لم تعد تشترط قيادات جماعة حزب الله اللبنانية، تطبيق هدنة في قطاع غزة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، في تراجع عن تعهد دأبت الجماعة على تكراره بمواصلة القتال، حتى توقف إسرائيل هجومها على حركة حماس المتحالفة معها والمدعومة أيضاً من إيران.

وأكدت قيادات حزب الله، باستمرار أن الأعمال القتالية عبر الحدود لن تتوقف حتى تنهي إسرائيل الحرب في غزة.

وبدأت الجماعة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد يوم من هجوم قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي.

Hezbollah officials drop Gaza truce as condition for Lebanon ceasefire - https://t.co/ariSV8JaUJ

— John Lothian (@JohnLothian) October 9, 2024

ولكن نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، فك ذلك الرابط في خطاب بثه التلفزيون، أمس الثلاثاء، على الرغم من تعهده بمواصلة دعم جانب حماس والفلسطينيين في معركتهم ضد إسرائيل.

وقال قاسم إنه يدعم جهود رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حليف حزب الله، للتوصل إلى هدنة، دون وضع شروط مسبقة.

وأصبح قاسم الآن المسؤول الأعلى في حزب الله بعد مقتل الأمين العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية، وأضاف "نؤيد الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار". موضحاً "إن تابع العدو حربه، فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلاً".

هدنة بدون غزة 

وقبل يومين، تحدث قياديان أقل مرتبة في حزب الله عن هدنة في لبنان من دون ربطها بغزة.

ولم يعلن حزب الله صراحة تغيير موقفه، ولم تعلق الجماعة على هذا التقرير.

وقال سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس، إن "أعضاء الحركة لا يزالون واثقين من موقف حزب الله، من ربط أي اتفاق بوقف الحرب في غزة"، مستشهداً ببيانات سابقة لحزب الله.

ولكن مسؤولاً بالحكومة اللبنانية طلب عدم نشر اسمه، قال إن "حزب الله عدل عن موقفه بسبب مجموعة من الضغوط، بما في ذلك النزوح الجماعي للأفراد من الدوائر الانتخابية الرئيسية حيث يعيش أنصار الجماعة الشيعية في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت".

وأضاف المسؤول أن "القرار جاء أيضاً بسبب تكثيف إسرائيل حملتها البرية، واعتراض بعض الأطراف السياسية اللبنانية على موقف حزب الله".

وفي الأيام القليلة الماضية، دعا مشرعون كبار من الطوائف الأخرى في المشهد السياسي اللبناني، إلى إصدار قرار لإنهاء القتال لا يربط مستقبل لبنان بحرب غزة. وكان لبنان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية قبل أحدث جولة في الصراع.

وقال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، أول أمس الإثنين: "لن نربط مصيرنا بمصير غزة".

وقال السياسي المسيحي سليمان فرنجية، الحليف المقرب لحزب الله، لصحافيين أمس إن: "الأولوية هي وقف الهجوم الإسرائيلي".

وأضاف "يجب أن نخرج موحدين في لبنان والأهم أن يخرج لبنان منتصراً".

حلول سياسية 

وقبل هذه التعليقات، كانت هناك مؤشرات من قيادات أخرى على أن حزب الله قد يغير موقفه. وقال محمود قماطي القيادي في حزب الله للتلفزيون الرسمي العراقي الأحد الماضي: إن "الجماعة ستكون مستعدة لبدء استكشاف الحلول السياسية، وإنها تأتي بعد وقف العدوان الصهيوني على لبنان"، مجدداً من دون ذكر غزة.

وقال دبلوماسيون لاحظوا هذا التحول، إن حزب الله ربما تأخر كثيراً في خلق زخم دبلوماسي.

وكثفت إسرائيل هجومها بإرسال قوات برية إلى مناطق جديدة عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان، فضلاً عن مواصلة شن الغارات الجوية على بيروت وأماكن أخرى.

وقال أحد الدبلوماسيين المعنيين بالشأن اللبناني، إن "المنطق الحاكم الذي تتبناه إسرائيل الآن أصبح عسكرياً لا دبلوماسياً".

وقال دبلوماسي غربي كبير إن "لا مؤشرات على وقف إطلاق النار تلوح في الأفق، وإن الموقف الذي يعبر عنه المسؤولون اللبنانيون تطور من موقفهم السابق، الذي ركز بشكل صارم على وقف إطلاق النار في غزة عندما بدأت القنابل تتساقط على بيروت".

وقال مهند الحاج علي، الخبير في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن "إسرائيل تمكنت من أن تكون صاحبة اليد العليا، من خلال تكثيف الضغوط على حزب الله عسكرياً"، مضيفاً أن "حزب الله يمارس لعبة سياسية... لكن هذا ليس كافياً بالنسبة للإسرائيليين. الأمر لا يسير على هذا النحو".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله حماس الفلسطينيين لبنان عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله لبنان حماس وقف إطلاق النار حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: إرسال وفد إلى قطر الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات بشأن غزة

(CNN) --  أعلنت إسرائيل، السبت، أنها "قبلت دعوة" من وسطاء تدعمهم الولايات المتحدة لإرسال وفد إلى العاصمة القطرية، الدوحة، الاثنين "في محاولة لدفع المفاوضات" مع حركة "حماس" بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن.

ويأتي هذا التطور كجزء من الجهود الرامية إلى ترسيخ اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و"حماس".

وتريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من الصفقة لمواصلة تبادل الرهائن، أحياء وأمواتًا، مقابل استمرار إطلاق سراح فلسطينيين من سجونها وتدفق كميات أكبر من المساعدات إلى غزة ولكن دون أي التزام بإنهاء الحرب بشكل دائم.

مقالات مشابهة

  • وفد إسرائيل في الدوحة.. وويتكوف يصل غدًا.. «هدنة غزة».. جولة مفاوضات جديدة وتعقيدات مستمرة
  • وفد حماس يلتقي رئيس المخابرات المصرية والحركة تنفي قبول هدنة مؤقتة
  • إسرائيل ترسل وفدًا للدوحة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تنفي انفتاحها على هدنة مؤقتة وتؤكد التزامها بالاتفاق القائم في غزة
  • إسرائيل: إرسال وفد إلى قطر الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات بشأن غزة
  • مكتب نتنياهو ينفي أي اتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار في رمضان
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مفاوضات واشنطن وحماس لتمديد هدنة غزة
  • مؤشرات ايجابية للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • مصر تجري اتصالات مكثفة لدفع مفاوضات دخول المرحلة الثانية من هدنة غزة