«إلحقيني يا أمريكا».. جولدا مائير عاشت بكابوس «حرب أكتوبر» حتى موتها
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 طلبت رئيسة وزراء إسرائيل حينها، جولدا مائير، عقد اجتماع للحكومة الإسرائيلية عند الظهيرة، كما طلبت من السفير الأمريكي لدى إسرائيل آنذاك كنيث كيتنج، أن يأتي لمقابلتها وأبلغته أمرين، الأول أنه طبقًا لتقارير المخابرات الإسرائيلية فإن الهجوم المصري والسوري الذي تم التحذير منه بحسب المعلومات التي وردتها، سوف يبدأ في ساعة متأخرة من بعد الظهر، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يبدأ الضربة الأولى، كذلك فربما يكون هناك شيء يمكن عمله من أجل منع وقوع الحرب سواء بتدخل أمريكي مع الروس أو حتى مع المصريين والسوريين مباشرة.
وكانت جولدا، خارج إسرائيل، قبيل اشتعال حرب السادس من أكتوبر بعدة أيام، وعادت من رحلتها الخارجية يوم الخميس 4 أكتوبر 1973، وفور عودتها، عقدت اجتماعا مع «المطبخ السياسي» وسُمي بذلك لأنها كانت تعقد الاجتماعات مع القيادات في مطبخ منزلها، وكان الاجتماع يضم مجموعة العناصر البارزة في الوزارة والجيش لبحث الموقف، وخلال الاجتماع يتم استعراض المعلومات التي كانت وصلتها في شهر مايو - أي قبل الحرب بخمسة أشهر - حول تعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود.
خيبة أمل جولدا مائير نتيجة خطة الخداع المصريةوصفت جولدا مائير، شعورها بخيبة الأمل، نتيجة خطة الخداع التي قامت بها القوات المسلحة المصرية، لتصف شعورها إزاء هذه الخيبة، بقولها: «لم يكن منطقيا أن آمر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية، وتقارير قادتنا العسكريين، التي لا تبررها! لكني ـ في نفس الوقت أعلم تماما أنه كان واجبا عليَّ أن أفعل ذلك! وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتي، ولن أعود، مرة أخرى، نفس الإنسان الذي كنته قبل حرب يوم كيبور».
«كان هناك تفوق ساحق علينا من الناحية العددية سواء في الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال وكنا نقاسي من انهيار نفسي سحيق، ولم تكن الصدمة في الطريق التي بدأت بها الحرب فحسب، ولكن أيضا في حقيقة أن عددا من افتراضاتنا الأساسية قد ثبت خطؤها، فقد كان احتمال الهجوم في أكتوبر ضئيلا، وكان هناك يقين بأننا سنحصل على الإنذار الكافي قبل وقوع الهجوم، وكان هناك إيمان بأننا سنقدر على منع المصريين من عبور قناة السويس، ولم يكن ممكنا أن تكون الظروف أسوأ مما هي عليه الآن، إنني لن أحاول حتى أن أصف كيف كانت تلك الأيام بالنسبة لي، وأظن أنه يكفي أن أقول إنني لم أستطع أن أبكي عندما انفردت بنفسي.. وكان من النادر أن أبقى بمفردي فقد كنت أمكث في مكتبي طوال الوقت أو أذهب بين الفينة والأخرى إلى غرفة الحرب، وكنت أذهب إلى المنزل لكي أستلقي قليلا إلى أن يستدعيني التليفون للعودة، وكانت الاجتماعات مستمرة طوال الليل والنهار تتخللها مكالمات تليفونية من واشنطن أو أنباء سيئة من الجبهات، وكانت الخطط توضع وتخلل وتناقش، ولم تكن فترة غيابي عن المكتب تزيد على الساعة فقد كان موشيه ديان ورئيس الأركان ودبلوماسيو وزارة الخارجية والوزراء يأتون إلى باستمرار، إما لاطلاعي على آخر التطورات أو لطلب مشورتي في مختلف الأمور، وكنا في أحلك الأيام تلك التي عرفنا فيها مدى الخسائر التي لحقت بنا، لقد كنت أعرف أن كل تقرير حول إمكانية مواجهة المصريين يحمل في طياته الثمن الباهظ الذي ندفعه من الأرواح البشرية وكان بمثابة سكين تغمد في قلبي، و لا أظنني سوف أنسى ذلك اليوم الذي سمعت فيه أسوأ التنبؤات المتشائمة»، بحسب جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل السابقة.
