بعد كلام قاسم... قرار جديد من قيادة المقاومة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
كتب محمد علوش في الديار": مئات الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان باتجاه حيفا، بعد انتهاء كلمة الشيخ نعيم قاسم، فكانت رسالة نارية هي الأكبر منذ بداية الحرب، لها معانيها الكثيرة الى جانب الرسائل السياسية التي أطلقها قاسم ، وستساهم بعودة كل من ارتفعت قدماه عن الأرض نشوة بهزيمة المقاومة.
صواريخ الحزب بحسب مصادر مقربة من المقاومة لها عدة دلالات أبرزها: أولا أن ما قاله قاسم عن القيادة والسيطرة ليس كلاماً إنشائياً عابراً يهدف الى تطمين محور المقاومة وبيئتها في لبنان، ولا بهدف تخويف العدو الإسرائيلي، بل هو فعل مقاوم تظهر نتائجه على أرض الميدان، من خلال قتال الصواريخ واستعادة القدرة على تنفيذ الخطط الموضوعة سابقاً، والقدرة على التكتيك والمناورة، في سلاح الصواريخ وسلاح الدفاع البري.
وتُشير المصادر الى أن من رسائل الصواريخ أيضاً، أن المقاومة تعمل في نسق تصاعدي، وهذا الأمر سيستمر في الأيام المقبلة، فبعد صلية الصواريخ باتجاه «تل أبيب» في الذكرى السنوية لعملية طوفان الأقصى، سيكون النسق تصاعدياً وعلى كل الجبهات، فالمقاومة على مستوى المحور اتخذت قراراً بعدم الاستسلام ولا «الصراخ»، وبالتالي هي لن تستمر بحرب استنزاف طويلة، بل ستعمل لأجل إيلام العدو من أجل وقف الحرب.
وتشدد المصادر على أن الأيام المقبلة، وبعدما استعادت المقاومة لكامل جهوزيتها، واستكملت ترتيب هيكليتها، ستبدأ بأعمالها التي لطالما تحدث عنها السيد حسن نصر الله، وبالتالي فإن الكلام سيكون للميدان، طالما أن الأميركيين لا يريدون التفاوض اليوم، ظناً منهم أن وضع «إسرائيل» في المستقبل القريب سيكون أفضل مما هو عليه اليوم، وأنها تعتبر أن المقاومة ستضعف وتنكسر، وبالتالي يمكن تحصيل أهداف كبيرة للغاية في السياسة والعسكر، ترسم «الوجه الجديد للشرق الأوسط " ، كما تحب «إسرائيل» وأميركا.
في خطاب الشيخ نعيم قاسم كلام كثير يُقال، ولكن بالنسبة الى المصادر فإن الكلام سيُرفق بالأفعال، وهذا هو الأساس، والأصل بالرد على كل المشككين بقدرات المقاومة، كاشفة عن قرار جديد اتخذته قيادة المقاومة يقول على تهجير المزيد من «الإسرائيليين» من مناطق الشمال، معتبرة أن الصليات المكثفة على «حيفا» لن تكون عابرة، وهي تأتي في سياق القرار الجديد بتهجير المستوطنين، مشيرة الى أن هذا القرار سيشكل رداً على تهجير اللبنانيين من منازلهم، ويؤكد أن هدف العدو بإعادة المستوطنين الى الشمال بقوة النار لن ينجح، بل على العكس فإن استمراره بالحرب سيعني تهجير المزيد من المستوطنين.
حالياً لا يوجد أي تفاوض قائم، والتفاوض الوحيد هو بالنار وفي الميدان، ولذلك فإن المفاوض الرئيسي نبيه بري يعول على تغيرات في الميدان تُقدم الدفع الى الميدان السياسي، وبالتالي فإن العين ستكون على الميدان خلال الأيام المقبلة، على طول الجبهة من الناقورة الى مزارع شبعا والجولان المحتل، علماً أن العدو اتخذ قراراً منذ ساعات بشأن الجبهة الغربية، يوحي وكأن هناك محاولات دخول برّي ستكون من جهة الغرب، لكن بحسب المصادر فإن المقاومة تستقي معلوماتها من استخباراتها وعمليات رصدها، لا من خلال بيانات العدو.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المقاومة مستمرّة: “إسرائيل” تحت مجهر القانون
يمانيون../
يستمر العدو الصهيوني في عدوانه الوحشي على غزة ولبنان في ظل صمت عربي ودولي فاضح، تجاوز حدود “الحيادية” بأشواط ليبلغ حدود التآمر والمشاركة في العدوان، وقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية الدور الأبرز في تشكيل خط الدفاع الأول عن حليفتها “إسرائيل” على مستوى المحافل الدولية، لا سيما أمام القضايا القانونية المرتبطة بجرائم الحرب والإبادة.
