صنعاء- جدد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين حزام الأسد موقفهم المساند للمقاومة في فلسطين ولبنان، وأكد أن اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله اللبناني سيزيد المقاومة قوة وصلابة، وهو ما "سيعجل بزوال الكيان الإسرائيلي".

وبشأن تكرار إسرائيل سيناريو الاغتيالات واستهداف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أكد الأسد أنهم لا يخشون إقدام إسرائيل على اغتيال قادتهم، واعتبر أن "الشهادة في سبيل الله انتصار".

وتوعد الأسد -في حوار خاص مع الجزيرة نت بمناسبة مرور عام على طوفان الأقصى– أن توجه جماعته "ضربات منكّلة بالعدو" وبعمليات لم يكن يتوقعها أو يحسب لها حسابا.

وشدد القيادي الحوثي على المضي في مواجهة إسرائيل، وقال "لن ندخر أي جهد في إسناد ودعم المقاومة اللبنانية حتى ينكسر العدوان" مؤكدا أن هذا هو موقفهم تجاه غزة. وأكد أنهم يرون ارتباطهم بالقضية الفلسطينية وبحركات المقاومة في غزة، ولا سيما حماس والجهاد "مبدئيا ومصيريا، ولا يمكن أن نحيد عنه قيد أنملة".

"فلسطين2" صاروخ باليستي فرط صوتي طوره الحوثيون (وسائل التواصل)

وفيما يلي نص الحوار:

ما موقفكم من العدوان الإسرائيلي على لبنان واستهداف حزب الله جوا وبرّا؟

نحن كشعب يمني عربي مسلم وكجزء من محور الجهاد والمقاومة، نقف الى جانب أهلنا في لبنان الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي غاشم مدعوم من أميركا ودول الغرب كواجب ديني وأخلاقي وإنساني. وسنبذل كل ما بوسعنا وكل ما لدينا من إمكانيات وقدرات ولن ندخر أي جهد في إسناد ودعم المقاومة اللبنانية حتى ينكسر العدوان الصهيوني ويتحقق النصر لإخواننا بإذن الله، وكذلك هو موقفنا مع أهلنا في غزة.

كيف تنظرون إلى قيام إسرائيل باغتيال أمين عام حزب الله وقيادته العسكرية والسياسية؟

إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال السيد القائد حسن نصر الله يعبر عن الفشل والتخبط الذي يعيشه كيان العدو، لا سيما بعد عجزه خلال عام كامل عن إحراز أي انتصار في غزة سوى قتل النساء والأطفال وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين، وفشله في استعادة أسراه أو النيل من عوامل القوة والتماسك لدى حماس والجهاد في غزة، أو إيقاف عمليات الإسناد والنصرة التي يتصدرها المحور لا سيما الأخوة في حزب الله وكل جبهات الجهاد والمقاومة المساندين لأهلنا في غزة.

كما أن الكيان الصهيوني أراد بإقدامه على هذه الجريمة كسر معنويات المجاهدين وإعطاء جنوده وأتباعه في المنطقة نوعا من الزخم والإنعاش المعنوي.

ومع ذلك، وبالرغم من منزلة ومقام الشهيد القائد حسن نصر الله الرفيعة في قلوبنا وفي نفوسنا وعلى مستوى المقاومة اللبنانية والمحور بشكل عام والعالم العربي والإسلامي والإنساني، كونه يعتبر رمزية للحق الذي يواجه الباطل والعدوان، غير أن هذه الجريمة لن تؤثر على نسق المقاومة وخطها ومسارها الجهادي أو على تماسك الحزب الذي يتفوق تنظيميا على الكثير من الأطر التنظيمية والمؤسسات الحكومية في العالم، ولن تفت في عضد المقاومة بل ستزيدها قوة وصلابة وزخما أكبر في التصدي للعدو وإلحاق الهزيمة النكراء به بعون الله تعالى.

كما أن عمليات الإسناد لغزة ستتواصل من كل الجبهات وبوتيرة تصاعدية عالية كما هو الحال اليوم. وبعملية الاغتيال الجبانة، فتح العدو الصهيوني على نفسه النار وعجل بالانتحار والتلاشي. وعلى المستوى الآني، أصبحت عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين بعيدة وأكثر تعقيدا.

