الطلاب يستعيدون تجربة كورونا في التعلم عن بعد.. شركتا الخليوي وأوجيرو تؤمن الإنترنت بأسعار مناسبة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
خاض طلاب لبنان تجربة التعلم عن بعد إبان جائحة كورونا، وهي وإن لم تأت بمردود الحضور المباشر للطلاب في الصفوف، إلا أنها لم تكن بهذا السوء الذي يخافه أولياء الطلاب وأهل المهنة... فهل ستساند وزارة الاتصالات هؤلاء بالانترنت كما فعلت إبان الجائحة؟.
أكد وزير الاتصالات جوني القرم أنه سيصار إلى تأمين الإنترنت لطلاب المدارس والأساتذة الذين يبلغ عددهم نحو 330 ألف تلميذ وأستاذ، بطلب من وزارة التربية، وتواصلت وزارة التربية مع شركتي الخليوي "تاتش" و"ألفا" وهيئة "أوجيرو"، وتم البحث في سبل المساهمة في تسهيل التعليم "أونلاين" في الظروف القاهرة التي يعيشها لبنان.
بالإضافة إلى ذلك، حددت وزارة التربية الـ IP الخاصة بمنصة "مدرستي" على تطبيق TEAMS لكي تتمكن شركتا الخليوي من إعطاء فرصة الاتصال بالإنترنت من دون تكلفة، في انتظار تحديد أوقات التعليم عن بعد وأرقام الأساتذة والتلاميذ من وزارة التربية. وبمجرد تحديد كل هذه المتطلبات التقنية، فإن شركتي الخليوي تحتاجان إلى نحو 48 ساعة لتشغيل الخدمة.
أشار المدير العام لهيئة "أوجيرو" عماد كريدية، إلى أنه خلال فترة كورونا كان لـ"أوجيرو" تجربة ناجحة، "وسنعمل على تكرارها في هذه الفترة، من ناحية السعات والسرعة". وفي حين أمل وزير التربية أن تكون الخدمة مجانا للتلامذة وللمعلمين، أكد كريدية"استحالة ذلك، باعتبار أنه لا يمكن تحديد أماكن الطلاب لتخصيص الخدمة مجانا لهم. إلا أننا، وإن زدنا السعات والسرعة، لم نرفع الأسعار على المواطنين، بل إننا خفضناها 50% للسعات والسرعة المستحدثة". متى يبدأ التطبيق؟ يوضح كريديةأن "الأمر يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء، وما إن يتخذ حتى تصبح أوجيرو جاهزة للتطبيق فورا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزارة التربیة
إقرأ أيضاً:
قرى الأطفال SOS: نموذجا متميزا للتعلم!!
#قرى_الأطفال_SOS: نموذجا متميزا للتعلم!!
بقلم: الدكتور #محمود_المساد.
يندهش كل من يرى العاملين في هذه القرى تحديدا، أو يستمع إليهم، وهم يتحدثون عن قصص أولئك الأطفال الذين يعيشون فيها، ويروون حكاياتهم؛ خاصة العاملين القائمين على رعايتهم. وهي قصص تقشعر لها الأبدان لهول مآسيها. ولعلك تستغرب أن تكون هذه القصص وليدة أوساط أسر اجتماعية تعيش بيننا. وهذه القرى منتشرة في كثير من المدن الأردنية: في عمّان، وإربد، والعقبة، حيث تزدحم بالأطفال الذين جاءوا من بيئات أهم ما توصف به أنها بيئات جافة، ومتوترة، ومفككة، وفقيرة، ولا تجمعها روابط، أو مضامين قيمية. ورغم ذلك، استطاعت هذه القرى مؤخرا، أن تصنع لهم بيئات حاضنة تعمر بالحنان، والود، بفضل جهود قياداتها المتنورة صاحبة الرؤيا المستقبلية التي أدت دورها التطوعي بكل إخلاص، وتفانٍ، فحققت نجاحا باهرا، ثم بفضل جهود العاملين فيها ، وهي جهود تعمُر بالحنان والود. استطاعت أن تنتشل هؤلاء الأطفال من بيئاتهم القلقة إلى بيئات بديلة، تقوم على رعايتها أمهات يفضن حنانا صادقا، ورعاية صحية، واجتماعية، وثقافية، وتربوية تتصف بعناية جادة، ورؤية عميقة هادفة.
لقد بادل هؤلاء الأطفال قراهم المودة، والوفاء، والحب، بتطلعهم للمستقبل الذي رسمته لهم قراهم، حيث قفزوا إليه انطلاقا من ظروفهم الصعبة، فنجحوا، وحققوا حلمهم وحلم قراهم.
تعمل هذه القرى على تحصين الأطفال بأدوات فكرية، وشخصيات قوية، تسلحت بالكفايات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة القاسية، إلا أن بيئات المدارس الحكومية التي درسوا فيها ويدرسون بها وهم في قراهم،وأقل منها بقليل المدارس الخاصة التي درسوا ويدرسون بها أيضاً ، كادت ببيئاتها الجافة والتوتر والتنمر الذي يسودها أن تعيدهم إلى أحوالهم الأولى المليئة بالقلق، والخوف، والضياع لولا رحمة الله بهم، وقوة منازلة قراهم والقائمين عليها من أجل تحقيق أهدافهم في إعدادهم لحياة مستقبلية ناجحة، وأن يرسم كل منهم قصة نجاحه بتميز !! وكان لهم ذلك تماما .
تكمن مشكلة التعلم عالميا في آليات عمل الدماغ التي لا تعمل تحت التهديد؛ لذلك لا بد من توفير بيئة تعلم آمنة، تقوم على المودة، والتواصل الإيجابي، حتى يتم التعلم الصحيح الناجح. وهنا جوهر المشكلة؛ فقد عاش أطفال قرى SOS في بيوتهم ذات البيئات القلقة الطاردة، ثم استقبلتهم قرى الأطفال في بيئاتها الحانية، والحاضنة، والإنسانية!! فأحدثت فيهم تغيّرا إيجابيا، وتطويرا ناجحا، لكن يكاد بعضهم يقع من جديد في بيئات مدرسية تشبه بيئات البيوت المتوترة العنيفة الأولى، والسؤال المهم هنا: مَن ينقذ هذه الفئة التي تكون رهينة هذه البيئات السلبية ؟
وعليه، فإنني أُطلقها دعوة صادقة، وأتوجه بها إلى وزارة التربية والتعليم بأن تتعرف على هذه القرى عن قرب، وأن تتعاون المدارس الحكومية، والخاصة التابعة لها، التي تستقبل مثل هذه الفئة من الطلبة للدراسة فيها، وأن يتبادلوا الخبرات في مجال الرعاية، والاحتضان العائلي لهم، وفي كيفية صناعة بيئات التعلم الحاضنة التي يتوقف عليها نجاح هذه القرى في تحقيق أهدافها.
إن الاستثمار الناجح هو في بناء الإنسان المتميز، وليس في حفظ المحتوى الدراسي فحسب. وأن صناعة بيئات التعلم الآمنة التي تميزت بها هذه القرى، هو ما نحتاج أن نتعلمه، وننقله إلى مدارسنا؛ كي يبدأ طلبتنا بالتعلم الجاد النافع والمفيد.