عربي21:
2024-10-09@07:18:56 GMT

هل حدث تحوّل كبير في وعي الشعوب الإسلامية؟

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

قبل سنة من الآن، أي قبل “الطوفان”، بدت الشعوب الإسلامية في كافة الأقطار وكأنها بعيدة عن القدس وعن القضية الفلسطينية، وبات باستطاعة بعض السياسيين وحتى بعض القادة أن يتجرؤوا على التاريخ الإسلامي وتاريخ فلسطين، ومنهم من لم يتردّد في الإعلان عن أحقية الصهاينة في احتلال فلسطين، ناهيك عن من أصبح يتباهى بزيارته للكيان المحتل وبنشر فيديوهاته عبر شبكات التواصل الاجتماعي بدون خوف ولا خجل.

.

وبدأنا جميعا نشعر وكأن المدافعين عن القدس وعن فلسطين أصبحوا أقلية، ونادرا ما تجدنا نشاهد عبر شاشات التلفزيون من يذكّرنا بتاريخ فلسطين وببطولات الشعب الفلسطيني أو بثوراته عبر التاريخ، وكأن عزالدين القسّام قد أصبح من تراث الماضي، وكأن المصير الذي ينتظر فلسطين هو ذاك الذي عرفته الأندلس! وهل هناك من يفكر اليوم في تحرير الأندلس والعودة إلى غرناطة أو قرطبة؟
وكأننا كنَّا في فلسطين سنة 2023 نعيش في الجزائر سنة 1923 حيث قضى الاستعمار على آخر مقاومة شعبية في الأوراس سنة 2012، ثم خرج منتصرا مع حلفائه من الحرب وقد تمت الإطاحة  بالخلافة الإسلامية، وأصبح الفرنسي  يهيء نفسه للاحتفال بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر وإعلانها فرنسيتها إلى الأبد.. فإذا بالاستعمار الفرنسي يشهد في تلك الفترة بالذات ميلاد النواة الأولى للحزب الذي سيعدّ لثورة نوفمبر التحريرية، وإذا بالسنوات اللاحقة تعرف نشأة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي ستحدث التحوّل الكبير في وعي الجزائريين بأنهم والاستعمار نقيض وبأن الجزائر هي لهم وليست للمحتل الغاصب، وإذا بتلاحم الوعي الديني والسياسي ينجب ثورة من أعظم الثورات بالتاريخ…

ويتكرر المشهد اليوم في تأكيد واضح لقواعد السنة الإلهية في الأنفس والآفاق والهداية والتأييد على حد تصنيف المفكر الجزائري الطيب برغوث، حفظه الله، حيث بدت هذه السنن الإلهية وكأنها تتجسّد في لحظة فارقة من لحظات التاريخ كانت هي لحظة “الطوفان”.. إذ فيها لاحت في الأفق تباشير النصر القادم وتباشير تحرير فلسطين والقدس، كما لاحت بعد سنة 1930 تباشير تحرير الجزائر واستقلالها…

ولذلك، كانت تلك الهجمة الوحشية وذلك التحالف الغربي غير المسبوق ضد ثلة من المجاهدين رفعوا رايات عزالدين القسّام ورايات صلاح الدين، فكانت كتائب “القسّام” وكانت “ألوية صلاح الدين”، وكانت كل تلك الطائرات المسيّرة والأسلحة التي تحمل أسماء من ساروا على دربهم..

وكما التفت الشعوب العربية والمسلمة والتف أحرار العالم حول القضية الجزائرية بالأمس، حدث نفس الشيء اليوم للقضية الفلسطينية، بعدما حدث في السابع من أكتوبر 2023، وما فتئ هذا الوعي يتحوّل إلى أن صار على ما هو عليه الآن..

لم يعد هناك من يستطيع التباهي بدعم المجرمين الصهاينة ولا بزيارة كيانهم، ولا أحد يستطيع إنكار تلك التضحيات غير المسبوقة للشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله، ناهيك عن أن يتحدث عن حق الصهاينة في فلسطين.. ولم تخذل المقاومة في لبنان والعراق واليمن نظيرتها في فلسطين، ولم تتردّد دول كثيرة قريبة منها وبعيدة بالدعم المباشر وغير المباشر، ولم يبخل ملايين المسلمين بالدعم المادي والمعنوي لإخوانهم في الأراضي المحتلة، وإن منع الكثير منهم من ذلك.. بما يدل أن أهم انتصار حققته معركة “طوفان الأقصى” هو الانتصار على جبهة الوعي.. وهذا الانتصار له ما بعده ليتحوّل بعد حين إلى نصر كامل على الأرض، بإذن الله، ولعل الزمن الفاصل بين الانتصار في معركة الوعي والانتصار في ميدان المعركة لن يطول… ولنا في التاريخ عبرة.

(الشروق الجزائرية) 



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزائر المقاومة الجزائر المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس يستقبل وزيرا الري والأوقاف لمناقشة سبل رفع الوعي لترشيد المياه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وذلك بالمقر البابوى بالقاهرة، حيث تم خلال اللقاء بحث تنسيق الجهود بخصوص التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه، ودور الكنيسة القبطية ووزارة الأوقاف في هذا السياق.

وأعرب البابا عن استعداد الكنيسة الكامل للمشاركة في دعم كافة الفعاليات التي تهدف إلى زيادة وعي المواطنين بهذا الموضوع، لافتًا إلى أن المياه أساسية للحياة.

ورحب باقتراح يقضي بعقد لقاءات تدريبية للآباء الكهنة لتوعيتهم بأهمية الاستخدام الرشيد للمياه ليقوموا بدورهم بتوعية أبناء الكنيسة في العظات والاجتماعات الكنسية.

