صفية تشكو قسوة أبنائها.. «العمر راح عليهم وأبوهم رماني في الشارع من 46 سنة»
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
على سلالم محكمة الأسرة جلست سيدة في العقد السابع من عمرها، يظهر على ملامحها العجز، ترتجف يداها وهي تمسك بعكازها الذي يعينها على كل شيء، بعد أن حصلت عليه من التبرعات، تنظر إلى المارة وهي تستذكر أيام شبابها والكواليس التي جعلتها تصل لحالها اليوم، وترثي نفسها حيث لا أنيس لها ولا جليس، ليمر في ذاكراتها تفاصيل يوم منذ 46 عامًا، ومن يومها وهي تعيش في شقاء على أمل أن ترتاح يومًا ما، لكن الزمان لم يحتفظ لها بجميلها، على حد تعبيرها، فما القصة؟
تمتمت صفية بكلمات تُبكي الحجر، وهي تستند برأسها المثقل بالهموم على كفها المرتجف، «العمر والصحة خلصوا عليهم ودلوقتي محدش فاكرني غير الأغراب»؛ بهذه الكلمات القاسية سردت حكاياتها التي جعلتها تشعر بالعجز والغصة، لـ«الوطن»، بعد أن تخلى عنها أولادها في كبرها، وتقول «أبوهم اتقدم لي وأنا بنت 17 سنة، وطبعا كنت ساعتها كبرت من غير جواز زي عادات الأرياف، وهو كان عنده 3 عيال، ووقتها مكنتش أفهم حاجة قالوا لي اتجوزيه أتجوزته»، لتعيش معه تحت سقف واحد 7 سنوات وأنجبت منه 4 أبناء، وكانت خادمة لمنزل زوجته القديمة وعائلته وأشقائه الـ6.
«ابني الصغير كان حتة لحمة حمرا على أيدي لما أبوهم طردني في الشارع بكل جحود، والكبير مكنش بيعرف يتكلم وماسك في جلابيتي، وبناتي الاثنين كان عندهم يجي 5 و7 سنين»؛ تفاصيل تلك الليلة لم تغب عن عين صفية ثانية واحدة، إذ طردها زوجها من المنزل في منتصف الليل بعد اعتراضها على زواجه من فتاة قاصر من القرية، لتكون نهايتها مجهولة مع أولادها الذين كدت عليهم عمرًا كاملًا، ليردوا لها الجميل بأسوأ طريقة، وفقًا لحديثها.
حكاية جحود أبنائها الـ4 لم يسمعها أحد إلا واستغربها وقرر الحديث معهم لكن قلوبهم أقسى مما يتخيلوا؛ ويتأكدون أنهم ورثوا القساوة من والدهم الذي تخلي عنها وعنهم قبل 40 عامًا، وأنها لم تجني لنفسها أي شيء وهي في هذا العمر، وأنها فقط حاربت وأضاعت عمرها من أجل استقرارهم، لكن كان المكافأة إهمالها دون أنيس ولا وجليس وحرمانها من الراحة، على حد روايتها.
«مشيت من البيت من 46 سنة وهم في إيدي ولما روحت لأهلي أجبروني أرجع له أسيبله العيال عشان يصرف عليه، لكن أنا رفضت "حد يسيب ضناه".. ومشيت وسيبت البلد ونزلت مصر أدور على شغل زي الرجالة، ما أنا بقيت الأب والأم، واشتغلت في كل حاجه البيوت والمحلات ومع مقاول انفار، وبعت خضار في السوق ودي شغلتي اللي بشتغلها لحد ولوقتي، وربتهم وعلمتهم وكلهم في وظائف كويسة ومحدش الدنيا قصرت معاه لا في وعيال ولا مال، لكن استكتروا عليا ارتاح من قعدة الشارع»، وفق حديثها.