هذا الواقع فرض نفسه على الساحة القانونية والحقوقية، وكان محور اهتمام ومتابعة من قبل العديد من القانونيين والناشطين في المجال الحقوقي وضد العدوان الصهيوني، وفي هذا السياق كانت التحديات والقضايا المرتبطة بهذا الواقع محط دراسة ومتابعة في جدول أعمال الندوة التي نظمها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، تحت عنوان “حقوقيون ضد العدوان، في المواجهة القانونية.”
الندوة تخللها العديد من المداخلات حول قضايا وأفكار متشعبة تصب جميعها في قالب واحد، وهو المواجهة القانونية لجرائم العدو الصهيوني باختلاف طبيعتها، وقد نتج عنها مجموعة من التوصيات التي يتعزّز عبرها المسار القانوني لهذه المواجهة، ومساءلة “إسرائيل” في المحافل الدولية بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.
البداية مع نائب مدير المركز ورئيس “مرصد قانا لحقوق الإنسان” الدكتور محمد طيّ الذي أوضح أنه وقبل الحديث عن طبيعة جرائم العدو، لا بد من تحديد المنهجية التي على أساسها تعالج هذه الجرائم، بمعنى أنه لا يجب أن ننجر إلى معالجتها على طريقة الأوروبيين، لأن هؤلاء معترفون أساسًا بالعدو الصهيوني كـ”دولة”، لكننا نرى أن هذا الكيان زُرع لهدف معين يخدم الدول الأوروبية من جهة، ويحقق مصالح خاصة بالصهاينة من جهة أخرى.
جرائم “إسرائيل” بالطبع، لم تبدأ اليوم، وهي ليست وليدة العدوان الحالي، وبالتالي يجب أن تعالج على ضوء تاريخيّتها، بمعنى أنها جرائم متواصلة ومستمرة ولها أهداف محدد. هدفها القريب هو كسر المقاومة، أما الغاية الكبرى فهي إخلاء الأرض من سكانها للاستيلاء عليها.
لهذه الجرائم تصنيف يستند إلى طبيعة كل منها. البداية مع الأخف خطورةً وهي جريمة الحرب، لا سيما وأن “إسرائيل” تستهدف المدنيين وتقتل الأسرى، وجريمة الفصل العنصري، وقصف المدن والقرى غير المحمية، وهي سياسة ممنهجة ومتّبعة وهادفة إلى إخلاء الأرض والاستيلاء عليها، ولا تنطوي أبدًا تحت مسمى “خسائر حرب تبعيّة”، كما يحاول بعضهم تصنيفها.
نوع آخر من الجرائم يسمى “جرائم ضد الإنسانية”، وذلك حين نشهد استهداف مدنيين على نطاق واسع وبشكل مبرمج، وهذا الأمر لا يجري صدفةً بل هو مخطط ومبرمج، أما جريمة “إبادة جنس بشري” وهي تعدّ أخطر، فهي تعني التوجه إلى مجموعة من الناس من أجل إهلاكها كليًا أو جزئيًا، على أن تكون هذه الجماعة قومية أو دينية أو إثنية أو عرقية، ولا يقال عنها جريمة إبادة جماعية، لأن وطأتها وخطورتها هي أكبر من ذلك بكثير، وهذا التغيير في المسمى، أو تعديل المصطلح يصب بالطبع في مصلحة العدو لأنه يخفف من وطأة إجرامه.
أخيرًا وليس آخر، تأتي جريمة “إلغاء وطن” وهي جريمة خطيرة رغم أن بعض المتخصصين يصنفها جريمة سياسية، وإقامة ما يسمى بالكيان “الإسرائيلي” على أنقاض وطن آخر كفلسطين، هي الحقيقة الأكثر تطابقًا مع هذا النوع من الجرائم، وهذا ما يجب علينا أن نفرضه ونبيّنه ونشرحه للرأي العام العالمي.
وفيما يرتبط بالتوصيات والآليات المعتمدة لتنفيذها، فإن أهمها، ما هو مطلوب من الحكومة اللبنانية القيام به من التحرك لمخاطبة المنظمات الدولية، كمجلس حقوق الإنسان والمنظمات المختصة بالطفولة والنساء وغيرها، بالإضافة إلى ما هو مطلوب من الحقوقيين على صعيد التواصل مع نقابات المحامين في أرجاء العالم خاصة في الدول الصديقة، ومنظمات الحقوقيين، مثل جمعية الحقوقيين العرب والجمعية العربية للعلوم السياسية، وسائر الجمعيات التي تهتم بالجانب الحقوقي.
