شبكة اخبار العراق:
2025-01-18@19:09:22 GMT

لا حل سوى في نزع سلاح الميليشيات

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

لا حل سوى في نزع سلاح الميليشيات

آخر تحديث: 9 أكتوبر 2024 - 9:32 صبقلم:فاروق يوسف في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يبشر العراقيين بأن الميليشيات التي هي جزء من القوات المسلحة التي هو قائدها العام، قد وعدته بالنأي عن الحرب وتعهدت بعدم جر العراق إليها أعلنت إسرائيل عن مقتل أثنين من جنودها وجرح العشرات في الجولان إثر انفجار طائرة مسيرة قادمة من العراق.

لا معنى لذلك سوى أن الميليشيات التي لا تأتمر بأوامر القائد العام لا تملك أن تخالف الأوامر التي أتتها من الحرس الثوري الإيراني الذي هو الجهة المسؤولة عنها تدريبا وتنظيما. أما علاقتها بالعراق فتقف عند حدود التمويل. لا سلطة للعراق على الميليشيات التي لا تعترض على وصفها بالولائية في إشارة إلى ولائها الصريح لإيران. وإذا كانت هناك ميليشيات قد اختارت عدم التورط في حرب تعرف أن ميزان القوى فيها ليس لصالحها فإن هناك ميليشيات أخرى لم تخف حماستها للمضي قدما في طريق الشهادة. لا أعتقد أن السوداني شعر بالإحراج وهو يرى أن تفاؤله قد تم القفز عليه وتخطيه. الأمر الذي يقض مضجعه هو ما يمكن أن ينجم عن ذلك الحادث من تداعيات هو على يقين من أن حكومته ليست على استعداد لمواجهتها والتصدي لما يلحق بها من تبعات. هو يعرف أكثر من غيره أن حكومته ضعيفة وأنها لا تستند إلى جدار دولة لا تزال هشة، بل تستند إلى تحالف سياسي هو عبارة عن مجموعة من الأحزاب والكتل الشيعية التي تم تجميعها تحت عنوان “الإطار التنسيقي”. وإذا عرفنا أن الإطار التنسيقي نفسه لا يقوى على مواجهة ميليشيات الحشد الشعبي التي هي الممثل الوحيد للنفوذ الإيراني فإن السوداني لا يملك سوى انتظار الرد الإسرائيلي. ذلك لأنه لا يملك حق مساءلة أي طرف في الحشد لشعبي وليس من أصول السلامة أن يورط نفسه في استدعاء أحد زعماء تلك الفصائل التي جاهرت برغبتها في أن يتحول العراق إلى ساحة للمواجهة. ناهيك عن أنه لا يستطيع منع الفصائل التي تنوي الذهاب إلى لبنان للقتال من هناك من تنفيذ قرارها. لن يدخل السوداني في صراع مع الميليشيات. لقد فعلها سلفه مصطفى الكاظمي فكانت النتيجة أن قامت الميليشيات بقصف بيته في محاولة لقتله. لقد اختار السوداني حالة “أضعف الإيمان” في تعامله مع الميليشيات وهو محق في ذلك. فهو لا يقف على أرض دولة قوية وما من قوة مسلحة يحتمي بها. فهو باعتباره القائد العام للقوات المسلحة يعرف أن قواته كيان كارتوني مخترق من كل الجهات وهو لا يقوى على الصمود دقائق في مواجهة ميليشيات مدعومة من إيران. ذلك كله عبارة عن افتراض لا أساس له على أرض الواقع. ذلك لأن السوداني لا ينفك عن الإشادة بالحشد الشعبي ودوره في الدفاع عن سيادة العرق كما يقول. لا أعتقد أن السوداني يملك منفذا مباشرا للتفاوض مع إسرائيل من أجل أن لا ترد أو أن يكون ردها محدودا إلا من خلال الولايات المتحدة التي ستفعل ما بوسعها للحفاظ على حكومته. ولكنه في المقابل لن يكون قادرا على التحكم بحركة الميليشيات وخططها السرية التي لا يمكنه الاطلاع عليها إلا من خلال العودة إلى طهران. وهو ما يعني أن منصبه قد تم إفراغه من دستوريته. فمن أجل أن يضمن عدم اندفاع الميليشيات التي تتخذ من بلاده ساحة لنشاطها إلى الحرب صار عليه أن يلجأ إلى دولة أجنبية من أجل أن تضبط سلاح تلك الميليشيات. في حالة العراق الراهنة لا يمكن لأحد أن يجازف بالمطالبة بنزع سلاح الميليشيات. مَن يفعل ذلك سيُتهم بالخيانة. خيانة المذهب والمقاومة معا وسيستعدي إيران التي هي اليوم في أشد حالاتها ضيقا بعد أن تم القضاء على أجزاء حيوية من حزب الله وحركة حماس كما أن الحوثيين في اليمن في انتظار أن يتلقوا عقابا صارما لا أظن أنهم سيستعيدون عافيتهم بعده.لا يُحسد السوداني على ما وصل إليه. فهو بالرغم من مسايرته للميليشيات وغضه النظر عن علاقتها الملتبسة بالدولة، ذلك لأنها تعتاش على الدولة ولا تتبعها، بل تعمل بما يهدد كيانها يجد نفسه اليوم في مكان أسوأ من ذلك المكان الذي كان فيه سلفه مصطفى الكاظمي الذي عادى الميليشيات ولم يكن صديقا لها.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: المیلیشیات التی