«كل يوم أقوم من الساعة 4 الفجر أصلي، وأنزل الشارع ابيع اللي فيه النصيب، وعايشه في أوضة أخر دور ومش بقدر أطلع السلم، وطبعًا مش مكفيا أكلى ولا علاجي، وولاد الحلال اللي بيعرف منهم حالتي بيجيب لي أكل أو لبس في الشتاء وطبعًا العلاج، ومحدش بصدق أن ولادي عايشين مرتاحين ولا حد بيسأل فيا»، عرفت صفية أنه يمكنها الحصول على نفقة من أولادها وهذا حقها بعد هذا العمر، فقررت أن تلجأ لمحكمة الأسرة بالجيزة وأقامت دعوى نفقة ومصروفات علاجية حملت رقم 52370 أحوال شخصية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محكمة الأسرة النفقة دعوى نفقة
إقرأ أيضاً:
المعاشات تدعو المؤمن عليهم للتأكد من استمرارية سنوات خدمتهم قبل التقاعد
دعت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، المؤمن عليه إلى مراجعة مدة الخدمة للتأكد من أن سنوات الخدمة تؤهله لاستحقاق المعاش التقاعدي، وبحث إمكانية الاستفادة من خيار ضم مدة الخدمة لاستكمال المدة المطلوبة لاستحقاق المعاش في حال لم تكن المدة الحالية كافية لذلك. وأوضحت الهيئة أن الحد الأدنى للحصول على المعاش التقاعدي هو 15 عاماً في الخدمة مع بلوغ المؤمن عليه سن الستين، بينما يجب أن يكون المؤمن عليه قد أكمل 20 عاماً في الخدمة وبلغ سن الخمسين في حال اختيار التقاعد المبكر، وذلك وفقاً للقانون الاتحادي رقم 7 لسنة 1999 للمعاشات والتأمينات الاجتماعية وتعديلاته. أما بالنسبة للخاضعين لأحكام المرسوم بقانون رقم 57 لسنة 2023 بشأن المعاشات والتأمينات الاجتماعية، فأوضحت الهيئة أنه إلى جانب استحقاق المعاش عند قضاء خمسة 15 عاما وبلوغ سن الستين، يُستحق المعاش في حالة التقاعد المبكر عن 30 عاماً في الخدمة، وبلوغ سن الخامسة والخمسين.وتفصيلا، أوضحت الهيئة أن المعاش يستحق بشرط أن تكون مدد خدمة المؤمن عليه متوافقة مع المدد التي حددها القانون، وفي حال لم تكن المدة مؤهلة للاستحقاق، كأن يكون المؤمن عليه قد صرف مكافأة نهاية خدمة عن مدد سابقة ولم تكن هذه المدة مضمومة إلى سنوات خدمته الحالية، فلديه خيار يؤهله لذلك وهو ضم سنوات الخدمة السابقة.كما يمكن للمؤمن عليه إذا انتقل إلى جهة عمل جديدة تحت مظلة الهيئة بعد انتهاء خدمته دون قرار نقل، الاستفادة من خيار آخر وهو خدمة "شورك" لضم مدد الخدمة السابقة دون أن يتحمل التكاليف المالية المترتبة على ذلك. ويستحق المؤمن عليه المعاش عندما تبلغ مدة خدمته عشرين سنة بنسبة 70% من راتب حساب المعاش، ويزداد المعاش بواقع 2% عن كل سنة تزيد عن ذلك وصولاً إلى 35 سنة، وهي مدة الحصول على المعاش بالحد الأقصى بنسبة 100%، وذلك وفق أحكام القانون رقم 7 لسنة 1999. ويتوجب وفق المرسوم بقانون رقم 57 لسنة 2023 أن يقضي المؤمن عليه ثلاثين سنة في الخدمة إذا رغب في الحصول على معاش تقاعدي، ويحتسب المعاش بواقع 2.67% عن كل سنة حتى 30 عاماً في الخدمة، أي بواقع 80% من راتب حساب المعاش، ويزيد المعاش بواقع 4% عن كل سنة تزيد عن 30 عاماً وصولاً إلى 35 سنة في الخدمة، وهي مدة الحصول على المعاش بالحد الأقصى بنسبة 100%.ويمنح المؤمن عليه مكافأة بواقع ثلاثة رواتب حساب المعاش عن كل سنة يقضيها في العمل بعد 35 سنة، في القوانين الاتحادية للمعاشات.
أخبار ذات صلة