وسط أجنحة الكتب وممرات المعرفة في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، تستهوي الوسائل التعليمية والألعاب الصغار، وتمزج هذه الأدوات الذكية، التي باتت تتزايد في دور النشر بين المتعة والتعلم، حيث لم تعد الكتب الورقية وحدها، هي التي تشد الانتباه، بل أصبحت الألعاب التعليمية تحتل مكانة خاصة، وطابعًا فريدًا يجمع بين الثقافة والمرح.
وتستهدف هذه الوسائل تطوير مهارات الأطفال التعليمية والعقلية، ففي كل زاوية من المعرض، يمكن للزوار ملاحظة مجموعات متنوعة من الألعاب؛ مثل ألعاب الألغاز التي تحفّز التفكير المنطقي، وألعاب الكلمات التي تُنمي المهارات اللغوية، وألعاب الرياضيات التي تُعزز القدرة على الحساب، وغيرها الكثير، جميعها أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تجربة الأسرة في المعرض، مقدمةً فرصة للأطفال لاكتساب المعرفة بطرق غير تقليدية ومبتكرة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تأثير الدراما على الأجواء الرمضانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يأتي رمضان كل عام بروحانيته وطقوسه التي تميزه عن باقي الشهور حيث يجتمع الناس على موائد الإفطار، وتملأ الأجواء أصوات من الأذكار وصلاة التراويح، لكن في المقابل أصبح لهذا الشهر وجه آخر مرتبط بالدراما والمسلسلات حتى بات موسمًا رئيسيًا للإنتاج الفني، وتحول الشهر الفضيل لدى البعض من الروحانية إلى السباق الدرامي
فقديمًا، كانت الدراما الرمضانية محدودة العدد، وغالبًا ما تحمل طابعًا اجتماعيًا أو دينيًا ينسجم مع روح الشهر الكريم، أما اليوم فتحول رمضان إلى ساحة منافسة شرسة بين المنتجين، حيث تُعرض عشرات المسلسلات التي تتنوع بين الدراما الاجتماعية، والأكشن، والكوميديا، وحتى الفانتازيا. ولم يعد الأمر يقتصر على التلفزيون فقط، بل أصبحت المنصات الرقمية جزءًا أساسيًا من هذه المنافسة، مما زاد من حجم المحتوى المتاح للجمهور، فبدلًا من قضاء الوقت في التجمعات العائلية بعد الإفطار أو أداء العبادات، أصبح كثيرون يتابعون الحلقات اليومية لمسلسلاتهم المفضلة مما خلق نوعًا من “الإدمان الرمضاني” على الشاشة، كما أن بعض الأعمال أصبحت تعتمد على عناصر الإثارة والمبالغة في العنف أو المشاهد غير اللائقة، وهو ما يتعارض مع قدسية الشهر لدى البعض، ومع ذلك هناك مسلسلات تحاول الحفاظ على الطابع العائلي، وتقدم محتوى يناسب كل الفئات مثل الدراما التاريخية والدينية أو الكوميدية الهادفة، ويختلف الجمهور في تقييمه للدراما الرمضانية؛ فهناك من يراها مجرد وسيلة ترفيهية لا تضر بأجواء الشهر، بينما يرى آخرون أنها تسرق من رمضان جوهره الروحي، كما أن بعض النقاد يرون أن الإنتاج أصبح يعتمد أكثر على العناوين المثيرة لجذب المشاهدين، دون الاهتمام بجودة القصة أو القيم التي تقدمها.
والحل لا يكمن في إلغاء الدراما الرمضانية، بل في ترشيد استهلاكها واختيار الأعمال التي تضيف قيمة حقيقية للمشاهد، فيمكن أن يكون رمضان فرصة لتقديم أعمال تحمل رسائل إيجابية، وتتناول قضايا المجتمع بوعي ومسؤولية، بدلًا من التركيز على الصراعات والعنف، كذلك يمكن للمشاهدين أن يوازنوا بين متابعة المسلسلات وبين الاستفادة من روحانيات الشهر، عبر تخصيص وقت للعبادة وصلة الرحم، والاستمتاع بالأجواء الرمضانية بعيدًا عن إدمان الشاشة، فوجود الدراما في رمضان أصبحت جزءًا من ثقافتنا، ولا يمكن إنكار تأثيرها الواسع، لكن السؤال الأهم: هل نحن من يتحكم فيما نشاهده، أم أن الشاشة هي التي تتحكم في وقتنا؟ حيث ان رمضان فرصة للارتقاء بالنفس، وعلينا أن نختار كيف نقضي لحظاته الثمينة التي لا تعوض.