تقديرات بأن نشوة نتنياهو ستتحول إلى صداع طويل الأمد
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة "كاونتر بانش" تقريرًا تناول فيه الرد الإيراني على إسرائيل بعد أسبوع من المناورات السياسية والمكائد العسكرية؛ حيث قدم الرئيس الإيراني الجديد، الذي ينتمي إلى التيار الإصلاحي، مبادرات تصالحية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما أصدر المرشد الأعلى تصريحات تعبر عن القبول بالواقع فيما بدا كأنه استسلام للأمر الواقع.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الاستخبارات الأمريكية اكتشفت اتصالات وأفادت بمعلومات من الأقمار الصناعية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر تشير إلى قرب حدوث الرد الإيراني.
ورغم التحذيرات المسبقة؛ فشل نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي الإسرائيلي في منع عدد كبير من الصواريخ من الوصول إلى أهدافها.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الحرس الثوري الإيراني ربما استخدمت تكتيكات مستوحاة من "فن الحرب" للكاتب سون تزو لتفادي الأعين المراقِبة وخلق حالة من الارتباك.
ويبدو أن الحرس الثوري أعد صواريخ قديمة تعمل بالوقود السائل للإطلاق بشكل علني، بينما كانت الصواريخ الحديثة في مواقع سرية تحت الأرض جاهزة لإطلاق مفاجئ.
وذكرت الصحيفة أن إيران قد أطلقت صواريخ من عائلة شهاب القديمة لتعزيز تقييم الأقمار الصناعية، مما أدى إلى الارتباك عندما تبعتها صواريخ فاتح-1 الأسرع؛ حيث إن تنوع أنواع الصواريخ جعل من الصعب على نظام الدفاع حساب المسارات بدقة، مما أدى إلى وصول العديد منها إلى أهدافها، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية وصول 20 صاروخا على الأقل إلى قاعدة نيفاتيم الجوية.
وأضافت الصحيفة أن "الانتقام الإيراني" في نيسان/ أبريل الماضي، بعد الغارة الإسرائيلية على مكاتبها القنصلية في دمشق، كان تحذيرا لإظهار قدرات الحرس الثوري، ومع ذلك، أساء نتنياهو تفسير الرسالة، واعتبر التحذيرات علامات ضعف، مما زاد من غروره.
وأفادت بأن إدارة بايدن استخدمت رئيس الوزراء القطري كوسيط للتفاوض مع إيران، محذرة من أن أي رد قد يهدد وقف إطلاق النار في غزة، لكن غياب الرد الإيراني فُسِّر على أنه تشجيع لنتنياهو، مما أدى إلى توسيع حملته العسكرية.
وبيّنت الصحيفة أن الحرب على لبنان تصاعدت عندما "فجرت إسرائيل حوالي 3000 جهاز متفجر، وهو ما أدانته شخصيات بارزة مثل ليون بانيتا، فسياسة التهدئة التي اتبعتها إدارة بايدن منحت نتنياهو الضوء الأخضر للاستمرار في الاغتيالات خارج نطاق القضاء".
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل أطلقت غارات جوية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 20,000 لبناني، معظمهم من المدنيين، في يوم واحد. وأمر نتنياهو الطائرات الأمريكية بإلقاء قنابل على مقرات حزب الله، بينما بارك بايدن ووزير خارجيته هذا العمل، متجاهلين الخسائر المدنية".
وأشارت إلى أن نتنياهو يسعى إلى فرض إرادته على الولايات المتحدة، متمنيًا أن تقود الهجوم على إيران، لكن إسرائيل تعرف أنها لا تستطيع شل قدرات إيران بمفردها.
واختتمت الصحيفة أنه في حال ردت إيران على أي هجوم قادم فقد يتسبب ذلك في دمار أكبر لإسرائيل، نظراً لعدم توفرها على الكثير من البنية التحتية. وفي نهاية المطاف، يجب أن تكون الأحداث الأخيرة بمثابة جرس إنذار لنتنياهو، محولة نشوته إلى صداع طويل الأمد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني إسرائيل الرد الإيراني نتنياهو الولايات المتحدة إيران إسرائيل الولايات المتحدة نتنياهو الرد الإيراني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
هل تخلت إسرائيل عن ضرب منشآت إيران النووية بسبب ترامب؟
في ظل المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، يبدو أن إسرائيل غيرت موقفها من شن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، بعد دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فثمة تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث تفضل الآن الطريق الدبلوماسي على الخيار العسكري.
هكذا يعتقد المحلل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إيتمار آيخنر، ففي تقرير له يذكّر بأن إسرائيل عارضت لسنوات طويلة أي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، معتبرة أن طهران تسعى إلى تطوير أسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي السلمي.
