صحيفة البلاد:
2024-10-08@23:28:07 GMT

السابع من أكتوبر

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

السابع من أكتوبر

في يوم الاثنين من هذا الأسبوع، عاد السابع من أكتوبر من جديد، كذكرى سنوية أولى، يتباكى فيها النظام العنصري في الدولة الصهيونية، على يوم واحد، أوعلى الأصح ثماني ساعات، هجم فيها الفلسطينيون الواقعون تحت الاحتلال في غزة، على جنوب إسرائيل، في خطوة أصابت العدو الصهيوني برعب شديد، اتضح حجمه الضخم من خلال ردة الفعل الانتقامية التي لم تنته، وربما لن تنتهي بسهولة، خاصة وأن هذه الحرب امتدت لتصل إلى الدولة اللبنانية في الشمال.

إرتكب هذا النظام المارق، الكثير من جرائم الإبادة في غزة، ومازال يرتكبها حتى اللحظة، حيث استشهد حتى الآن أكثر من 42 ألف شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء.

ترك الفلسطينيون منازلهم في شمال قطاع غزة، واتجهوا نحو جنوبها، هرباً من جحيم الطائرات، التي تقصف منازلهم ليل نهار، ثم بعد أن احتل هؤلاء اللصوص مدينة رفح في جنوب قطاع غزة في مايو الماضي، وجد أكثر من 2.2 مليون شخص من الغزاويين أنفسهم في العراء، دون مأوى، أو غذاء، تحت أنظار العالم. ومع هذا كله، لم يستطع النتن ياهو أن يحقق أهدافه، التي سعى إليها منذ أكثر من 365 يوماً، جاءت بعد يوم السابع من أكتوبر، حيث لم يستطع تحرير الرهائن، رغم الدمار الهائل الذي لحق بغزة، ولم تستطع جرافاته القاتلة أن تجدهم.

المفارقة المبكية: أن الإعلام الغربي وخاصة في بريطانيا وأمريكا، يتحدث عن إسرائيل وهي تعيش الذكرى الأولى للسابع من أكتوبر، وكأنها الضحية! فتبرز على الصفحات الأولى في جرائدها ومواقعها الإخبارية، كيف أحيت إسرائيل هذه الذكرى، وكيف استمع أهالي الضحايا والرهائن إلى الأغنية الأخيرة في المهرجان الموسيقي، الذي كان قد أقيم في إحدى البلدات المتاخمة لغزة في ذلك اليوم، وكيف هجم الفلسطينيون المحاصرون في غزة، التي تعتبر أكبر سجن في العالم، على روّاد هذا المهرجان بلا رحمة. هذا بالرغم من أن تقارير إخبارية موثوقة ذكرت أن رصاص الجيش الإسرائيلي، بسبب صدمة ورعب الموقف، هو من أصاب مرتادي هذا المهرجان لحظة هروبهم. ثم عليك كقارئ أن تتحمّل في صبيحة هذا اليوم القصص الملفَّقة، والمعاناة الزائفة التي تنشرها الجرائد الغربية حول أقارب الضحايا في الطرف الإسرائيلي، وكيف عاشوا هذه الدراما خلال ثماني ساعات من ذلك اليوم، دون أن تقرأ شيئاً عن مئات الألوف من القتلى والجرحى والمصابين والجوعى، والذين فقدوا منازلهم، وأصبحوا ينامون في العراء، من الفلسطينيين، ومعظم هؤلاء من النساء والأطفال.

لم يحدث ذلك في يوم واحد فقط؛ بل امتد ذلك إلى أكثر من 365 يوماً، ومازالت الطائرات الصهيونية تنشر الدمار والقتل في الشمال والجنوب. لقد كان حجم الرعب الذي عاشته إسرائيل بقيادة النتن ياهو، كبيراً إلى الدرجة التي تجعل الحرب مستمرة حتى كتابة هذه السطور.

لا يبدو أن إسرائيل قد وجدت الأمن الذي تبحث عنه من خلال هذه الحرب، والسبب واضح وبسيط، وهو أن هذه الحرب قد أوغلت الصدور ضد هذا الكيان السرطاني عند جيرانه.

يقول أحد الصهاينة الذين تم إجلاؤهم من القرى المتاخمة لغزة، ويسكن الآن في فندق على ضفاف البحر الميت لأكثر من سنة: “حان الوقت لطيّ هذا العَلَم إلى الأبد، والعودة إلى النرويج مرة أخرى”.

