عربي21:
2024-10-09@00:33:31 GMT

عام على الإبادة وعلى هزيمة عربية

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

تُفسح ظروف الإبادة الفلسطينية بعد عام على بدايتها، المكان لظروف جديدةٍ من توحش المؤسسة الصهيونية التي أصيبت بجرحٍ غائر في "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ظروف غلب عليها تقدير قوة البطش العسكري للاحتلال على الأرض لسحق المقاومة الفلسطينية، وإنهاء ظاهرتها بعد إجهاض وقتل كل الظروف السياسية المتعلقة بعملية "السلام".



وبتوجيه ضربة خاطفة لكل الأوهام المتعلقة بعملية السلام تتسع عمليات العدوان على الأرض بالسطو والاستيطان والتهويد والقتل في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة، فكان نموذج الإبادة الجماعية في غزة بما يحمله من أرقام وتفاصيل وإحصاءات وشهادات مرعبة، استكمالا لدورة الإرهاب المنظم الذي تعمل وفقه المؤسسة الصهيونية لهزيمة الشعب الفلسطيني.

وكانت المواقف العربية والدولية تمنّي النفس بصناعة انتصار إسرائيلي ينزع الجانب الكفاحي والنضالي عن الشعب الفلسطيني ومن عموم المنطقة العربية، هذا الهدف المصاب بفشلٍ واضح رغم كل محاولات تجاهل وإضعاف قضية فلسطين، وفك ارتباطها مع ساحات ملتهبة في العالم العربي والإقليم، وهي جزء من حرب استنزاف فكري وعسكري وسياسي تشنه إسرائيل ومن ورائها الحلف الاستعماري الغربي الأمريكي على المنطقة العربية وشعوبها

انت المواقف العربية والدولية تمنّي النفس بصناعة انتصار إسرائيلي ينزع الجانب الكفاحي والنضالي عن الشعب الفلسطيني ومن عموم المنطقة العربية، هذا الهدف المصاب بفشلٍ واضح رغم كل محاولات تجاهل وإضعاف قضية فلسطين، وفك ارتباطها مع ساحات ملتهبة في العالم العربي والإقليم
منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، سجل المجتمع الدولي فشله بنفاقه ومعاييره المزدوجة، وأخفق في القبض على شعاراته وقوانينه وتوصياته لوقف الإرهاب الإسرائيلي، فكل المحاذير وقعت، وكل جرائم الحرب وضد الإنسانية وقعت في غزة وتستمر في مدن الضفة، واليوم على الساحة اللبنانية تسقط المحاذير والمعايير المشابهة على ساحة غزة. لا شيء آمن من همجية صهيونية عدوانية، نفس الأسباب والذرائع تتخذها المؤسسة الصهيونية لاستهداف الشعب اللبناني ومقاومته المساندة مقاومة الشعب الفلسطيني، وعليه تبدو المواقف نفسها التي تسوقها إدارة بايدن لتبرير العدوان الإسرائيلي على لبنان، وبالالتزام بأسس وأبعاد الوجود الدموي المأساوي الذي تفرضه إسرائيل على المنطقة، ومن هنا ضرورة معرفة الظروف التي هيئها نفاق المجتمع الدولي في غزة تحديدا وعموم فلسطين.

ظرف التراجع العربي هو الأكثر مأساوية، ليس بمرحلته الكبرى في التصدي لجرائم الإبادة الصهيونية في غزة، والتساهل بغزو بلد عربي (لبنان) وتهجير سكانه وارتكابه جرائم إبادة، بل بجزئيات وتفاصيل، دفعت بنقاش وجدل جدوى أن تكون هناك مقاومة أصلا للمشروع الصهيوني برمته، إلى التشكيك بعدالة القضية نفسها، وحق شعب بمقاومة محتله، من خلال رَكن المعرفة التاريخية بطبيعة وجوهر المستعمر جانبا، وبطلان الحكم التاريخي للتصدي له، ثم حالة الشلل للموقف العربي التقليدي بجانب قضاياها المصيرية وفي قلبها فلسطين، ما جعل من مسألة الأمن العربي المشترك ملطشة يومية "طبيعية" وحدثا مجهولا يعبر نشرات الأخبار.

