الجزيرة:
2025-01-31@09:02:36 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

ربما لم تُباغت إسرائيل في تاريخها بشكل جدي إلا مرتين يفصل بينهما نصف قرن من الزمان، الأولى بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، والثانية عند فجر السابع من أكتوبر عام 2023.

فمنذ إعلان قيامها على أرض فلسطين عام 1948، بدعم هائل من القوى الغربية الكبرى، وإسرائيل هي الطرف الذي يمتلك غالبا زمام المبادرة، فيفاجئ ويعربد ويحتل ويتمدد.

أما الطرف الآخر الذي شاءت رغبة الدول الكبرى أن تقتطع من أرضه جزءا لإقامة دولة يهودية، وهو العرب ممثلا بالأساس فيما عرف بدول المواجهة فكان نصيبه في الغالب الهزيمة، وفي أحسن الأحوال الحديث عن انتصارات جزئية أو معنوية.

نكبة ثم عدوان ثم نكسة

وإذا بدأنا بالحرب الأولى في مايو 1948 فإن أكبر اختصار لوصفها ووصف نتيجتها هو الإشارة إلى أنها كرست قيام دولة إسرائيل وجعلتها حقيقة على أرض الواقع، بينما اختصر العرب الأمر بوصفها بـ"النكبة" دون تحقيق حقيقي يجيب على سؤال مفاده كيف تذهب أرض فلسطين بهذه السهولة وكيف تخسر كل هذه الدول بجيوشها أمام العصابات الصهيونية؟.

الحرب الكبرى الثانية كانت في عام 1956 حيث بدأت إسرائيل بالهجوم على مصر في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وسرعان ما انضمت إليها بريطانيا وفرنسا لتتعرض الدولة العربية الأكبر إلى قصف جوي أدى إلى تدمير قواتها الجوية.

أعقب ذلك عمليات إنزال استهدف العدوان الثلاثي من ورائها احتلال منطقة قناة السويس، لكن تدخل الاتحاد السوفياتي الذي كان قطبا عالميا آنذاك أنقذ الموقف، حيث وجه إنذارا شديد اللهجة إلى إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، دعمته الولايات المتحدة لاحقا بدعوتهم إلى الانسحاب.

أما الحرب الثالثة فكانت في يونيو/حزيران 1967، ودون كثير كلام فإن اسمها المشهور يختصر أمرها حيث وصفها المصريون والعرب بـ"النكسة".

إسرائيل كانت في جانب، وفي الآخر مصر ومعها سوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، لكن النتيجة كانت احتلال إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة تقدر تقريبا بـ3 أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

فقد احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية وهما ما كان قد تبقى من أراضي فلسطين، كما احتلت أيضا شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.

خلت سنوات ما بعد النكسة من الحروب الكبرى، وإن استمر بعض العرب في المواجهة، واحتفوا كثيرا بما فعلوا، سواء ما سمته مصر حرب الاستنزاف أو ما سمته الأردن والفصائل الفلسطينية معركة الكرامة، لكن الحقيقة أن الأمر لم يتجاوز إشارات كأنها تقول إن العرب لم يموتوا وإن المقاومة مستمرة.

وفي 1970 رحل جمال عبد الناصر دون أن يلقي إسرائيل في البحر كما وعد، وخلفه محمد أنور السادات الذي لم يأخذ الناس وعيده لإسرائيل على محمل الجد بالنظر إلى تجربتهم مع سلفه، وما دعّم ذلك لديهم أنه وصف عام 1972 بأنه عام الحسم ثم انتهى العام ولا حسم بل ولا محاولة للحسم.

في السادس من أكتوبر 1973 نجحت مصر في مباغتة إسرائيل بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الدفاعي المنيع (مواقع التواصل) عبور

هذا الوضع المصري والعربي العام جعل إسرائيل تشعر بالاطمئنان ورسخ ما زرعته النكسة في النفوس من أن دولة الاحتلال تبدو وكأنها قوة لا تقهر، خصوصا والدعم الأميركي يتزايد باضطراد حتى اعتبرها البعض بمثابة الولاية 51 للولايات المتحدة.

وبينما كان الإسرائيليون في سبتهم، جاءتهم المباغتة من الجيش المصري هذه المرة، عندما نفذ قرار الحرب الذي اتخذه الرئيس السادات فعبرت القوات قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع وقضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ربما كانت أرقام الخسائر لا تشير إلى نصر كبير للجانب العربي بقيادة مصر، لكن مباغتة عدو اعتاد المبادرة وإلحاق الهزيمة بالعرب من نكبة إلى نكسة، كان أمرا فارقا ومحوريا جعل من حرب أكتوبر 1973 حدثا لا يمكن نسيانه.

بعد 50 عاما ويوم واحد أو بعض يوم، جاءت المباغتة الثانية والتي انطلقت من ظروف مشابهة.

