الجزيرة:
2024-10-09@09:29:53 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

6 أكتوبر 7 أكتوبر.. يومان بوغتت فيهما إسرائيل

ربما لم تُباغت إسرائيل في تاريخها بشكل جدي إلا مرتين يفصل بينهما نصف قرن من الزمان، الأولى بعد ظهر السادس من أكتوبر 1973، والثانية عند فجر السابع من أكتوبر عام 2023.

فمنذ إعلان قيامها على أرض فلسطين عام 1948، بدعم هائل من القوى الغربية الكبرى، وإسرائيل هي الطرف الذي يمتلك غالبا زمام المبادرة، فيفاجئ ويعربد ويحتل ويتمدد.

أما الطرف الآخر الذي شاءت رغبة الدول الكبرى أن تقتطع من أرضه جزءا لإقامة دولة يهودية، وهو العرب ممثلا بالأساس فيما عرف بدول المواجهة فكان نصيبه في الغالب الهزيمة، وفي أحسن الأحوال الحديث عن انتصارات جزئية أو معنوية.

نكبة ثم عدوان ثم نكسة

وإذا بدأنا بالحرب الأولى في مايو 1948 فإن أكبر اختصار لوصفها ووصف نتيجتها هو الإشارة إلى أنها كرست قيام دولة إسرائيل وجعلتها حقيقة على أرض الواقع، بينما اختصر العرب الأمر بوصفها بـ"النكبة" دون تحقيق حقيقي يجيب على سؤال مفاده كيف تذهب أرض فلسطين بهذه السهولة وكيف تخسر كل هذه الدول بجيوشها أمام العصابات الصهيونية؟.

الحرب الكبرى الثانية كانت في عام 1956 حيث بدأت إسرائيل بالهجوم على مصر في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وسرعان ما انضمت إليها بريطانيا وفرنسا لتتعرض الدولة العربية الأكبر إلى قصف جوي أدى إلى تدمير قواتها الجوية.

أعقب ذلك عمليات إنزال استهدف العدوان الثلاثي من ورائها احتلال منطقة قناة السويس، لكن تدخل الاتحاد السوفياتي الذي كان قطبا عالميا آنذاك أنقذ الموقف، حيث وجه إنذارا شديد اللهجة إلى إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، دعمته الولايات المتحدة لاحقا بدعوتهم إلى الانسحاب.

أما الحرب الثالثة فكانت في يونيو/حزيران 1967، ودون كثير كلام فإن اسمها المشهور يختصر أمرها حيث وصفها المصريون والعرب بـ"النكسة".

إسرائيل كانت في جانب، وفي الآخر مصر ومعها سوريا والأردن والعراق، وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت، لكن النتيجة كانت احتلال إسرائيل أراضي فلسطينية جديدة تقدر تقريبا بـ3 أضعاف ما احتلته في حرب 1948.

فقد احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية وهما ما كان قد تبقى من أراضي فلسطين، كما احتلت أيضا شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.

خلت سنوات ما بعد النكسة من الحروب الكبرى، وإن استمر بعض العرب في المواجهة، واحتفوا كثيرا بما فعلوا، سواء ما سمته مصر حرب الاستنزاف أو ما سمته الأردن والفصائل الفلسطينية معركة الكرامة، لكن الحقيقة أن الأمر لم يتجاوز إشارات كأنها تقول إن العرب لم يموتوا وإن المقاومة مستمرة.

وفي 1970 رحل جمال عبد الناصر دون أن يلقي إسرائيل في البحر كما وعد، وخلفه محمد أنور السادات الذي لم يأخذ الناس وعيده لإسرائيل على محمل الجد بالنظر إلى تجربتهم مع سلفه، وما دعّم ذلك لديهم أنه وصف عام 1972 بأنه عام الحسم ثم انتهى العام ولا حسم بل ولا محاولة للحسم.