جولدا مائير: لقد شنت علينا الحرب بأسلحة مفزعةتقول جولدا مائير: «لقد شنت علينا هذه الحرب بأسلحة مفزعة مثل الصواريخ المضادة للدبابات التي كانت تحيل الدبابات إلى لهيب مشتعل (وتعجن) أطقمها داخلها إلى درجة يستحيل معها التعرف على هوياتهم».
تؤكد جولدا في مذكراتها، أنه مع مسيس الحاجة للسلاح كان تكرار طلب السلاح من أمريكا والاستياء مِن تأخيره، حتى إنها اتصلت ذات مرة بسفيرها في واشنطن في الثالثة صباحًا، وسألته: «لماذا لم يبدأ الجسر الجوي بعد؟»، وأخبرها عدم إمكان التحدث مع أحد من المسؤولين الأمريكيين في هذا الوقت المبكر للغاية، فصرخت فيه بغضب: «لا يهمني ما هي الساعة الآن، اطلب كيسنجر حالا، في وسط الليل، نحن في حاجةٍ إلى النجدة بسرعة اليوم؛ لأنها قد تكون متأخرة جدا غدا».
وأشارت إلى أنها كانت كل ساعة مِن ساعات الانتظار تنقضي وكأنها قرن بالنسبة لي، ولم يكن أمامنا خيار إلا أن يصمدوا آملين أن تحمل إليهم الساعة المقبلة أخبارا أفضل، وأبلغت سفيرها في واشنطن تليفونيا أنها على استعداد للسفر إلى الولايات المتحدة سرا لمقابلة نيكسون إذا كان بوسعه ترتيب ذلك، وقالت له له: «أبلغني حالا فأنا أريد السفر بأسرع ما يمكن»، مشيرة إلى أن ذلك لم يكن ضروريا فقد أمر نيكسون بنفسه أخيرا بإرسال الطائرات الجبارة «جالاكسي»، ووصلت أولى رحلاتها في اليوم التاسع من الحرب الموافق 14 أكتوبر 1973، إذ أن هذا الجسر الجوي لا يمكن تقدير قيمته، إنه لم يرفع فقط من روحها المعنوية، وإنما ساهم في توضيح الموقف الأمريكي أمام الاتحاد السوفيتي، وساعد إسرائيل من الناحية العسكرية، لتبكي لأول مرة منذ بداية الحرب عندما علمت أن الطائرات قد حطت بمطار اللد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جولدا مائير إسرائيل الجيش المصري حرب 6 أكتوبر رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائیر لم یکن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: ترقب قرار المحكمة العليا التي تنظر بالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك
يترقبون في إسرائيل صدور قرار المحكمة العليا التي تنظر اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، في 8 التماسات ضد قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك، رونين بار. وصرخ مواطنون باتجاه القضاة لدى دخولهم إلى قاعة المحكمة أنه "لا صلاحية لديكم للنظر في هذا الموضوع".
وقال رئيس المحكمة العليا، القاضي يتسحاق عَميت، لدى افتتاحه جلسة المحكمة، أنه "نطلب إجراء الجلسة كما ينبغي، وعلى المحامين ألا يقاطعوا النقاش. ونريد إجراء المداولات بحضور جمهور ونأمل أن يتاح لنا ذلك، ونطلب عدم مقاطعة أقوال آخرين، وبالطبع أن للمحكمة صلاحية إبعاد من يعرقل المداولات".
وأوقف القضاة الجلسة إثر صراخ مؤيدي الحكومة في القاعة، وبينهم عضو الكنيست طالي غوطليف، بينما حاول مواطنون الدخول إلى قاعة المحكمة وهم يصرخون. ويتوقع استئناف جلسة المحكمة بدون تواجد الجمهور وأن تنقل ببث مباشر.
