الإمارات تشارك في اجتماع وزراء طاقة مجموعة الـ20 بالبرازيل
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
أبوظبي/ وام
شاركت دولة الإمارات، ممثلة في وزارة الطاقة والبنية التحتية، في اجتماع وزراء الطاقة بقمة مجموعة العشرين لعام 2024، الذي عُقد في جمهورية البرازيل، بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في دعم التوجهات المستقبلية لقطاع الطاقة والعمل المناخي، ومناقشة الفرص والتحديات.
ترأس وفد الدولة، المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، الذي أكد التزام الإمارات بتحقيق انتقال عادل ومنظم للطاقة، بما يتماشى مع «اتفاق الإمارات» التاريخي الذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح، ويشكل نقطة تحول استثنائية في مسيرة هذا الهدف العالمي.
كما شارك العلماء، في الاجتماع الوزاري لمؤتمر الطاقة النظيفة ومبادرة «مهمة الابتكار»، إذ أكد على دور الابتكار والتكنولوجيا والتعاون في تسريع التحول في قطاع الطاقة، بما يساهم في تحقيق المستهدفات المناخية العالمية، داعياً إلى تنفيذ الالتزامات التي نص عليها «اتفاق الإمارات التاريخي»، ومستهدفات الهدف السابع لأهداف التنمية المستدامة «ضمان الوصول إلى الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة».
وشارك العلماء، في جلسة وزارية حول الوقود المستقبلي، والتي عقدت على هامش اجتماعات مجموعة العشرين لعام 2024، استعرض خلالها جهود الدولة في التحول بقطاع الطاقة، وأهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050.
وترأس وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية، الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى التجارة العالمي للهيدروجين، بمشاركة وزراء ومسؤولي الدول الداعمة للمنتدى، وممثلين عن الدول المستوردة والمصدرة للهيدروجين، وتناولت المناقشات تطوير التجارة العالمية والعابرة للحدود للهيدروجين ومشتقاته، وبحث العديد من الموضوعات المهمة التي تتعلق بسوق الهيدروجين وأفضل السبل لتعزيز التجارة العالمية لهذا المورد الحيوي في مواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة.
كما شارك العلماء، في جلستين رفيعتي المستوى الأولى، حول مراكز الطاقة البحرية بعنوان «مراكز الطاقة: نقل وقود المستقبل، هل يتماشى الإنتاج والنقل»، فيما تطرقت الجلسة الثانية إلى تقنيات التبريد المبتكرة عالية الكفاءة. كذلك شارك في الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين الذي ناقش التحول في قطاع الطاقة.
وأوضح شريف العلماء، أن هذه اللقاءات فرصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات بين الدول والشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي، وأن المشاركة الفعالة لدولة الإمارات تأتي كجزء من استراتيجيتها لتعزيز مكانتها كلاعب رئيس في سوق الطاقة العالمي، وخاصة الهيدروجين ودعم جهود الاستدامة العالمية، موضحاً دور هذه اللقاءات الدولية في توحيد الرؤى والأهداف وتعزيز التعاون الاستراتيجي خلال السنوات المقبلة بشأن تحول الطاقة.
وأكد أن الإمارات تولي أهمية كبيرة للتعاون الدولي في مجال الطاقة، وتسعى دائماً لتعزيز جهود الانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة ونظافة، وأن مشاركتها في هذا الاجتماع تأتي في إطار التزامها بدعم الابتكار وتبني التقنيات الحديثة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة على مستوى العالم، مشيراً إلى ضرورة تحقيق توازن بين تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية والالتزامات البيئية، بما يضمن مستقبلًا أكثر ازدهاراً وعدالة لجميع الدول.
وأضاف: «نحن على يقين بأن تعاون الإمارات مع أعضاء المجموعة سيسهم في تحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة، ويعزز من الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، ويدعم توجهات الدولة الرامية إلى أن تكون في طليعة الدول التي تقود الجهود الدولية للتحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، بما يتماشى مع استراتيجياتنا للطاقة 2050، والمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، ومستهدفات رؤية 'نحن الإمارات'.
وقال إنه على المستوى الوطني حققت دولة الإمارات إنجازات متميزة في مجال التحول في قطاع الطاقة، حيث تبنت استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق توازن بين تلبية احتياجات النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، حيث استثمرت أكثر من 160 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة، فيما نخطط لاستثمار 500 مليار درهم أخرى في قطاع الطاقة خلال الثلاثين عاماً المقبلة لتحقيق الحياد المناخي.