وإذا كانت الطبيعة لا تعرف الفراغ فالتاريخ البشري لا يعرفه أيضا، والأحداث الكبرى فيه تشكل فترة تاريخية لسلسلة وثيقة الترابط مع أسبابه السابقة ونتائجه اللاحقة، وحين تكون النتائج الحالية تقترب من إبادة شعب كامل في غزة، ويكون التصدي لجرائم الإبادة والحرب وضد الإنسانية غير ملزم، بإظهار طبيعة عربية رسمية هاربة من اتخاذ أي موقف يدفع عنها مخاطر قامة لا محالة، يصبح التاريخ العربي المعاصر امتدادا لفجائعية رهيبة.

فهذه الضبابية والصمت والتراجع أمام جرائم الإبادة الصهيونية في غزة ولبنان، لم تعد صفات غربية استعمارية مع اتضاح الطبيعة الوظيفية لبعض النظام العربي الرسمي، بظهور إشارات متواطئة على قضية فلسطين وعلى كل من يقاوم الاحتلال، وبالتحالف معه وفق منسوب أعلى من التطبيع، لذلك تصبح الأدوار الرئيسية التي تقوم عليها استراتيجية الفراغ العربي لصالح تحقيق الأمن الإسرائيلي من خلال التمسك بالعجز بشكل مدهش من التزوير، والحط من القيم الأخلاقية والفكرية والسياسية والاجتماعية والتاريخية التي تعني حقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية في الكرامة والمواطنة والمساواة والحرية، أي المشاركة الرسمية العربية بفعل إنشاء فراغ تملأ الصهيونية كل حُفَره، بمسح التاريخ المؤثر على سلوك إنساني يربط سكان المنطقة العربية ببعضهم البعض، رابط حاولت شعوب المنطقة استعادته وإمساكه من خلال ثوراتها المغدورة ومطالبها بالكرامة والمواطنة والحرية والتخلص من الاستبداد والطغيان.

قضية ستبقى من أكبر التحديات التي يواجهها المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين والعالم العربي، فالمشهد العربي بعد عام من اندلاع طوفان الأقصى، مزدحم بتبديد صورة المقاومة وجدواها ومسؤوليتها بعدم الاستسلام لفاشية وبطش المحتل، كونها مسألة حتمية في استراتيجية عربية أثبتت قدرتها على هضم واستيعاب هوان وذل تلحقه المؤسسة الصهيونية بالتسوية والتطبيع وأوهام السلام
حقائق التاريخ الاجتماعية والثقافية والسياسية، تميل للاستمرار بغير ما يشتهي بعض المجتهدين لتغيير المكانة الأخلاقية والسياسية والفكرية لمعنى الحرية والتحرر، ولقضية فلسطين وللمقاومة فيها، وعلى أرض العرب، وإنجاب أرتال من مفاهيم الصهينة والأسرلة محلها؛ بتعظيم قدرة العدو على الإبادة الجماعية وقتل روح المقاومة والعجز أمامه وعن مواجهته.. قضية ستبقى من أكبر التحديات التي يواجهها المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين والعالم العربي، فالمشهد العربي بعد عام من اندلاع طوفان الأقصى، مزدحم بتبديد صورة المقاومة وجدواها ومسؤوليتها بعدم الاستسلام لفاشية وبطش المحتل، كونها مسألة حتمية في استراتيجية عربية أثبتت قدرتها على هضم واستيعاب هوان وذل تلحقه المؤسسة الصهيونية بالتسوية والتطبيع وأوهام السلام.

