عربي21:
2024-12-26@13:56:36 GMT

عام على الإبادة وعلى هزيمة عربية

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

تُفسح ظروف الإبادة الفلسطينية بعد عام على بدايتها، المكان لظروف جديدةٍ من توحش المؤسسة الصهيونية التي أصيبت بجرحٍ غائر في "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ظروف غلب عليها تقدير قوة البطش العسكري للاحتلال على الأرض لسحق المقاومة الفلسطينية، وإنهاء ظاهرتها بعد إجهاض وقتل كل الظروف السياسية المتعلقة بعملية "السلام".



وبتوجيه ضربة خاطفة لكل الأوهام المتعلقة بعملية السلام تتسع عمليات العدوان على الأرض بالسطو والاستيطان والتهويد والقتل في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، فكان نموذج الإبادة الجماعية في غزة بما يحمله من أرقام وتفاصيل وإحصاءات وشهادات مرعبة، استكمالا لدورة الإرهاب المنظم الذي تعمل وفقه المؤسسة الصهيونية لهزيمة الشعب الفلسطيني.

وكانت المواقف العربية والدولية تمنّي النفس بصناعة انتصار إسرائيلي ينزع الجانب الكفاحي والنضالي عن الشعب الفلسطيني ومن عموم المنطقة العربية، هذا الهدف المصاب بفشلٍ واضح رغم كل محاولات تجاهل وإضعاف قضية فلسطين، وفك ارتباطها مع ساحات ملتهبة في العالم العربي والإقليم، وهي جزء من حرب استنزاف فكري وعسكري وسياسي تشنه إسرائيل ومن ورائها الحلف الاستعماري الغربي الأمريكي على المنطقة العربية وشعوبها

انت المواقف العربية والدولية تمنّي النفس بصناعة انتصار إسرائيلي ينزع الجانب الكفاحي والنضالي عن الشعب الفلسطيني ومن عموم المنطقة العربية، هذا الهدف المصاب بفشلٍ واضح رغم كل محاولات تجاهل وإضعاف قضية فلسطين، وفك ارتباطها مع ساحات ملتهبة في العالم العربي والإقليم
منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، سجل المجتمع الدولي فشله بنفاقه ومعاييره المزدوجة، وأخفق في القبض على شعاراته وقوانينه وتوصياته لوقف الإرهاب الإسرائيلي، فكل المحاذير وقعت، وكل جرائم الحرب وضد الإنسانية وقعت في غزة وتستمر في مدن الضفة، واليوم على الساحة اللبنانية تسقط المحاذير والمعايير المشابهة على ساحة غزة. لا شيء آمن من همجية صهيونية عدوانية، نفس الأسباب والذرائع تتخذها المؤسسة الصهيونية لاستهداف الشعب اللبناني ومقاومته المساندة مقاومة الشعب الفلسطيني، وعليه تبدو المواقف نفسها التي تسوقها إدارة بايدن لتبرير العدوان الإسرائيلي على لبنان، وبالالتزام بأسس وأبعاد الوجود الدموي المأساوي الذي تفرضه إسرائيل على المنطقة، ومن هنا ضرورة معرفة الظروف التي هيئها نفاق المجتمع الدولي في غزة تحديدا وعموم فلسطين.

ظرف التراجع العربي هو الأكثر مأساوية، ليس بمرحلته الكبرى في التصدي لجرائم الإبادة الصهيونية في غزة، والتساهل بغزو بلد عربي (لبنان) وتهجير سكانه وارتكابه جرائم إبادة، بل بجزئيات وتفاصيل، دفعت بنقاش وجدل جدوى أن تكون هناك مقاومة أصلا للمشروع الصهيوني برمته، إلى التشكيك بعدالة القضية نفسها، وحق شعب بمقاومة محتله، من خلال رَكن المعرفة التاريخية بطبيعة وجوهر المستعمر جانبا، وبطلان الحكم التاريخي للتصدي له، ثم حالة الشلل للموقف العربي التقليدي بجانب قضاياها المصيرية وفي قلبها فلسطين، ما جعل من مسألة الأمن العربي المشترك ملطشة يومية "طبيعية" وحدثا مجهولا يعبر نشرات الأخبار.