ولفت إلى أن إنتاج الطاقة المتجددة بلغ 6 جيجاوات، و5.6 جيجاوات من الطاقة النووية، فيما نستهدف رفع إجمالي القدرة المركبة للطاقة النظيفة إلى 19.8 جيجاوات بحلول 2030.
وأشار إلى أهمية الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة والمستدامة والدور الذي يمكن أن تلعبه دولة الإمارات في هذا المجال على الصعيد العالمي، كما تطرق إلى مشاريع الدولة الرائدة في مجال تطوير تقنيات الهيدروجين، والتزامها بدعم الابتكار والتعاون الدولي لتعزيز الاستخدام الفعال للهيدروجين.
وأكد مساعي الإمارات لتعزيز مكانة الهيدروجين ضمن مزيج الطاقة، وفي سبيل ذلك أطلقت الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين- 2050.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الطاقة البرازيل الطاقة النظیفة فی قطاع الطاقة
إقرأ أيضاً:
ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التحول المناخي وعلاقته فى دفع النمو
يواجه الاقتصاد العالمي أزمات بيئية متصاعدة، بما في ذلك تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، الأمر الذي يتطلب تحولاً منهجياً عاجلاً وزيادة الاستثمارات المتعلقة بالمناخ والطبيعة.
ويتطلب هذا التحول استثمارات كبيرة ــ ما لا يقل عن 4 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2030 على مستوى العالم ، بما في ذلك 2.4 تريليون دولار في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، حيث تكون تدفقات الاستثمار في أدنى مستوياتها وحيث تكون الإمكانات لتجاوز التكنولوجيات التقليدية أعظم.
على سبيل المثال، تمتلك أفريقيا 60% من أفضل موارد الطاقة الشمسية في العالم ، لكنها لم تتلق سوى أقل من 2% من استثمارات الطاقة النظيفة في عام 2023.
في الوقت نفسه، يتباطأ النمو، وتمثل الوظائف والإنتاجية قضايا ملحة في مختلف أنحاء العالم. والاستجابة السريعة للإلحاح وحجم الاستثمار اللازمين الآن لتحقيق الاستدامة من شأنها أيضا أن تدفع عجلة التعافي والنمو القوي والفعال والنظيف،
المليء بالفرص الجديدة. وبالتالي، فبدلا من النظر إلى الأمر باعتباره تكلفة، يتعين علينا أن ندرك أن التحول إلى صافي صفر من الانبعاثات من شأنه أن يحفز الابتكار، ويقلل من أوجه القصور، ويحسن الصحة، ويحفز النمو الشامل.
الذكاء الاصطناعي، باعتباره تكنولوجيا جديدة وقوية وديناميكية متعددة الأغراض، يتمتع بموقع فريد يسمح له بتسريع هذا التحول من خلال توسيع نطاق الابتكار ودفع التغيير النظامي العميق.
وعلى الرغم من التحليلات المفاهيمية الواسعة النطاق الواعدة، فإن الدراسات القوية التي تقيس إمكانات الذكاء الاصطناعي في النمو الاقتصادي الكلي والحد من الانبعاثات لا تزال محدودة.
ونظراً للإلحاح والإمكانات، هناك حاجة واضحة لمزيد من الاستكشاف
مجالات التأثير الخمسة الرئيسية للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي هو عامل تمكين قوي في خمسة مجالات رئيسية حاسمة لمعالجة تغير المناخ:
1- تحويل الأنظمة المعقدة
تعيد الذكاء الاصطناعي تصور الأنظمة المترابطة مثل الطاقة والنقل والمدن واستخدام الأراضي.
في أنظمة الطاقة، تعمل على تحسين استقرار الشبكة والإنتاجية من خلال التنبؤ بالعرض والطلب والتنسيق عبر المكان والزمان، ودمج مصادر الطاقة المتجددة والتخزين بكفاءة، على سبيل المثال، أدى تحسين طاقة الرياح في DeepMindإلى تعزيز القيمة الاقتصادية للطاقة المتجددة بنسبة 20٪ .
هذه الفوائد مؤثرة بشكل خاص في الأسواق الناشئة التي تعاني من فجوات كبيرة في البنية التحتية ولكنها تتمتع بإمكانات هائلة للقفز إلى أنظمة أكثر نظافة.
