ماعلاقة استهداف السيد حسن نصر الله باللعبة الأمريكية؟
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
لعبة أمريكا و”نتنياهو” ارتكزت على أن أمريكا لا تريد توسيع الحرب ولا تريد حرباً إقليمية، فيما “نتنياهو” يريد الحرب الإقليمية كمخرج وهدف شخصي بل يريد جرّ وإجبار أمريكا على خوض حرب إقليمية معه أو من أجله..
في ربط هذه اللعبة بكل ما جرى ومازال فالأطراف الأخرى وثقل الاصطفاف المقابل إقليمياً وحتى عالمياً صدقوا أن أمريكا لا تريد توسيع الحرب وأن نتنياهو هو فقط من يريد الحرب الإقليمية بل ويسعى لجرّ أمريكا إليها أو إجبارها عليها.
أمريكا استعملت هذه اللعبة لتضغط على محور المقاومة ـ وبالذات إيران ـ لتمتنع عن الرد لأنها بذلك تخدم “نتنياهو” في مساعيه لحرب إقليمية..
أمريكا هي من خطط بل وكان المنفذ الأهم في هذه الفترة لكل جرائم الاغتيالات من إسماعيل هنية حتى القائد العظيم السيد حسن نصر الله غير قيادات أخرى من حزب الله بما في ذلك القائد الإيراني في قوة القدس الذي أستشهد مع السيد حسن نصر الله..
مسألة أن نتنياهو يريد حرباً إقليمية وأمريكا لا تريد ذلك مجرد لعبة لشراء الوقت وتسهيل التدمير والاغتيالات ومزيداً من الإبادة الجماعية لـ “نتنياهو”، ولو كنا نصدق ونؤمن بحقيقة أن أمريكا إسرائيلية وإن إسرائيل أمريكية ما كنا صدقنا هذه اللعبة الأمريكية أصلاً..
مع كل ثقتي بالجمهورية الإسلامية في إيران وتقديري لدورها الاستثنائي في دعم المقاومة ومحور المقاومة فإني أرى أن الرد الإيراني الأخير تأخر بعض الشيء، وبين أهم أسباب التأخير تصديق هذه اللعبة وبقدر مؤثر..
يعنينا في محور المقاومة مواجهة أنفسنا بكل ما يمكن أن يؤثر سلباً بأي قدر على خطانا وخطواتنا وبالذات في الأوقات شديدة الحساسية والتأثير..
كمواطن يمني فإني ما ظليت على قيد الحياة أظل الممتن للشهيد الكبير والعظيم حسن نصر الله لأنه كان الصوت الأقوى والأعلى في الدفاع عن اليمن في ظل العدوان وفي ظل تكالب عربي ضد اليمن لم نر أي شيئاً منه في المواجهة مع الكيان الصهيوني، بل أن من تكالب ضد اليمن هو من بين من شاركوا وتواطؤا مع الكيان في حربه وإبادته للشعب الفلسطيني وامتداده إلى لبنان..
في حياتي لم أحزن على أحد كما حزني على استشهاد القائد العربي الإسلامي السيد حسن نصر الله، ولعل تركيزي على اللعبة الأمريكية لأن أمريكا من خلال تفعيلها ومفاعيلها هي من اغتالت هذا القائد وهذا يتناقض مع ما ظلت تطرحه عن كونها لا تريد توسيع الحرب، فاستهداف هذا القائد باغتياله أمريكياً هو الحرب الإقليمية بعينها..
ربما كنت أتمنى ـ ولازلت ـ أن لا نفقد هذا القائد العظيم في هذا الوقت وأربط هذا الحدث باللعبة الأمريكية، ومع ذلك فإننا نؤمن بإرادة الله وقضائه، والله أراده بين الشهداء الخالدين والأسباب عادة ما تكون في سياق الإرادة الإلهية..