وإذا كانت الطبيعة لا تعرف الفراغ فالتاريخ البشري لا يعرفه أيضا، والأحداث الكبرى فيه تشكل فترة تاريخية لسلسلة وثيقة الترابط مع أسبابه السابقة ونتائجه اللاحقة، وحين تكون النتائج الحالية تقترب من إبادة شعب كامل في غزة، ويكون التصدي لجرائم الإبادة والحرب وضد الإنسانية غير ملزم، بإظهار طبيعة عربية رسمية هاربة من اتخاذ أي موقف يدفع عنها مخاطر قامة لا محالة، يصبح التاريخ العربي المعاصر امتدادا لفجائعية رهيبة.

فهذه الضبابية والصمت والتراجع أمام جرائم الإبادة الصهيونية في غزة ولبنان، لم تعد صفات غربية استعمارية مع اتضاح الطبيعة الوظيفية لبعض النظام العربي الرسمي، بظهور إشارات متواطئة على قضية فلسطين وعلى كل من يقاوم الاحتلال، وبالتحالف معه وفق منسوب أعلى من التطبيع، لذلك تصبح الأدوار الرئيسية التي تقوم عليها استراتيجية الفراغ العربي لصالح تحقيق الأمن الإسرائيلي من خلال التمسك بالعجز بشكل مدهش من التزوير، والحط من القيم الأخلاقية والفكرية والسياسية والاجتماعية والتاريخية التي تعني حقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية في الكرامة والمواطنة والمساواة والحرية، أي المشاركة الرسمية العربية بفعل إنشاء فراغ تملأ الصهيونية كل حُفَره، بمسح التاريخ المؤثر على سلوك إنساني يربط سكان المنطقة العربية ببعضهم البعض، رابط حاولت شعوب المنطقة استعادته وإمساكه من خلال ثوراتها المغدورة ومطالبها بالكرامة والمواطنة والحرية والتخلص من الاستبداد والطغيان.

قضية ستبقى من أكبر التحديات التي يواجهها المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين والعالم العربي، فالمشهد العربي بعد عام من اندلاع طوفان الأقصى، مزدحم بتبديد صورة المقاومة وجدواها ومسؤوليتها بعدم الاستسلام لفاشية وبطش المحتل، كونها مسألة حتمية في استراتيجية عربية أثبتت قدرتها على هضم واستيعاب هوان وذل تلحقه المؤسسة الصهيونية بالتسوية والتطبيع وأوهام السلام
حقائق التاريخ الاجتماعية والثقافية والسياسية، تميل للاستمرار بغير ما يشتهي بعض المجتهدين لتغيير المكانة الأخلاقية والسياسية والفكرية لمعنى الحرية والتحرر، ولقضية فلسطين وللمقاومة فيها، وعلى أرض العرب، وإنجاب أرتال من مفاهيم الصهينة والأسرلة محلها؛ بتعظيم قدرة العدو على الإبادة الجماعية وقتل روح المقاومة والعجز أمامه وعن مواجهته.. قضية ستبقى من أكبر التحديات التي يواجهها المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين والعالم العربي، فالمشهد العربي بعد عام من اندلاع طوفان الأقصى، مزدحم بتبديد صورة المقاومة وجدواها ومسؤوليتها بعدم الاستسلام لفاشية وبطش المحتل، كونها مسألة حتمية في استراتيجية عربية أثبتت قدرتها على هضم واستيعاب هوان وذل تلحقه المؤسسة الصهيونية بالتسوية والتطبيع وأوهام السلام.

وتركيز محور المسؤولية على ضحايا الاحتلال ومشروعه الاستعماري، هو امتداد لجدل جدوى انتفاضة الشعوب العربية في وجه الطغيان وإعلاء سؤال سخيف: ألم تكن أوضاع المستعمَرين مستقرة تحت ظلال محتلهم، وأوضاع بلدان المنطقة يشوبها صمت "سعيد" تحت حكم أنظمة القهر والاستبداد قبل إحداث الخراب بأيديهم؟