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: من أکتوبر أکثر من

إقرأ أيضاً:

ما الفظائع التي يجب أن ترتكبها إسرائيل ليخرج قادتنا عن صمتهم؟

ترجمة - أحمد شافعي -

تأملوا هذين العالمين المتوازيين، عالم في غزة، حيث المشهد عبارة عن أسوأ الأعمال الوحشية المقترفة في القرن الحادي والعشرين في ظل الهياج الإبادي الإسرائيلي الذي يذكرنا مرة أخرى بفساد طبيعة جنسنا البشري. وفقا لبحث أجرته منظمة أوكسفام، لقي من النساء والأطفال مصرعهم على أيدي الجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي عدد يفوق نظيره «في أي فترة مساوية من أي صراع آخر خلال العقدين الماضيين».

ومما يزيد المرء ضيقا أن هذه الأرقام متحفظة: فالـ11355 طفلا والـ6297 امرأة المدرجين في قائمة من تعرضوا للقتل العنيف هم فقط الذين تم التعرف عليهم بشكل رسمي. في حين أن كثيرا من الموتى لم يتم تسجيلهم بهذه الطريقة، وليس أقلهم أولئك الآلاف المدفونون تحت الأنقاض، فهم مدرجون في قوائم المفقودين، وهناك من أحرقتهم الصواريخ الإسرائيلية فلم يخلفوا وراءهم أثرا. فضلا عن أن تدمير الإسرائيليين للمستشفيات أضاع نظام الإبلاغ عن الوفيات. وبرغم هذه التحذيرات، في فترة لا تتجاوز اثني عشر شهرا، تعرض كل أولئك النساء والأطفال للمجازر تفوق ساحات القتال في العراق وسوريا، برغم أن سكان البلدين يفوقون سكان غزة عددا.

ويأتي كشف جديد ليظهر محاولة إسرائيل العمدية لتجويع أهل غزة. ففي الأسبوع الماضي أفادت وكالة التحقيقات الأمريكية بروبابليكا أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ــ وهي إدارة حكومية ــ قدمت تقييما تفصيليا لوزير الخارجية أنطوني بلينكن يخلص إلى إن إسرائيل تتعمد منع وصول الطعام والدواء إلى غزة. ووصفت الوكالة إسرائيل بأنها «تقتل عمال الإغاثة، وتدمر البنية الزراعية، وتقصف سيارات الإسعاف والمستشفيات وتستولي على مستودعات الإمدادات وتمنع مرور الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء».

وفي مثال صارخ بصفة خاصة، تم تخزين طعام على بعد يقل عن ثلاثين ميلا من حدود ميناء إسرائيلي، فكان مما فيه دقيق [طحين] يكفي لإطعام أغلب أهل غزة لمدة خمسة أشهر، وتم منعه عمدا. انتهت وكالة اللاجئين في وزارة الخارجية الأمريكية أيضا إلى أن إسرائيل تتعمد حجب المعونات، وأوصت بأن تستعمل الولايات المتحدة تشريعا يسمح بتجميد شحنات الأسلحة للدول التي تمنع وصول المعونات المدعومة من أمريكا. لكن بلينكن رفض هذه التقييمات، وأجازت حكومة الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 8.7 مليار دولار للدولة التي انتهت وكالات أمريكية إلى أنها تتعمد تجويع أهل غزة.

والآن خذوا أنفسكم إلى عالم آخر، عالم النخبة السياسية البريطانية. إذ اقترح مرشحان لقيادة حزب المحافظين جعل الولاء لإسرائيل سمة أساسية للهوية البريطانية. فأعلن المرشح الأوفر حظا روبرت جينريك، أنه يجب وضع نجمة داود عند كل مدخل إلى بريطانيا لإظهار «أننا نقف مع إسرائيل». أعلنت كيمي بادينوتش أنها مندهشة «من عدد المهاجرين الجدد إلى المملكة المتحدة الذين يكرهون إسرائيل»، مضيفة أن «هذا الشعور ليس له مكان هنا». في الوقت نفسه، بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني ـ الذي لم ترد أخبار عن تسببه في وقوع إصابات إسرائيلية - أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بحماس في خطاب رسمي في داونينج ستريت قائلا «إننا نقف مع إسرائيل»، فهذا الرجل لم يبدِ ولو ذرة ضئيلة من تلك المشاعر تجاه عشرات آلاف العرب الذين ذبحتهم إسرائيل، من فلسطين إلى لبنان. فأي كلمة ترى يمكن أن تصف هذا التباين في الرد غير العنصرية؟

من حسن الطالع أن هذين العالمين ليسا بالعالمين اللذين يسكن فيهما الشعب البريطاني. فثلثا الناخبين الآن يتبنون وجهة نظر غير محابية لإسرائيل، مقارنة بـ17% يحابونها، وهو رقم ضئيل. سبعة من كل عشرة يعتقدون أنه من المحتمل أن تكون إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب (8% فقط يرفضون)، في حين يعتقد 54% أنه يجب إصدار مذكرة اعتقال لبنيامين نتنياهو بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها (ويعترض على ذلك 15%).