الدكتور طي أكد أن نشر وتعميم ما تم التوصل إليه يعطي شرعية للدول التي تقاطع العدو الصهيوني، وأيضًا للحركات التي قامت ضد هذا العدو وما زالت تقوم في أوروبا وأميركا وغيرها، كما أن إظهار أحقيّة الشعوب في مواجهة وحشية العدو الصهيوني، يسقط عنها تهمة الإرهاب بوصفها حركات مقاومة، ويضغط على الحكومات التي تدعم العدو ويعرّضها لمساءلة شعبها، كما أن هذا الأمر يخلق حالة من الاضطراب في الساحة الداخلية للعدو ويعطي المقاومات بالمقابل زخمًا ويشجعها على مواصلة النضال وتشديده.
في سياق الندوة، شدد الدكتور عقل عقل على أن العدالة تنتزع ولا تطلب، وما نشهده اليوم من صمت عربي ودولي هو تواطؤ مكشوف يجب التصدي له بالأدوات القانونية والسياسية المتاحة، والتي تشمل المحكمة الجنائية الدولية، محكمة العدل الدولية، المحاكم الدولية بفضل الولاية القضائية العالمية، والتعاون مع المنظمات الدولية. وفي المقابل أشار الدكتور عقل إلى التحديات السياسية والقانونية التي تواجه لبنان في مسار محاكمة “إسرائيل”، والتي تتمثل بـ”الفيتو” الأميركي في مجلس الأمن، ونسف “إسرائيل” لكل مبادئ القانون الدولي، والضغط السياسي الدولي الذي تتعرض له المحاكم الدولية.
الدكتور عقل، أكد أنْ لا حصانة للعدوان، وأن على المجتمع الدولي أن يختار بين العدالة والتواطؤ، وملاحقة جرائم العدو هي واجب وليست خيارًا، وكل من يسعى لحجبها هو شريك في الجريمة.
مداخلة أخرى في الإطار عينه للدكتور حسن جوني الذي رأى فيها أن العدو “الإسرائيلي” ارتكب في عدوانه على فلسطين و لبنان كل الجرائم الدولية خصوصًا جريمة الإبادة الجماعية، وإبادة الأجناس البشرية التي تعتبر في القانون الدولي من أخطرها حسب المادة السادسة من نظام روما، وارتكابها يهدد السلم والأمن الدوليين.
الدكتور جوني أشار إلى أن العدو “الإسرائيلي” يلاحَق أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة، وقد اعتبرت المحكمة في تقريرها الاحترازي أن “إسرائيل” قد ارتكبت هذه الجريمة بحق أهل غزة الذين يشكلون مجموعة بشرية ثابتة في فلسطين المحتلة، كما أن عدة دول انضمت إلى دولة جنوب إفريقيا في ملاحقة المجرم “نتنياهو” وغيره من الصهاينة بتهمة ارتكاب هذه الجريمة.
أبرز المداخلات كانت أيضًا للدكتور خالد الخير، الذي تحدث فيها عن موضوع “المسؤولية الدولية” عن الجرائم “الإسرائيلية” المرتكبة، فحدد القواعد القانونية الدولية التي تحكم المسؤولية المدنية والتي بموجبها تكون دولة الاحتلال ملزمة بالتعويض العيني والمالي عن الأضرار التي تسببت بها وذلك استنادًا إلى العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية أهمها ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف 4 والبروتوكول الإضافي الأول وقرارات مجلس الأمن وغيرها، وهنا الحديث يشمل بالطبع كل من غزة ولبنان وسورية خاصة في ظل ما تشهده حالياً.
الدكتور خير تناول أيضًا قواعد المسؤولية الجزائية التي تنطبق على جرائم الاحتلال المتمثلة بجرائم الإرهاب والحرب والعدوان والجرائم ضد الإنسانية وجريمة إبادة جنس بشري، وليس آخرها جريمة اغتيال القادة التي تعد من أخطر الأنواع، مؤكدًا أن العدو مارس كل هذه الجرائم بحق الشعوب في فلسطين ولبنان وسورية، منتهكًا كل القوانين والمواثيق والقرارات الدولية.
العهد الاخباري ـ سارة عليان