عربي21 ترصد صمود نساء غزة عاما كاملا رغم عدوان الاحتلال.. كيف قاومن؟
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
"ولادي ماتوا جوعانين قبل ما ياكلوا"، و"أبيضاني وشعره كيرلي".. هي صرخات وجع، انفجرت من أمّهات بقلب قطاع غزة المحاصر، والمُقاوم لعدوان أهوج من الاحتلال الإسرائيلي، في وجه عالم بات يوصف بكونه "أصم".
ما بين الاستهداف المباشر، أو فقدان المُعيل، أو فقدان الأطفال، أو التهجير، أو الاعتقال مع التعذيب.. تتواصل معاناة النساء في غزة بشكل مُضاعف، أمام مرأى العالم، وبالبثّ المُباشر، وفي ضرب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المُرتبطة بحقوق الإنسان، وآلاف الشعارات التي كان تصدح بها مئات الأصوات عبر العالم، عن حقوق المرأة.
رصدت "عربي21" على مدار عام كامل من انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، المئات من التغريدات والمنشورات، التي توثّق بالصوت والصورة، صرخات النساء الغزّيات، ممّن يكابدن أهوال الحرب: الموت والتجويع، والتهجير القسري وحالات اغتصاب، وصعوبة الولوج لأبسط إمكانات الحياة الأساسيّة.
حسرة تتوالى..
"الواحد يخجل من ترديد البديهيات، غياب الفوط الصحية مع غياب الماء والصابون معناه التهابات رحم وفطريات، والتهابات المثانة، وبدون علاج قد يتحولوا لأمراض مزمنة منها التهاب الكبد والعقم وحتى سرطان الرحم.." هكذا أعربت الشابة الغزّاوية، إسراء فاروق، عن حزنها، من ندرة أبسط الأساسيات التي تحتاجها النساء في غزة.
وأضافت إسراء، خلال الأشهر الأولى من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "زمان كان الستات بستخدم فوط قماش، لكن تتغيّر بانتظام وتُغسل بالصابون وأحيانا بتتغلى" في إشارة لكون غزة اليوم تفتقد القماش، والماء، وحتّى الصابون.
كذلك، قالت شابة تُسمّى شهد أيمن، عبر تغريدة على حسابها بـ"إكس": "منذ بداية الحرب لجأت السيدات إلى أقراص منع الحمل لتأجيل الدورة الشهرية، ولكن سبّب ذلك لكثير من النساء آلاماً كبيرة، فاضطررن إلى التوقف عن تناولها، ما فاقم معاناتهن".
فيه مشكلة كبيرة بتواجه الستات غى غزة غير مشكلة الموت ...
المشكلة هى عدم توفر الفوط الصحية!!
ده هيترتب عليه انتشار أمراض كتير بينهم وممكن ال complication توصل لسرطان عنق الرحم أو سرطان المبيض!
فين النسويات وجمعيات حقوق المرأة
ولا مش بيعرفوا يتكلموا غير فى الحجاب!#الفوط_الصحية — محمد عاصم (@MohammadAssem97) December 6, 2023 وفي نساء لجأوا لأخد حبوب منع الدورة الشهرية، الي ليها مضاعفات مرعبة زي ألم بالصدر وتجلطات دموية وصداع ودوران،تغيرات في النزيف أثناء الدورة الشهرية وعدم انتظامه أو توقفه، زيادة الوزن، واحتباس السوائل والانتفاخ، الاكتئاب والأرق، اضطرابات في وظائف الكبد.
كابوس والله كابوس . https://t.co/kabk2fdREm — Arwa Ibraheem (@Arwa_Ibraheem66) December 5, 2023
إسراء وشهد، لم تكشفا إلاّ جزء يسير من حسرة النساء، فيما أماطت منشورات أخرى اللّثام عن أوجاع نازفة، من أمهات فقدن أجنتهنّ أو مواليدهنّ خلال الولادة، أو أبناءهن جرّاء التجويع وسوء التغذية، ناهيك عن أمّهات، اجتمعت لديها جُل المعاناة، مع فقدانها أو لأبنائها أعضائهم الجسدية، نتيجة استهدافهم بالقصف العشوائي، الذي لم يرحم لا حجرا ولا بشرا.
وكانت الأمم المتحدة قد قدّرت أن "حوالي 50,000 امرأة حامل تأثرت بهذا الصراع، وعلى الرغم من حالة المستشفيات، إلا أنه من المتوقع أن تُجرى 160 عملية توليد تقريباً كل يوم"؛ فيما حرمت أيضا، الكثير من النساء من الولادة الآمنة، وذلك دون الحديث عن نفاد الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية، ونقص الأدوية واللوازم الأساسية..
الأمّهات في غزة..
ما بين شهيدة أو أم شهيد أو زوجته، أو أسيرة، أو أم أسير أو زوجته؛ تمضي الأمّهات في غزة، بأوجاع مُضاعفة، وبقلب مُنفطر شقّه الأنين، من مأساة الحرب المُدوّية التي يستمر الاحتلال الإسرائيلي في شنّها؛ والكثير من الدموع، والصراخ، والكشف عن الآلام، لم يخلّف إلاّ صدى لدى العالم، فاستمرّت الأوجاع نازفة لعام كامل.
وتعايش النساء أيامهن في غزة، بين الانشغال بتحضير الطعام، بأدوات بدائية، وفي ظلّ ظروف معيشية قاسية، أو تأمين الإيواء، أو البحث عن لقمة أكل..؛ فيما كشفت عدد من التقارير، المُتفرّقة، في ذكرى "عيد الأم" الماضي، أن نحو 9 آلاف امرأة قد استشهدت، داخل غزة؛ وأُصيبت نحو 25 ألفا.
