عين ليبيا:
2025-03-31@14:21:31 GMT

البطاقة الانتخابية.. مزايا وعيوب

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

بطاقة الناخب هي وثيقة رسمية تصدرها السلطات أو مفوضية الانتخابات في  الدولة للمواطنين الذين بلغوا سن 18 عامًا، ويستعملها الناخب أثناء العملية الانتخابية للتصويت في الدائرة المُقيم فيها، وتتضمن معلومات عن حاملها أهمها: الاسم، وتاريخ الميلاد، وتاريخ صدورها ونفاذها، ورقم واسم المركز الانتخابي خلال  عملية التصويت، وبعض البطاقات تتضمن صورة حاملها وتوقيعه وبصمة إبهامه.

لعل من أحدث البطاقات الانتخابية ما يُعرف بــ”البطاقة البايومترية” التي استخدمتها العراق عام 2021، وما يُميزها عن سابقاتها وجود البصمات الثلاثية والبيانات النصية والحيوية وصورة للوجه، وتشير الأبحاث إلى أن حوالي 25%   من بلدان العالم اليوم تستخدم هذا النوع لتحديد هوية الناخبين (راجع: الجزيرة، 2021)، أما في ليبيا فقد قامت المفوضية في عملية الانتخابات التي كان من المفترض عقدها في 24 ديسمبر2021، باستخدام البطاقات الإلكترونية التي لا تحتوي على صور ولا بصمات، طبعت منها أكثر من 2.8 مليون بطاقة وزعتها على 1906 مركز انتخابي.

المزايا

لعل من أهم مزايا بطاقات هوية الناخبين:

اعتبارها آلية لتحديد الهوية والإقرار بأن الناخب مُسجل حسب الإجراءات المحددة. تُسهل عملية التصويت وخصوصا في الدوائرالتي قد لا يكون فيها الناخب معروفًا. اعتبارها محاولة لمنع التصويت المتعدد. إعطاء الناخب شعورًا بالفخر وخصوصا في حالة مشاركته في العملية الانتخابية لأول مرة (راجع: ادج وورت ولانسل، 1995).

العيوب

إلى جانب مزايا استخدام بطاقات هوية الناخبين، هناك العديد من العيوب والمخاطر لعل من أهمها:

التكلفة، بمعنى أن إنتاج البطاقات مكلفًا، وخصوصا إذا صمم لاستخدامها لمرة واحدة فقط، كما هو الحال في الانتخابات الليبية في السنوات الأخيرة. يمكن استخدامها لإعاقة مشاركة الفقراء والمعاقين والفئات المهمشة الأخرى. يمكن اعتبارها محاولة لوضع الحواجز أمام الراغبين في المشاركة. عدم وجود نظام بديل في حالة تعرض البطاقة للضياع أو السرقة. غياب الهياكل الإدارية الكفؤ والمدربة لإنتاج البطاقات والمحافظة على سرية المعلومات التي تحتويها. غياب نظام موثوق به لدى السلطة الانتخابية لتسليم البطاقات. التوزيع السيئ للبطاقات يؤدي إلى استبعاد العديد من المواطنين من المشاركة. تحديد المشاركة للذين استلموا بطاقاتهم فقط يعني أن من لا يستلم بطاقته لن يستطيع الإدلاء بصوته حتى وإن كان مسجلا في المنظومة، وهذا إجراء لا داعي ولا معنى له، فعلى سبيل المثال، من بين الـ2.8 مليون بطاقة التي قامت المفوضية في ليبيا بطباعتها وتوزيعها على 1906 مركز انتخابي، تم تسليم 2.5 مليون بطاقة فقط، هذا يعني أن هناك 300 ألف مواطن لم يستلموا بطاقاتهم، وبالتالي سيتم حرمانهم من المشاركة في التصويت حتى لو قرروا ذلك وبغض النظر عن   الأسباب التي جعلتهم لم يستلموا بطاقاتهم! في المرحلة التي تحاول فيها أغلب الدول الديمقراطية التخلص من الحواجز الكثيرة التي تقوض العملية الانتخابية، يمكن اعتبار بطاقة الناخب محاولة لإضافة عائق آخر أمام مشاركة المواطنين في هذه العملية. هذه البطاقة يمكن أن تُسهل عملية بيع وشراء الأصوات، والتي غرضها الأساسي حجب البطاقات المُشتراة من المشاركة في العملية الانتخابية وتقليل نسبة المشاركة، حيث يقوم بعض المترشحين إما بشراء البطاقات الانتخابية التي يعتقد أنها لن تصوت له حتى لا تذهب لخصمه، أو شرائها وأخذها من أصحابها ثم إعادتها لهم يوم الاقتراع للتأكد من أنهم سيصوتون له.

