لبنان ٢٤:
2025-03-04@12:13:17 GMT

هذه مواعيد وقف الحرب وانتخاب رئيس

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

هذه مواعيد وقف الحرب وانتخاب رئيس

كتبت مرلين وهبة في" الجمهورية": إنّ الجمود السياسي في لبنان في ما يتعلّق بانتخاب رئيس جديد له ارتباط غير مباشر، لكنّه مهمّ بالجدول الزمني الانتخابي الأميركي. ليس سراً أنّ الاستقرار السياسي في لبنان يتأثر بجهات دولية عدة، وتلعب الولايات المتحدة دوراً ملحوظاً في تسهيل أو تعطيل التقدّم بناءً على أهداف سياستها الخارجية.

ويتوقع ديبلوماسيون متابعون لهذا الاستحقاق، أن يظل مسار لبنان نحو انتخاب رئيس معطّلاً حتى يتمّ حسم الانتخابات الأميركية، ممّا يسمح بتنسيق مصالح لبنان والدول المعنية بناءً على القيادة الجديدة في واشنطن.
إذا وصل دونالد ترامب أو كامالا هاريس إلى البيت الأبيض، فقد أشار كلاهما إلى رغبتهما في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وإن كان ذلك بطرق مختلفة تماماً.
فقد اتسمت سياسة ترامب «أميركا أولاً » بنهج تعاملي، بينما قد تسعى هاريس، على الرغم من قلة تصريحها العلني حول الموضوع، إلى تحقيق الاستقرار من خلال الديبلوماسية ومقاربة متعددة الأطراف.
ويُعتقد أنّ كلا المرشحَين لديه مصلحة في إنهاء النزاعات المستمرة التي لا تستهلك فقط موارد الولايات المتحدة، بل تزيد من حالة عدم الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل. ومن المحتمل أن تحدّد أولويات الرئيس الأميركي القادم مدى إصراره على الدفع نحو حل هذه القضايا الشرق أوسطية.
عموماً، تلقي الانتخابات الأميركية المقبلة بظل طويل على المنطقة ولبنان، حيث تستمر الحرب الوحشية المدمّرة التي تشنّها إسرائيل على لبنان وغزة، فيما ينتظر الأطراف الإقليميون الوضوح من واشنطن. كذلك، قد تحدّد نتيجة الانتخابات المسار المستقبلي لجهود السلام، ومفاوضات اطلاق الرهائن، والتحوّلات الاستراتيجية، ممّا سيشكّل مستقبل الشرق الأوسط الجديد.
عناوين بارزة تهَيمِن على المشهد السياسي والعسكري في المنطقةفي هذه المرحلة: لا وقف للحرب على لبنان وغزة، ولا إفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس »، ولا انتخاب لرئيس جديد للجمهورية في لبنان قبل انتهاء انتخابات الرئاسة الأميركية.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

موسم التشرذم السياسي في السودان

موسم التشرذم السياسي في السودان

فيصل محمد صالح

تعاني الأحزاب والتيارات السياسية في السودان من حالة تشرذم عامة منذ زمن طويل، لكن وصلت هذه الحالة الآن إلى حدها الأقصى، حتى لم يبقَ حزب على حاله، وتمزقت بعض الأحزاب والكتل إلى مجموعات صغيرة يصعب تجميعها، ثم ساهمت الحرب الدائرة منذ ما يقرب من عامين في زيادة حدة التمزق وتوسيع مداه، وذلك بسبب اختلاف المواقف التي، في كثير من الأحيان، لا تتم على أساس القراءات والتحليلات السياسية المختلفة، ولكن على أسس جهوية وعرقية واجتماعية.

آخر هذه الانشقاقات التي خرجت للعلن كان في حزب الأمة القومي الذي قررت بعض أجهزته عزل رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر، في حين قام الرئيس من جانبه بحل الأجهزة التي أعلنت عزله، وانقسم الحزب إلى ثلاث مجموعات تتصارع حول الشرعية. مسببات الانشقاق عديدة، كان أحدها الصراع داخل أسرة زعيم الحزب الراحل الإمام الصادق المهدي حول خلافته، ثم انتقل الصراع لمرحلة جديدة بسبب الحرب؛ إذ تباينت المواقف بين قيادات الحزب، ثم تفجر الصراع بعد توقيع رئيس الحزب على التحالف مع «قوات الدعم السريع» والقوى السياسية والحركات المسلحة التي اجتمعت في نيروبي وكوّنت «تحالف تأسيس»، والذي أعلن نيته تكوين حكومة لتنازع حكومة الفريق البرهان حول الشرعية.

