عربي21:
2024-10-09@07:21:34 GMT

المخابرات الإسرائيلية.. ليست أسطورية

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

سؤال: هل إسرائيل تمتلك أجهزة استخبارية قوية ومتميزة؟

الإجابة المؤكدة هى نعم.

السؤال الثانى: هل هذه الأجهزة عملاقة وأسطورية ولا تقهر؟

الإجابة المؤكدة هى لا.

السؤال الثالث: ما الفرق بين الإجابتين عن السؤالين الأول والثانى.. وهل هناك تناقض بينهما؟
الإجابة هى موضوع هذا المقال.

بالطبع سبب إثارة هذه الأسئلة هى النجاحات التى حققتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فى الفترة الأخيرة، والتى توجتها باغتيال حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبنانى، يوم ٢٧ من سبتمبر الماضى.


أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تتمثل فى ثلاثة أجهزة أساسية، هى «الشاباك» أى الاستخبارات الداخلية، و«أمان» أى الاستخبارات العسكرية، و«موساد» أى الاستخبارات الخارجية، ومعها أجهزة فرعية مختلفة.

مجمع الاستخبارات الإسرائيلى كان يصنف نفسه باعتباره من بين الأقوى عالميًا، ويخدمه فى ذلك عمليات ترويج وتسويق واسعة النطاق لعبت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية دور الراعى والمروج والمضخم عبر العديد من الوسائل من أول السينما والدراما، نهاية بالإعلام مرورًا بالمساعدات الفنية والبشرية والمعلوماتية.

الموساد حقق نجاحات كثيرة، لكنه سجل إخفاقات كثيرة، أهمها المفاجأة الكبرى بحرب ٦ أكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣، وآخرها مفاجأة عملية «طوفان الأقصى» فى ٧ أكتوبر الماضى، والتى وجهت ضربة قاضية إلى هذه الأجهزة دفعت العديد من مسئوليها إلى تقديم استقالاتهم أو الاعتراف بتقصيرهم.

فى الأسابيع الأخيرة تمكنت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من اغتيال العديد من قادة حماس وحزب الله فى غزة ولبنان وطهران، خصوصًا فؤاد شكر وإبرهيم عقيل وعلى كركى وإسماعيل هنية، ثم جاءت عملية «البيجر» و«الووكى توكى» فى لبنان مؤخرًا، وبعدها اغتيال حسن نصرالله، وتزعم أيضًا أنها قتلت خليفته هاشم صفى الدين قبل أيام.

عقب هذه العمليات بدأنا نسمع موجة من الإشادات العالمية والغربية أساسًا بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، التى تمكنت من اختراق حزب الله تمامًا، وإيران إلى حد ما، وإن كانت هذه الأجهزة فشلت فى الوصول إلى معظم قادة حماس فى قطاع غزة.

مرة أخرى إسرائيل تمتلك قدرات وأجهزة استخبارية قوية لا ينكرها أحد، لكنها ليست عملاقة أو لا تقهر، كما تحاول أن تصور نفسها، وتروج لكل المنطقة والعالم، أنهم مهما فعلوا فلن يتمكنوا من التفوق عليها.

قد يسأل سائل: وما الذى يدفعنا إلى الادعاء بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليست «كلية القدرة»؟

الإجابة ببساطة أنه لولا الدعم الأمريكى والغربى والدولى لإسرائيل، ما تمكنت أجهزة استخباراتها من تحقيق العديد من النجاحات خصوصًا الأخيرة.

سوف نضرب مثالًا بسيطًا: فقبل الضربة الإيرانية الصاروخية فى الأسبوع الماضى، أعلنت إسرائيل وعلى لسان أكثر من مسئول فيها أن الضربة الإيرانية ليست وشيكة، وبعدها بلحظات أعلنت الولايات المتحدة أن الضربة وشيكة، وهو ما حدث بالفعل، الأمر الذى كشف عن أن أمريكا ربما حاولت أن «تعلم» على إسرائيل، وتبعث لها برسالة محددة، وهى أن معلوماتها هى الأدق، وأنه لولا مساعدتها لتعرضت إسرائيل للحرج وربما للانكشاف.

الدليل الثانى: ذكرته العديد من الصحف الأمريكية والغربية، ويتمثل فى أن واشنطن أعادت تموضع إسرائيل فى الاستراتيجية العسكرية الأمريكية وتوزيع مناطقها العسكرية، لتصبح فى مكان يسمح لها بتلقى معظم المعلومات الاستخبارية الأمريكية، وكذلك معلومات من حلف شمال الأطلنطى «الناتو» وبعض الوكالات الحليفة لواشنطن، وهذا الأمر يعنى أنه من دون هذه المساعدات والمعلومات ما كان يمكن أن تحقق الأجهزة الإسرائيلية هذه النجاحات.