وإثر ذلك، غادر رؤساء الأجهزة الأمنية السابقين قاعة المحكمة تحت حراسة مشددة بسبب تهديدات عناصر اليمين ضدهم.
وبعد استئناف جلسة المحكمة، أوقف القاضي عَميت جلسة المحكمة مرة أخرى بسبب صراخ عضو الكنيست غوطليف داخل القاعة ومقاطعة أقواله، وطلب إخراجها من القاعة.
ويحضر جلسة المحكمة مسؤولون أمنيون سابقون، بينهم رئيس الشاباك الأسبق، يورام كوهين، ورئيس الموساد الأسبق، تَمير باردو، والمفتش العام الأسبق للشرطة، روني ألشيخ، وجميعهم عبروا عن معارضتهم لإقالة بار.
وفي ظل توقعات بأن تقرر المحكمة إلغاء قرار الحكومة بإقالة رئيس الشاباك، قال وزير القضاء، ياريف ليفين، خلال مقابلة في القناة 14، السبت، إنه إذا قررت المحكمة إلغاء قرار الإقالة فإن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ليس ملزما بالانصياع للمحكمة. ووصف رئيس نقابة العمال العامة (الهستدروت)، أرنون بار دافيد، عدم انصياع الحكومة لقرار المحكمة بأنه "خط أحمر" وألمح إلى أنه في هذه الحالة قد تعلن الهستدروت إضرابا عاما.
وأبلغت المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي قررت الحكومة إقالتها أيضا، المحكمة بأنها تعارض قرار الحكومة إقالة رئيس الشاباك، ووصفت قرار الإقالة بأنه "موبوء بتناقض مصالح شخصي" من جانب نتنياهو.
وأضافت بهاراف ميارا أن "لهذا القرار تبعات تتجاوز كثيرا موضوع رئيس الشاباك الحالي"، وأن إبقاء قرار الإقالة على حاله، في الظروف التي تثير تخوفا من عمل يتضمن تناقض مصالح، "سيستهدف قدرة رؤساء الشاباك في الحاضر والمستقبل بالحفاظ على أداء الشاباك بشكل سليم ورسمي وغير سياسي".
وتنظر في الالتماسات ضد إقالة رئيس الشاباك هيئة مؤلفة من القضاة الثلاثة الأقدم في المحكمة، وهم عَميت ونوعام سولبرغ ودافنا باراك – إيرز. ويأتي ذلك في ظل تحقيقات يجريها الشاباك والشرطة ضد ثلاثة مستشارين لنتنياهو، وهم إيلي فيلدشتاين ويونتان أوريخ وشروليك آينهورن.
وبإمكان المحكمة أن ترفض الالتماسات والسماح للحكومة بإقالة رئيس الشاباك، أو قبول الالتماسات ومنع إقالته، أو محاولة الدفع نحو تسوية يتم من خلالها الاتفاق على موعد إنهاء ولاية رئيس الشاباك. وثمة احتمال أن تطلب المحكمة من نتنياهو التوجه إلى لجنة التعيينات في المناصب الرفيعة وأخذ موقف بهاراف ميارا بالحسبان.
وتسود تقديرات في الجهاز القضائي أن القضاة سيطلبون أن يبقى بار في منصبه إلى حين انتهاء التحقيقات المتعلقة بمستشاري نتنياهو، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية ترامب : غزة قطعة عقارية مذهلة – نتنياهو : هناك دول مستعدة لاستقبال الغزيين إسرائيل تتلقى مقترحا مصريا يشمل هذه البنود الجيش الإسرائيلي يستكمل التحقيق الأولى بإعدام طواقم الاسعاف والانقاذ في رفح الأكثر قراءة بالصور: شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية الإعلام الحكومي بغزة: القطاع يموت تدريجيا بالتجويع والإبادة الجماعية صحة غزة تعلن الانتهاء من إعادة تأهيل وتشغيل مستشفى الدرة للأطفال بالفيديو: استشهاد صحفي إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزله في خانيونس عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025