دعم قدرات القوات المسلحة لمواجهة التحديات وتعزيز الأمن والاستقرار

 

عظمة انتصار أكتوبر سيظل درسًا تاريخيًا لدولة الاحتلال، ومصدر إلهام للمصريين رؤساءًا وجيشًا وشعبًا فى مواجهة هذا العدو الذى لا يعرف إلا لغة القوة، ولا يلتزم ولا يحترم قوانين دولية، ومع مرور الوقت يكشف هذا العدو عن الوجه القبيح وما يريد فعله فى الأمة العربية بمختلف دولها.

لقد لقن المصريون دولة الإحتلال درس عمرها، وكانت حرب أكتوبر علامة سوداء ووصمة عار على هذا الكيان، الذى يعرف كل من فيه قوة مصر وصلابة شعبها وعظمة قواتها المسلحة.

منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة القوات المسلحة وهو يحرص كل الحرص على تسليح القوات المسلحة بأحدث الأسلحة مع تنويع مصادر السلاح ضمن خطة شاملة لتطوير مختلف أفرع وأسلحة القوات المسلحة وبخطوات غير مسبوقة، وفى تطور نوعى كبير، إضافة إلى خلق علاقات الشراكة مع كبرى الدول فى مجال التصنيع العسكرى نظرًا لإدراكه بحجم المخاطر والتهديدات والتحديات التى تواجه مصر على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.

ومع تولى السيسى حكم مصر بدأ بقوة فى تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث الجيش ودعم قدراته فى مواجهة التحديات والمخاطر الحالية فى المنطقة لتعزيز الأمن والاستقرار، سواء كانت القوات الجوية أو البحرية وقوات الدفاع الجوى إضافة إلى القواعد العسكرية والتصنيع الحربى.

القوات الجوية

دخلت القوات الجوية على يد الرئيس السيسى نادى الكبار، فقد فرضت ثورتى 25 يناير و30 يونيه أوضاعًا خطيرة على كاهل الدولة المصرية، وكان أول ما فكر فيه الرئيس السيسى عقد صفقات للقوات الجوية تحقق لها الكفاءة القتالية لحماية مقدرات الوطن ووحدة وسلامة أراضيه بالتعاون مع مختلف أسلحة القوات المسلحة.

كما حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام وعلى رأسها طائرات الرافال الفرنسية، اضافة إلى الحصول والتعاقد على عدد كبير من الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز «ميج 29 أم 2».

وحصلت القوات الجوية على طائرات موجهة مسلحة وطائرات النقل الكاسا وأيضًا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، وشملت الصفقات التعاقد على مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات.

تم التعاقد على عدد كبير من الطائرات الهيل الهجومية من طراز «كاموف 52»، ومروحية القتال والنقل متعددة المهام «mi 24»، وطائرات أخرى من طراز «كاسا C-295»، كما تم الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز «إف 16 بلوك 52»، وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار، كما تم تجهيز عدد من طائرات الجازيل بالصواريخ المضادة للدبابات، بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات، ويتواكب هذا التنوع مع زيادة ورفع كفاءة القواعد والمطارات الجوية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.

القوات البحرية

اهتم الرئيس السيسى والقيادة العامة للقوات المسلحة بتطوير القوات البحرية تطويرًا لم يشهده التاريخ المصرى، بالاضافة إلى تطوير الصناعات البحرية الثقيلة فى ترسانة الإسكندرية التابعة لجهاز الصناعات البحرية

حرصت القوات المسلحة على دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر، والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة، تبلغ أكثر من 2000 كم، على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر، إضافة إلى تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، حيث تم تزويد القوات البحرية بعدد من الفرقاطات الإيطالية من طراز «فريم بيرجامينى» لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر، إضافة إلى حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات»، إضافة إلى الفرقاطات الشبحية الفرنسية من طراز «جوويند» والتى تم الاتفاق مع الجانب الفرنسى على بناء فرقاطة واحدة فى فرنسا وبناء 3 آخرين فى ترسانة الإسكندرية ونقل التكنولوجيا الخاصة بها، فضلا عن امتلاك القوات البحرية لعدد من أحدث الغواصات فى العالم، وكذلك بناء قواعد بحرية جديدة، مثل قاعدة 3 يوليو لخدمة تمركزات وإدارة عمل الأسطولين «الجنوبى - والشمالى»، مثل قاعدة «3 يوليو - وشرق بورسعيد»، إضافة إلى تطوير عدد من القواعد والموانئ البحرية على رأسها «قاعدة برنيس الجو بحرية» العسكرية، وتزويد القواعد بجميع الاحتياجات الإدارية والفنية وأنظمة القيادة والسيطرة ومنظومات التعاون مع مختلف القوات والأجهزة المدنية فى نطاقات العمل بالبحرين الأبيض والأحمر.

