل من حرب أكتوبر 1973 حدثا لا يمكن نسيانه.

بعد 50 عاما ويوم واحد أو بعض يوم، جاءت المباغتة الثانية والتي انطلقت من ظروف مشابهة.

فالعدو يواصل تجبره: يواصل حصار غزة وانتهاك المقدسات ويتقدم في مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد الأرض، والجديد أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع دول عربية بعد لقاءات كثيرة بعضها في السر وبعضها في العلن.

المقاومة فاجأت إسرائيل بتجاوز الأسلاك الشائكة وقتل جنود وتدمير آليات عسكرية (وكالة الأناضول) طوفان

ولذلك أصبح التحرك ضروريا مهما كان الثمن، وهو ما اتضح أن المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام خططت له بعناية، كما أنها شرحت أسبابه وملابساته لاحقا في بيان مهم قدمت فيه روايتها.

المسمى كان طوفان الأقصى، أما الواقع فكان هجوما هو الأكبر على إسرائيل منذ عقود، وحصيلة ساعاته الأولى كانت قتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين فضلا عن أسر أكثر من مئتين آخرين.

ربما كانت المقارنات جائزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيوش العربية التي حاربته في السابق، لكن في حالة طوفان الأقصى كانت هناك دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ ومدفعية فضلا عن دعم من كل القوى الكبرى في العالم تقريبا، وفي المواجهة حركة مقاومة وتحرر لا تمتلك أيا من هذه الأسلحة المتطورة، بل وتفتقد حتى لدعم الأشقاء.

بل أكثر من ذلك، فحتى الشجب والتنديد الذي كان محل سخرية، لم تعد الدول العربية وجامعتها قادرة عليه، بل إن بعض الدول منعت حتى مظاهرات التعاطف مع فلسطين وقوى المقاومة بها.

ومع ذلك كانت المباغتة التي أكدت كما أكد عبور أكتوبر 1973 من قبل، أن إسرائيل ليست كما تروج لنفسها ويروج لها آخرون بأنها دولة لا تقهر، كما تؤكد أن المقاومة هي الحل، حبذا فقط لو نالت دعم الأشقاء ولا نقول الأعداء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أکتوبر 1973 ما کان

إقرأ أيضاً:

أغانٍ منسية .. مسيرة جليل البندارى على إذاعة القاهرة الكبرى

يحل عمرو نجل الشاعر والصحفي جليل البنداري غدا ضيفا على الكاتبة الصحفية سحر الجمل مدير تحرير بمؤسسة اخبار اليوم فى برنامج أغانى منسية على اذاعة القاهره الكبرى.

ويتطرق الحوار إلى مسيرة الكاتب جليل البندارى وتفاصيل خاصة حول مسيرته التى استمرت ما يقرب من ٣٠ سنه، بداية من الثلاثينيات وحتى وفاته عام ١٩٦٨.

ويسرد عمرو جليل البندارى كواليس وأسرار حول حياة والده وكيف تحول من موظف فى مصلحة التليفونات، إلى كاتب صحفي شهير وشاعر غنائى وناقد فنى مرموق.

ويعد جليل البنداري من أهم النقاد الفنيين فى الأربعينيات من خلال كتاباته فى مجلة اخر ساعه وأخبار اليوم بمساعدة الكاتب الصحفى الكبير مصطفى أمين الذى لمس وتعرف على موهبته فى الكتابه والنقد الفنى ورشحه للعمل كمحرر فنى فى مجلة اخر ساعه، وعلاقته بالكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل.



ويحكى عمرو كيف أصبح له عمودا ثابتا اسبوعيا فى الأخبار كل يوم سبت بعنوان ليله السبت، اضافه لكتابة عمود  فى الأخبار بعنوان أنا والنجوم، كما يتطرق الحوار إلى سرد عددا من الأفلام التى قام البندارى بكتابتها ،مثل بمبه كشر ،شقيقه القبليه، لوعة الحب ،وداد الغازيه ،وفيلم الانسه حنفى الذى قدم فيه ولأول مره كيفيه تحول الرجل إلى أنثى، بطولة اسماعيل يس عام ١٩٥٤.

ويمتد الحوار إلى مجموعة الأفلام  التى قام  البندارى بكتابة الاغانى فيها منها فيلم الشاطر حسن ،عام ١٩٤٨،مبروك عليكى ،وفيلم المستقبل المجهول، اخراج وإنتاج احمد سالم ، وفيلم شهر زاد ١٩٤٦ ،وفيلم الأبرياء عام ١٩٤٤.

ويعرض البرنامج عددا من الاغانى التى قام بكتابتها البندارى وهى اغنية انا مالى يا بوى لعبد المطلب ألحان محمد المجى وهى اول مؤلفاته الغنائيه، وأغنية منايا فى قرب ليلى مراد ، وأغنية يا تاكسي الغرام لهدى سلطان،ألحان عيد العزيز محمود ،وأغنية منايا أغنى ونفسى أغنى، وأغنية يادبلة الخطوبه ألحان منير مراد، وأغنية يا تمرحنه غناء فايزه احمد ،واغنية لاول مره تذاع لشاديه بعنوان يا جى من السودان  ،ويذيع البرنامج أجزاء من موسيقى فيلم بمبه كشر ،وشفيقه القبطيه، وأغنية ولاد حارتنا ألحان محمد الموجى وغناء محمد قنديل ، ويتحدث نجل البندارى عن ذكريات والده مع عبد الحليم والكتاب الذى الفه له بعنوان جسر التنهدات عام ١٩٦١ ، وكتاب راقصات مصر ، وكتاب عبد الوهاب.

أغانى منسيه إعداد وتقديم الكاتبه الصحفيه سحر الجمل ، هندسه اذاعيه غاده جمال الدين،  قام بعمل تتر البرنامج الفنانه القديره سهير المرشدى ،وموسيقى أعدها المخرج محمد ترك باذاعة الاغاني.

مقالات مشابهة

  • حالةٌ من اليأس والقلق تخيّمُ على كيان العدوّ بعد الضربات اليمنية الكبرى
  • لو من سكان القاهرة الكبرى.. اعرف أماكن ونقاط شحن كارت الغاز الطبيعي
  • قصي عبيدو لـ«البوابة نيوز»: الوحدة بين سوريا ومصر كانت من أنجح العلاقات والتحالفات
  • أغانٍ منسية .. مسيرة جليل البندارى على إذاعة القاهرة الكبرى
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • فترتان في العمر تتسارع فيهما الشيخوخة.. ونصائح لإبطائها
  • لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
  • ليلة نارية.. الشرع يهدد إسرائيل وزلزال 7 أكتوبر يضرب تل أبيب وقتلى وجرى بألمانيا
  • بعد اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة بسبب الماء.. إليكم مقارنة حصة الفرد قبل وبعد 7 أكتوبر
  • زلزال 7 أكتوبر يضرب إسرائيل من جديد.. استقالات ضخمة تهدد قيادات جيش الاحتلال