عين ليبيا:
2024-10-08@23:20:10 GMT

البطاقة الانتخابية.. مزايا وعيوب

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

بطاقة الناخب هي وثيقة رسمية تصدرها السلطات أو مفوضية الانتخابات في  الدولة للمواطنين الذين بلغوا سن 18 عامًا، ويستعملها الناخب أثناء العملية الانتخابية للتصويت في الدائرة المُقيم فيها، وتتضمن معلومات عن حاملها أهمها: الاسم، وتاريخ الميلاد، وتاريخ صدورها ونفاذها، ورقم واسم المركز الانتخابي خلال  عملية التصويت، وبعض البطاقات تتضمن صورة حاملها وتوقيعه وبصمة إبهامه.

لعل من أحدث البطاقات الانتخابية ما يُعرف بــ”البطاقة البايومترية” التي استخدمتها العراق عام 2021، وما يُميزها عن سابقاتها وجود البصمات الثلاثية والبيانات النصية والحيوية وصورة للوجه، وتشير الأبحاث إلى أن حوالي 25%   من بلدان العالم اليوم تستخدم هذا النوع لتحديد هوية الناخبين (راجع: الجزيرة، 2021)، أما في ليبيا فقد قامت المفوضية في عملية الانتخابات التي كان من المفترض عقدها في 24 ديسمبر2021، باستخدام البطاقات الإلكترونية التي لا تحتوي على صور ولا بصمات، طبعت منها أكثر من 2.8 مليون بطاقة وزعتها على 1906 مركز انتخابي.

المزايا

لعل من أهم مزايا بطاقات هوية الناخبين:

اعتبارها آلية لتحديد الهوية والإقرار بأن الناخب مُسجل حسب الإجراءات المحددة. تُسهل عملية التصويت وخصوصا في الدوائرالتي قد لا يكون فيها الناخب معروفًا. اعتبارها محاولة لمنع التصويت المتعدد. إعطاء الناخب شعورًا بالفخر وخصوصا في حالة مشاركته في العملية الانتخابية لأول مرة (راجع: ادج وورت ولانسل، 1995).

العيوب

إلى جانب مزايا استخدام بطاقات هوية الناخبين، هناك العديد من العيوب والمخاطر لعل من أهمها:

التكلفة، بمعنى أن إنتاج البطاقات مكلفًا، وخصوصا إذا صمم لاستخدامها لمرة واحدة فقط، كما هو الحال في الانتخابات الليبية في السنوات الأخيرة. يمكن استخدامها لإعاقة مشاركة الفقراء والمعاقين والفئات المهمشة الأخرى. يمكن اعتبارها محاولة لوضع الحواجز أمام الراغبين في المشاركة. عدم وجود نظام بديل في حالة تعرض البطاقة للضياع أو السرقة. غياب الهياكل الإدارية الكفؤ والمدربة لإنتاج البطاقات والمحافظة على سرية المعلومات التي تحتويها. غياب نظام موثوق به لدى السلطة الانتخابية لتسليم البطاقات. التوزيع السيئ للبطاقات يؤدي إلى استبعاد العديد من المواطنين من المشاركة. تحديد المشاركة للذين استلموا بطاقاتهم فقط يعني أن من لا يستلم بطاقته لن يستطيع الإدلاء بصوته حتى وإن كان مسجلا في المنظومة، وهذا إجراء لا داعي ولا معنى له، فعلى سبيل المثال، من بين الـ2.8 مليون بطاقة التي قامت المفوضية في ليبيا بطباعتها وتوزيعها على 1906 مركز انتخابي، تم تسليم 2.5 مليون بطاقة فقط، هذا يعني أن هناك 300 ألف مواطن لم يستلموا بطاقاتهم، وبالتالي سيتم حرمانهم من المشاركة في التصويت حتى لو قرروا ذلك وبغض النظر عن   الأسباب التي جعلتهم لم يستلموا بطاقاتهم! في المرحلة التي تحاول فيها أغلب الدول الديمقراطية التخلص من الحواجز الكثيرة التي تقوض العملية الانتخابية، يمكن اعتبار بطاقة الناخب محاولة لإضافة عائق آخر أمام مشاركة المواطنين في هذه العملية. هذه البطاقة يمكن أن تُسهل عملية بيع وشراء الأصوات، والتي غرضها الأساسي حجب البطاقات المُشتراة من المشاركة في العملية الانتخابية وتقليل نسبة المشاركة، حيث يقوم بعض المترشحين إما بشراء البطاقات الانتخابية التي يعتقد أنها لن تصوت له حتى لا تذهب لخصمه، أو شرائها وأخذها من أصحابها ثم إعادتها لهم يوم الاقتراع للتأكد من أنهم سيصوتون له.

متطلبات النجاح

يجب وضع هيكل إداري قادر وكفء لإنتاج البطاقات واستخدامها. يجب أن يكون هناك نظام سهل وسريع لاستبدال البطاقات الضائعة. يجب أن يكون هناك نظام موثوق به لتسليم هذه البطاقات حتى لا يستبعد أحد. يجب أن يكون هناك إجراءات عقابية قاسية لمن يحاول الضغط على الناخب. يجب منع إدخال أي أدوات إلكترونية لمراكز الاقتراع لضمان عدم تصوير عملية التصويت. يجب اعتبار تصوير بطاقة الانتخاب جريمة يعاقب عليها القانون. يجب حرمان أي مرشح يثبت تورطه في عملية شراء البطاقات من المشاركة في أي انتخابات قادمة. يجب القيام بإجراءات لضمان عدم استخدام البطاقة إلا من قبل أصحابها. يجب توعية المواطنين بأهمية البطاقات الانتخابية وكيفية استخدامها.

الخلاصة

في اعتقادي المتواضع، لكي تتم العملية الانتخابية في أجواء تتسم بالمشاركة والانفتاح والنزاهة والشفافية، يجب أن تتاح الفرصة لجميع المواطنين في المشاركة في العملية الانتخابية، كما هو سائد في أغلب الدول الديمقراطية المتقدمة.

وإذا كان لا بد من استخدام هذه البطاقات، فيجب ألا تقتصر المشاركة على الذين استلموا بطاقاتهم فقط، لأن ذلك يعني أن من لا يستلم بطاقته لن يستطيع الإدلاء بصوته حتى وإن كان مسجلا في المنظومة، وهذا إجراء لا داعي ولا معنى له، فعلى سبيل المثال، من بين الـ2.8 مليون بطاقة التي قامت المفوضية في ليبيا بطباعتها وتوزيعها تم تسليم 2.5 مليون بطاقة فقط، هذا يعني أن هناك 300 ألف مواطن لم يستلموا بطاقاتهم، وبالتالي سيتم حرمانهم من المشاركة في التصويت حتى لو قرروا ذلك ودون مراعات للأسباب التي جعلتهم لم يستلموا بطاقاتهم!

وعليه حتى لا يتم استخدام هذه البطاقات لتثبيط (لإعاقة) مشاركة الفقراء والمعاقين والفئات المهمشة الأخرى، وحتى لا تستخدمها النخب السياسية للسيطرة على المشهد السياسي، لا بد على المسؤولين في الدولة من ‘يجاد نظام بديل لمشاركة كل المواطنين وخصوصاً الذين لم يستلموا بطاقاتهم أو الذين تعرضت بطاقاتهم للضياع أو السرقة، ولعل من أبسط الأنظمة البديلة لحل هذا الإشكال هو تشجيع كل المواطنين للمشاركة في العملية الانتخابية، وتذكيرهم بأن كل ما هو مطلوب منهم: (أ) وثيقة إثبات شخصية بها صورة، (ب) الرقم الوطني، و(جـ) شهادة تثبت الإقامة في الدائرة التي يرغب التصويت فيها.

ادعو الله أن تكون العمليات الانتخابية القادمة مفتوحة وسهلة وناجحة،

وأن تتاح الفرصة لكل مواطن مؤهل أن يختار من يعتقد أنه

الأجدر والأنسب لقيادة المرحة القادمة في الدائرة الانتخابية التي يقيم بها.

أخيرا لا تنسوا، يا أحباب إن هذا مجرد رأي اعتقد أنه صواب، فمن أتى برأي أحسن منه قبلناه،

ومن أتى برأي يختلف عنه احترمناه.

والله المســتعـان.

=======

المراجع

الجزيرة, 10 ابريل 2021, “أيام على الانتخابات العراقية.. ما أهمية البطاقة البايومترية في منع تزوير أصوات الناخبين؟”   https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/10/4

حمزة مصطفي, 18 مارس 2014, “بطاقة الناخب الإلكترونية .. بين المزادين المالي والسياسي.” الشرق الاوسط:     https://aawsat.com/home/article/57996

Linda Edgeworth and Scott Lansell, Pre-Election Technical Assessment: Republic of  Bangladesh (Washington: IFES, 1995), 40.  https://aceproject.org/main/english/vr/vra06d.htm

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: فی العملیة الانتخابیة من المشارکة فی ملیون بطاقة یعنی أن حتى لا یجب أن

إقرأ أيضاً:

3 مزايا رئيسية في المدارس المصرية اليابانية

كشف محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن ثلاث مزايا رئيسية في المدارس المصرية اليابانية. 

جاء ذلك خلال لقاء وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم الإثنين، والسفير أوكا هيروشى سفير اليابان بالقاهرة، والوفد المرافق له. 

وأوضح وزير التربية والتعليم أن المدارس المصرية اليابانية تحمل ثلاث ميزات رئيسية، هي: أن جوهر التعليم الياباني يكمن في الشخصية المتكاملة للطفل. 

وأضاف وزير التربية والتعليم أن الميزة الثانية هي تنمية القدرات الدراسية للطلاب وتنمية الأخلاق من أجل تنشئة أجيال تلتزم بالقواعد والقوانين. 

وتابع وزير التربية والتعليم أن المدارس المصرية اليابانية تحترم مشاعر الآخرين كما أن صيغة التعلم الجماعي تُنمى مهارات التواصل مع الآخرين.

التوسع في المدارس المصرية اليابانية 

ونوه وزير التربية والتعليم بأن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا بالمدارس المصرية اليابانية، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على تنفيذ التوجيهات الرئاسية بالتوسع في إنشاء هذه النوعية من المدارس. 

وأكد وزير التربية والتعليم العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر واليابان في مجال التعليم، إذ أن اليابان تحتل مكانة رائدة في مجال التعليم، وتسعى الوزارة لتعزيز العلاقات وتبادل الخبرات لتطوير العملية التعليمية في مصر.

وقال أوكا هيروشي، سفير اليابان بالقاهرة، إن التعليم فى مصر يسير بخطوات منهجية ومميزة، مشيرًا إلى تقدم طلاب المرحلة الابتدائية في المدارس المصرية اليابانية بصورة رائعة فى اكتساب المهارات. 

ونوه السفير الياباني بأن ذلك يؤكد على الجهد المبذول من الجانبين المصرى والياباني، فضلًا عن المردود الطيب لأولياء الأمور نتيجة نجاح هذه المدارس وما لمسوه من تغير إيجابي في سلوك أبنائهم الطلاب.

ولفت السفير الياباني إلى تحسين الإدارة المدرسية بالمدارس المصرية اليابانية، مؤكدًا اعتزاز اليابان بتجربة المدارس المصرية اليابانية والعمل على زيادة أعدادها في المستقبل.

ونوه السفير الياباني عن سعادته بأن العلاقات المصرية اليابانية تعد نموذجًا يحتذى به في كل المجالات، معربا عن حرص بلاده على تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر في جميع المجالات، خاصة في مجال التعليم. 

وأشاد السفير الياباني بالإنجازات في مجال التعليم قبل الجامعي، وجهود محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، في تطوير العملية التعليمية في مصر، مؤكدًا أن التعليم هو أحد مجالات التعاون ذات الأولوية بين اليابان ومصر.

ورحب السفير الياباني بدعم التعاون المشترك مع مصر، وتبادل الخبرات اليابانية بمجال التعليم وتعزيز الشراكة القوية بين الدولتين، والاستعانة بالخبراء اليابانيين في تقديم الخبرات الفنية المطلوبة، وبناء قدرات المعلمين. 
 

مقالات مشابهة

  • أولى مزايا الذكاء بـ «آبل» تظهر قريباً
  • بطاقة تذكارية لأبطال مصر الحائزين على ميداليات في دورة الألعاب البارالمبية
  • خطوات تفعيل البطاقات التموينية عبر بوابة مصر الرقمية.. اعرفها
  • قبل انتهاء 2024.. خطوات تحديث بطاقات التموين
  • 4 مزايا يتمناها عُشاق آي فون في 2025
  • بيتكوفيتش يتصدر قائمة الأعلى أجراً في إفريقيا.. هذا راتبه!
  • بيتكوفيتش الأعلى أجرا بين المدربين في إفريقيا.. هذا راتبه !
  • 3 مزايا رئيسية في المدارس المصرية اليابانية
  • هل يجوز إخراج جزء من زكاة المال لطلاب مدرسة أو لمن يحفظ القرآن في المسجد؟