قوات الدفاع الجوى

تمتلك مصر منظومة دفاع جوى تعد من أعقد منظومات الدفاع فى العالم، تتكون من عناصر استطلاع وإنذار مبكر وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على جميع المستويات من اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدى لأى عدوان قادم على مصر، و تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية.

وفى مجال تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوى، فقد راعت خطط التسليح أن يتم تدبير عدد كبير من الرادارات مختلفة الطرازات، والتى تؤمن التغطية الرادارية للأجواء المصرية على مختلف الارتفاعات، كما راعت تدبير عدد من كتائب الصواريخ من طراز «بوك / تور إم»، وأعداد كبيرة من فصائل الصواريخ المحمولة على الكتف من طراز «ايجلا إس»، وذلك لزيادة قدرة الاشتباك مع الأهداف الجوية على الارتفاعات المختلفة، إضافة إلى امتلاك منظومات كهروبصرية حديثة لزيادة قدرة الدفاع الجوى على اكتشاف الأهداف وسرعة التعامل معها، فضلًا عن تطوير منظومات التأمين الفنى للصواريخ والرادارات والمعدات الفنية، وكذلك تحديث ورفع كفاءة عدد من مراكز القيادة الخاصة بالدفاع الجوى وفق منظومات آلية القيادة والسيطرة، ويعد ذلك التطوير والتحديث فى قدرات الدفاع الجوى طفرة كبيرة تزيد من كفاءته وقدرته على حماية سماء مصر وفرض السيطرة على أجوائها بالتعاون مع القوات الجوية وعناصر الحرب الإلكترونية والقواعد العسكرية الثابتة والعناصر المتحركة.

وفضلًا عن هذا التطور الكمى والنوعى على مستوى التسليح، تم إنشاء الأسطولين الشمالى والجنوبى لحماية سواحل مصر فى البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة لإنشاء مفهوم القواعد العسكرية المتكاملة، مثل قاعدة محمد نجيب، وقاعدة برنيس وسيدى برانى، وكلها قواعد عسكرية تدار بمفاهيم عسكرية حديثه، يضاف إلى ذلك تطوير خطط التأهيل والتدريب لمقاتلين القوات المسلحة، لاستيعاب تكنولوجيا التسليح الحديثة، والتعامل معها بكفاءة، وكذا تطوير وتأهيل معامل التدريب ومحاكيات العمل فى كافة الوحدات، لتمثل طرقا اضافية لتطوير عمليات التدريب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدروس المستفادة حرب أكتوبر المجيدة استراتيجية شاملة القوات المسلحة القوات البحریة القوات الجویة الدفاع الجوى من الطائرات الجویة على إضافة إلى على مختلف من طراز عدد من

إقرأ أيضاً:

استراتيجية التخطيط العسكري لحرب أكتوبر.. رؤى الفريق سعد الدين الشاذلي في "مذكرات حرب أكتوبر"

تمثل مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، شهادة حية وتفصيلية على التخطيط العسكري والاستراتيجيات التي أدت إلى تحقيق الانتصار الكبير على القوات الإسرائيلية. من خلال كتابه "مذكرات حرب أكتوبر"، يكشف الشاذلي عن تفاصيل دقيقة واستراتيجيات مبتكرة ساهمت في مفاجأة العدو وتجاوز تفوقه العسكري، مما يجعل من مذكراته مرجعًا مهمًا لفهم طبيعة التخطيط لهذه الحرب التاريخية.

 التخطيط والاستعدادات العسكرية


يوضح الفريق الشاذلي في مذكراته أن التخطيط لحرب أكتوبر بدأ في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت القوات المسلحة المصرية تتعامل مع جيش إسرائيلي مزود بأحدث المعدات والأسلحة وبدعم لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية. كان التفوق الإسرائيلي يمثل تحديًا كبيرًا، مما دفع القيادة العسكرية المصرية إلى التركيز على عنصر المفاجأة واستغلال نقاط الضعف في دفاعات العدو القوية. كان الهدف الأول هو عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، الذي كان يُعتقد أنه غير قابل للاختراق. استغل المهندسون العسكريون المصريون خراطيم المياه عالية الضغط لتفجير الساتر الترابي، وهو حل تجاوز التعقيدات الهندسية وخفف من حدة المقاومة المتوقعة من الجانب الإسرائيلي.

