مدارس القرآن في حلايب وشلاتين.. الخلاوي ملاذ الأطفال لتعلم العلم والتقوى
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
في ساعة الفجر المبكرة، يتسابق الصبية إلى الصف الأخير من المسجد، يتجلّى مشهد يربط الماضي بالحاضر في حلايب وشلاتين، حيث يلتف مجموعة من الأطفال، لا يتجاوز أكبرهم عمر الثانية عشرة، حول معلمهم لتعلم القرآن الكريم. وجوههم السمراء تعكس البراءة والطموح، وهم يحملون ألواحاً خشبية محفورة بآيات القرآن، متوجهين إلى الخلاوي، تلك المدارس التقليدية التي تمتد جذورها إلى أعماق التراث، لتكون النور الذي يرشدهم إلى العلم والأدب.
التعليم في ظل الخلاوي: العودة إلى الجذور
في مثلث حلايب، تنتشر الخلاوي، وهي مدارس خاصة تجمع الأطفال، خصوصاً في فصل الصيف، لتعليمهم القرآن وعلومه. تُعدّ الخلاوي نموذجاً مشابهاً للكتاتيب القديمة التي كانت تعم أرجاء القرى المصرية في زمن مضى. يبدأ يوم الطلاب منذ صلاة الفجر، حيث يكون أول درس لهم هو أداء الصلاة في وقتها. بعد الصلاة، يتوجه الأطفال إلى الخلوة الملاصقة للمسجد، حاملين ألواحهم التي تحمل آيات الذكر الحكيم، ويبدأون في ترديد ما حفظوه أمام "الخليفة"، الذي يشرف على تصحيح التلاوة وتعليمهم المعاني والتفسيرات.
منهجية تعليمية تربوية
لا يقتصر دور الخلاوي على حفظ القرآن فقط، بل يمتد ليشمل تنشئة الأطفال على القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة. يستمر التعليم حتى وقت الضحى، ثم يعود الأطفال لأداء صلاة الظهر، وبعدها يواصلون دروسهم حتى صلاة العصر والمغرب. هذا الجدول اليومي يربط حياتهم بين الصلوات والقرآن الكريم، ويعزز في نفوسهم حب الطاعة والعبادة.
دور الخلاوي في التعليم والمجتمع
تؤدي الخلاوي دوراً كبيراً في دعم الأطفال الذين حرموا من دخول المدارس لعدم امتلاك ذويهم أوراقاً ثبوتية. تُعلمهم القراءة والكتابة، وتوفر لهم شهادات تقدير في كثير من الأحيان. هذه الخلاوي ليست فقط مصدر علم، بل هي أيضاً بيئة تربوية تغرس في نفوس الأطفال الالتزام والطاعة، وتعدهم ليكونوا أجيالاً واعدة في المستقبل.
ختاماً، تبقى الخلاوي جزءاً لا يتجزأ من النسيج التعليمي والتربوي في مثلث حلايب، إذ تواصل ترسيخ قيم العلم والتقوى في نفوس الأطفال، لتمنحهم أفقاً جديداً يربط الماضي بالحاضر، ويؤهلهم لبناء مستقبل مشرق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الفجر حلايب وشلاتين تعلم القرآن البحر الأحمر الغردقة
إقرأ أيضاً:
جامعة الإمارات تمول ثمانية مشاريع لدعم التعليم المبكر
أعلنت جامعة الإمارات العربية المتحدة، تمويل ثمانية مشاريع بحثية طلابية من خلال مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الطفولة والأمومة.
تعالج المشاريع قضايا حيوية في التعليم المبكر وصحة الأمهات وتطور الأطفال، ما يجسد التزام الجامعة بتعزيز الحلول المبتكرة لتحسين رفاهية الأفراد في الدولة.
وقالت عائشة الظاهري مستشار في مكتب مدير الجامعة، إن دعم جامعة الإمارات لهذه المشاريع من خلال مركز فاطمة بنت مبارك للطفولة والأمومة يعكس التزامها بتعزيز الأبحاث المجتمعية النوعية، من خلال تمكين طلبتها للمشاركة في الأبحاث التي تعالج قضايا العالم الحقيقي، مشيرة إلى أن الجامعة لا تحسن فقط مسيرتهم الأكاديمية، بل تساهم أيضًا في تقديم رؤى قيمة في مجال التعليم المبكر والصحة.
وأكدت أن دعم هذه المشاريع هو خطوة أساسية ضمن جهود جامعة الإمارات المستمرة لدعم المبادرات البحثية الرائدة، ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في وضع حلول مبتكرة للتحديات العالمية في مجال الطفولة والأمومة، مما يسهم في تعزيز رؤية الجامعة في الريادة والابتكار في البحث العلمي وخدمة المجتمع على الصعيدين المحلي والدولي.
وتشمل المشاريع الممولة مجموعة من مجالات البحث، بما في ذلك تطوير تطبيقات موبايل لتحسين اللغة العربية لدى الأطفال الصغار، واستخدام الأدوات الرقمية لإدارة داء السكري لدى الحوامل، ودراسات حول أنماط رفض الطعام لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و7 سنوات، وستتناول المشاريع تأثير العوامل البيئية والاجتماعية على تطور نمو الأطفال، والتحقق من الاضطرابات المصاحبة لاضطراب طيف التوحد، وتقييم إمكانيات الانضباط الإيجابي في برامج الأبوة والأمومة لتعزيز المواقف والممارسات الأبوية، حيث تعمل هذه الأبحاث على مواجهة التحديات المتنوعة التي تؤثر على صحة وتعليم الأطفال، مع تحقيق نتائج إيجابية طويلة الأمد للأجيال القادمة في الإمارات.وام