متطلبات النجاح

يجب وضع هيكل إداري قادر وكفء لإنتاج البطاقات واستخدامها. يجب أن يكون هناك نظام سهل وسريع لاستبدال البطاقات الضائعة. يجب أن يكون هناك نظام موثوق به لتسليم هذه البطاقات حتى لا يستبعد أحد. يجب أن يكون هناك إجراءات عقابية قاسية لمن يحاول الضغط على الناخب. يجب منع إدخال أي أدوات إلكترونية لمراكز الاقتراع لضمان عدم تصوير عملية التصويت. يجب اعتبار تصوير بطاقة الانتخاب جريمة يعاقب عليها القانون. يجب حرمان أي مرشح يثبت تورطه في عملية شراء البطاقات من المشاركة في أي انتخابات قادمة. يجب القيام بإجراءات لضمان عدم استخدام البطاقة إلا من قبل أصحابها. يجب توعية المواطنين بأهمية البطاقات الانتخابية وكيفية استخدامها.

الخلاصة

في اعتقادي المتواضع، لكي تتم العملية الانتخابية في أجواء تتسم بالمشاركة والانفتاح والنزاهة والشفافية، يجب أن تتاح الفرصة لجميع المواطنين في المشاركة في العملية الانتخابية، كما هو سائد في أغلب الدول الديمقراطية المتقدمة.

وإذا كان لا بد من استخدام هذه البطاقات، فيجب ألا تقتصر المشاركة على الذين استلموا بطاقاتهم فقط، لأن ذلك يعني أن من لا يستلم بطاقته لن يستطيع الإدلاء بصوته حتى وإن كان مسجلا في المنظومة، وهذا إجراء لا داعي ولا معنى له، فعلى سبيل المثال، من بين الـ2.8 مليون بطاقة التي قامت المفوضية في ليبيا بطباعتها وتوزيعها تم تسليم 2.5 مليون بطاقة فقط، هذا يعني أن هناك 300 ألف مواطن لم يستلموا بطاقاتهم، وبالتالي سيتم حرمانهم من المشاركة في التصويت حتى لو قرروا ذلك ودون مراعات للأسباب التي جعلتهم لم يستلموا بطاقاتهم!

وعليه حتى لا يتم استخدام هذه البطاقات لتثبيط (لإعاقة) مشاركة الفقراء والمعاقين والفئات المهمشة الأخرى، وحتى لا تستخدمها النخب السياسية للسيطرة على المشهد السياسي، لا بد على المسؤولين في الدولة من ‘يجاد نظام بديل لمشاركة كل المواطنين وخصوصاً الذين لم يستلموا بطاقاتهم أو الذين تعرضت بطاقاتهم للضياع أو السرقة، ولعل من أبسط الأنظمة البديلة لحل هذا الإشكال هو تشجيع كل المواطنين للمشاركة في العملية الانتخابية، وتذكيرهم بأن كل ما هو مطلوب منهم: (أ) وثيقة إثبات شخصية بها صورة، (ب) الرقم الوطني، و(جـ) شهادة تثبت الإقامة في الدائرة التي يرغب التصويت فيها.