هل تخشون من قيام إسرائيل بعمليات اغتيال تستهدف قيادة الجماعة وزعيمها عبد الملك الحوثي؟

لو كنا نخشى من القتل والشهادة لما ساندنا أهلنا في غزة، نحن لم ندخل على خط المواجهة مع الصهاينة قتلة النساء والأطفال والمدنيين إلا ونحن مدركون أبعاد ومآلات ذلك، لا سيما ونحن نعرف أننا سنواجه قوى ومحور الهيمنة والاستكبار العالمي ممثلا بأميركا ودول الغرب المساندة للكيان الإسرائيلي، وأننا سنقدم التضحيات الجسام.

ومع ذلك، وامتثالا لتوجيهات الله تعالى في نصرة إخواننا المظلومين في غزة، وانطلاقا من مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، تحركنا على هذا الخط الجهادي المقاوم ونحن واثقون بنصر الله وبوعده لعباده المجاهدين، وبوعيده لأعدائه المجرمين، وأيا تكن النتائج الميدانية سواء الظفر بالشهادة في سبيل الله أو الظفر بهزيمة العدو فكلها بالنسبة لنا انتصارات.

لذلك، لا ضير ولا خوف ولا قلق يساورنا مما نقدمه وسنقدمه من تضحيات، والمهم هو أننا في طريق الحق وفي مسار النصرة للمستضعفين والتنكيل بقتلة الأطفال والنساء، وسنواصل جهادنا بكل ما نحمله من إيمان بالله تعالى وعدالة القضية وما بأيدينا من سلاح وسنجعل العدو بإذن الله يندم أشد الندم.

في الذكرى الأولى للحرب على غزة ومساندتكم للمقاومة الفلسطينية، هل ثمة مفاجآت قادمة من حيث تصعيد الفعل العسكري في ضوء التطورات الأخيرة في غزة ولبنان واليمن؟

سندشن العام المقبل من الجهاد والمقاومة والإسناد لأهلنا في غزة ولبنان بإذن الله تعالى بضربات منكلة بالعدو، وبعمليات لم يكن يتوقعها أو يحسب لها حسابا، وسنترك الإفصاح عن تفاصيل ذلك لأرض الميدان.

هل حققت أميركا وبريطانيا أهداف عملياتهما التي تستهدفكم وماذا حققتم في عملياتكم البحرية؟

العدوان الأميركي البريطاني وكذلك الإسرائيلي على بلادنا يهدف إلى إيقاف عمليات الإسناد لأهلنا في غزة وكسر إرادتنا، وهذا يعتبر من المستحيلات، ومع ذلك فهو لم يطل سوى المنشآت المدنية أو المناطق المفتوحة والتي كان بعضها معسكرات قبل سنوات.

لكن على المستوى العسكري، لم يحقق العدو أي إنجاز، بل العكس تماما، فقد وحد العدوان أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم السياسية والجغرافية وعزز مواصلة التصدي والمواجهة والإسناد، كما استطاعت قواتنا المسلحة تطوير قدراتها العسكرية في مختلف المجالات، واستطاعت بفضل الله تعالى إسقاط 11 طائرة أميركية من نوع (إم كيو-9) والتي تعتبر فخر الصناعات الأميركية.

كما استمرت وتوسعت عمليات قواتنا البحرية والصاروخية وسلاح الطيران المسيّر لتشمل مناطق بعيدة، وتمكنت من استهداف عشرات السفن التجارية التي لها علاقة بالكيان الإسرائيلي والأميركي والبريطاني والقطع البحرية المعادية، وتعطيل حركة الملاحة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وإغلاق ميناء أم الرشراش (إيلات) وفرض حظر على دخول الموانئ المحتلة، وكذلك تنفيذ ضربات في عمق العدو لا سيما في سياق المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد لأهلنا في غزة.

وعلى المستوى المجتمعي، تقاطر مئات الآلاف من المتطوعين الراغبين في المشاركة بالمعركة البرية بمواجهة كيان العدو الصهيوني إلى الالتحاق بمعسكرات التعبئة الشعبية نصرة لغزة، وهذه الخطوة تأتي في سياق التحضير للمعركة البرية.