وتركيز محور المسؤولية على ضحايا الاحتلال ومشروعه الاستعماري، هو امتداد لجدل جدوى انتفاضة الشعوب العربية في وجه الطغيان وإعلاء سؤال سخيف: ألم تكن أوضاع المستعمَرين مستقرة تحت ظلال محتلهم، وأوضاع بلدان المنطقة يشوبها صمت "سعيد" تحت حكم أنظمة القهر والاستبداد قبل إحداث الخراب بأيديهم؟

لعل ما يشرح أجوبة الأسئلة العربية والفلسطينية الملحة، بعد عام من جرائم الإبادة الجماعية، هو الهزيمة العربية الرسمية أمامها، لأسباب مستمرة تعني البنية المتراصة لأنظمة الاستبداد العربي وقوامها المتماسك بالقمع الداخلي، والتمسك بسياسة خاوية من اي تراكم معرفي للمشروع الصهيوني، وبالمهادنة الدائمة مع بنيته العنصرية والفاشية، ولا تمكن مواجهته بمجتمعات تغيب عنها العدالة الاجتماعية والوطنية. يضاف إلى كل ذلك أن التدجين الدؤوب لنخب عربية بما يتناسب وأيديولوجيا الهزيمة العربية الرسمية بنسخة جديدة أمام جرائم الإبادة في غزة ولبنان، والهروب من طوفان الأقصى وتغريب مقاومة الفلسطينيين، يؤكد أن استمرار الاشتباك والمواجهة مع المحتل أثبت أن غمرة الثقة لشعب فلسطين بمقاومته وبأمة عريقة بتاريخها وحضارتها وشعوبها، لا بد أنه قادر على صنع أيام فرحٍ لا تُعجب أنظمة الهزيمة كتلك التي كانت في السابع من أكتوبر، وهذه التي أضاءت سماء فلسطين منذ أيام قليلة.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة اللبنانية الاحتلال لبنان غزة الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة تكنولوجيا صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی المنطقة العربیة جرائم الإبادة طوفان الأقصى قضیة فلسطین بعد عام فی غزة

إقرأ أيضاً:

الهيئة النسائية بحجة: صمود وثبات في دعم غزة والمقاومة رغم الجرائم الصهيونية

يمانيون../
نظمت الهيئة النسائية الثقافية بمحافظة حجة وقفات بالذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى.

ورفعت المشاركات في الوقفات في مركز المحافظة والشاهل والمحابشة وكشر وقارة والمفتاح وكحلان الشرف وافلح الشام ومستبأ ونجرة ووشحة وكعيدنة وعبس ومبين وكحلان عفار وشرس أعلام اليمن وفلسطين ولبنان وصور شهيدي الإسلام والإنسانية القائد السيد حسن نصر الله والبطل إسماعيل هنية وشهداء المقاومة.

ورددت الهتافات والشعارات المناهضة للعدوان البربري الهمجي على الشعبين الفلسطيني واللبناني والبراءة من أمريكا وإسرائيل وأعداء الإسلام والمؤيدة لعملية طوفان الأقصى وخيارات القيادة الثورية الحكيمة في التصدي لحلفاء الطاغوت وجلاوزة العصر.

ونددت بالجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأرض والإنسان في جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية والعدوان الإجرامي على الأعيان المدنية في اليمن.

واكدت حفيدات الأنصار استمرار الجهاد دون كلل أو ملل أو تعب والتحرك والعمل الجاد، والموقف القوي والصبر والثبات والمرابطة حتى يتحقق نصر الله والفتح القريب.

وأكد بيان صادر عن الوقفات انه في خِضَمِّ هذه الأحداث، والمتغيرات طوال عام من انطلاق عملية طوفان الأقصى والأحرار، وفي ظل هذه الانتصارات التي هزمت العدو وأقلقته وأحرجته، وجعلته في مأزقٍ خطير وكبير يجب الاستمرار في مسار الجهاد حتى تحقيق النصر المؤزر.

وبارك للشعب الفلسطيني الأبي ومقاومته الباسلة، الذكرى الأولى لعملية “طوفان الأقصى” ولكل جبهات الإسناد في محور المقاومة والجهاد، والتي تعد العملية الأكبر والأهم ضد العدو الإسرائيلي و أشد تنكيلا وإيلاما له على مر التاريخ.

