قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الله تعالى ذكر يد سيدنا محمد ﷺ الشريفة في سياق الأمر بالتوسط بين التقتير والتبذير فقال سبحانه وتعالى : (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ) [الإسراء : 29]، كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى ظهر النبي ﷺ في سياق الامتنان عليه فقال تعالى : (الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) [الشرح : 3].

فدل كل ذلك على أن النبي ﷺ كان أكمل الناس أخلاقًا، وأجملهم صورة، وكان لرؤيته ﷺ بهذا الجمال الخلقي والروحي والصوري أثر كبير في نفوس الناس برؤيته يرقي العبد في مراقي العبودية إلى الله مدارج لا يعلمها إلا الله، ومن هذا ما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يسمى الصحابي بهذا الاسم إلا بلقاءه رسول الله ﷺ واجتماعه به قبل انتقاله صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا، وإن كان معه في عصره فقط لا يعتبر صحابي.

فارتفع قدر الصحابة  على رؤوس العالمين بسبب اجتماعهم به ورؤيتهم له صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك كانت رؤية صورته الشريفة في المنام من أكبر منن الله على العبد المسلم الصادق إذ يقول صلى الله عليه وآله وسلم  : (من رآني في المنام فقد رآني) [متفق عليه].

وقد تعجب أصحابه من جماله ومدحوا ذلك الجمال فيه صلى الله عليه وآله وسلم، من ذلك ما قاله قال حسان بن ثابت : 

وأجمل منك لم تر قط عيني ** وأكمل منك لم تلد النساء 
خلقت مبرءا من كل عيب ** كأنك قد خلقت كما تشاء 

فكان هذا الجمال المزين بالجلال، والمكسو بجميل الخصال وحميد الخلال سببًا في دخول الإيمان قلب كل صادق غير متبع لهوى.

رزقنا الله رؤيته في الدنيا، ورفقته في الآخرة، وإتباعه حتى نلقاه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة على النبي صلى الله علیه

إقرأ أيضاً:

هل تجب الصدقة على الغني فقط؟.. الأزهر: أجرها أكبر وقت الضيق

لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل تجب الصدقة على الغني فقط ؟، هو ذلك الاعتقاد الشائع بأن صدقة المال تكون للموسر، وهو ما يعني أنه لا نصيب للفقراء من هذا الفضل والثواب، حيث إن الشرع قد ساوى بين العباد في الحقوق والواجبات، فلم يحرم فئة أو شخص من الفضل، إلا أن ضيق العيش قد يضع الإنسان في مفاضلة بين ثواب الصدقة وسد احتياجاته، وهو ما يطرح السؤال عن هل تجب الصدقة على الغني فقط ؟ .

هل الصدقة يجب أن تكون مالا؟.. اغتنم أفضل 10 أنواع مجانية بأجر كامل لماذا تقرأ سورة الحديد يوم الثلاثاء؟.. فيها 10 عجائب لا يعرفها كثيرون هل تجب الصدقة على الغني فقط

قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الصدقات وقت الضيق لها أجر كبير، فالإنفاق في الخير يتطلب توازنًا بين ما يحتاجه الفرد وما يمكنه تقديمه للآخرين.

وأوضحت “ إبراهيم ” في إجابتها عن سؤال: هل تجب الصدقة على الغني فقط ؟ ، أنه في بعض الأحيان، يشعر الإنسان بالصراع الداخلي عندما يتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن تقديم المساعدة للآخرين أو الاحتفاظ بما لديه، منوهة بأن من المهم أن نكون واعين لاحتياجاتنا الشخصية، لكن يجب أيضًا أن نضع في اعتبارنا تأثيرنا على من حولنا.

وأشارت إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، عندما أهدته سيدة بردة، على الرغم من أنه كان في حاجة إليها، وطلب أحد الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحه البردة، أعطاه إياها برغم حاجته إليها، مما يوضح أهمية تقديم العطاء حتى في أوقات الضيق.

وأضافت أن الله سبحانه وتعالى يشجعنا على الإنفاق مما نحب، فقال الله عز وجل في كتابه العزيز : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) الآية 92 من سورة آل عمران.

وأفادت بأن تقديم ما نحبه للآخرين يُعتبر أجرًا عظيمًا، ويقربنا إلى الله عز وجل ، فعندما أساعد غيرى فى وقت الضيق فأكون بهذا قد وصلت لدرجة من الروحانيات المتعلقة بحب الله والرضا عن العمل الطيب الذي أقوم به.

وتابعت: وهو ما يجعلني في منزلة أعلى بكثير جدًا مما لو كنت أملك الكثير من المال وأتصدق بجزء منه، فحينها سأضمن حالي وأن معي ما يسد حاجتي، أما إذا كان لدى الإنسان أشخاص مسئولين منه ، ويعولهم ، فهنا المفروض هنا أؤثر الآخر أم أوازن؟ .

واستطردت: يمكن الموازنة وله أجر، ولا يكون عليه وزر إذا أثر على من يعول ، فأحد الصحابة هنا لما جاء لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وكان محتاجًا للطعام، جاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أرسل لزوجاته - أمهات المؤمنين-، وأرسلوا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ما عندهم إلا الماء.

وواصلت:  سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سأل الصحابة: "من منكم يضيفه؟"، فقام أحد الصحابة قال له: "أنا يا رسول الله"، وذهب لزوجته وسألها: "هل عندنا طعام؟" قالت له: "ما يكفي الصبيان"، قال: “عندما يأتي الرجل ليأكل، أطفئي السراج حتى يشعر الرجل أننا نأكل معه ”.