قصفت إسرائيل ميناء الحديدة للمرة الثانية مؤخرا، فهل سيكون ردكم بالمثل ويجري ضرب ميناء حيفا؟

بالنسبة للرد على العدوان الصهيوني على الحديدة فهو آت بضربات موجعة للعدو، وفي عمقه الإستراتيجي والأمني، والتفاصيل ستكون في الميدان.

كررتم ضرب تل أبيب بـ"مسيّرة يافا" وكذلك صاروخ "فلسطين2" فهل سيقتصر الاستهداف في عمق إسرائيل على المواقع العسكرية أم سيشمل مواقع حيوية وإستراتيجية ومراكز صنع القرار؟

إن قصف واستهداف العمق الصهيوني في منطقة يافا الكبرى، ما تسمى بتل أبيب، أو غوش دان، مستمر في إطار المرحلة الخامسة من مراحل الإسناد لأهلنا في غزة، وستشهد المرحلة المقبلة تصعيدا على المستوى الكمي والنوعي في استهداف مكامن القوة لدى العدو.

ما مستقبل علاقة الحوثيين مع المقاومة الفلسطينية خاصة حركة حماس؟

علاقتنا بالمقاومة الفلسطينية مصيرية، فكما أن القضية الفلسطينية هي المرتكز الرئيس لمشروعنا القرآني، فإننا نعتبرها مقدمة حتى على كل القضايا بما فيها قضايانا الداخلية.

ونعتقد جازمين أن عدوان العشر سنوات الذي شن على شعبنا وبلادنا جاء محاولة لثنينا عن تبني القضية الفلسطينية والتخلي عن شعار البراءة من الأعداء، وإماتة وإخماد جذوة التحرر من الوصاية والهيمنة والاستكبار الأميركي البريطاني الغربي، ولذلك فارتباطنا بالقضية الفلسطينية وبإخواننا من حركات المقاومة في حماس والجهاد وغيرها مبدئي ومصيري ولا يمكن أن نحيد عنه قيد أنملة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على المستوى الله تعالى حزب الله لا سیما

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ولبنان في نفق المفاوضات الحدودية

في الوقت الذي أفلحت فيه الإدارة الأميركية في تنظيم لقاء رباعي لمناقشة قضايا الخلاف الحدودي بين إسرائيل ولبنان ولإنهاء قصة احتلال إسرائيل لـ5 مواقع داخل الخط الأزرق شنت الطائرات الإسرائيلية أشد غارات جوية على مناطق مختلفة من لبنان بدعوى أنها مصانع صواريخ. وتُظهر هذه الغارات بعد أيام قليلة على بدء المفاوضات، وادعاء رئاسة الحكومة الإسرائيلية أنها ستقود إلى "تطبيع" مع لبنان، أن إسرائيل تمارس هنا أيضا منطق المفاوضات تحت النار.

وكانت سرت أنباء، خصوصا من الجانب الإسرائيلي، أن نجاح اللقاء التنسيقي في الناقورة بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية، في الاتفاق على تشكيل 3 لجان يفتح الباب أمام تسوية سياسية وليس فقط تثبيت وقف إطلاق النار. ورفض لبنان على الفور إيحاءات إسرائيل وتصريحاتها بأن مفاوضات لجنة الهدنة مفاوضات سياسية وأنها ستقود إلى التطبيع بين الدولتين. وفي كل حال ثمة إقرار من الطرفين على صحة الاتفاق على تشكيل 3 لجان لحل النقاط الخلافية بينهما. لكن إسرائيل ترى في هذا الاتفاق عنصرا سياسيا جديدا في حين يرى لبنان أنه مجرد تنفيذ وتواصل مع قرار 1701 الدولي وأنه ليس مفاوضات سياسية مباشرة وأن كل حديث عن التطبيع لا يستند إلى أساس. وأكدت الرئاسة اللبنانية أن اللجان الثلاث ستناقش قضايا الحدود والنقاط المتنازع عليها منذ العام 2006 والنقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل ومسألة الأسرى.