في السادس من أكتوبر 1973 نجحت مصر في مباغتة إسرائيل بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الدفاعي المنيع (مواقع التواصل) عبور

هذا الوضع المصري والعربي العام جعل إسرائيل تشعر بالاطمئنان ورسخ ما زرعته النكسة في النفوس من أن دولة الاحتلال تبدو وكأنها قوة لا تقهر، خصوصا والدعم الأميركي يتزايد باضطراد حتى اعتبرها البعض بمثابة الولاية 51 للولايات المتحدة.

وبينما كان الإسرائيليون في سبتهم، جاءتهم المباغتة من الجيش المصري هذه المرة، عندما نفذ قرار الحرب الذي اتخذه الرئيس السادات فعبرت القوات قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع وقضت على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ربما كانت أرقام الخسائر لا تشير إلى نصر كبير للجانب العربي بقيادة مصر، لكن مباغتة عدو اعتاد المبادرة وإلحاق الهزيمة بالعرب من نكبة إلى نكسة، كان أمرا فارقا ومحوريا جعل من حرب أكتوبر 1973 حدثا لا يمكن نسيانه.

بعد 50 عاما ويوم واحد أو بعض يوم، جاءت المباغتة الثانية والتي انطلقت من ظروف مشابهة.

فالعدو يواصل تجبره: يواصل حصار غزة وانتهاك المقدسات ويتقدم في مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد الأرض، والجديد أنه بات قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع دول عربية بعد لقاءات كثيرة بعضها في السر وبعضها في العلن.

المقاومة فاجأت إسرائيل بتجاوز الأسلاك الشائكة وقتل جنود وتدمير آليات عسكرية (وكالة الأناضول) طوفان

ولذلك أصبح التحرك ضروريا مهما كان الثمن، وهو ما اتضح أن المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام خططت له بعناية، كما أنها شرحت أسبابه وملابساته لاحقا في بيان مهم قدمت فيه روايتها.

المسمى كان طوفان الأقصى، أما الواقع فكان هجوما هو الأكبر على إسرائيل منذ عقود، وحصيلة ساعاته الأولى كانت قتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين فضلا عن أسر أكثر من مئتين آخرين.

ربما كانت المقارنات جائزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيوش العربية التي حاربته في السابق، لكن في حالة طوفان الأقصى كانت هناك دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ ومدفعية فضلا عن دعم من كل القوى الكبرى في العالم تقريبا، وفي المواجهة حركة مقاومة وتحرر لا تمتلك أيا من هذه الأسلحة المتطورة، بل وتفتقد حتى لدعم الأشقاء.

بل أكثر من ذلك، فحتى الشجب والتنديد الذي كان محل سخرية، لم تعد الدول العربية وجامعتها قادرة عليه، بل إن بعض الدول منعت حتى مظاهرات التعاطف مع فلسطين وقوى المقاومة بها.

ومع ذلك كانت المباغتة التي أكدت كما أكد عبور أكتوبر 1973 من قبل، أن إسرائيل ليست كما تروج لنفسها ويروج لها آخرون بأنها دولة لا تقهر، كما تؤكد أن المقاومة هي الحل، حبذا فقط لو نالت دعم الأشقاء ولا نقول الأعداء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات أکتوبر 1973 ما کان

إقرأ أيضاً:

القضاء على برنامج إيران النووي.. حلم إسرائيل الذي لا يتحقق لسبب وحيد- عاجل

بغداد اليوم - بغداد

أكد الخبير في الشؤون الأمنية عدنان إبراهيم، اليوم الإثنين، (7 تشرين الأول 2024)، أن إسرائيل تسعى منذ ثلاثة عقود للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، مشيرا الى أن تل ابيب تعده تهديدًا لتفوقها في هذا المجال. 

وأوضح إبراهيم لـ "بغداد اليوم" أن "إسرائيل الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مفاعلات وأسلحة نووية، رغم أنها لم تعلن ذلك رسميًا، لكن جميع المعلومات تؤكد أنها تمتلك عشرات الرؤوس النووية بدعم غربي مباشر".

