عربي21:
2025-03-14@01:13:23 GMT

هل حدث تحوّل كبير في وعي الشعوب الإسلامية؟

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

قبل سنة من الآن، أي قبل “الطوفان”، بدت الشعوب الإسلامية في كافة الأقطار وكأنها بعيدة عن القدس وعن القضية الفلسطينية، وبات باستطاعة بعض السياسيين وحتى بعض القادة أن يتجرؤوا على التاريخ الإسلامي وتاريخ فلسطين، ومنهم من لم يتردّد في الإعلان عن أحقية الصهاينة في احتلال فلسطين، ناهيك عن من أصبح يتباهى بزيارته للكيان المحتل وبنشر فيديوهاته عبر شبكات التواصل الاجتماعي بدون خوف ولا خجل.

.

وبدأنا جميعا نشعر وكأن المدافعين عن القدس وعن فلسطين أصبحوا أقلية، ونادرا ما تجدنا نشاهد عبر شاشات التلفزيون من يذكّرنا بتاريخ فلسطين وببطولات الشعب الفلسطيني أو بثوراته عبر التاريخ، وكأن عزالدين القسّام قد أصبح من تراث الماضي، وكأن المصير الذي ينتظر فلسطين هو ذاك الذي عرفته الأندلس! وهل هناك من يفكر اليوم في تحرير الأندلس والعودة إلى غرناطة أو قرطبة؟
وكأننا كنَّا في فلسطين سنة 2023 نعيش في الجزائر سنة 1923 حيث قضى الاستعمار على آخر مقاومة شعبية في الأوراس سنة 2012، ثم خرج منتصرا مع حلفائه من الحرب وقد تمت الإطاحة  بالخلافة الإسلامية، وأصبح الفرنسي  يهيء نفسه للاحتفال بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر وإعلانها فرنسيتها إلى الأبد.. فإذا بالاستعمار الفرنسي يشهد في تلك الفترة بالذات ميلاد النواة الأولى للحزب الذي سيعدّ لثورة نوفمبر التحريرية، وإذا بالسنوات اللاحقة تعرف نشأة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي ستحدث التحوّل الكبير في وعي الجزائريين بأنهم والاستعمار نقيض وبأن الجزائر هي لهم وليست للمحتل الغاصب، وإذا بتلاحم الوعي الديني والسياسي ينجب ثورة من أعظم الثورات بالتاريخ…

ويتكرر المشهد اليوم في تأكيد واضح لقواعد السنة الإلهية في الأنفس والآفاق والهداية والتأييد على حد تصنيف المفكر الجزائري الطيب برغوث، حفظه الله، حيث بدت هذه السنن الإلهية وكأنها تتجسّد في لحظة فارقة من لحظات التاريخ كانت هي لحظة “الطوفان”.. إذ فيها لاحت في الأفق تباشير النصر القادم وتباشير تحرير فلسطين والقدس، كما لاحت بعد سنة 1930 تباشير تحرير الجزائر واستقلالها…

ولذلك، كانت تلك الهجمة الوحشية وذلك التحالف الغربي غير المسبوق ضد ثلة من المجاهدين رفعوا رايات عزالدين القسّام ورايات صلاح الدين، فكانت كتائب “القسّام” وكانت “ألوية صلاح الدين”، وكانت كل تلك الطائرات المسيّرة والأسلحة التي تحمل أسماء من ساروا على دربهم..

وكما التفت الشعوب العربية والمسلمة والتف أحرار العالم حول القضية الجزائرية بالأمس، حدث نفس الشيء اليوم للقضية الفلسطينية، بعدما حدث في السابع من أكتوبر 2023، وما فتئ هذا الوعي يتحوّل إلى أن صار على ما هو عليه الآن..

لم يعد هناك من يستطيع التباهي بدعم المجرمين الصهاينة ولا بزيارة كيانهم، ولا أحد يستطيع إنكار تلك التضحيات غير المسبوقة للشعب الفلسطيني من أجل حريته واستقلاله، ناهيك عن أن يتحدث عن حق الصهاينة في فلسطين.. ولم تخذل المقاومة في لبنان والعراق واليمن نظيرتها في فلسطين، ولم تتردّد دول كثيرة قريبة منها وبعيدة بالدعم المباشر وغير المباشر، ولم يبخل ملايين المسلمين بالدعم المادي والمعنوي لإخوانهم في الأراضي المحتلة، وإن منع الكثير منهم من ذلك.. بما يدل أن أهم انتصار حققته معركة “طوفان الأقصى” هو الانتصار على جبهة الوعي.. وهذا الانتصار له ما بعده ليتحوّل بعد حين إلى نصر كامل على الأرض، بإذن الله، ولعل الزمن الفاصل بين الانتصار في معركة الوعي والانتصار في ميدان المعركة لن يطول… ولنا في التاريخ عبرة.

