الثورة نت:
2025-03-04@20:33:41 GMT

لبنان الكرامة وضريبة المقاومة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

 

 

الحديث عن المقاومة الإسلامية اللبنانية المتمثلة في حزب الله ، هو حديث عن بنية متكاملة وأساس متين لحزب عريق تأسس في العام 1982 على يد كوكبة من القادة المجاهدين الأفذاذ الذين حملوا على عاتقهم واجب الجهاد المقدس والمقاومة المشروعة لكيان العدو الإسرائيلي المحتل ، حيث شكل الحزب إضافة نوعية للعمل السياسي والجهادي على الساحتين اللبنانية والعربية ، حيث اعتمد قادته على الأساليب الإدارية الحديثة في الإعداد والبناء والتنظيم والتخطيط ، ولم يتركوا أي شيء للمصادفة، أو بحسب ما يستجد ، ولكنهم عملوا حساب كل شيء .


ولذلك ظل وما يزال حزب الله قويا ومتماسكا وثابتا على الأرض رغم الإستهدافات الصهيونية الممنهجة لقيادته ، والتي وصلت إلى حد استهداف العمود الفقري للحزب وقائده الكبير وأمينه الأمين سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله سيد الشهداء رضوان الله عليه ، ورغم فداحة هذا المصاب ، وما سبقه من عمليات اغتيال للقادة العظماء ؛ والتي تعد بمثابة الضريبة التي يدفعها حزب الله مقابل دعمه وإسناده للقضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب أبناء قطاع غزة والضفة وبقية المدن الفلسطينية في مواجهة آلة القتل والإجرام والتوحش الصهيونية التي ترتكب في حقهم المجازر والمذابح الوحشية على مدى عام كامل ؛ إلا أن حزب الله تجاوز هذه المحنة وهذه المرحلة الخطيرة وتداعياتها ، بقوة إيمان وثبات وتوكل على الله ، بعد أن راهن العدو على إنهياره ، وروج ومعه أبواب الشقاق والنفاق، والعمالة والإرتزاق لإنشقاقات مزعومة ، وهروب للمقاتلين ، و تسليم للأسلحة ، وإعلان للإستسلام حد زعمهم ، ولكن العدو وزبانيته صعقوا وهم يتعرضون للبأس الشديد الذي عليه عناصر حزب الله ، من خلال المواجهات المباشرة في المناطق الحدودية، وإستمرار الضربات الصاروخية والمدفعية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بوتيرة عالية.
وأمام هذا التنكيل الذي يمارسه المجاهدون في جنوب لبنان يواصل كيان العدو الصهيوني عربدته وإجرامه في حق المدنيين الأبرياء ، ويتعمد تدمير البنية التحتية، وتهجير الأهالي من منازلهم بذرائع وحجج كاذبة ، ظنا منه بأن ذلك سيسهل عليه عملية الإجتياح البري الذي قوبل بمقاومة باسلة ، وجهت لجنوده ضربات حيدرية مخلفة المئات بين قتيل وجريح بالإضافة إلى إعطاب عدد من الآليات والمعدات العسكرية الصهيونية ، مما دفع بهم إلى التراجع للوراء ، بغية دراسة الموقف من جديد ، بعد أن وجد جنودهم أنفسهم في مرمى نيران أبطال حزب الله .
بشائر إخفاق الاجتياح الصهيوني البري المحدود للمناطق الحدودية اللبنانية ، جاء بالتزامن مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي الصهيوني على مناطق الحدود اللبنانية وجنوب لبنان ، من أجل التغطية على الفشل الميداني لما يسمى بقوات النخبة في جيش هذا الكيان ، التي وجدت نفسها صيدا سهلا للمجاهدين ، بعد أن ظنت أنها حسمت المعركة لصالحها ، وأن عمليات الاجتياح ستكون سهلة جدا ، بناء على تقديرات غرف العمليات والأجهزة الاستخباراتية الصهيونية ، التي وضعت قواتها في مأزق ، بعد أن اتضح زيف وكذب تلكم التسريبات والمعلومات التي حملها لهم الجواسيس والخونة بانهيار صفوف المقاومة اللبنانية عقب استشهاد أمينها العام ، وإذا بها تواجه ذات الرجال الأفذاذ ، الذين واجهتهم في حرب 2006.
إنها لبنان المقاومة ، إنها لبنان العزة والكرامة ، إنها لبنان سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله، إنها لبنان حزب الله ، إنها لبنان الشموخ والإباء ، والتضحية والفداء ، لبنان العصية على الصهاينة الأرجاس وكل الأعداء ، لبنان الحاضرة بمقاومتها دعما وإسنادا لغزة ومجاهديها ، ونصرة لفلسطين وأهلها ، وهم يخوضون معركة الحرية والكرامة ضد كيان العدو الصهيوني ، منذ السابع من أكتوبر 2023وحتى اليوم ، لبنان التي ضربت أروع الأمثلة في تضحيتها وجهادها على طريق القدس .
بالمختصر المفيد، لبنان المقاومة هي فخر كل الأحرار الشرفاء في العالم ، لها ترفع القبعات تقديرا وإجلالا ، بما قدمته من قرابين على طرق القدس دعما وإسنادا لغزة في معركة الحرية التي تخوضها مقاومتها الباسلة ضد الغدة السرطانية الإسرائيلية ، ولا يمكن لمقاومة قائدها وقدوتها السيد المجاهد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه ، أن تخنع أو تخضع أو تتضعضع أو تتراجع عن مبادئها ومسارها الجهادي مهما بلغت التضحيات ، حزب الله باق على العهد والوعد ، وفاء لدم السيد حسن نصر الله ورفاقه الشهداء العظماء ، ووفاء لفلسطين والقدس وللمستضعفين في المنطقة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