وأشاد بالصمود الأسطوري للمجاهدين، والتطور النوعي في مستوى المواجهة ضد عدو الأمة جمعاء، والإنجازات التي يحققونها برغم التضحيات والمعاناة.

وعبر البيان، عن العزاء للشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية جمعاء، ومجاهدي حزب الله الأبطال وجمهور المقاومة بلبنان على وجه الخصوص، بفقد الشهيد البطل، شهيد الإسلام والمسلمين والقدس، سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد حياة أمضاها بالجهاد في سبيل الله، ونصرة المستضعفين من عباده.

واستنكر البيان مواصلة العدو الصهيوني ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية اليومية بحق الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم في قطاع غزة وسائر فلسطين المحتلة على مدى عام كامل، في عدوان هجمي ووحشي لا مثيل له، بمساندة أمريكية وغربية أمام مرأى ومسمع العالم.. لافتا إلى أن كل مجزرة تكفي لإيقاظ الضمير العالمي.

وادان العدوان الإسرائيلي بحق الشعب اللبناني، وكل العزاء والمواساة لأهالي الشهداء في المقاومة الإسلامية الباسلة، ونؤكد وقوفنا إلى جانب إخواننا في حزب الله بخندق واحد لمواجهة العدو الصهيوني.

وندد بما قام به العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني من عدوان على عدد من المحافظات اليمنية، مؤكدا أن تلك الاعتداءات لن تثني الشعب اليمني عن موقفه تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتراجع عن دعم التصعيد ضد العدو الصهيوني الغاصب.

وحيا البيان الصمود العظيم للشعب الفلسطيني المضحي الصابر المظلوم المجاهد، الذي يحتضن المقاومة ويُفشل كل مخططات ومحاولات اختراقه وتطويعه، ويرفض العملاء والخونة.

كما حيا الإخوة المجاهدين في قطاع غزة والضفة من مختلف الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها: كتائب القسام، وسرايا القدس وبقية الفصائل، الذين تبخرت على أيديهم كل أطماع الصهاينة في تحقيق أي صورة انتصار تُذكر.

وبارك تطور التصنيع العسكري للقوات المسلحة اليمنية، والتأييد للضربات والعمليات المباركة التي وصلت إلى تلك الأهداف الحساسة في كيان العدو الإسرائيلي دفاعًا عن الشعب الفلسطيني.

ودعا البيان نساء اليمن للمشاركة في صناعة النصر بالإنفاق السخي لدعم القوات المسلحة اليمنية ضمن قافلة (عهد الأحرار)، لتستمر في واجبها نصرةً وإسنادًا للشعب الفلسطيني المظلوم استجابةً لله تعالى ووفاءً لشهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله و للشعبين الفلسطيني واللبناني ومجاهديهم الأبطال.

مقالات مشابهة

  • الصهيونية في زمن الإبادة الجماعية
  • عربية النواب : رئاسة مصر منظمة العمل العربية تقدير كبير من الأشقاء
  • الهيئة النسائية بحجة: صمود وثبات في دعم غزة والمقاومة رغم الجرائم الصهيونية
  • شاهد// الأمن الأردني يعتدي على متضامنين مع فلسطين أمام السفارة الصهيونية!
  • عام كامل على حرب الإبادة الجماعية فى فلسطين.. اتحاد الصحفيين العرب يطالب بمحاكمة الاحتلال الصهيوني
  • أستاذ علوم سياسية: قوات الرضوان أول قوة عربية مجهزة للدخول إلى فلسطين المحتلة
  • السيد عبدالملك الحوثي: أمريكا شريك أساسي في جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني
  • مفتى الهند: قلق على ما يحدث في فلسطين.. وعلى العالم التدخل
  • 23 مستشفى في قطاع غزة تخرج عن الخدمة بعد عام على حرب الإبادة الصهيونية