ولكن تفاني حكامنا هذا من أجل إسرائيل لم تزعزعه الأعمال الوحشية الرهيبة والرأي العام الذي يزداد نفورا. في عالم منطقي، كان لمناصرة التحالف المخلص مع دولة متورطة في مثل هذه الفوضى القاتلة أن تؤدي إلى استبعاد صاحبها من الحياة العامة مكللا بالعار، ولكنها هي الرأي السائد، والموقف المحترم، أما المعارضون فتتم شيطنتهم واعتبارهم متطرفين ناقمين.

ما الذي يفترض بالضبط أن تفعله إسرائيل ليتزعزع هذا الوضع؟ لقد ارتكبت أسوأ مجزرة للأطفال في عصرنا، برصاص قناصة موجهة لرؤوس الرضع إلى ذبح أسر مذعورة داخل سياراتها، ويتضح الآن أنها تعمدت تجويع شعب كامل. وهي متهمة باغتصاب المعتقلين من الذكور والإناث على السواء، بينما تدين منظمة «أنقذوا الأطفال» جنودا إسرائيليين لانتهاكهم جنسيا أطفالا فلسطينيين في السجون. وقتلت ما لا يقل عن 885 من العاملين في الرعاية الصحية، وتركت نساء يخضعن لولادات قيصرية وأطفالا يخضعون لجراحات بتر دونما تخدير. وجنودها يرمون جثث الفلسطينيين من أسطح البنايات في مشاهد تذكرنا بتنظيم داعش. في الوقت نفسه، يتبارى وزراء وساسة وضباط جيش وجنود وصحفيون إسرائيليون في خطاب قتل وإبادة جماعية مروع.

لو أن دولة معادية للغرب كانت مذنبة بارتكاب فظائع على هذا القدر من البشاعة، لكان هناك إجماع واسع النطاق على أنها واحدة من الجرائم الكبرى في عصرنا. ولكن كما تقول المحامية الفلسطينية ديانا بوتو إن «العالم يقول لنا إنه لا شيء يمكن أن يبرر السابع من أكتوبر، ومع ذلك فإن كل ما فعلته إسرائيل يمكن تبريره بالسابع من أكتوبر». من السهل التركيز على أشد مشجعي أفعال إسرائيل جنونا، ولكن هناك أيضا العديد من المعلقين والشخصيات العامة الذين لزموا الصمت أو أبدوا أسفهم على ما حدث، على الرغم من تورط بلادهم في حمام الدم الذي لا ينتهي هذا، وخاصة من خلال استمرار مبيعات الأسلحة. ويجب أن نتذكر أن أهوال ماضينا أيضا ما كانت لتحدث لولا الصمت.

إنني أتساءل جادا: ما الذي يستوجبه الأمر؟ ما الفظائع التي يمكن أن ترتكبها إسرائيل قبل أن يصبح الدفاع عن تحالفنا معها مسألة عار عام؟ هل ثمة من عتبة أصلا؟ وما الحصاد الرهيب الذي سوف يحصده الغرب بقوله للعالم بشكل سافر إنه لا يقيم وزنا لهذه الأرواح العربية التي محيت من الوجود؟

أوين جونز من كتاب أعمدة الرأي في جارديان

عن صحيفة الجارديان البريطانية

مقالات مشابهة

  • ما هي العراقيل الـ3 التي تمنع إسرائيل من ضرب نووي إيران؟
  • من هو حسن حسيني الذي زعمت إسرائيل اغتياله؟
  • “طوفان الأقصى”.. الطوفان الذي أنهى أحلام الكيان
  • إسرائيل: إحباط هجوم واسع النطاق من حماس في ذكرى السابع من أكتوبر
  • حماس: السابع من أكتوبر محطة تاريخية بمواجهة مخططات “إسرائيل” لتصفية قضيتنا
  • الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر: خالد مشعل يتحدث عن فشل إسرائيل
  • إسرائيل تكشف عدد عمليات الإطلاق التي حاولت استهدافها على مدار عام من الحرب
  • هكذا تُحيي إسرائيل ذكرى هجوم السابع من أكتوبر
  • جيش الاحتلال ينشر حصيلة الصواريخ التي ضربت إسرائيل منذ «7 أكتوبر»
  • ما الفظائع التي يجب أن ترتكبها إسرائيل ليخرج قادتنا عن صمتهم؟