وقد قدمت إسرائيل أدلة ووثائق، مثل ما أسماه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "الأرشيف النووي"، لتأكيد انتهاكات إيران للاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في 2018 تحت إدارة ترامب الأولى.
دبلوماسية بديلا للتهديدويقول آيخنر إن إسرائيل كانت دائما تفضل خيار الضربات العسكرية كوسيلة لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، يبدو أن التهديدات المتكررة بشن هجوم مشترك مع الولايات المتحدة قد تراجعت في ظل التطورات الأخيرة، خاصة بعد أن بدأت إدارة ترامب محادثات مع طهران.
إعلانفمع عودة ترامب إلى السلطة، بدأت الولايات المتحدة في إجراء محادثات مع إيران عبر وسيط سويسري، مما أدى إلى تغيير في حسابات إسرائيل.
ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل، التي كانت تعارض أي اتفاق مع إيران، أصبحت الآن أكثر انفتاحا على الخيار الدبلوماسي، شريطة أن يمنع الاتفاق إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وقد أعلن ترامب مؤخرا أنه أرسل رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يدعوه فيها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد. وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "آمل أن تجري مفاوضات، لأنها ستكون أفضل بكثير لإيران". هذه الخطوة جاءت بعد أن اتصلت إيران بالولايات المتحدة عبر سويسرا لاستكشاف إمكانية إجراء محادثات.
كما واصل ترامب تهديداته ضد إيران، حيث قال في تصريحات صحفية "نحن في المراحل النهائية مع إيران، سيكون الأمر مثيرا للاهتمام، نحن في اللحظات الأخيرة.. على أي حال، ستكون مشكلة كبيرة. إنه وقت مثير للاهتمام في تاريخ العالم، ولكن هناك وضع مع إيران أن شيئا ما سيحدث قريبا، قريبا جدا".
خيارات إسرائيلووفقا للمحلل السياسي، فإن إسرائيل تدرس في الوقت الحالي عدة خيارات للتعامل مع الملف النووي الإيراني، بما في ذلك فرض عقوبات أكثر صرامة، والحفاظ على خيار عسكري ذي مصداقية، ودعم المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.
ويضيف "وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تثق تماما في إيران، إلا أنها لا تستبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد إذا كان ذلك سيحقق الهدف الأساسي المتمثل في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية".
ويلفت في هذا السياق إلى تصريح مسؤول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست بأن إسرائيل كانت قد صاغت خططا لهجوم مشترك مع الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية بعد هجوم أكتوبر الأخير. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن إسرائيل تفضل الآن المسار الدبلوماسي، خاصة في ظل التنسيق الكبير بين واشنطن وتل أبيب فيما يتعلق بالتعامل مع إيران.
إعلانويقول المحلل السياسي إنه على الرغم من التحول نحو الدبلوماسية، فإن إسرائيل لا تزال تحتفظ بخيار الضربة العسكرية كاحتمال قائم، مشيرا في هذا السياق إلى أن إسرائيل أجرت مؤخرا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة، حيث شاركت طائرات مقاتلة إسرائيلية مع قاذفات أميركية.
ويؤكد أن "هذه المناورات، التي تحدث في ظل إدارة ترامب، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن الدولتين منسقتان وتريدان تحقيق نفس الهدف، بغض النظر عن الطريق الذي سيتم اختياره".
ويسلط آيخنر الضوء على التصريحات الإيرانية المضادة، ومنها تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوكالة الأنباء الفرنسية، حينما قال إن برنامج إيران النووي لا يمكن تدميره بعمل عسكري، مشيرا إلى أن إيران لن تتردد في الرد بشكل حاسم إذا تعرضت منشآتها النووية للهجوم، وأن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيؤدي إلى اندلاع حريق واسع في الشرق الأوسط.
ويلفت إلى رغبة إيران الحقيقية في التوصل لاتفاق نووي مع الغرب، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى رفع العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.
ولكن آيخنر الذي يرى أن "الثقة بين الطرفين لا تزال في أدنى مستوياتها، مما يجعل أي تقدم نحو اتفاق نووي جديد تحديا كبيرا"، يؤكد أن الخيارات مفتوحة، سواء كانت دبلوماسية أو عسكرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ويختم المحلل السياسي تقريره، قائلا "مع استمرار المحادثات والتهديدات يبقى مستقبل العلاقات بين هذه الأطراف غير مؤكد، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الدبلوماسية قد تكون الطريق الأفضل لتحقيق الاستقرار في المنطقة".