وأكملت: ورغم أنه لم يكن لديه سوى الطعام الذي ضيف به الرجل ، إلا أنه أكل الموجود ببيت الصحابي ولم يشعر بأنهم ليس لديهم غيره،  فلما ذهب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني ، سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "إن رب العزة عجب من فعلهم وثابهم على هذا ثواب كبير جدًا"، فينفع أنني في وقت من الأوقات أؤثر غيري على نفسي في أمور بعينها.

فضل الصدقة 

1- الصدقة تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.
2- تمحو الخطيئة وآثارها.
3- تعتبر وقاية من النار يوم القيامة.

4- يستظل المتصدق بها يوم القيامة، حيث إنه من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
5- فيها دواء للأمراض البدنية.
6- هي دواء للأمراض القلبية.
7- المتصدق تدعو له الملائكة كل يوم.
8- تجعل الله يبارك في المال.
9- تطهر الإنسان وتخلصه من الفساد والحقد الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة.
10- يضاعف الله للمتصدق أجره.
11- صاحبها يدخل الجنة من باب خاص يقال له باب الصدقة.

12- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

13- دليلُ على صدق إيمان المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الصَّدقَة بُرهانٌ).

14-  تطهير المال ممّا قد يصيبه من الحرام خاصة عند التجار، بسبب اللغو، والحلف، والكذب.

15- تدفع البلاء.

16- انشراح الصدر، وطمأنينة القلب وراحته.

17- سببٌ لدخول الجنة، ويُدعى صاحب الصدقة يوم القيامة من باب الصدقة.

18- مضاعفة أجر الصدقة .

19- سببٌ لوصول المسلم إلى مرتبة البر.

20- الصدقة تفتح لك الأبواب المغلقة.

21- تدفع ميتة السوء.

22- سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة.

23- تسد سـبعـين بابًا من السوء في الدنيا.

24- أفضل ما ينتفع به الميت وخير ما يُهدى للميت في قبره.

25- الصدقة هي أفضل الأعمال الصالحة والقربات إلى الله سبحانه وتعالى.

الصدقة 

وهب الله -تعالى- الإنسان الكثير في حياته، من مالٍ، وعلمٍ، وسعادةٍ، وأرزاقٍ كثيرةٍ ومتعددّةٍ، وعلى الإنسان أن يعلم أنّ الله -تعالى- الذي وهبه شتّى أنواع الأرزاق قادرٌ بإرادته أن يسلبها منه، وأنّ كلّ تلك الأرزاق هي امتحانٌ من الله -تعالى- للعبد، وعلى العبد أن يستخدمها وفق الوجه المشروع الذي أمر به الله تعالى، فإن أدّى العبد حقّ الله فيها، فقد فاز ونجح.

وورد أنه إذا لم يؤدّ حقّ الله -تعالى- في أرزاقه، فقد خاب وخسر؛ لأنّ الله -تعالى- قادرٌ على سلبها منه، وقد حثّ الله -تعالى- في عددٍ من آيات القرآن الكريم على أن يتصدّق الإنسان بأمواله التي رزقه الله -تعالى- إيّاها، وإنّ ذلك دليلٌ على أهميّة إخراج الصدقة، وعظم أجرها، حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم)، فعلى الإنسان أن يجتهد في إخراج الصدقات، وأن يُخلص النّية في ذلك لله تعالى، وأن يبتغي بها وجهه، فمن كان مريضاً، فليخرج الصدقة بنيّة الشفاء والمعافاة. 

وجاء أن الصدقة بنيّة الشفاء لأيّ مرضٍ كان، سواءً أكان يرجى شفاؤه بسرعةٍ، أم كان مرضاً مزمناً يحتاج إلى وقتٍ، فهي صدقةٌ مشروعةٌ جائزةٌ بإذن الله تعالى، فكلّ الامراض جعل الله -تعالى- لها شفاء بإذنه، ودليل ذلك قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما أنزَلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنزلَ لَه شفاءً)،  فإنّ الشفاء من الأمراض بيد الله تعالى، والصدقة تكون بحسب حال المتصدّق، فإنّ للإنسان أن يتصدّق بما يستطيع، فربّما يكون ميسور الحال فيتصدّق بالكثير، وربّما يكون الإنسان غير ميسور الحال، فيتصدّق بما عنده ممّا يستطيع، ويمكن للإنسان أن يقوم بإخراج الصدقة مرّاتٍ عديدةٍ، فهي غير مشروطةٍ بكمٍ محدّدٍ، وليدعُ الإنسان الله -تعالى- أن يقبل إخراجه للصدقة، فإنّ الصدقة من أبواب الخير.
 

 

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: سيدنا النبي كان رحمة مطلقة للعالمين
  • من أراد أن يكون مستورا وفي طريق الله عليه بهذه الصلاة..علي جمعة يوضحها
  • هل تجب الصدقة على الغني فقط؟.. الأزهر: أجرها أكبر وقت الضيق
  • آيات الرقية من الحسد والعين .. بـ 13 آية امنع عنك الأذى
  • أحاديث عن وصف سيدنا محمد بالصدق
  • الورد في القرآن.. فضله وكيفية الانتظام عليه؟
  • هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الصلاة على النبي عند ذكر اسمه في الصلاة
  • هل يوجد نبي دُفن بعد سيدنا محمد؟.. علي جمعة يوضح (فيديو)