الدليل الثالث أن إسرائيل بكل ما تملكه من أجهزة استخبارية تقول إنها أسطورية وإعجازية لم تستطع الوصول إلى معظم قيادة حركة حماس وجناحها العسكرى فى قطاع غزة.

الدليل الرابع أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أعلنت أكثر من مرة أنها اعترضت الصواريخ المتجهة إلى إسرائيل والقادمة من إيران أو اليمن أو لبنان، وأن أجهزة المراقبة والتصنت الإلكترونى وفرت العديد من المعلومات الاستخبارية لإسرائيل.

ثم إن أحد أسباب قوة الأجهزة الإسرائيلية أن الأجهزة الأخرى التى تواجهها ليست بالقوة التى كان كثيرون يتصورونها.

وأخيرًا علينا جميعًا أن نتذكر أنه قبل ٥١ عامًا من اليوم وفى ٦ أكتوبر١٩٧٣، وجهت المخابرات المصرية ضربة قاضية إلى المخابرات الإسرائيلية فى حرب أكتوبر المجيدة، ثم جاءت ضربة ٧ أكتوبر من العام الماضى، وبالتالى فهذه الأجهزة قابلة للاختراق، وليست أسطورية، كما تزعم.

المهم أن تكون هناك مواجهة جادة وعلمية وعملية وتقنية لها وليس مجرد بيانات إنشائية، كما تفعل بعض الأطراف التى تواجه إسرائيل الآن.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المخابرات الاحتلال مخابرات طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أجهزة الاستخبارات الإسرائیلیة هذه الأجهزة العدید من

إقرأ أيضاً:

حماس تستعرض بتقرير كيفية انهيار الاستخبارات الإسرائيلية في "الطوفات"

غزة - صفا

استعرضت حركة حماس في تقرير لها كيف حطمت المقاومة منظومة الاستخبارات الصهيونية في السابع من أكتوبر.

وجاء في التقرير الذي نشرته الخركة على موقعها، أن يوم السابع من أكتوبر/ تشرين أول نجحت فيه كتائب القسام في تنفيذ أكبر عملية خداع استراتيجي في تاريخ الصراع مع الكيان الذي يدّعي امتلاك واحدة من أقوى المنظومات الأمنية والعسكرية في العالم.

وجاء في التقرير: مرَّ عامٌ وما زالت كتائب القسام وفصائل المقاومة عند عهدها بالدفاع عن شعبنا ومقدساتنا، والتصدي لمؤامرات الاحتلال داخل فلسطين المحتلة وخارجها، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن عمل الاحتلال على مدار سنوات على طمس القضية في جميع المحافل.

كما اعترف الاحتلال والعالم أجمع بهول ما أذاقته كتائب القسام للاحتلال في السابع من أكتوبر، وكيف انهارت منظومته الهشة وجيشه المهزوم أمام طوفان الأقصى، بعد أن استطاعت حماس أن تخدّر الاحتلال بمستوياته السياسية والعسكرية والأمنية، وإيهامهم بالهدوء قبل الهجوم المباغت غير المتوقع.

وجاء طوفان الأقصى في الوقت الذي سخّر الاحتلال فيه كل إمكاناته من أجل مراقبة كل شاردة وواردة في قطاع غزة المحاصر؛ فكاميرات المراقبة على طول الحدود، والطائرات المسيرة لا تنفك عن التحليق في سماء غزة، ورغم ذلك نفذت كتائب القسام أكبر عملية خداع في تاريخ الصراع.

كما كشفت الصحافة العبرية عن دهاء قادة المقاومة الذين أعدوا ليوم السابع من أكتوبر، وكيف تلاعبوا بمنظومات الاحتلال الأمنية، إذ جهز الاحتلال نفسه لشنّ أكثر من هجوم مسبق على القطاع، فيما كانت المقاومة تدّبر بهدوء وصبر لاعتداءات جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه على أهلنا في القدس والضفة الغربية، والحصار الظالم على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً.

وفي الوقت الذي تراجعت التحذيرات داخل الكيان المحتل، وأظهرت المؤشرات لدى قادة جيشه المهزوم أن كتائب القسام لن ترد على كل هذه الانتهاكات، جاءهم طوفان القسام في السابع من أكتوبر بجند الله الذين عبروا الحدود مع الأراضي المحتلة من فوق الأرض ومن تحتها ومن السماء.