ادعو الله أن تكون العمليات الانتخابية القادمة مفتوحة وسهلة وناجحة،

وأن تتاح الفرصة لكل مواطن مؤهل أن يختار من يعتقد أنه

الأجدر والأنسب لقيادة المرحة القادمة في الدائرة الانتخابية التي يقيم بها.

أخيرا لا تنسوا، يا أحباب إن هذا مجرد رأي اعتقد أنه صواب، فمن أتى برأي أحسن منه قبلناه،

ومن أتى برأي يختلف عنه احترمناه.

والله المســتعـان.

=======

المراجع

الجزيرة, 10 ابريل 2021, “أيام على الانتخابات العراقية.. ما أهمية البطاقة البايومترية في منع تزوير أصوات الناخبين؟”   https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/10/4

حمزة مصطفي, 18 مارس 2014, “بطاقة الناخب الإلكترونية .. بين المزادين المالي والسياسي.” الشرق الاوسط:     https://aawsat.com/home/article/57996

Linda Edgeworth and Scott Lansell, Pre-Election Technical Assessment: Republic of  Bangladesh (Washington: IFES, 1995), 40.  https://aceproject.org/main/english/vr/vra06d.htm

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: فی العملیة الانتخابیة من المشارکة فی ملیون بطاقة یعنی أن حتى لا یجب أن

إقرأ أيضاً:

وزير الإنتاج الحربي: حريصون على الاستثمار في العنصر البشري عصب العملية الإنتاجية

كتب- أحمد السعداوي:

قال المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، إن الصناعة تعد الداعم الأهم للاقتصاد، مضيفًا أن الفترة المقبلة هي بمثابة مرحلة دقيقة لابد فيها من استكمال مسيرة الإنتاج والبناء والتنمية.

جاء ذلك خلال لقاء الوزير، اليوم السبت، العاملين بالوزارة والهيئة القومية للإنتاج الحربي.

وحرص الوزير محمد صلاح، خلال اللقاء، على التوجه بخالص التهنئة لجميع العاملين بالإنتاج الحربي بمناسبة حلول عيد الفطر، معربًا عن تمنياته بأن يحُل عليهم وعلى أُسرهم بموفور الصحة والسعادة، وعلى مصرنا الغالية بالأمن والازدهار والاستقرار، مضيفًا أن هذه المناسبة المباركة ترسخ في النفوس قيم العمل الجاد والاجتهاد، وتمثل دافعًا للجميع بمواصلة البذل والعطاء في سبيل تعزيز دور وزارة الإنتاج الحربي في تلبية مطالب قواتنا المسلحة الباسلة من مختلف منتجات الشركات التابعة (من ذخائر وأسلحة ومعدات وأنظمة إلكترونية متطورة) والتي تسهم في حفظ أمن مصر وأمان شعبها العظيم، إلى جانب مواصلة الجهد الدؤوب لتعظيم الدور الحيوي لشركات ووحدات الإنتاج الحربي كإحدى أهم الأذرع الصناعية بالدولة، والتي تُسهم في تعزيز مساعي التقدم والتنمية بالدولة، من خلال تصنيع منتجات مدنية بجودة عالية وأسعار تنافسية، إلى جانب المشاركة في تنفيذ العديد من المشروعات القومية التي تعود بالنفع على المواطنين.

وأكد وزير الدولة للإنتاج الحربي تقديره جهود العاملين بالوزارة والهيئة والشركات والوحدات التابعة خلال الفترة الماضية، والتي أسهمت في تنفيذ رؤية وأهداف الوزارة المنشودة لتطوير قطاع الإنتاج الحربي وتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، معربًا عن تطلعه لتحقيق المزيد من النجاحات خلال الفترة المقبلة.