(الشروق الجزائرية) 



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزائر المقاومة الجزائر المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مهلةُ القائد.. بين هندسة الوعي وإعادة تعريف القوة الناعمة

بقلم ـ أنس عبدالرزاق

لا يعلن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي مهلةً وحسب.. بل يُحرِّكُ ساعةَ التاريخ! أربعة أَيَّـام تفصلُ بين اختبار ضمير العالم، وزلزالٍ بحريٍّ قد يُعيدُ رسمَ خريطة الصراع.

خطابه ليس كلماتٍ تُلقى، بل معادلةٌ سياسيةٌ..

فمَنْ يقرأ بين السطور يجدُ أنَّ السيدَ عبدالملك بدر الدين الحوثي يُحوِّلُ معابرَ غزةَ إلى ممراتٍ لهُويَّتهِ الإقليمية الجديدة!

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.. الاسمُ هنا درعٌ ضدَّ التهميش الإقليمي، وقذيفةٌ تُعيدُ تعريفَ مَنْ هو ‘الفاعلُ’ في الملف الفلسطيني. إنه يكتبُ -بثأره لدمِ غزةَ وجوعها- سطورَ هُويَّتهِ كزعيمٍ عربيٍّ لا يخضعُ لشروط اللُّعبة الدولية.

الأربعة أَيَّـام ليست رقمًا اعتباطيًّا، بل هي مِقياسٌ دقيقٌ لمدى استعداد الغرب لدفع ثمنِ صمتهِ على حصار غزة.

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يَعرفُ أنَّ المهلة القصيرة تُفجِّرُ تناقضاتِ الوسطاء:

فإما أن يُنقِذوا وَهْمَ ‘السلام الدولي’ بفتح المعابر، أَو يُفصحوا عن عجزهم، لِيُبرهنَ هو أنَّ ‘القوةَ الحقيقيةَ’ خارجةٌ عن نادي الدول العظمى.

التهديد باستئناف العمليات البحرية ليس تكتيكًا عسكريًّا تقليديًّا، بل إعلان أنَّ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قادرٌ على تحويل البحر الأحمر -الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي- إلى ساحةٍ لصراعِ الإرادات.

البحرُ هنا ليس مياهًا مالحةً، بل فضاءٌ لـ”حرب اللا تناظر”، حَيثُ تُوازنُ الارتباط بالله بأسطولٍ دوليٍّ، عبرَ هندسةِ الرعبِ في مضيقٍ تتحكمُ به القوى الكبرى منذ قرون!

إذا نجحت المهلة، فسيُدرجُ اسم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في سجلٍّ تاريخيٍّ كـ “منقذ غزة”.

وإن فشلتْ، سيدخلُ السجلَّ ذاتَهَ كـ “قائد” أعادَ تعريفَ القوةِ الحقيقية، حين يقف معك مدبّر الكون وفاطره، بعيدًا عن جبروت الأوهام البشرية.

لكنَّ الأسئلة الأكثر إيلامًا: هل تستطيع “إسرائيل” -ذات الجيش الأقوى في المنطقة- تحمُّلَ تكلفةِ حربٍ مع زعيمٍ يمنيٍّ يلعبُ على أوتارِ شرعيتها الأخلاقية؟

وهل يُدركُ الغربُ أنَّ تهاونَه في المهلة قد يفتحُ بوابةً لزعزعةِ استقرار إقليميٍّ لم تعرفه البشرية منذ الحرب العالمية؟!

القائد اليماني لا يلعبُ بورقةِ غزة -كما يزعُمُ المتخاذلون، بل والعدوُّ وأتباعُه وأدواتُه-، إنما يكتبُ عليها السيدُ المساندُ اسمَه بأحرفٍ من نورٍ وظلام: نورُ الإنسانيةِ المفقودة، وظلامُ التهديدِ الذي يُنذرُ بغضبِ المُهمَّشين.

أربعة أَيَّـام قد تكفي لاختراعِ معادلةٍ جديدة: فإما أن تُصبحَ غزةُ جسرًا للإنسانية، أَو مقبرةً لشرعيةِ النظام العالمي القديم.

اللعبةُ لم تعدْ حولَ منْ يملكُ القوة، بل منْ يملكُ القدرةَ على تحويلِ الدمِ إلى كلمةٍ مسموعةٍ في محفلِ الصُّمّ!.

مقالات مشابهة

  • محاضرات السيد القائد الرمضانية.. زاد الإيمان وسلاح الوعي
  • نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
  • صناعة الشعوب المشوهة
  • محمد بن حم يستقبل وفداً دبلوماسياً وأكاديمياً
  • إب.. افتتاح مشروع رصف وتعبيد طريق الشعوب نادب بمديرية بعدان
  • محمد بن حم يستقبل وفدًا دبلوماسيًا وأكاديميًا
  • المصرية الأذربيجانية للصداقة بين الشعوب تُكرّم 70 طفلاً من حفظة القرآن
  • مهلةُ القائد.. بين هندسة الوعي وإعادة تعريف القوة الناعمة
  • الكيان الصهيوني في حالة رعب واستنفار بعد انتهاء مهلة “الأربعة أيام”
  • تعزيز الوعي البيئي بين طلبة ولاية صحم