في ساعة الفجر المبكرة، يتسابق الصبية إلى الصف الأخير من المسجد، يتجلّى مشهد يربط الماضي بالحاضر في حلايب وشلاتين، حيث يلتف مجموعة من الأطفال، لا يتجاوز أكبرهم عمر  الثانية عشرة، حول معلمهم لتعلم القرآن الكريم. وجوههم السمراء تعكس البراءة والطموح، وهم يحملون ألواحاً خشبية محفورة بآيات القرآن، متوجهين إلى الخلاوي، تلك المدارس التقليدية التي تمتد جذورها إلى أعماق التراث، لتكون النور الذي يرشدهم إلى العلم والأدب.

التعليم في ظل الخلاوي: العودة إلى الجذور
في مثلث حلايب، تنتشر الخلاوي، وهي مدارس خاصة تجمع الأطفال، خصوصاً في فصل الصيف، لتعليمهم القرآن وعلومه. تُعدّ الخلاوي نموذجاً مشابهاً للكتاتيب القديمة التي كانت تعم أرجاء القرى المصرية في زمن مضى. يبدأ يوم الطلاب منذ صلاة الفجر، حيث يكون أول درس لهم هو أداء الصلاة في وقتها. بعد الصلاة، يتوجه الأطفال إلى الخلوة الملاصقة للمسجد، حاملين ألواحهم التي تحمل آيات الذكر الحكيم، ويبدأون في ترديد ما حفظوه أمام "الخليفة"، الذي يشرف على تصحيح التلاوة وتعليمهم المعاني والتفسيرات.

منهجية تعليمية تربوية
لا يقتصر دور الخلاوي على حفظ القرآن فقط، بل يمتد ليشمل تنشئة الأطفال على القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة. يستمر التعليم حتى وقت الضحى، ثم يعود الأطفال لأداء صلاة الظهر، وبعدها يواصلون دروسهم حتى صلاة العصر والمغرب. هذا الجدول اليومي يربط حياتهم بين الصلوات والقرآن الكريم، ويعزز في نفوسهم حب الطاعة والعبادة.

دور الخلاوي في التعليم والمجتمع
تؤدي الخلاوي دوراً كبيراً في دعم الأطفال الذين حرموا من دخول المدارس لعدم امتلاك ذويهم أوراقاً ثبوتية. تُعلمهم القراءة والكتابة، وتوفر لهم شهادات تقدير في كثير من الأحيان. هذه الخلاوي ليست فقط مصدر علم، بل هي أيضاً بيئة تربوية تغرس في نفوس الأطفال الالتزام والطاعة، وتعدهم ليكونوا أجيالاً واعدة في المستقبل.

ختاماً، تبقى الخلاوي جزءاً لا يتجزأ من النسيج التعليمي والتربوي في مثلث حلايب، إذ تواصل ترسيخ قيم العلم والتقوى في نفوس الأطفال، لتمنحهم أفقاً جديداً يربط الماضي بالحاضر، ويؤهلهم لبناء مستقبل مشرق.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة الفجر حلايب وشلاتين تعلم القرآن البحر الأحمر الغردقة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم يبحث مع سفيرة سويسرا إنشاء مدارس فندقة وزراعة حديثة

استقبل محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، السفيرة إيفون باومان، سفيرة سويسرا لدى مصر؛ وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال التعليم قبل الجامعى.

وثمن الوزير، في بداية اللقاء، العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وسويسرا في مختلف المجالات، خاصة في مجال التعليم قبل الجامعى، معربًا عن تقديره للدعم السويسري لقطاع التعليم قبل الجامعى في مصر، والذي يتمثل في برامج التعاون المختلفة التي يتم تنفيذها، متطلعًا إلى مزيد من التعاون فى مختلف ملفات التعليم وتبادل الخبرات بين البلدين.

وقد استعرض الوزير جهود الوزارة خلال الفترة الماضية في مواجهة التحديات المزمنة التي تواجه المنظومة التعليمية على مدار سنوات طويلة، مشيرا في هذا الإطار إلى الآليات التي تم تنفيذها لخفض الكثافات الطلابية في الفصول على مستوى مدارس الجمهورية وسد العجز في المعلمين، وذلك من خلال حلول واقعية تمت بناء على زيارات ميدانية للمدارس في ٢٠ محافظة ولقاءات مكثفة مع مديري المدارس والإدارات التعليمية.

ومن جهتها، أشادت السفيرة إيفون باومان، بنجاح جهود الوزارة في مواجهة هذه التحديات، كما أكدت على أهمية استمرار التعاون في تنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين، مثمنة دور وزارة التربية والتعليم فى تطوير منظومة التعليم قبل الجامعي، ومتطلعة إلى مزيد من التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بملفات التعليم وخاصة فيما يتعلق بالتعليم الفنى والمهنى.

وخلال اللقاء، تم بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها تعزيز التعاون في إنشاء مجموعة من المدارس في مجالات الفندقة والزراعة الحديثة وبعض الصناعات الدقيقة، فضلا عن مجال التدريب والتعليم المهني، بما يسهم في تأهيل الشباب المصري لسوق العمل، حيث أن سويسرا لديها خبرة طويلة فى مجال تنمية المهارات والتعليم التقنى والفنى وتجهيز الكوادر لاحتياجات سوق العمل.

وقد حضر من جانب وزارة التربية والتعليم الدكتورة إيمان صبرى مساعد الوزير للتعليم الخاص والأستاذة شيرين حمدى مستشار الوزير للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة إدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية.

وحضر من جانب سفارة سويسرا السيدة إليزابيث جيلجن نائب البعثة الدبلوماسية بسفارة سويسرا، وسارة نور نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السويسرية.

مقالات مشابهة

  • مدير مركز الأزهر لعلوم الفضاء: العلم يثبت ما جاء به القرآن من 1400 سنة
  • الجامعة القاسمية تفتتح مدارس تعليم القرآن الكريم في جمهوريتي غانا والسنغال
  • الجامعة القاسمية تفتتح مدارس لتعليم القرآن في غانا والسنغال
  • «التعليم»: إنشاء مجموعة مدارس في مجالات الفندقة والزراعة الحديثة
  • وزير التعليم وسفيرة سويسرا يبحثان التعاون لإنشاء مجموعة مدارس
  • وزير التعليم يبحث مع سفيرة سويسرا إنشاء مدارس فندقة وزراعة حديثة
  • وزير التعليم يتفقد عددا من مدارس عين شمس ويشدد على تنفيذ التعليمات
  • لبن الإبل.. كنز غذائي في حلايب وشلاتين
  • هل يجوز إخراج جزء من زكاة المال لطلاب مدرسة أو لمن يحفظ القرآن في المسجد؟