التنسيق مع القوات السورية


يشير الفريق الشاذلي في مذكراته إلى أن التعاون بين مصر وسوريا كان عنصرًا حاسمًا في الخطة العسكرية. واعتمدت القوات المصرية على فتح جبهة شرقية من قبل الجيش السوري في مرتفعات الجولان لتشتيت القوات الإسرائيلية وإجبارها على القتال في جبهتين مختلفتين. ساهم هذا التعاون في تخفيف الضغط عن القوات المصرية وساعد في نجاح العمليات في الساعات الأولى من الحرب. كما أشار إلى وجود بعض الخلافات البسيطة بين الجانبين في تحديد توقيت الهجوم، حيث سافر المشير أحمد إسماعيل إلى سوريا في الثالث من أكتوبر للتوصل إلى اتفاق نهائي حول موعد الهجوم.

احتفالات وزارة الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر.. فعاليات فنية وأدبية متنوعة في ذكرى حرب أكتوبر.. إنجازات لا تُنسى للكرة المصرية في شهر الانتصارات (تقرير)  الرهان على المفاجأة


اختيار توقيت الهجوم كان جزءًا أساسيًا من التخطيط الاستراتيجي، حيث اختارت القيادة المصرية بدء الهجوم في يوم 6 أكتوبر 1973، الذي صادف عيد الغفران الإسرائيلي، وهو يوم ديني يتوقف فيه الإسرائيليون عن العمل. ساعد هذا التوقيت في إرباك القوات الإسرائيلية ومنح المصريين عنصر المفاجأة، مما مكّن القوات المصرية من تحقيق تقدم كبير في الساعات الأولى من الحرب. أشار الشاذلي إلى أن توقيت الهجوم كان موضع خلاف بين الجانب المصري والسوري، حيث فضلت القوات المصرية بدء الهجوم مع آخر ضوء الليل، بينما فضلت القوات السورية بدء الهجوم في الضوء الأول من النهار.

 أهمية الخطة وتأثيرها على الحرب


أكد الشاذلي في مذكراته أن التخطيط لحرب أكتوبر اعتمد على استراتيجية طويلة الأمد، حيث تم تنفيذ العديد من التدريبات والمناورات العسكرية للوصول إلى جاهزية كاملة قبل بدء الهجوم. أظهرت هذه الاستعدادات أن القوات المصرية كانت على درجة عالية من الجاهزية، ما مكّنها من تحقيق النجاح في العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي.

تظل "مذكرات حرب أكتوبر" للفريق سعد الدين الشاذلي مرجعًا مهمًا لفهم التخطيط العسكري والاستراتيجيات التي قادت إلى النصر في حرب أكتوبر، وتقدم رؤى دقيقة عن التحديات والإنجازات التي ميزت تلك الفترة التاريخية الهامة.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري عن تفتيش حرب الفرقة السادسة: يردع أي تهديد
  • خبير عسكري: ما فعلته القوات المسلحة اليوم أعلى تهديد باستخدام القوة
  • 47 صورة ترصد تفاصيل الأسلحة والمعدات أمام الرئيس السيسي
  • هايد بارك العقارية للتطوير: ريادة في تطوير العقارات المصرية وتحقيق نمو استثنائي في المبيعات لعام 2024
  • عاجل - اصطفاف الأسلحة والمعدات خلال إجراءات تفتيش الحرب بحضور الرئيس السيسي
  • اصطفاف الأسلحة والمعدات خلال إجراءات تفتيش الحرب بحضور الرئيس السيسى
  • عاجل - قائد الفرقة السادسة المدرعة يقدم شرحا تفصيليا عن القوات والمعدات أمام السيسي
  • قائد الفرقة السادسة المدرعة يقدم شرحا تفصيليا عن القوات والمعدات أمام السيسي
  • استراتيجية التخطيط العسكري لحرب أكتوبر.. رؤى الفريق سعد الدين الشاذلي في "مذكرات حرب أكتوبر"