فعلى مدار سنوات تفاخر الاحتلال بصلابة الجدار الأمني “الذكي” المحيط بقطاع غزة، الذي كلف الاحتلال أكثر من مليار دولار، حيث يمتد لأكثر من 65 كيلومترا، وبطول يصل إلى 10 أمتار فوق الأرض، وعمق 25 متراً تحت الأرض، كل ذلك تبدد في غضون ساعات.

وبحسب ما أعلنته كتائب القسام، فإن التعليمات للمقاومين كانت مهاجمة غرفة عمليات غزة وأسر أكبر عدد من جنود الاحتلال، لكن المقاتلين تفاجأوا من سرعة الانهيار الأمني في مستوطنات غلاف غزة، ليمتد الطوفان ويتسع ليشمل مستوطنات أبعد.

في غضون ساعات استطاع جند القسام اختراق الحاجز الفاصل شديد التحصين، وأتى الهجوم المباغت من الأرض، كما جاء من الجو من فوق التحصينات، وباستخدام طائرات مُسيَّرة، ومظلات هوائية بسيطة محمولة على مدفع رشاش حملت كل مظلة منها جنديَّيْن اثنين فقط، وصواريخ “رجوم” قصيرة المدى، التي بدت من شدة كثافتها وكأنها طوفانٌ سقط من السماء.

كما استطاعت المقاومة إطلاق ما يزيد على 5 آلاف صاروخ خلال الساعات الأولى للهجوم المبارك، إضافة لعشرات المسيرات، كل ذلك ترافق مع تقدم المقاتلين وإعطاب منظومات المراقبة والتجسس في السياج الفاصل، واختراق المسيرات والمظلات لسماء أرضنا المحتلة، ما جعل الاحتلال في حالة ذهول لم يفق منها إلا بعد أن أذاق مقاتلو القسام الويلات لجنود الاحتلال، وما يسمى بـ”فرقة غزة”، وصولًا إلى جميع المستوطنات المحاذية للقطاع.

اعترافات الاحتلال  

يقول الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور – وهو مستشار الأمن القومي السابق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو- إن الهجوم يمثل “فشلا كبيراً لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب”.

وأضاف عميدرور – الذي كان رئيسا لمجلس الأمن القومي بين عامي 2011 و2013، وهو الآن زميل كبير في معهد القدس للإستراتيجية والأمن- إن بعض حلفاء “إسرائيل” كانوا يقولون إن حماس اكتسبت “مزيدا من المسؤولية”، ويتابع بقوله “لقد بدأنا بغباء نعتقد أن هذا صحيح”.

ويؤكد الجنرال السابق في جيش الاحتلال إسرائيل زيف أنه “لم يسبق أن رأيت في حياتي كلها مثل هذا التخطيط والتنفيذ التفصيلي الذي تم في طوفان الأقصى”.

ويقول المحلل السياسي الصهيوني ميرون رابوبورت إن “هذا المستوى من المباغتة لم يحدث، ولا حتى في حرب 1973″، مضيفاً أن “أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، والثقة الإسرائيلية بالجيش اهتزت حتى النخاع”.

ويتابع “وحدة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي (التي تعرف باسم الوحدة 8200) لديها القدرة على معرفة أدق التفاصيل في حياة الفلسطينيين، ومع ذلك لم تكن قادرة على معرفة أن بضع مئات، أو ربما بضعة آلاف، من المقاتلين كانوا يستعدون للقيام بهجوم معقّد وعلى نطاق واسع.

مقالات مشابهة

  • دولة اوروبية تدرس محاكمة كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية
  • هولندا تدرس محاكمة كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية
  • حماس تستعرض بتقرير كيفية انهيار الاستخبارات الإسرائيلية في "الطوفان""
  • حماس تستعرض بتقرير كيفية انهيار الاستخبارات الإسرائيلية في "الطوفات"
  • المقاومة اللبنانية تقصف قاعدة غليلوت التابعة للاستخبارات الإسرائيلية
  • ابل تتوقف عن إنتاج هذه الأجهزة قريباً!
  • صممها «الموساد» وجمعت في إسرائيل.. الكشف عن تفاصيل هجوم «البيجر» 
  • د.حماد عبدالله يكتب: "حرب أكتوبر ليست أخر حروبنا"
  • تفجيرات البايجر في لبنان..هكذا ابتكر الموساد الأجهزة المفخخة ثم باعها إلى حزب الله