هذه الحال تنطبق تقريباً على معظم الأحزاب السياسية السودانية، بلا استثناء، مع اختلاف درجة التشرذم ونوعه؛ فقد وجدت الحرب الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو أحد الحزبين الكبيرين في البلاد، في حالة يُرثى لها؛ فقد تمزق إلى أشلاء حتى لم يعد ممكناً حصر الأحزاب التي تحمل اسم الحزب مع إضافة صغيرة للتمييز. ووصل الشقاق إلى بيت زعيم طائفة الختمية وزعيم الحزب السيد محمد عثمان الميرغني، فتقاسم الشقيقان جعفر والحسن ما تبقى من الحزب، وذهب أحد أبناء البيت الختمي الكبير، إبراهيم الميرغني، ليوقع على ميثاق نيروبي وينضم إلى «تحالف تأسيس».

ويعاني الحزب الشيوعي السوداني، والذي كان في مقام أكبر أحزاب اليسار في المنطقة، من أزمة صامتة بين تيارين داخله، يبحث أحدهما عن تحالف واسع للحزب مع القوى السياسية التي تقف ضد الحروب وتأمل عودة الحكم المدني، وتيار آخر متشدد يقوده السكرتير العام محمد مختار الخطيب، ينطلق من موقف تخوين كل القوى السياسية التي كانت حليفة له ويرفض التحالف معها. وقد ظهرت كتابات ناقدة من بعض عضوية الحزب لتيار السكرتير العام، لكن التزم الطرف الآخر الصمت ورفض الدخول في مناقشة عامة، حسب تقاليد الحزب.

وانقسمت الحركة الإسلامية من قبل إلى حزبين؛ المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، ثم انقسم كل حزب منهما إلى قسمين. وتعاني أحزاب اليسار الأخرى من التشتت ذاته؛ فقد انقسم حزب البعث إلى ثلاثة أحزاب، وانقسم الناصريون لحزبين، وضعفت أو اختفت تنظيمات يسارية أخرى كانت ناشطة في فترة الثورة.

تتشابه الأمراض التي تفتك بالأحزاب السياسية السودانية القديمة، والتي وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، ولم تستطع أن تجدد دماءها وبرامجها. ويكفي أن الأحزاب الأربعة الكبرى، بما فيها الحركة الإسلامية والحزب الشيوعي، تربع على زعامتها رؤساء امتدت فترتهم بين الأربعين والخمسين عاماً.

عجزت الأحزاب عن استقطاب الشباب لعدم قدرتها على تحديث خطابها، كما أن معظمها ليس لديه برنامج معروف يستقطب به العضوية؛ لأنها تعتمد على الانتماءات الجهوية والطائفية والعرقية، أو على شعارات آيديولوجية قديمة لم يتم تحديثها ومواءمتها مع الواقع السوداني. وتكتسب بعض الأحزاب عضويتها بالوراثة؛ فالانتماء للحزب الذي يُفترض أنه تكوين حديث قائم على البرنامج، يتم في واقع الأمر بناء على انتماء الأسرة أو القبيلة. وتفتقد معظم الأحزاب الديمقراطية الداخلية؛ فهي إما أنها لا تعقد مؤتمراتها بانتظام لانتخاب القيادات ومناقشة البرامج الحزبية، أو تعقد مؤتمرات شكلية لإضفاء الطابع الديمقراطي، في حين يتم توزيع المناصب وحسم التحالفات خارج المؤتمر.

من المؤكد أن فترة ما بعد الحرب، متى ما توقفت، ستشهد هزة كبيرة في الواقع السياسي السوداني، وإعادة ترسيم للمشهد بطريقة تشهد تصدع الولاءات القديمة، واختفاء أحزاب كبيرة، وظهور أخرى، وبالذات الأحزاب والحركات المناطقية والجهوية التي تكاثرت في فترة الحرب. إنه طوفان قادم لن يبقى فيه حياً إلا من استعد بالتحديث والتجديد، وتطوير البرامج، والقدرة على التعامل مع الواقع الجديد والمعقد.

* نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط

الوسومأحزاب اليسار الحركة الإسلامية الحزب الاتحادي الأصل الحزب الشيوعي السوداني السودان القوى السياسية المؤتمر الشعبي المؤتمر الوطني حزب الأمة القومي حزب البعث فيصل محمد صالح

مقالات مشابهة

  • لجنة التنسيق الّلبنانيّة - الأميركيّة اختتمت لقاءَاتها مع الإدارة الأميركية والأمم المتحدة
  • السفيرة الأميركية تُشيد بجهود وزارة الشؤون في مكافحة الإتجار بالبشر
  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية
  • متحدث الحكومة: توافق مصري أوروبي على تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
  • متحدث الوزراء: توافق مصري ـ أوروبي على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
  • بريطانيا: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط
  • سويسرا تستضيف مؤتمراً دولياً حول الشرق الأوسط الأسبوع القادم
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • قيومجيان من بودابست: ساعدونا في حماية وجود المسيحيين في الشرق الأوسط
  • زهيو: إجراء انتخابات تشريعية فقط يعزز الانقسام السياسي