ثقتي بإيران كثقل لمحور المقاومة أكبر وأقوى من أن يهزها أو يزعزعها مواويل وممولون، والإعلام العبري الناطق بالعربي هو المواجهة، وبالتالي فتركيزي هو على مدى ربط استشهاد السيد حسن نصر الله باللعبة الأمريكية فيما كل عملاء الأمركة والصهينة من العرب ليسوا في حساباتي ولا قيمة لهم ولا وزن في وعيي وتفكيري..
تركيزي في هذا الربط هو في إطار الأسباب، كما أنه يظل يعنينا أن نستفيد ونتعلم من تجاربنا ومع أمريكا تحديداً التي هي أساس كل إجرام وكل إرهاب في هذا العالم..
بعد كل ذلك أقول إن الرد الإيراني كان قوياً ومزلزلاً وأعاد الكيان الصهيوني إلى حجمه وهو بمثابة رسالة لأمريكا مؤداها “إذا أردتم حرباً إقليمية فنحن لها حتى لو تدحرجت إلى عالمية فلسنا من يكترث”..
إذا الكيان سار إلى رد على إيران كما يهدد ويتوعد فسيكون الرد على الرد أقوى وأقسى، ولنا أن نسأل أمريكا : إذا لم يكن هذا ـ إن حدث ـ هو الحرب الإقليمية فما هي الحرب الإقليمية؟..
إصرار أمريكا على استمرار استعمارها للمنطقة والانفراد بها والهيمنة عليها هو ما يجعل الحرب الإقليمية وحتى العالمية حتمية وكل ألعابها للالتفاف على هذه الحقيقة واستحقاقاتها في واقع المنطقة وواقع العالم ـ كل ألعابها ـ تجاوزها واقع المنطقة وواقع العالم بما في ذلك هذا الاستعمال العبثي و”العبيط” لنتنياهو..
ما الذي تتركه أمريكا من خيارات أكان للمقاومة ولمحور المقاومة أو حتى لقوى عظمى ودولية لها مصالح في المنطقة، وهل من مخرج غير الحرب الإقليمية أو حتى العالمية خاصة ونحن لم نعد في زمن “سايكس بيكو”، ولم يعد متاحاً ولا ممكناً التكرار في “سايكس بيكو”، وذلك ما كان طرحه الكاتب والمفكر محمد حسنين هيكل؟!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن وإيران تبحثان التطورات الإقليمية وسط تصعيد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية
يمانيون../
أكد وزير الخارجية والمغتربين، جمال عامر، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، الدكتور عباس عراقجي، فشل الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على اليمن، مشددًا على صمود الموقف اليمني الرافض لأي محاولات للضغط السياسي أو الاقتصادي.
جدد عامر التأكيد على ثبات موقف اليمن في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي عروض تهدف إلى تغيير هذا الموقف أو إبعاد اليمن عن نصرة غزة التي تواجه حرب إبادة على يد الكيان الصهيوني. وأشاد بالدعم الشعبي الواسع الذي يتجلى في المسيرات المليونية الأسبوعية المؤيدة لفلسطين، والتي تستمر منذ أكثر من عام.
وأشار إلى أن اليمن يقف نيابة عن الدول العربية والإسلامية التي تقاعست أمام قوى الهيمنة، منتقدًا مواقفها المتباينة بين الصمت أو التواطؤ في الاجتماعات المغلقة، بينما تستمر جرائم الإبادة.
وأوضح عامر أن القوات المسلحة اليمنية، بما في ذلك القوات البحرية، تصدت بشجاعة للهجمات الأمريكية، ما أجبر المدمرات وحاملات الطائرات، بما فيها “آيزنهاور”، على الفرار تحت وطأة الهجمات اليمنية. كما أشاد بما حققته القوة الصاروخية والطيران المسير اليمني من اختراقات غير مسبوقة استهدفت عاصمة الكيان المحتل، يافا، رغم منظومة القبة الحديدية.
من جانبه، أدان وزير الخارجية الإيراني الهجمات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية على اليمن، واعتبرها انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي، مجددًا دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لليمن في مواجهة تلك الاعتداءات.
ناقش الوزيران التطورات الإقليمية واتفقا على مواصلة التنسيق والتفاهم بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.