إعلان مفاوضات سياسية

وكان مسؤول أميركي كبير قال يوم الثلاثاء الفائت، إن إسرائيل ولبنان اتفقتا، بوساطة أميركية وحضور فرنسي، على بدء مفاوضات لحل النزاعات على الحدود البرية بين البلدين. واعتبر أن بدء المحادثات السياسية بين إسرائيل ولبنان، يشكل تقدما كبيرا في العلاقات بين حكومة تل أبيب والحكومة اللبنانية الجديدة. وأن هذا إنجاز لإدارة ترامب التي نجحت في منع تجدد التوترات في لبنان وجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وأن "الذين سيقودون مجموعات العمل هم دبلوماسيون من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان. ونأمل أن تبدأ هذه المفاوضات في وقت مبكر من الشهر المقبل". وهذه هي المرة الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 وإعلان الأمم المتحدة أن إسرائيل انسحبت إلى الخط الأزرق، التي تقبل فيها حكومة إسرائيلية دخول مفاوضات بشأن إدخال تغييرات على هذا الخط الحدودي.

مسؤول أميركي اعتبر الاجتماع الرباعي إنجازا لإدارة ترامب (رويترز)

وبداية فإن مجموعات العمل أو اللجان الثلاث التي اتفق على تشكيلها تتعلق، كما سلف، بالحدود البرية، وقضية الأسرى وشروط انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها داخل الأراضي اللبنانية. ومعروف أن قضيتي الأسرى والنقاط الخمس المحتلة قضيتان واضحتان تعبر كل منهما عن أهمية وقيمة لدى هذا الطرف أو ذاك لكن قضية رسم الحدود خصوصا في 13 منطقة متنازع عليها قضية تتسم بدرجات من الغموض والتداخل لأنها ترتبط بأصل ترسيم الحدود. ولم تفلح الأمم المتحدة لا في العام 2006 ولا قبلها في إنهاء النزاع بشأنها. كما أن محاولات لإدارة الأميركية عبر مبعوثيها وخصوصا آموس هوكشتاين لنزع فتيل هذه الأزمة لم تصل إلى نتيجة رغم سنوات من الجهود. ولذلك فإن موافقة حكومة نتنياهو على البدء بمفاوضات بشأنها فجّر نوعا من الخلاف السياسي في إسرائيل من جهة وفتح شهية البعض، وخصوصا قادة مستوطنات، لعرض مطالب إقليمية.

إعلان

وكان أول المنتقدين لهذه الخطوة زعيم المعارضة، يائير لبيد، الذي في عهد توليه رئاسة الحكومة أبرم بوساطة أميركية اتفاق ترسيم الحدود البحرية. وقد تعرض حينها لبيد لانتقادات واسعة وخصوصا من نتنياهو واليمين متهمين إياه وحكومته بالتنازل عن ذخائر اقتصادية للبنان في عرض البحر. وهذا ما دفع لبيد للقول عن ادعاء حكومة نتنياهو بأن المفاوضات على الحدود ستقود للتطبيع: "كان من الممكن أن يكون الأمر مضحكا". لقد توصلتُ إلى اتفاق بشأن المياه الاقتصادية، وهو اتفاق اقتصادي مع الحكومة اللبنانية والأميركيين والفرنسيين، وكانوا في اليمين يصرخون: "اتفاق مع حماس"، "اتفاق مع حماس". لماذا أعتبر هذا مُضحكًا؟ لأنه في إطار المفاوضات، كان هناك حديث عن حوالي كيلومترين من المياه المالحة وبعض الأسماك البعيدة عن أعماق البحر. "لم يكن حتى، غاز هناك"

ترحيب مشروط

وأضاف "أرادوا منا أن نناقش النقاط الحدودية التي تُناقش الآن، وقلتُ لهم لا. حتى لو أدى ذلك إلى إفشال المفاوضات، فأنا لست مستعدا بأي شكل من الأشكال لإجراء مفاوضات على الأراضي الإسرائيلية. الآن تجري الحكومة مفاوضات على الأراضي الإسرائيلية، بعد أن توصلت إلى اتفاق مع حزب الله، وهو ما لم نفعله". ولكن حسنًا، سأدعم ما هو جيد لدولة إسرائيل. وأشار لبيد إلى أنه "قد يكون ذلك مفيدا لأمن إسرائيل، وهذا يتضمن بالطبع مسألة إذا كنا نعرف كيف ننزل الجيش اللبناني إلى الجنوب بحيث يقطع الطريق بين حزب الله والمجتمعات الإسرائيلية، فهذا يعني السؤال عن كيفية إعداد الجيش بشكل مختلف على خط الحدود، لأنه من المستحيل أن تشعر المستوطنات الشمالية بأنها معرضة لأي هجوم مرة أخرى. "ولكن إذا كان الأمر جيدًا، فسأرحب به، لكننا لا نعرف التفاصيل بعد".

