يرى خبراء أن الكلمة التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الشعب اللبناني تعكس فشله في استغلال الضربات القوية التي وجهها لحزب الله إلى مكاسب إستراتيجية، وأنه يحاول دفع اللبنانيين على مواجهة المقاومة اللبنانية بدلا منه.

وقال الأكاديمي اللبناني الدكتور علي شكر إن نتنياهو فشل في استثمار الضربات التي وجهها  إلى حزب الله بسبب الرد الإيراني الأخير وبسبب حديث نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب عن إعادة ترتيب الأوراق في الحزب وسد الشواغر.

وأضاف شكر أن نتنياهو يحاول تفعيل الإستراتيجية القديمة نفسها التي استخدمتها إسرائيل خلال الحرب الأهلية لشق الصف الداخلي اللبناني وإيهامهم بأنهم إما إن يواجهوا حزب الله نيابة عنه وإما أن ينتظروا مزيدا من القتل والتدمير.

لكن شكر يرى أن هذه السردية لن تجدي نفعا في ظل توحد اللبنانيين بمختلف توجهاتهم ورفضهم العدوان الحالي بغض النظر عن موقفهم من الحزب.

وعن حديث الحزب عن قبوله وقف إطلاق النار، أفاد شكر بأن هذا الموقف ليس جديدا وهو نفسه الذي طرحه الأمين العام السابق حسن نصر الله وربطه بإطار معين، لافتا إلى أن الحزب لا يزال متمسكا بالإطار نفسه.

وفيما يتعلق بعجز الحزب عن تقديم المساعدات في مناطقه، قال الأكاديمي اللبناني إن الضربات التي تلقتها قيادة الحزب أحدثت خللا في إدارة بعض الأمور اللوجيستية، فضلا عن أن عدد النازحين يفوق قدرات الحزب منفردا بل يفوق قدرات الدولة اللبنانية كما قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي الذي طلب دعما دوليا لسد هذه الحاجات.

محاولة تفكيك لبنان

وقال شكر إن عدم الإعلان عن خليفة الأمين الحزب السابق حتى الآن سببه وجود إشكالية تتعلق بقدرة الأمين العام الجديد على سد مكانة نصر الله داخليا وإقليميا، مشيرا إلى أن هناك حالة من السرية تفرضها سياسية الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل.

وفي السياق، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة إن كلمة نتنياهو "ليست جديدة وتحمل سردية تحكم العقلية الإسرائيلية مع مختلف الشعوب العربية حربا وسلما وتقوم على تفكيكها داخليا مقابل تماسك إسرائيل".

وقال هلسة إن نتنياهو "يكذب سرديته بنفسه لأنه يتهم حزب الله بجر لبنان للخراب بينما هو الذي يضرب اللبنانيين ويطلب منهم التوجه لمناطق ثم يقوم بقصفها كما يفعل في قطاع غزة".

واستدل هلسة على فشل نتنياهو عسكريا في لبنان بقوله إن تحقيق النصر يتعارض مع مطالبة اللبنانيين بمواجهة حزب الله الذي يقول إنه قضى عليه تقريبا.

وفيما يتعلق بحديث نتنياهو عن قتل حسن نصر الله وخليفته وخليفة خليفته، قال هلسة إن الحكومة الإسرائيلية تحاول تسويق انتصارات معينة في ظل غياب الانتصار العسكري على الأرض، مشيرا إلى أن الإعلام الإسرائيلي "يخلو تماما من الحديث عن أي خسائر تلحق بالجيش ويتحدث فقط عن انتصارات إسرائيلية لا تتوقف".

ووضح هلسة أن حديث نتنياهو هو استمرار لحالة تضليل الإسرائيليين وفصلهم عن الواقع من خلال وضع الرواية كلها في إطار المعركة وقتل الخصوم.

وبشأن تأجيل نتنياهو زيارة وزير دفاعه يوآف غالانت التي كانت مقررة لواشنطن، يقول هلسة إن القرار يعتبر جزءا من الصراع بينه وبين الولايات المتحدة بخصوص ضرب إيران.

وأضاف أن غالانت "هو رجل واشنطن في الحكومة الحالية بعد خروج بيني غانتس"، مشيرا إلى أن نتنياهو يتشكك فيه وسبق أن أرسل معه مرافقين خلال زيارات سابقة لمراقبة محادثاته.

وخلص هلسة إلى أن غالانت "قد يستخدم من جانب واشنطن بشكل أو بآخر لتخريب ما يريد نتنياهو فعله في طهران منفردا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يقترح اسمًا جديدًا لحرب إسرائيل في غزة بدلا من السيوف الحديدية

(CNN)-- اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إعادة تسمية الحرب التي شنتها إسرائيل بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتصبح "حرب القيامة".

وتطلق إسرائيل حاليًا على العملية التي أطلقتها للرد على هجمات حماس، اسم "السيوف الحديدية".

وقال نتنياهو في اجتماع حكومي عُقد، الاثنين، بمناسبة ذكرى السابع من أكتوبر: "هذه هي حرب القيامة لضمان عدم تكرار السابع من أكتوبر"، وفقا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

وأضاف رئيس الوزراء: "هذه حرب من أجل وجودنا"، موضحا أن الحرب لن تنتهي حتى تكتمل جميع أهدافها، والتي تشمل تدمير حماس، واستعادة الرهائن، و"إحباط أي تهديد مستقبلي من غزة" وإعادة المواطنين الذين تم إجلاؤهم من الشمال إلى ديارهم.

وقال نتنياهو: "على عكس ما حدث أثناء الهولوكوست - لقد انتفضنا ضد أعدائنا لخوض حرب شرسة".

ورد زعيم المعارضة يائير لابيد على الاسم الذي اقترحه رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكتب لابيد على تيليغرام: "يمكنك تغيير أي عدد تريده من الأسماء، (لكن) لن تغير حقيقة أنه تحت إشرافك، حدثت أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل. هذه الحكومة ليست حكومة القيامة، إنها حكومة المسؤولية عن الخطأ".

في حين قال منتدى عائلات الرهائن في بيان: "لا توجد ولن تكون هناك قيامة دون إعادة جميع الرهائن". 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلن رسمياً مقتل هاشم صفي الدين ويدعو اللبنانيين لمواجهة “حزب الله”
  • نتنياهو يحرض اللبنانيين على حرب أهلية ويطالبهم بالتخلص من حزب الله
  • عاجل.. نتنياهو يعلن رسميًا مقتل هاشم صفي الدين ويحرض اللبنانيين على "حزب الله"
  • مقتل سهيل حسين حسيني.. ضربة استراتيجية جديدة لحزب الله في سياق الصراع الإسرائيلي اللبناني
  • هل سينجو حزب الله بعد الضربات التي تلقاها؟ مُحللون يجيبون
  • نتنياهو يقترح اسمًا جديدًا لحرب إسرائيل في غزة بدلا من السيوف الحديدية
  • نائب رئيس أركان الجيش اللبناني السابق لـ«الأسبوع»: حزب الله يتعرض لاختراق تكنولوجي- بشري غير مكتشف للحظة
  • جورجيا.. الحزب الحاكم يحاول عزل رئيسة الجمهورية
  • حزب الله يحاول استعادة توازنه: لا تفاوض تحت النار