وأضاف أن "تل أبيب، بعد ممارستها عمليات الإبادة الجماعية في فلسطين ولبنان، تريد استكمال أهدافها تجاه إيران، حيث ترى أنها أمام لحظة مفصلية ستغير من وجه الشرق الأوسط". 

واعتبر أن "ضرب البرنامج النووي الإيراني، سواء في محطة بوشهر أو غيرها، أولوية رغم المخاوف الغربية، خصوصًا الأمريكية، من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تبعات خطيرة جدًا وتكسر ما تبقى من الخطوط الحمراء".

وأشار إلى أن "أي هجوم على البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى حرب شاملة محتملة، رغم أن التهديد يبقى مؤجلًا في ظل الضغط الغربي لتفادي الوصول إلى هذه المرحلة. لكن إذا حدث ذلك، فإن طهران ستبادر إلى خطوات جريئة، منها تغيير العقيدة النووية وبدء اختبارات جدية لإنشاء سلاح رادع وفق مبدأ الدفاع عن النفس".

وتابع قائلًا: "من يتابع البرنامج النووي الإيراني يدرك أن القضاء عليه يعد ضربًا من الخيال، لأنه منتشر في مواقع عديدة، بعضها في أعماق الجبال، وأي ضربة لن تؤدي إلى إنهائه، لكن في المقابل، ستتاح لإيران فرصة استهداف المفاعلات النووية الإسرائيلية في صحراء النقب، مما سيزيد من خطورة التحدي، خاصة مع وجود صواريخ فرط صوتية".

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان له الثلاثاء الماضي، إنه شن الضربات على أهداف عسكرية إسرائيلية، محذرا من "هجمات ماحقة ومدمرة" إذا ردت إسرائيل.

وقال التلفزيون الإيراني إن هذا الهجوم جاء ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

ووصفت إيران هجومها الصاروخي ضد إسرائيل بأنه رد مناسب على التصعيد في الشرق الأوسط، مهددة بشن مزيد من الهجمات".

وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "رد إيران المشروع والعقلاني والقانوني على الأعمال الإرهابية للنظام الصهيوني -التي تضمنت استهداف مواطني إيران ومصالحها والتعدي على السيادة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية- تم تنفيذه على النحو الصحيح"، مضيفة أنه إذا قررت إسرائيل الرد، فإنه سيترتب على ذلك ردا ساحقاً.

ويسعى المجتمع الدولي لخفض التصعيد في ظل الضربات الإسرائيلية الأخيرة وعمليات الرد من حزب الله، لكن جهود وقف إطلاق النار قد تتمخض عن جديد.

وهددت إسرائيل بالرد على إطلاق إيران حوالي 180 صاروخا باتجاه أراضيها انتقاما لاغتيال زعيمي حزب الله وحركة حماس فيما توعدت طهران بأنها ستضرب كل البنى التحتية الإسرائيلية في حال مهاجمتها.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخفيه إسرائيل عن أمريكا في ردها على إيران؟
  • مكتبة القاهرة الكبرى تحتفل بالذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر المجيدة
  • يومان عظيمان
  • اعلام الاحتلال: الركود الاقتصادي الذي تعاني منه “إسرائيل” قد يستمر لفترة طويلة
  • إسرائيل استهدفت منزلاً في البقاع... ​عائلة من 18 شخصاً كانت في داخله
  • من هو حسن حسيني الذي زعمت إسرائيل اغتياله؟
  • القضاء على برنامج إيران النووي.. حلم إسرائيل الذي لا يتحقق لسبب وحيد
  • القضاء على برنامج إيران النووي.. حلم إسرائيل الذي لا يتحقق لسبب وحيد- عاجل
  • أستاذ اجتماع: المرأة كانت العمود الفقري في حرب أكتوبر (فيديو)