اتفاق ترسيم الحدود البحرية تم خلال ولاية الحكومة التي ترأسها زعيم المعارضة الحالي يائير لبيد (وكالة الأناضول)

وتقريبا انتقد قادة المستوطنات الشمالية على الحدود مع لبنان إعلان حكومة نتنياهو عن بدء مفاوضات حدودية مع لبنان. ورأى بعضهم أن هذا تسليم لأمن المستوطنات ما يعرضها لخطر مشابه لما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتنبع هذه الانتقادات من جانب هؤلاء من إدراك لواقع أن المفاوضات ستقود، إن عاجلا أو آجلا، إلى انسحاب الجيش ليس فقط إلى الخط  الأزرق وإنما أيضا إلى خلفه في 13 نقطة هامة. وكان مستوطنو الشمال يأملون أنه وفق نظرية الأمن الإسرائيلية الجديدة سيبقى الجيش الإسرائيلي ليس فقط في النقاط الـ13 المتنازع عليها تاريخيا وإنما أيضا في المواقع الخمسة التي يحتلها منذ الحرب الأخيرة. وبحسب معلقين إسرائيليين فإن مخاوف رؤساء مستوطنات كالمطله ومرغليوت نابعة من واقع تم فيه إفراغ الاتفاقيات من معناها واضطرار هذه المستوطنات لمواجهة مصيرها كمناطق حدودية. وكتب رئيس مستوطنة المطلة، ديفيد أزولاي، إلى نتنياهو أن "سكان الشمال ليسوا على استعداد لأن يكونوا رهائن لاتفاقيات خاسرة أو تنازلات أمنية". وفي رسالته، كتب أزولاي إلى نتنياهو: "لا تستسلم للحلول الجزئية التي يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل، والتي من شأنها أن تجلب معها مرة أخرى انعدام الأمن الذي شهدناه قبل السبت الملعون 7 أكتوبر". وأكدت أزولاي أيضًا أن "عودة  السكان إلى المطلة في ظل الظروف الحالية غير محتملة، حيث عاد 8% فقط من السكان حتى الآن، بسبب التهديد الأمني الحقيقي وانعدام البنية التحتية المناسبة".

إعلان

كما يطالب مستوطنون من المطلة نتنياهو بأن يتم في المفاوضات مع لبنان طرح قضية تاريخية للنقاش وهي قضية أراضي المطلة الزراعية الواقعة في وادي العيون في السهل اللبناني: "حوالي 4 آلاف دونم من الأراضي الزراعية التي كانت مملوكة لمزارعي المطلة من فترة الانتداب البريطاني بقيت خارج السيطرة الإسرائيلية على الرغم من الوعود بتحديث الحدود".

كفى ندما

كما أدان  إيتان دافيدي، رئيس مستوطنة مرغليوت، المفاوضات الحدودية وقال "كفى ندمًا، من الجنرال إلى قائد اللواء، كفوا عن الندم علينا. أتوقع من جنرال القيادة الشمالية أن يأتي ويقول إن على الجيش البقاء في هذه المواقع، وأن ينتقد بشدة وزير الدفاع والسياسة الفاشلة". وأضاف دافيدي "كنت قلقًا عندما وقعوا على وقف إطلاق النار، والآن أشعر بقلق أكبر بكثير. التقيت بمسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع، وأدركت أن هذه النقاط سوف يتعين عليهم الانسحاب منها في مرحلة ما، وفي نهاية المطاف سوف يسيطر الجيش اللبناني على هذه النقاط. وهذا يعني أن إسرائيل تسلم أمن سكان الشمال إلى حزب الله. لا يخطئ أحد، فالجيش اللبناني هو من أعضاء حزب الله. "هذه فضيحة غير مسبوقة."