من يعتقدون بأنَّ المقاومة انتهت بسقوط دمشق بأيدي تتار العصر، وبمقتل عدد من قادتها، وتدمير كبير لبنيتها، فهم بلا شك فقراء في اللغة العربية؛ حيث لا يمتلكون منها سوى مفردات البؤس والفجيعة في التوصيف، وهم بلا شك فقراء في لغة الإعلام ولغة الصورة، والنظرة السطحية للأمور لإخفاء الحقيقة الكاملة، ولسكب الهزيمة في عقل الخصم والمتلقي، وهم بلا شك فقراء في الزاد التاريخي؛ حيث حرموا من التطواف والتجوال في التاريخ للوقوف على العبر والأحداث المشابهة، وهم بلا شك فقراء من الزاد الإيماني وأثره، بمشيئة الله وأثرها، والقوة الإيمانية الهائلة لأبناء فصائل المقاومة وأثرها، وهم بلا شك فقراء في معارف علوم ومسلمات أطوار الحياة ودول الأيام، وهم بلا شك ممن يعتقدون بأن التاريخ توقف وتجمد في بطون الكتب ولم يعد يُصنع، وهم بلا شك من ضحايا السرديات الصهيونية بأنَّ الكيان لا يُهزم وأمريكا قضاء وقدر.

حينما تكون المعطيات لديك خاطئة فمن الطبيعي أن تكون استنتاجاتك خاطئة وقناعاتك هشة ومنحرفة عن الحقيقة، والعكس صحيح، لهذا فنحن نعيش في عصر التزييف العميق، وبسط السطحية ونثر الهشاشة وتمكين التفاهة، تمهيدًا للاحتلالات والسيطرات المقبلة من قبل العدو على العقول والحقول معًا.

الخبرة التراكمية للمقاومة اليوم في مواجهة العدو وصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا وبمرتبة تكافؤ الردع والخسائر والوجع، والعدد النوعي والكمي للمقاومة اليوم بمرتبة فخر للأمة بشقها المقاوم، وبمرتبة رعب وقلق للصهاينة والمتصهينين.

والعقيدة القتالية لفصائل المقاومة، واتساع نطاق ثقافتها العابرة للأجيال والحدود هو ما يُرعب العدو حقيقة ويقض مضاجعه ويقلل من منسوب عمره وزمن احتلاله.

فصائل المقاومة اليوم تجاوزت العقود الأربعة من عمرها، وهو عمر الحكمة والرشد والتكليف بعظائم الأمور، وبالنتيجة فلا قلق عليها من فقد رمز هنا أو قائد هناك، ولا بفقد منشآت أو عتاد أو كوادر، فهذه جميعها من مسلمات الحروب.

تصعيد المقاومة لعملياتها ومواجهاتها للعدو، وتعدد تلك المواجهات ونوعيتها جعل الفخر التراكمي بالانتصارات يتعاظم يوماً بعد يوم؛ بل وجعل حضور المقاومة وثقافتها تزاحم ثقافات التفاهة والترفيه الماجن وتلغيها؛ بل وجعل النظام الرسمي العربي يُعيد حساباته بصمت، ويتيقن بأن المقاومة خياره الأوحد والصريح للبقاء على قيد الحياة، وأن فلسطين هي الخندق الأول للدفاع عن الأمن القومي العربي.

نتائج هكذا حروب ومواجهات مفصلية في التاريخ لا تظهر فوريًا، بل تظهر مؤشراتها أولًا ثم تتبعها النتائج الطبيعية على الأرض، لهذا نقول ونكرر بأن العدو انتصر تكتيكيًا، عبر التدمير والاغتيالات ولغة الصورة السطحية المؤثرة على المتلقي، ولكن المقاومة انتصرت استراتيجيًا عبر توازن الرعب والردع والخسائر، وانتصارات المقاومة ستجعل الكيان يراجع ذاته في كل شيء ويسأل كل فرد في الكيان سؤال بعد ملحمة طوفان الأقصى "كيف وصلنا إلى هنا"!؟ فخسائر كيان دولة لا تقاس بخسائر فصائل، ومنسوب خسائر العدو لا يقاس بسقف المقاومة المفتوح لتلقي الخسائر ثمنًا للكرامة والعزة والشرف والكبرياء. والمنتصر لا يفاوض لوقف إطلاق النَّار وتبادل الأسرى؛ بل يُملي شروطه على الآخر، وهزيمة العدو تأتي عبر خيارين، هزيمة العدو وسحق قدراته القتالية، أو منعه من تحقيق أهدافه من الحرب، والمقاومة حققت جزءًا مهماً من الأول، وكل الجزء الثاني.

قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ، يقرأ المستقبل.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عن وضع الليرة اللبنانية.. هذا ما كشفه حاكم مصرف لبنان بالإنابة
  • السعودية ولبنان تدعوان لانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان
  • الرئيس عون من الرياض: فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية
  • توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • عزالدين: المقاومة حاضرة وجاهزة
  • بيان لـ سياسي أنصار الله بشأن غزة