فالعدو يواصل تجبره: يواصل حصار غزة وانتهاك المقدسات ويتقدم في مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد الأرض، والجديد أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع دول عربية بعد لقاءات كثيرة بعضها في السر وبعضها في العلن.

المقاومة فاجأت إسرائيل بتجاوز الأسلاك الشائكة وقتل جنود وتدمير آليات عسكرية (وكالة الأناضول) طوفان

ولذلك أصبح التحرك ضروريا مهما كان الثمن، وهو ما اتضح أن المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام خططت له بعناية، كما أنها شرحت أسبابه وملابساته لاحقا في بيان مهم قدمت فيه روايتها.

المسمى كان طوفان الأقصى، أما الواقع فكان هجوما هو الأكبر على إسرائيل منذ عقود، وحصيلة ساعاته الأولى كانت قتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين فضلا عن أسر أكثر من مئتين آخرين.

ربما كانت المقارنات جائزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيوش العربية التي حاربته في السابق، لكن في حالة طوفان الأقصى كانت هناك دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ ومدفعية فضلا عن دعم من كل القوى الكبرى في العالم تقريبا، وفي المواجهة حركة مقاومة وتحرر لا تمتلك أيا من هذه الأسلحة المتطورة، بل وتفتقد حتى لدعم الأشقاء.

بل أكثر من ذلك، فحتى الشجب والتنديد الذي كان محل سخرية، لم تعد الدول العربية وجامعتها قادرة عليه، بل إن بعض الدول منعت حتى مظاهرات التعاطف مع فلسطين وقوى المقاومة بها.

ومع ذلك كانت المباغتة التي أكدت كما أكد عبور أكتوبر 1973 من قبل، أن إسرائيل ليست كما تروج لنفسها ويروج لها آخرون بأنها دولة لا تقهر، كما تؤكد أن المقاومة هي الحل، حبذا فقط لو نالت دعم الأشقاء ولا نقول الأعداء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أکتوبر 1973 ما کان

إقرأ أيضاً:

مصر.. رئيس الحكومة يوضح سبب توقف الصفقات الكبرى بعد رأس الحكمة

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن توقف الصفقات الاستثمارية خلال الفترة الماضية بعد عدة طروحات حكومية، يعود لعدم تلقي الحكومة عروضا مناسبة.

وأضاف مدبولي في تصريحات خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، أن الحكومة كانت قد شرعت في طروح صفقات جديدة بالفعل، لكنها تتوقف بعد تلقي عروض أقل مما تراه الحكومة مناسبا من حيث القيمة.

وذكر أن الطروحات الحكومية في الفترة الماضية تمت بعد تقييم الأصول من قبل متخصصين من بنوك الاستثمار بجانب أجهزة الدولة، ثم يتم إقرارها من الحكومة.

وحول صادرات الغاز المصري التي توقفت خلال الأشهر الأخيرة، قال إن رئيس شركة إيني الإيطالية  أكد توقع عودة التصدير خلال عامين، منوها بأن الإصلاحات التي اتخذتها الدولة وسداد مستحقات الشركاء الأجانب من شأنه أن يدفع مصر إلى تصدير الغاز مرة أخرى خلال عامين.

وأشار إلى تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكومة بوضع حزمة من الحماية الاجتماعية، ويجري حاليا العمل مع وزيري المالية والتضامن ووزراء آخرين لصياغة برنامج الحماية الاجتماعية، وسيتم عرضه على رئيس الجمهورية تمهيدا لإطلاقه في الفترة المقبل

وتحدث رئيس الحكومة المصرية، عن الزيادة في تحويلات المصريين بالخارج، قائلا إن هذه التحويلات مصدر رئيسي للعملة الصعبة في مصر، وتزايدت خلال الفترة الماضية، بسبب ثقة المواطنين في استقرار سعر العملة وقوة القطاع المصرفي وعدم وجود سوق موازية.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء هي مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان المتجدد الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • سياسي أنصار الله: دماء القادة الشهداء مشعل المقاومة ووقود حركتها والطوفان الذي لن يتوقف إلا بزوال إسرائيل
  • معهد صهيوني: صورة قاتمة لـ”وضع إسرائيل” في الحرب منذ 7 أكتوبر 
  • الأرصاد كشفت السبب.. ما سر اختفاء الأمطار في القاهرة الكبرى؟
  • ولادة نجم جديد في سحابة ماجلان الكبرى.. هابل يرصد المشهد
  • مصر.. رئيس الحكومة يوضح سبب توقف الصفقات الكبرى بعد رأس الحكمة
  • برج العذراء| حظك اليوم الخميس 30 يناير 2025.. تجنب اتخاذ القرارات الكبرى
  • أوروبا ودونالد ترامب وشركات التقنية الكبرى
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • إسرائيل تعلن إصابة أكثر من 15 ألف جندي منذ 7 أكتوبر 2023