لعل ما يشرح أجوبة الأسئلة العربية والفلسطينية الملحة، بعد عام من جرائم الإبادة الجماعية، هو الهزيمة العربية الرسمية أمامها، لأسباب مستمرة تعني البنية المتراصة لأنظمة الاستبداد العربي وقوامها المتماسك بالقمع الداخلي، والتمسك بسياسة خاوية من اي تراكم معرفي للمشروع الصهيوني، وبالمهادنة الدائمة مع بنيته العنصرية والفاشية، ولا تمكن مواجهته بمجتمعات تغيب عنها العدالة الاجتماعية والوطنية. يضاف إلى كل ذلك أن التدجين الدؤوب لنخب عربية بما يتناسب وأيديولوجيا الهزيمة العربية الرسمية بنسخة جديدة أمام جرائم الإبادة في غزة ولبنان، والهروب من طوفان الأقصى وتغريب مقاومة الفلسطينيين، يؤكد أن استمرار الاشتباك والمواجهة مع المحتل أثبت أن غمرة الثقة لشعب فلسطين بمقاومته وبأمة عريقة بتاريخها وحضارتها وشعوبها، لا بد أنه قادر على صنع أيام فرحٍ لا تُعجب أنظمة الهزيمة كتلك التي كانت في السابع من أكتوبر، وهذه التي أضاءت سماء فلسطين منذ أيام قليلة.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة اللبنانية الاحتلال لبنان غزة الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی المنطقة العربیة جرائم الإبادة طوفان الأقصى قضیة فلسطین بعد عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

وقفة قبلية في أرحب تضامنًا مع فلسطين وإعلان الجهوزية لمواجهة الأعداء

سبأ :
نُظم أبناء مديرية أرحب، محافظة صنعاء اليوم، وقفة قبلية مسلحة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وإعلان الجهوزية لأي تصعيد ومباركة عمليات القوات المسلحة في عمق الكيان الصهيوني بالأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي الوقفة التي حضرها محافظ ريمة فارس الحباري وعضو مجلس الشورى عبدالجليل سنان، ووكيلا المحافظة عبدالله الأبيض ومحسن أبو هادي، ورئيس هيئة الزكاة شمسان أبو نشطان، والشيخ نبيه أبو نشطان، بارك المشاركون في الوقفة العمليات العسكرية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية والطيران المسير واستهدفت عمق العدو الصهيوني وأفشلت الهجوم الأمريكي، البريطاني على اليمن.

وأكدوا أن العدوان الصهيوني، الأمريكي، البريطاني واستهدافه للبنية التحتية والأعيان المدنية، ومحطات توليد الطاقة والموانئ لن يخيف الشعب اليمني، بل سيزيده قوة وصلابة في الدفاع عن الوطن وسيادته، والإصرار على مناصرة الشعب الفلسطيني والمستضعفين.

وأكد بيان صادر عن الوقفة، استمرار أبناء قبيلة أرحب في مناصرة المقاومة في غزة وكل فلسطين حتى تحقيق النصر.

وأعلن البيان النفير العام والجهوزية الكاملة والتعبئة والتحرك للمشاركة في دورات “طوفان الأقصى” والوقوف صفًا واحدًا في دعم ومساندة معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وأوضح أن غطرسة العدو الصهيوني والأمريكي وعدوانه لن يخيف اليمنيين، انطلاقًا من تعاليم القرآن الكريم الذي قال أعزة على الكافرين، مؤكدًا أن قتال اليهود المحتلين والتصدي لجرائمهم، شرف يُعتز به ويسعى الجميع لتحقيقه بكل لإمكانيات.

كما أكد أبناء أرحب استعدادهم وجاهزيتهم تنفيذ كل خيارات وتوجيهات قيادة الثورة الرشيدة، مستعينين بالله على قتال اليهود وقوى البغي والاستكبار.

ودعا البيان، شعوب الأمة إلى التحرك لمواجهة قوى العدوان والاحتلال، وألا يقفوا عن مواجهته، مشيرًا إلى أن سكوتهم يطمع العدو الصهيوني والأمريكي في إذلالهم واستغلال مقدراتهم.

كما دعا البيان المغرر بهم إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى رشدهم، مؤكدًا أن أي دور يقومون به ضد غزة ومحور الجهاد والمقاومة يصب في صالح العدو الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
  • فلسطين.. قوة كبيرة من جيش الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية بنابلس
  • “السلام العربي” تدين الاعتداءات على اليمن وتؤكد أن استقرار المنطقة يبدأ وينتهي بفلسطين
  • مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ شعب فلسطين
  • السوداني: العراق تمكن من مواجهة التحديات التي حصلت في المنطقة
  • ريمة.. وقفات تضامنية مع فلسطين في وجه العدوان
  • جامعة الدول العربية تعلن تجهيز 10 أطنان من الأدوية إلى فلسطين
  • الربيع العربي.. الأحداث والتحديات
  • وقفة قبلية في أرحب تضامنًا مع فلسطين وإعلان الجهوزية لمواجهة الأعداء
  • جامعة الدول العربية تعلن عن تجهيز 10 أطنان من الأدوية إلى فلسطين