كيف يخفي الأسطول المظلم للغاز الروسي نشاطه لتجنب العقوبات؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
شهدت أساطيل ناقلات الغاز الطبيعي المسال الروسية، والمعروفة باسم "الأسطول المظلم"، زيادة ملحوظة في نشاطها خلال الأشهر الأخيرة، حيث تستخدم تكتيكات متطورة بشكل متزايد لإخفاء حركة شحنات الغاز المسال وتجنب العقوبات الغربية.
ووفقا لتقرير نشرته فايننشال تايمز، تتبع هذه الناقلات طرقا ملتوية لتضليل المراقبين بشأن مكان وجهة شحناتها، مما قد يقوض الجهود العالمية للحد من صادرات الطاقة الروسية.
وأصبح "الأسطول المظلم" عنصرا محوريا في استمرار صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي رغم العقوبات الصارمة التي فرضتها الدول الغربية عقب الحرب الروسية الأوكرانية، وفق الصحيفة.
وهذه العقوبات أثرت بشكل كبير على مشروع الغاز المسال "أركتيك إل إن جي 2" (Arctic LNG 2)، وهو مشروع حيوي لزيادة إنتاج روسيا من الغاز المسال.
ويعتقد أنه منذ أغسطس/آب 2024، تم تصدير ما لايقل عن 8 شحنات من هذا المشروع رغم العقوبات، في حين تم ردع عدد من المشترين المحتملين بسبب العقوبات، مما أدى إلى تخزين العديد من هذه الشحنات أو بقائها عائمة في البحر، وفق ما أوردت فايننشال تايمز.
عمليات نقل بحرية خادعةوتقول فايننشال تايمز إن أحد التكتيكات المستخدمة من قبل الأسطول الروسي يتضمن محاكاة عمليات نقل بحري بين السفن. ففي أغسطس/آب الماضي أشار تقرير الصحيفة إلى ناقلة الغاز المسال بايونير، التي شوهدت بجوار ناقلة أخرى تدعى نوفا إنرجي في شرق البحر المتوسط.
في البداية -تضيف الصحيفة- اعتقد المراقبون أن هذه العملية كانت لنقل الشحنة من بايونير إلى نوفا إنرجي. ولكن، تم اكتشاف الخدعة لاحقا عندما مرت بايونير عبر قناة السويس في سبتمبر/أيلول الماضي وأبلغت السلطات بأنها لا تزال تحمل شحنة الغاز.
ونقلت الصحيفة عن توم مارسيت مانسر، رئيس قسم تحليل الغاز في شركة الاستشارات "آي سي آي إس" قوله إن "المحاولات المتعمدة لتزييف عمليات النقل بين السفن تظهر أن مشروع الغاز المسال أركتيك 2 يسعى بجهد كبير لإخفاء وجهة إنتاجه".
وأضاف "هذه المناورات تهدف بشكل كبير إلى خلق الشكوك وتقديم واقع بديل"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة فاينانشال تايمز.
تعقيدات مراقبة الأسطول المظلمويتفاقم التعقيد في تتبع هذه السفن بسبب العدد المحدود من ناقلات الغاز الطبيعي المسال في العالم. وعندما تشارك إحدى هذه الناقلات في أنشطة مشبوهة، يصبح ذلك ملحوظا أكثر لدى المحللين والتجار ووكلاء السفن، تقول الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن كيل إيكيلاند المدير العام لشركة إيكيلاند إنرجي قوله "لم نرَ بعد نهاية التكتيكات الملتوية والطرق الملتفة والإخفاء الإبداعي".
وبينما تلعب إشارات التردد الصناعي والصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية دورا كبيرا في مراقبة هذه السفن، فإن الحصول على اليقين الكامل بشأن ما يحدث بالضبط يعد أمرا صعبا.
ونقلت فايننشال تايمز عن جيليان بوكارا، مديرة قسم الغاز والغاز المسال في شركة "كبلر" لتتبع السفن، أن الصور الفضائية يمكن أن تكون غير دقيقة بسبب وجود غيوم أو غياب الصور في الفترات الزمنية الحاسمة.
تداعيات جيوسياسيةوتلقي تداعيات استمرار روسيا في تصدير الغاز الطبيعي المسال باستخدام "الأسطول المظلم" بتأثيرات كبيرة على الأسواق العالمية.
وأشار تقرير فايننشال تايمز إلى أن التكتيكات الروسية تزيد من تعقيد الأمن الطاقي العالمي، خصوصا مع ارتفاع أسعار الغاز نتيجة لتوترات الشرق الأوسط.
وشهدت أسعار الغاز ارتفاعا بنسبة 23% منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحزب الله، مما أضاف ضغوطا على أسواق الطاقة العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الغاز الطبیعی المسال فایننشال تایمز الغاز المسال
إقرأ أيضاً:
العقوبات على النفط الروسي ترفع تكاليف الشحن
أدت العقوبات الأميركية الأخيرة على قطاع الطاقة الروسي إلى ارتفاع تكاليف شحن النفط الروسي بنسبة 25%، في حين يسعى المشترون -ولا سيما في الهند والصين- إلى مصادر بديلة للنفط، وفقا لمصادر تجارية وتحليلات السوق.
وذكرت 3 مصادر تجارية لوكالة رويترز أن أسعار شحن النفط الروسي من الموانئ الواقعة في غرب روسيا إلى الهند ارتفعت 25% بعد فرض واشنطن عقوبات على 183 سفينة تحمل صادرات الطاقة الروسية الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أن تكلفة رحلة ناقلات أفراماكس من موانئ روسيا على بحر البلطيق إلى الهند زادت إلى ما بين 6 و6.3 ملايين دولار للرحلة الواحدة مقارنة بما يتراوح بين 4.7 و4.9 ملايين دولار قبل أسبوع.
كما ارتفعت تكلفة الشحن من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود إلى الهند عبر ناقلات سويز ماكس إلى 5.5 ملايين دولار للرحلة الواحدة.
عقوبات واشنطن الجديدة شملت 183 سفينة تحمل صادرات الطاقة الروسية (الفرنسية) تأثير العقوبات على أسواق النفطورغم تراجع أسعار النفط عند التسوية أمس الجمعة فإن العقوبات الأميركية الجديدة ساهمت في تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي، فقد هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 50 سنتا (0.6%) لتصل إلى 80.79 دولارا للبرميل، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 1.3%.
إعلانكما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 80 سنتا (1%) إلى 77.88 دولارا للبرميل رغم ارتفاعه بنسبة 1.7% خلال الأسبوع.
وقال فيل فلين كبير المحللين لدى "برايس فيوتشرز غروب" إن "العقوبات المفروضة على روسيا تتسبب في تقليص الإمدادات بأوروبا والهند والصين".
من جانبه، صرح سكوت بيسنت المرشح لمنصب وزير الخزانة في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لوكالة بلومبيرغ بأن العقوبات على قطاع النفط الروسي قد يتم تشديدها في المستقبل، مما قد يساهم في مزيد من الاضطرابات بالإمدادات.
تراجع الناقلات وتحول المشترينوبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ، فإن العقوبات التي فرضت في 10 يناير/كانون الثاني من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (أو إف إيه سي) شملت 161 ناقلة نفط يقدّر أنها نقلت نحو 1.4 مليون برميل يوميا من النفط الروسي، وهو ما يعادل تقريبا 50% من صادرات روسيا البحرية.
واستهدفت العقوبات الأميركية الأخيرة شركتي النفط الروسيتين "غازبروم نفط" و"سورغوت للنفط والغاز"، بالإضافة إلى ناقلات النفط الروسي.
وتأتي هذه العقوبات في إطار الجهود الرامية إلى تقليص الإيرادات التي تستخدمها موسكو في تمويل الحرب مع أوكرانيا.
ووفقا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ، فقد توقفت بعض السفن عن التحرك، في حين غيرت أخرى مسارها بعيدا عن الموانئ الروسية، مما يعكس التأثير الفوري للعقوبات.
وقال إدوارد فيشمان الباحث في جامعة كولومبيا للوكالة "من المرجح أن يكون هناك اضطراب مستدام في السوق، وقد نشهد انخفاضا كبيرا في صادرات النفط الروسية".
العقوبات الأميركية التي فرضت على روسيا شملت 161 ناقلة نفط (الفرنسية) الهند والصين تبحثان عن بدائلوقالت بلومبيرغ إنه مع تفاقم العقوبات توجهت كل من الهند والصين إلى دول الشرق الأوسط، مثل السعودية والعراق والإمارات والكويت للبحث عن إمدادات بديلة، لكن هذه الدول مرتبطة باتفاقيات أوبك بلس التي تفرض قيودا على الإنتاج، مما يجعل العثور على كميات إضافية أمرا صعبا.
إعلانوأشارت مصادر تجارية إلى أن المصافي المملوكة للدولة في الهند والصين باتت تطلب شحنات فورية لتغطية احتياجاتها، خاصة بعد قرار نيودلهي حظر استقبال أي ناقلة مدرجة ضمن العقوبات الأميركية بعد 12 مارس/آذار الماضي.
تأثير محتمل على الأسواقووفقا لمجموعة ماكواري المالية، فإن العقوبات قد تؤدي إلى خسارة تصل إلى 2.15 مليون برميل يوميا من صادرات النفط الروسية، وهو رقم يتجاوز 3 أضعاف فائض العرض العالمي المتوقع لعام 2025، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وفي ظل هذه المستجدات، يراقب المستثمرون التطورات عن كثب، خاصة في ظل تكهنات بأن إدارة ترامب قد تعيد النظر في بعض العقوبات، لكن بيسنت أكد أمام مجلس الشيوخ الأميركي أنه سيدعم تشديد العقوبات على شركات النفط الروسية إذا تم تعيينه وزيرا للخزانة.
وفي ظل العقوبات المشددة وتأثر صادرات النفط الروسي تستعد الأسواق العالمية لمزيد من التقلبات، ومع بحث المشترين عن بدائل واستمرار فرض العقوبات تبقى التداعيات على الإمدادات والأسعار مفتوحة على سيناريوهات متعددة في الأشهر المقبلة.