وأشار الدكتور هانى سويلم إلى أن هذا اللقاء يأتى فى إطار إشراك كل مراكز التأثير على المواطن المصرى وعلى رأسها الكنيسة المرقسية لتوعية المواطنين خاصة مع ما تمثله الكنيسة من منبر هام للتوعية بأهمية ترشيد المياه والحفاظ عليها من منظور دينى وأخلاقى .

وأكد الدكتور هانى سويلم أهمية المياه وضرورة الحفاظ عليها وترشيد إستخدامها ، وضرورة تعاون كل المؤسسات والهيئات ذات الصلة في رفع الوعي بأهمية المياه ، وهذا ما دفع الوزارة للإعداد لإطلاق حملة توعوية كبرى فى الأول من نوفمبر المقبل بمشاركة عدد من علماء الأزهر الشريف وكبار الأئمة وكبار رجال الكنيسة المرقسية و رموز الفكر والثقافة والقدوات المجتمعية لدعوة المواطنين لترشيد المياه والحفاظ عليها ، مشيرا لضرورة تثقيف السادة الآباء والكهنة وإعدادهم لتناول قضايا المياه ، مشيرا الى أنه تم مؤخرا تدريب أكثر من ٩٠٠ من السادة أئمة وزارة الأوقاف ، وترغب الوزارة فى تكرار مثل هذا النموذج الناجح بتدريب السادة الآباء والكهنة بالتعاون بين إدارات الرى والابرشيات بالمحافظات المختلفة ، مع قيام وزارة الموارد المائية والري بتوفير المعلومات الدقيقة عن المياه فى مصر وامداد السادة الآباء والكهنة بها لضمان نشر المعلومات الصحيحة بين المواطنين وتصحيح اى مغالطات قد تكون متداولة بين بعض المواطنين .

وأشار وزير الموارد المائية والرى الى ما تم من تنسيقات خلال الفترة الأخيرة مع الأزهر الشريف و وزارات الأوقاف والزراعة والثقافة والبيئة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لإدراج معلومات عن المياه في الندوات التي تقوم هذه الجهات بعقدها بمختلف المحافظات والتي تستهدف فئات مختلفة من المواطنين ، والتنسيق مع اتحاد روابط مستخدمى المياه على مستوى الجمهورية للمشاركة فى الحملة ، والإعداد لإطلاق تنويهات توعوية بمختلف وسائل الإعلام (التليفزيون والإذاعة) و وسائل التواصل الإجتماعى لتوعية المواطنين بأهمية المياه ، والاتفاق مع وزارة النقل لعرض عدد من البوسترات التوعية في كافة محطات وعربات القطارات والمترو ، والإستفادة من جسور الترع المؤهلة وأملاك الوزارة في وضع تنويهات توعوية عن المياه .

من جانبه أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف سعادته بلقاء البابا تواضروس الثاني، مضيفًا أن الكنيسة المصرية لها دور كبير في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال اللقاءات الفكرية والثقافية، ولا بد من التوعية المستمرة من خلال الخطاب الديني الرشيد بالتعاون المشترك بين الأوقاف والكنيسة .

وأشار وزير الأوقاف إلى عمق الصداقة بين وزارة الأوقاف والكنيسة، فالجميع في ظل وطن واحد يسعون في خدمته، وأن وزارة الأوقاف تقوم بالعديد من البرامج الدعوية والتوعوية بأهمية نعمة الماء والحفاظ عليها، معربًا عن استعداده الكامل لتكثيف البرامج التوعوية لترشيد استخدام المياه بالتعاون مع الكنيسة المرقسية ووزارة الري .

كما أشار وزير الأوقاف إلى زيارته السابقة مع وزير الري إلى فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف للتنسيق في ملف ترشيد استهلاك الماء ومواجهة كل صور تبديده وهدره، وأن زيارة اليوم إلى البابا تواضروس من أجل إكمال حشد جهودنا الكاملة في هذا الملف .

حضر اللقاء من الكنيسة الارذوكسية كل من الراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا، والقمص موسى ابراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والسيدة بربارة سليمان مدير مكتب قداسة البابا للمشروعات والعلاقات .

ومن وزارة الموارد المائية والري كل من الدكتور خالد وصيف مساعد الوزير للشركات والاستثمار والمشرف على الإعلام، والمهندس محمد غانم مدير عام المكتب الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، والدكتورة يسرا علام مستشار الوزير للإعلام والعلاقات الخارجية .

ومن وزارة الأوقاف كل من الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والدكتور عبد الله حسن مساعد وزير الأوقاف لشئون المتابعة، والدكتور عبد الرحيم عمَّار مساعد وزير الأوقاف لشئون الحوكمة.

 

مقالات مشابهة

  • الرقابة المالية تناقش جهود نشر الوعي بالثقافة المالية
  • نهلة الصعيدي: هناك حاجة ملحة لتعزيز دور المرأة في نشر الوعي الديني
  • منظمة العمل العربية تدين جرائم العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان وتطالب بوقفها
  • البابا تواضروس يستقبل وزيرا الري والأوقاف لمناقشة سبل رفع الوعي لترشيد المياه
  • إشعال الحرائق في الوعي العربي
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تقتحم أول مستوطنة إسرائيلية على الحدود مع فلسطين المحتلة
  • العمل تشارك باجتماعات اللجان السكانية بالأحياء لرفع الوعي ببورسعيد
  • ندوة توعية للخطباء والأئمة بأبو كبير لنشر الوعي المائي
  • "التعليم" توقع اتفاقية لتعزيز الوعي المالي والادخار بين الطلبة