هذه الفوائد مؤثرة بشكل خاص في الأسواق الناشئة التي تعاني من فجوات كبيرة في البنية التحتية ولكنها تتمتع بإمكانات هائلة للقفز إلى أنظمة أكثر نظافة.
تسريع الاكتشاف والابتكار
تحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية لا يتطلب فقط توسيع نطاق الحلول الحالية بل يتطلب أيضا ابتكار تقنيات جديدة.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن ما يقرب من نصف تخفيضات الانبعاثات بحلول عام 2050 ستأتي من تقنيات لم يتم تطويرها بالكامل بعد.
وتعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع الاكتشاف، كما أظهرت أداة AlphaFold من DeepMind، والتي فككت أكثر من 200 مليون بنية بروتينية، مما فتح الباب أمام التقدم في مجالات مثل البروتينات البديلة وتخزين الطاقة، والواقع أن السرعة الرقمية تغذي العلم والتكنولوجيا.
قيادة التغيير السلوكي
الذكاء الاصطناعي يمكّن المستهلكين من اتخاذ خيارات صديقة للمناخ من خلال تدخلات مصممة خصيصًا، على سبيل المثال، يستخدم التوجيه الصديق للبيئة في خرائط جوجل الذكاء الاصطناعي لاقتراح طرق بها عدد أقل من التلال، وحركة مرور أقل، وسرعات ثابتة بنفس وقت الوصول المتوقع أو المماثل.
وقد ساعد ذلك في منع أكثر من مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا في مرحلة طرحه في مدن مختارة في أوروبا والولايات المتحدة – وهو ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من الطريق.
تحسين نماذج المناخ والسياسات
الذكاء الاصطناعي يعزز دقة التنبؤات بتأثيرات المناخ وتقييم السياسات. حيث تعمل أدوات مثل IceNet وFloodHub من Google على معالجة مجموعات بيانات ضخمة في الوقت الفعلي، مما يوفر تحذيرات مبكرة بشأن الفيضانات وتغيرات الجليد البحري.
كما يتنبأ الذكاء الاصطناعي بكيفية تأثير سياسات مثل تسعير الكربون على السلوك، مما يساعد صناع السياسات على صياغة تدخلات أكثر فعالية.
تعزيز التكيف والمرونة
الذكاء الاصطناعي يعزز القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات المناخ من خلال تحسين استراتيجيات التكيف الطويلة الأجل، على سبيل المثال، يساعد التنبؤ بالجفاف باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تقييمات محتوى المياه في الغطاء النباتي، في تحديد المناطق المعرضة للخطر.
وتمكن مثل هذه الرؤى الحكومات والمجتمعات من الاستثمار وإدارة التخفيف من المخاطر بشكل أكثر فعالية، وتعزيز الاستقرار والأمن.
قياس تأثير الذكاء الاصطناعي على المناخ
ولكي نفهم كيف يمكن للعوامل المذكورة أعلاه أن تساعد في تسريع تبني التكنولوجيا التي تؤدي إلى خفض الانبعاثات وبناء اقتصادات أكثر إنتاجية، فإننا نركز على ثلاثة قطاعات ــ الطاقة، والغذاء، والتنقل ــ والتي تساهم مجتمعة في نصف الانبعاثات العالمية ونسبة مماثلة من الناتج العالمي.
باستخدام منحنيات تبني التكنولوجيا التاريخية والمحددة للقطاعات (منحنيات S)، ننظر إلى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي – من خلال تحسين الكفاءة، ودفع اعتماد التقنيات منخفضة الكربون، والتأثير على السلوكيات – تسريع هذه المنحنيات S للتكنولوجيات الرئيسية منخفضة الكربون: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والبروتينات البديلة، والمركبات الكهربائية.
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعمل على تسريع اعتماد هذه التقنيات وخفض الانبعاثات السنوية بنحو 3-6 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035.
قطاع الطاقة: تعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة الطاقة المتجددة، مما يقلل الانبعاثات بنحو 1.8 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
– قطاع الأغذية: من خلال تسريع اعتماد البروتينات البديلة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل ما يصل إلى 50% من استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان، مما يوفر حوالي 3 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
– قطاع التنقل: يمكن للنقل المشترك المدعوم بالذكاء الاصطناعي والتبني الأمثل للسيارات الكهربائية أن يقلل الانبعاثات بنحو 0.6 جيجا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا.