الدعاء سلاح المؤمن وقوة للثبات في مواجهة الصعاب
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
الدعاء سلاح المؤمن وقوة للثبات في مواجهة الصعاب، الدعاء هو ذلك السلاح الخفي الذي يمتلكه كل مسلم لمواجهة تحديات الحياة، وهو وسيلة للتواصل المباشر مع الله حيث يجد العبد في الدعاء ملجأً يلجأ إليه حين تشتد عليه الأمور ويواجهه المصاعب.
الدعاء هو إظهار الضعف أمام الله، والاعتراف بحاجتنا إلى رحمته ولطفه وتوفيقه، فهو ليس مجرد طلب لاحتياجات دنيوية فقط، بل هو روح الإيمان وسبيل لإبقاء العلاقة وثيقة بالله.
يمثل الدعاء أهمية كبيرة في حياة المسلم، فهو ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو تعبير عن الثقة واليقين بأن الله يسمع ويرى ويستجيب.
الدعاء سلاح المؤمن وقوة للثبات في مواجهة الصعابقال الله تعالى: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60)، مشيرًا إلى مكانة الدعاء وأهمية اللجوء إليه في كل الأحوال.
الدعاء يفتح أبواب الرحمة والمغفرة ويشعر المسلم بالطمأنينة والسكينة، فهو وسيلة لتفريغ هموم النفس ورفع الكرب.
كيف يكون الدعاء قوة للثبات؟الدعاء يُعدّ وسيلة فعالة لتحقيق الثبات والقوة عند مواجهة الصعاب، حيث يمنح المسلم القوة الداخلية ويعزز من إيمانه بقدرة الله على تحقيق ما يصبو إليه أو دفع الأذى عنه.
عندما يدعو المسلم الله في لحظات الشدة، يستمد منه العون والتوفيق، ويدرك أن الله معه ويستمع لدعائه، مما يجعله أكثر قوة وثباتًا في مواجهة الصعاب.
يوم الجمعة: دعاء وتواصل مع الله نماذج من أدعية الثبات والقوةهناك أدعية كثيرة في السنة النبوية وفي القرآن الكريم يستحب للمسلم أن يدعو بها لطلب الثبات والقوة، منها:
الدعاء سلاح المؤمن وقوة للثبات في مواجهة الصعاباللهم ثبتني على دينك واهدني إلى صراطك المستقيم.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله.
ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
أثر الدعاء في تحقيق الطمأنينة النفسية
عندما يلجأ المسلم إلى الدعاء، يُخلي قلبه من الهموم ويملؤه بالطمأنينة، فقد قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28).
الدعاء يحقق شعورًا بالأمان ويزيل القلق والتوتر، مما يجعل المسلم مطمئنًا وراضيًا في كل الظروف.
يوم الجمعة: دعاء وتواصل مع اللهالدعاء هو سلاح المؤمن، لا يقتصر دوره على طلب الاحتياجات فقط، بل هو عبادة تقوي علاقة المسلم بربه وتمنحه الثبات في مواجهة صعوبات الحياة.
في كل مرة يلجأ فيها المسلم إلى الله بالدعاء، يزداد قوة وطمأنينة، متيقنًا أن الله معه، يسمع دعاءه ويستجيب له، وأنه لن يخذله في أي حال.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دعاء دعاء يوم الجمعة فضل الدعاء فضل الدعاء يوم الجمعة حكم دعاء أبرز دعاء يوم الجمعة
إقرأ أيضاً:
هدي النبوة.. خطيب المسجد النبوي: يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرا
قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه ينبغي بذل الخير والسعي في إسعاد الناس ونفعهم، والتيسير على العباد، ودفع الضرر عنهم، والسعي في إصلاح ذات البين.
هدي النبوةوأضاف“ الثبيتي” خلال خطبة الجمعة الثالثة في جمادي الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، أن ذلك امتثالاً لما حثّ عليه دين الإسلام، وبما جاء في كتاب الله جل وعلا، وهدي نبينا محمد عليه الصلاة والسلام من القول والعمل.
وأوضح أن من هدي النبوة، ومن نور الرسالة الذي يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرًا وهدفًا، ويربط المسلم مجتمعه، ويجعله فاعلاً بينهم، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا) رواه الطبراني.
وأشار إلى أن هذا الحديث، يصحّح نظر المسلم للكون والخلق والحياة، ويقوّم المسار، ويوجه البوصلة، وهو جدير بأن نتأمل حروفه ونتبين مدلوله، ليتدفق في عروق الأفراد والمجتمعات طعم الإسلام، وحلاوة هذا الدين.
يصحّح نظر المسلموتابع: خاصة حين تغلب روح الأنانية والفردية، ويتضخم حب الذات، وتجمد العواطف، وتذبل العلاقات، وينشغل المسلم عن واجبه تجاه أمته، وعن رسالته في حق وطنه، وعن دوره في مجتمعه.
ولفت إلى أن أعظم وسام يناله المسلم؛ أن يكون أحبّ الناس إلى الله، وأعظم تحفيز للمسارعين إلى الله وطالبي رضاه، زرع البسمة على الشفاه، وكشفُ الكربة عن المكروبين، وبذل العون للمحتاج.
وأفاد بأنه بمثل هذه التوجيهات الربانية والنبوية يربّي الإسلام أفراده على العطاء، ويجعل كل واحد منهم نبعًا يفيض بالخير والعطاء، فمن سلك هذا المسلك فإن حياته تتّسع، وصدره ينشرح، وتحلّ عليه البركة.
ونبه إلى أن أبواب النفع ليست محدودة في نطاق محصور، ولا في مجال ضيق، مشيرًا إلى وظيفة النبوة التي جُعلت لنفع الخلق وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور الإسلام، فترك لنا الأنبياء والصالحون أمثلة عظيمة على المشاريع الحياتية التي كرّسوا حياتهم من أجلها.
أبواب النفعونوه بأنه قام كل نبيٍ بدعوة قومه لتوحيد الله، وأرسى معالم ومنارات اهتدى بها الناس من بعدهم، فنبي الله نوح عليه السلام يبني سفينة النجاة لأمته، ونبي الله إبراهيم عليه السلام يلبّي نداء ربه ويمتثل أمره ببناء الكعبة لتكون قبله للتوحيد وللعبادة للأجيال القادمة.
واستطرد: ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ويرسي فيها مكارم الأخلاق وقيم التربية ومحاسن الأمور، ولما رجع صلوات ربي وسلامه عليه من غار حراء قد عرته الدهشة للملك الذي جاءه في الغار.
وأردف : يقول لخديجة رضي الله عنها: "قد خشيت على نفسي" فقالت له: "كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق" متفق عليه.
وبين أن هذه الأحوال كلها مشتملة على نفع متعدٍّ للآخرين، فكانت عاصمة له بإذن الله من أن يصيبه خزيٌ أو حزن أو أذى، كما تعلم الصحابة من نبيهم هذا الدرس ووعوه جيدًا وضربوا أروع النماذج في النفع، واستثمر كل واحد منهم ما وهبه الله من قدرات ومواهب في مشاريع حياتية تركت آثارًا خالدة على الأمة الإسلامية.
تعلم الصحابة هذا الدرسوبين الشيخ الثبيتي أن نفع الأمة له أشكال عديدة، فتارة بنشر الإسلام وبناء قيمه السامية، وتارة بإغاثة الملهوفين، ودعم الفقراء والمساكين، ومرة ببناء المساجد ودعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات الخيرية.
وواصل: ثم بنفع الوطن الذي عاش على ترابه واستنشق هواءه ونهل من معينه بالإسهام في بناء مؤسساته، والعمل على ازدهاره ورفع شأنه، والانخراط في تنميته والعمل على استقراره وتعزيز لحمته.
وأفاد بأن من بين الناس من يجعل حياته مشروعًا يحمل الخير للناس، يضع نصب عينيه تجاوز حدود الوقت والمكان، فيكون سببًا في نفع أجيال متعاقبة حتى بعد أن يودع هذه الدنيا.
وذكر أن هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية والطموحات الكبيرة، الذين يبذلون حياتهم لمشروع واحد عظيم، وهدف سامٍ كبير يملأ حياتهم، ويملأ حياة الناس من بعدهم، فينتفع به الناس أيّما انتفاع، ويسعى دومًا بالارتقاء بشأن المجتمع بخدمة يقدمها في مجال العلم أو الاقتصاد أو الصحة أو أي مجال من مجالات الخير والتطوع والتطوير والبناء.
مشروع الحياةوأكد أن مشروع الحياة حتى لو كان صغيرًا فإنه كبير بالنية الصادقة، وهي رسالة يحملها صاحبها طيلة حياته، يعمل من أجلها في كل لحظة من لحظات عمره، يبذل في سبيلها من جهده ووقته وماله؛ ليكون أثره ممتدًا بعد وفاته، ونفعه وأجره مدرارًا في ميزان حسناته، ومن أخلص النية وكان هدفه إرضاء ربه؛ نال مراده وبارك الله في جهده.
وأشار إلى أن مشروع الحياة قد يستغرق سنوات حتى يؤتي ثماره، لكن أصحاب الهمم العالية لا تثنيهم العقبات، ولا يحبطهم الفشل، بل يتعلمون ويمضون قدمًا بالصبر ومداومة العمل والعطاء وبذل الخير، مذكرًا بمن ساهموا في نفع الناس وتطوير المجتمعات بتأسيس المدارس والجامعات والمستشفيات، وتطوير العلوم والمعارف، ونشر العلم، وغرس القيم والدعوة إلى الله، فخلّد التاريخ أسماءهم، وحفظ الرب أجرهم، لا لأنهم بحثوا عن المجد الشخصي، ولكن لأنهم اختاروا نفع الناس، والارتقاء بأمتهم ووطنهم، ولا ينقطع أجرهم بوفاتهم.
ودعا إلى استشعار هذه المفاهيم العظيمة في تطوير المجتمع، وتأسيس المبادرات التي تنهض بالوطن، وتعزز من قوة الأمة، مشيرًا إلى حاجة الأمة اليوم إلى كل جهد نافع، ولكل مشروع يحمل الخير للأجيال القادمة.