الدخان يتصاعد من التلال المحيطة بمستوطنة مرغليوت خلال الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (الفرنسية)

في كل حال ما المواقع الـ13 التي يطالب بها لبنان منذ عقود والتي وافقت إسرائيل على دخول مفاوضات بشأنها؟ وما قصتها؟

تعود قصة هذه النقاط في الغالب إلى ترسيم الحدود بين الانتدابين البريطاني على فلسطين والفرنسي على لبنان في عشرينيات القرن الماضي وتضاربها مع خط الهدنة العام 1949. وقد سبق للأمم المتحدة أن حددت 13 نقطة حدودية برية منتشرة على طول الحدود اللبنانية، نقاطًا متنازعًا عليها بين الطرفين من رأس الناقورة في الغرب إلى مزارع شبعا في الشرق. من أقصى نقطة غربية بي1 في رأس الناقورة، عبر عدة نقاط إضافية تقع بالقرب من شلومي، وحانيتا شوميرا، جبل أدير، وأفيفيم، ويفتاح، وكريات شمونة. وفي الشرق، يدور نزاع في "قرية النزاع" – قرية غجر السورية المحتلة المقسمة حاليا بين إسرائيل ولبنان، ومنطقة مزارع شبعا.

إعلان موقع حساس

وتعتبر النقطة بي1 على رأس الناقورة وهي خط العوامة والتقاء الحدود البرية مع الساحل النقطة الأكثر أهمية من ناحية إستراتيجية لكلا الجانبين، جغرافيا وعسكريا. بفضل موقعها الحساس وارتفاعها، فهي تطل على مساحات واسعة. ويرى خبير إسرائيلي أن "هذه نقطة إستراتيجية نسيطر عليها، وحزب الله يريد منا الانسحاب منها حتى تصبح تابعة للبنان". "إذا قمت بتحريك النقطة، فسوف يتعين على الحدود البحرية بأكملها أن تتحرك وفقًا لذلك، وباعتمادها، يمكن الاعتماد على الحدود بأكملها". ويطالب لبنان بالسيادة على النقطة بي1، بناء على خريطة الحدود الأصلية من عام 1923.

وأيضا قرية غجر العلوية في هضبة الجولان المحتلة حيث أقيم جدار فاصل داخل البلدة بين الحدين اللبناني والسوري لكن سرعان ما عادت إسرائيل إلى تجاوز هذا الحد.

تمثل الناقورة نقطة التقاء الحدود البرية بين لبنان وإٍسرائيل (رويترز) مزارع شبعا

وتحتل إسرائيل هذه المزارع  بدعوى أنها أراض سورية احتلتها عام 1967 وطبقت عليها السيادة لإسرائيلية. وترفض إسرائيل الاعتراف بأن هذه أراض لبنانية.

وتواصل إسرائيل السيطرة على 5 نقاط أخرى قبالة مستوطنة شلومي وفي جبل بلاط  ومقابل مستوطنتي أفيفيم ومالكية، ومقابل مستوطنة مرغليوت، وأيضا مقابل المطلة والخيام.

ومن غير المتوقع أن تكون المفاوضات سهلة ويسيرة خصوصا وأن المطالب والاشتراطات الإسرائيلية  كثيرة ومتباينة وأهمها  استمرار السيطرة الأمنية وتوسيع منهج التطبيع.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ولبنان في نفق المفاوضات الحدودية
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • جريمة جديدة في إب.. مرافقو قيادي حوثي يعتدون على مواطن ويرمونه في الشارع
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالتقرير الأممي حول جرائم العدو الصهيوني
  • مقررة أممية: العدوان الصهيوني على الضفة الغربية «تطهير عرقي ضد الفلسطينيين»
  • الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان
  • صحة غزة: العدو الصهيوني لم يُدخل أي جهاز طبي منذ بدء العدوان
  • 4.5 مليار دولار من أموال المساعدات عبر برنامج الغذاء العالمي وقعت في يد شركة قيادي حوثي مصنف إرهابيًا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 48515 شهيدا و111941 مصابا
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 48,515 شهيدا