تسوتايا ..مكتبة أم مركز ترفيهي؟
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
لا يكاد من يدخل مكتبة تسوتايا في اليابان، إدراك أنها مكتبة؛ لما تحويه من أمور متنوعة؛ معرفية وترفيهية وتسويقية، وغذائية حتَّى. وقد تمدَّدت هذه المكتبة مُذ بدأت العمل بفرع واحد في عام 1983 حتى أصبح لها اليوم آلاف الفروع في العالم، مثل الصين وتايوان، ومؤخرًا أنشأت فرعًا ضخمًا في ماليزيا.
تتميز هذه المكتبة (TSUTAYA BOOKSTORE) بالتصميم المعماري الجميل الفريد، وحينما تشاهدها، أو حتى تشاهد أي فيلم تصويري لها، تحار في توصيفها؛ أهي معرض صور، أم مجمع تسويق، أم مطعم، أم مقهى، أو مكان للاسترخاء، أم مصدر للتغذية البصرية الإيجابية كما يقولون؟ أم محل لبيع المصنوعات اليدوية؟ أم هي كل ذلك؟ وهي بهذه الأفكار تقحم الناس بعالم الكتب في الأماكن التي يحبونها، بدلًاً من انتظار الناس أن يفدوا إلى المكتبات العامة أو إلى متاجر الكتب.
ويكمن سر نجاح هذه المكتبة، في أنها مزجت ما بين فكرتيْ المكتبة العامة ومتجر الكتب في موقع واحد، وأنها عدَّت الكتاب سلعة تحتاج إلى مكملات ومشهيات، لتبقى النفوس يقظة تجاهها، وأن الاكتفاء بعرض المؤلفات على الأرفف، صامتة، رصينة، بانتظار وصول القارئ، هو أمر سينتهي إلى خيبة أمل، أو في أحسن الأحوال إلى نجاح محدود”، كما قالت سوسن الأبطح (الشرق الأوسط – 3 أغسطس 2022م).
وتوفر المكتبة كذلك، أجواء مناسبة لمن يريد أداء بعض الأعمال الجزئية، أو حتى الحصول على وقت قصير من الراحة والاسترخاء مع قليل من الشاي، حيث تتوفر فيها مساحات عمل فردية وجماعية.
وتعود هذه التسمية (تسوتايا)، إلى أحد رواد النشر في اليابان في القرن الثامن عشر، تسوتايا جوزابورو (1750-1797م)، الذي حقق نجاحاً كبيراً بطباعته سلسلة كتب في طوكيو آنذاك رغم الملاحظات الكثيرة عليها.
لهذا النوع من المكتبات مغناطيس خاص يجتذب القراء، ثم يغريهم بالتقاط كتاب، ثم الشروع في قراءته، أوابتياعه، كونها تتضمن خيارات متنوعة إضافة إلى الكتب.
yousefalhasan@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
كُتّاب ورسّامون: الكتب المصوّرة تحفّز خيال الطفل
الشارقة (الاتحاد)
أكّد كُتّاب ورسّامون متخصصون في أدب الطفل أن الكتب المصوّرة تمثّل مدخلاً بصرياً ووجدانياً للخيال والمعرفة، وتمكّن الأطفال من تكوين علاقات وجدانية مع الشخصيات التي تحتويها، بحيث تترسخ في ذاكرتهم حتى مراحل متقدمة من العمر، موضحين أن الصورة تتفوّق أحياناً على الكلمة في قدرتها على إيصال المعنى، خاصة للأطفال من أصحاب الهمم.
جاء ذلك، خلال جلسة حوارية بعنوان «قوة الكتب المصوّرة»، أقيمت ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وشارك فيها كلٌّ من الرسّام الإماراتي خالد الخوار، والكاتبة الكويتية شيماء ناصر القلاف، والكاتبة البريطانية كلوي سافاج، والكاتبة الأميركية بيث فيري، فيما أدارتها الإعلامية تسنيم زياد.
وقال خالد الخوار: «إن الكتب المصوّرة تُدخل الطفل في عالم من الدهشة والارتباط العاطفي، فهي لا تقدم محتوى تعليمياً فحسب، بل تُعزز الخيال وتخلق تجربة ساحرة».
من جهتها، شدّدت شيماء القلاف على أهمية الصورة في مخاطبة جميع الأطفال، خاصة ضعاف السمع، قائلة:«الصورة لغة تتجاوز الرموز والكلمات، وهي الوسيلة الأقوى لفهم العالم لدى الأطفال من ذوي الإعاقات السمعية. لهذا أحرص على أن تكون الرسومات في قصصي قادرة على نقل المشاعر والمعلومات والهوية الثقافية بشكل مباشر».
وقالت بيث فيري عن الطابع الجماعي للقراءة في كتب الأطفال المصوّرة: «الكتاب المصوّر يُقرأ عادة بين الطفل ووالده أو معلمه، ما يضيف بُعداً تواصلياً عاطفياً للمحتوى».
بدورها، قالت كلوي سافاج: «إن الكتب المصوّرة هي نافذة الطفل إلى قضايا كبرى مثل التغير المناخي والمستقبل»، مشيرة إلى أهمية تحفيز الطفل على إدراك التحديات والتعبير عنها من خلال الفن والقصص.