وحرص الوزير على تشجيع جميع العاملين للعمل دومًا بروح الفريق الواحد، مشددًا على إيمانه بأهمية دور العنصر البشري من أبناء الإنتاج الحربي المخلصين الذين يمثلون عصب العملية الإنتاجية وهو ما يدفع الوزارة بشكل دائم للاستثمار فيهم وتنمية مهاراتهم وتدريبهم على أحدث تكنولوجيات التصنيع، مشيرًا إلى أن الوزارة نجحت خلال الفترة الأخيرة في تطبيق إجراءات الحوكمة لتنظيم العمل وترشيد المصروفات والاستفادة المثلى للموارد المتاحة؛ سواء تكنولوجية أو بشرية أو بنية تحتية، داعياً كل العاملين إلى الإقبال على مشاركة أفكارهم ومقترحاتهم الخاصة بتطوير العملية الإنتاجية وتحسين بيئة العمل بمختلف الكيانات التابعة.

اقرأ أيضًا:

اليوم.. البحوث الفلكية تستطلع رؤية هلال شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك

أمطار ورياح مثيرة للأتربة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

5 أشياء تجنبها للحفاظ على ضغط الدم.. تعرف عليها

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

محمد صلاح الدين مصطفى وزير الإنتاج الحربي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزير الإنتاج الحربي يتفقد خطوط الإنتاج ومراحل التصنيع بشركة أبو زعبل للصناعات أخبار وزير الإنتاج الحربي: "أبو زعبل للصناعات الهندسية" رائدة صناعة الصلب في أخبار زيارة مفاجئة لوزير الإنتاج الحربي إلى شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية أخبار وزير الإنتاج الحربي من معرض الدفاع الدولي بالإمارات: نسعى لبناء شراكات أخبار

إعلان

هَلَّ هِلاَلُهُ

المزيد دراما و تليفزيون استفتاء مصراوي 2025.. منافسة قوية بين علي البيلي وكريم الحرز على "أفضل طفل" جنة الصائم دعاء ليلة القدر مكتوب 29 رمضان.. أفضل الأدعية الواردة في آخر الليالي الوترية دراما و تليفزيون يشارك بمسلسلين في رمضان 2025.. من هو ضيف مقلب رامز جلال؟ جنة الصائم آخر وقت لزكاة الفطر.. خطيب المسجد النبوي يكشف عن اختلاف فقهي بين الإفتاء دراما و تليفزيون محمد فراج لـ"مصراوي": "منتهي الصلاحية" حدوتة وقضية.. وهناك أعمال تغير قوانين

إعلان

أخبار

وزير الإنتاج الحربي: حريصون على الاستثمار في العنصر البشري عصب العملية الإنتاجية

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك اختَر الأفضل في دراما رمضان 2025.. شارك في استفتاء "مصراوي" الآن 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • «أدنوك للمحترفين» يحتل المركز 52 عالمياً في «البطاقات الملونة»!
  • قوافل الأحوال المدنية المتنقلة تستخرج 4 آلاف بطاقة
  • العكاري: 135 ألف نقطة بيع و4.5 مليون بطاقة في ليبيا
  • الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق العملية البرية في رفح
  • بطلة واقعة البطاقة “البيضاء” في ملاعب كرة القدم تستعد لكتابة تاريخ جديد
  • أسوشيتد برس: العملية الأميركية ضد الحوثيين في عهد ترمب أكثر شمولا
  • مع دخول العيد.. خبير يحذر: لا تقعوا في فخ ديون البطاقات الائتمانية
  • أمين تنظيم حماة وطن: مستعدون للاستحقاقات الانتخابية النيابية القادمة وسعداء بتدشين أحزاب جديدة
  • وزير الإنتاج الحربي: حريصون على الاستثمار في العنصر البشري عصب العملية الإنتاجية
  • إجراءات بعد عودة عون إلى لبنان.. وسلام يطلب التحقيق في العملية اللامسؤولة