على مدار عام من الحرب على غزه ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من المجازر ضد عائلات فلسطينية ونازحين فلسطينيين شطبت أسماؤهم من السجل المدني وقد أدت الحرب إلى استشهاد ( 41909 ) من الفلسطينيين وجرح (97303 ) آخرين، 60% منهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف تحت الركام هذه الأعداد من الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين لا تقل أهمية عن ما ارتكبه النازيون في الحرب العالمية الثانية بحق اليهود
لقد حول الاحتلال الإسرائيلي مناطق سكنية كاملة إلى أراضٍ غير قابلة للحياة، وسط تدمير واسع للبنية التحتية ، وتُواصل إسرائيل مجازرها في قطاع غزة، في استهانة بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
تُعتبر المجازر الإسرائيلية من الأفظع حول العالم لناحية أعداد الضحايا ونسبة الأطفال والنساء الشهداء، ونوع الأسلحة المستخدمة وخطورتها، وخصوصية الأمكنة المستهدفة والمقابر الجماعية التي خلّفتها. ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجزرة مستشفى المعمداني ، استشهد أكثر من 500 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، في قصف الطائرات الإسرائيلية ساحة المستشفى المعمداني بمدينة غزة.
ومجزرة كنيسة برفيريوس وتُعدّ كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس أقدم كنيسة مفتوحة في قطاع غزة، وتقع جانب مسجد بالبلدة القديمة في غزة القديمة ،ومجزرة جباليا وأقرّ جيش الاحتلال بشنّه ما أسماها غارة «واسعة النطاق» على مخيم جباليا، زاعمًا أنّه تمكّن من اغتيال إبراهيم البياري، قائد كتيبة وسط جباليا التابعة لحركة «حماس»، بينما نفت الأخيرة ذلك.
ومجزرة مدرسة الفاخورة وقد قصفت الطائرات الإسرائيلية في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، مدرسة الفاخورة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا» التي كانت تؤوي آلاف النازحين شمال غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 فلسطيني ، وعشرات من المجازر الموثقه التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سبق إصرار وترصد ودون مسوغ قانوني يبرر ارتكاب هذه المجازر.
المشهد في المنطقة مفتوحا على سيناريوهات عديدة وهي تقترب من مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة
ومع مرور عام كامل على حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة والتي بدأت منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، يبدو المشهد في المنطقة مفتوحا على سيناريوهات عديدة وهي تقترب من مرحلة الحرب الإقليمية الشاملة، فيما يبرز مشهد الدمار الكامل الذي طال البشر والحجر في قطاع غزة، كدليل على عجز المجتمع الدولي ومؤسساته في التصدي لأعمال الإبادة والتهجير ألقسري بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة منذ سنوات طويلة.
ومع دخول العام الثاني لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني يطرح السؤال التالي، ماذا بعد المحرقة؟ حيث لا تبدو في الافق القريب نهاية لها، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل لوقفها ، بسبب غياب الإرادة السياسية الصادقة، والتقاعس الدولي المتعمد، وإصرار حكومة الكيان الإسرائيلي اليمينية المتطرفة على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين والعالم بكل أنواع القوة.
إن استمرار التقاعس الدولي في وقف حرب الإبادة في غزة، سيظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي ومؤسساته، التي باتت تفقد مصداقية للشرعية الدولية لتعاملها بسياسة الكيل بمكيالين وأظهرت الأمم المتحدة ومؤسساتها عجزها في التصدي للمهمة الرئيسية لها وهي حفظ الأمن والسلم الدوليين وإغاثة المنكوبين.
عديدة ومتنوعة هي العلامات والمفارقات التي اكتنفت سنة كاملة من حرب الإبادة التي تشنها « إسرائيل « ضدّ قطاع غزة، ويتوسع نطاقها ليشمل الضفة الغربية والقدس المحتلة وجنوب لبنان، وتتخذ صفة تصعيد إقليمية شملت قصف اليمن وممارسة الاغتيالات في قلب طهران، أو حتى استفزاز مصر وانتهاك اتفاقيات كامب دافيد بصدد محور صلاح الدين واستفزاز الأردن وما يحصل في القدس وتدنيس حرمة المسجد الأقصى والمشمول بالوصاية الهاشمية.
لقد تكشفت حقيقة النفاق الدولي وسياسة الكيل بمكيالين وهي نتاج النفاق السياسي والأخلاقي لدى غالبية ساحقة من الديمقراطيات الغربية التي تتشدق بتمسكها بحقوق الإنسان والقانون الدولي، هذه الدول إذا لم تسكت عن فظائع الإبادة الإسرائيلية فإنها تلجأ إلى حيل لا حصر لها من التواطؤ مع الاحتلال، سواء عن طريق توفير أسلحة التدمير المحرّمة أو ضخّ الأموال والتكنولوجيا أو نشر البوارج وحاملات الطائرات، أو تأمين التغطية الدبلوماسية في المحافل الدولية.
هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الصهيوني دفعت شرائح واسعة على امتداد الرأي العام العالمي، خاصة في أوساط الشباب وطلبة الجامعات، إلى مراجعة الاحتكار الإسرائيلي لشخصية الضحية الكونية، بحيث افتُضحت أكثر من ذي قبل ما يطلق عليه باحثون إسرائيليون ويهود تسمية « صناعة الهولوكوست».
الجندي الإسرائيلي الذي يقتل ويقصف ويخرب وينهب لم يعد حفيد ضحايا أوشفتز، بل صار جلاد القسوة القصوى في قطاع غزة وسائر فلسطين، ثم جنوب لبنان أيضاً ،هو بالتالي عام على أطوار ما بعد احتكار المحرقة، أو اليوم التالي لصناعة إسرائيلية قديمة عمادها القوة والتي تغولت في استباحة الدم.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة غزة الاحتلال طوفان الاقصي حرب الابادة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الإبادة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
باحث: تصريحات ترامب حول غزة تضعه في مواجهة مع المجتمع الدولي| فيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال محمد العالم، الكاتب الصحفي والباحث السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي، إنّ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقائه مع رئيس وزراء الاحتلال عن قطاع غزة كانت مفاجأة نوعا ما، وذلك باعتراف رئيس مجلس النواب الجمهوري نفسه، لافتًا إلى أنها تضعه في مواجهة غير مسبوقة مع المجتمع الدولي.
وأضاف "العالم"، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد رضا، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ ترامب طالب الفلسطينيين بمغادرة قطاع غزة، وفوجئ الأمريكيون من حجم النزاعات التي انخرط فيها ترامب في أول فترة من حكمه.
وتابع، «الأمريكيون كانوا يعتقدون أن ترامب كان سيستمر في الحرب الاقتصادية مع الصين، لكنهم فوجئوا بتصريحاته عن قطاع غزة، بعدما قال إن الحرب ستنتهي في اليوم الأول لحكمه».
وأكد أن ترامب لا ينهي الحرب بقدر ما يعطي بعض السيناريوهات المجنونة غير القابلة للتحقيق وتنافي سياسة أمريكا في السنوات الأخيرة، إذ تعلن الإدارة الأمريكية أنها لا تتدخل بشكل مباشر من خلال الجيش الأمريكي على أراضي أخرى.