إقرأ أيضاً:

السوداني يطلب من البنك الأوروبي المساهمة في إعمار العراق

آخر تحديث: 18 يناير 2025 - 10:57 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- طلب رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الخميس الماضي، المساعدة الفنية من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية/ EBRD لتعزيز القطاع المصرفي في العراق وتطويره، فيما أكد أن الحكومة لديها الكثير من المشاريع التي يمكن أن يسهم البنك في تمويلها، منها مشاريع البنية الأساسية الحيوية كالطرق والجسور ووسائل النقل العام.جاء ذلك خلال استقباله بمقر إقامته في لندن وفد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية/ EBRD، برئاسة رئيسة البنك أوديل رينو باسو.وبحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ، فإن السوداني عبر عن تقديره لموافقة اعضاء البنك على انضمام العراق إليه في شهر تشرين الأول من العام الماضي، مؤكدا أهمية الشراكة مع البنك، خصوصاً وأنها تتضمن التعاون في قطاعات عديدة وضعتها الحكومة ضمن أولويات برنامجها الحكومي.وجرى خلال اللقاء، وفق البيان، التباحث في آليات تنفيذ الاتفاق الموقع مع البنك الذي صوت عليه مجلس النواب سابقاً، ودور البنك في تطوير القطاع الخاص العراقي، بجانب مناقشة فرص التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، للحد من انبعاثات الكاربون وزيادة كفاءة الطاقة.وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة لديها الكثير من المشاريع التي يمكن أن يسهم البنك في تمويلها، منها مشاريع البنية الأساسية الحيوية كالطرق والجسور ووسائل النقل العام، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراع، وكذلك طلب المساعدة الفنية من البنك لتعزيز القطاع المصرفي في العراق وتطويره، مشيراً إلى أهمية أن يزور رئيس البنك العراق لاستكشاف فرص التعاون المحتملة.وتم خلال اللقاء اقتراح إنشاء مجموعة عمل مشتركة لتحديد أولويات المشاريع التي سيشارك فيها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في العراق، بحسب ما جاء في البيان.

مقالات مشابهة

  • السوداني يستقبل القائم بالأعمال الأمريكي لدى العراق
  • السوداني يطلب من البنك الأوروبي المساهمة في إعمار العراق
  • الجيش السوداني: العقوبات التي فرضت على البرهان ظالمة
  • ما هي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لاستعادة مدينة ود مدني؟
  • نائب إطاري: السوداني يرفض حل الحشد أو دمج بعض الفصائل الولائية في الجيش
  • زيارة السوداني الى لندن: رسالة استقلال عراقية إلى الغرب
  • السوداني من لندن: العراق يدعم الاستقرار والتهدئة بالمنطقة عبر علاقاته مع ايران وامريكا
  • السوداني:الفرص الاستثمارية في العراق الأكثر على مستوى المنطقة
  • احمد الأبيض: صوت العراقيين الأحرار يطارد السوداني في شوارع لندن!
  • السوداني: العراق من بين الدول الأكثر جذباً للاستثمار خلال العامين الماضيين