"لا نعترف بيوم المرأة".. فلسطينية تتحدث عن حال نساء غزة قبل وبعد أحداث السابع من أكتوبر، وانعدام الأمن واستهداف النساء وأطفالهم من قبل الاحتلال. pic.twitter.com/eiQPTEtjql — TRT عربي (@TRTArabi) March 8, 2024
وعبر تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" كانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، قد أعلنت أن "37 أما تُستشهد كل يوم في قطاع غزة"؛ بينما أكّد إحصاء أصدره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لـ9 آلاف و220 امرأة فلسطينية في القطاع.
بدورها، أوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، عبر بيان مشترك، أن "28 أمًّا من بين 67 أسيرة (9100 إجمالي الأسرى والأسيرات) يقبعن في السجون الإسرائيلية، ويحرمهنّ الاحتلال من عائلاتهنّ وأبنائهن".
أيضا، أشارت إحصائية وزارة الصحة في غزة، إلى وجود 60 ألف سيدة حامل في قطاع غزة يعانين سوء التغذية والجفاف وانعدام الرعاية الصحية المناسبة. توالت الأرقام، واختلفت قليلا، ولكنّ الوجع النازف فيها، لم يختلف عليه اثنين.
حرب ضد النساء..
"كثافة الجرائم الحاصلة بحق النساء تشكّل اليوم أبرز وقائع هذه المرحلة وأشدها خطورة" هذه خلاصة استنتجها نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، عبر بيان مشترك، في نيسان/ أبريل. وهو ما أكده تقرير لـ"هيئة الأمم المتحدة للمرأة"، خلال الشهر ذاته بالقول: "الحرب على قطاع غزة بمثابة حرب على النساء".
من جهتها، أبرزت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن "حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تستهدف النساء بشكل أساسي". مردفة عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" أن "الحرب في غزة لا تزال حربا على النساء؛ حيث تواجه أكثر من 155 ألف امرأة حامل أو مرضعة صعوبة بالغة في الحصول على المياه والأدوات الصحية".
بالمعدل تُقتل 37 أما في غزة كل يوم، ومن يبقى منهن على قيد الحياة يعانين مرارة الحياة والخوف والقلق على أطفالهن.
في #عيد_الام نحيي جميع الأمهات في #غزة وفي العالم@UNRWAarabic pic.twitter.com/iAxVatam4y — الأونروا (@UNRWAarabic) March 21, 2024
أما المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، قد أكّدت أن: "المرأة الفلسطينية تعرّضت وعلى مدى عقود لهجوم متعدّد الطبقات من التمييز والعنف الفظيع والممنهج بسبب الاحتلال الإسرائيلي، والحرمان من حق تقرير المصير".
وتابعت ريم، عبر بيان لها، بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إن "الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادا جديدة ومرعبة، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ بات الآلاف منهن ضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تتكشف".
جيش الاحتلال الإرهابي يقوم الآن بمجزرة مروعة في شمال قطاع غزة، قصف جنوني لمساكن المدنيين وأغلب الشهداء والجرحى من النساء والأطفال. pic.twitter.com/5QtuB6F6hJ — الشؤون العالمية (@mjrdzayr337191) October 5, 2024
مخالفات بالجُملة للقانون الدولي
رغم أن القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، تنصّ على عدم حرمان الأسيرات من حقوقهن الأساسية مثل الطعام، وتوفير البيئة الصحية؛ إلاّ أن عدد من النساء في غزة، أكدت تعرّضهن لـ"التفتيش العاري، التهديد بالاغتصاب وما هو أفظع"، بحسب تعبيرهنّ. فيما يظلّ مصير أسيرات أخريات، مجهولا.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، قد طالب، المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل كشف مصير النساء الغزيات اللاتي اعتقلن، فغابت أخبارهن؛ مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن "الإخفاء القسري طال قرابة 3 آلاف من المعتقلين الفلسطينيين في غزة، من ضمنهم أطفال قاصرين".
إلى ذلك، امتنع الاحتلال الإسرائيليّ، على مدار عام كامل، عن نشر أيّ معلومة عنهنّ، مع رفض المطالب المُتزايدة للمحامين بزيارتهنّ، زاعما أنهنّ "مقاتلات غير شرعيّات"؛ وهو من أسر جُلهنّ من قلب مراكز الإيواء، ليضعهنّ داخل الشاحنات وينزع عنهنّ أطفالهنّ عُنوة، ليزجّ بهنّ في أماكن غير معروفة.
مشاهد العنف والقمع الذي تمارسه أجهزة الأمن الغربية تجاه النساء خاصة كفيل بنسف كل مبادئ حقوق المرأة والدفاع عن حريتها والتي صدّع الغرب رؤوسنا بها طوال السنوات الماضية
مشاهد كافية وافية، لعل عشاق "الديمقراطية الغربية" يصحون من سكرتهم#gaza #غزة#امريكا pic.twitter.com/Q0SLdIHqlO — Harith (@HarithHisham94) May 1, 2024
كذلك، تحت مزاعم "التماهي مع الإرهاب" شنّ الاحتلال الإسرائيلي، طيلة العام الماضي، العشرات من الحملات التي وصفت بـ"الشّرسة" لاعتقال عدد من "فلسطينيات الدّاخل"، بينهن طالبات جامعيّات، إثر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما يتعارض مع ما ينص عليه القانون الدولي.
وتنصّ المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: "لكلِ شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود". ومع ذلك استمرّ الاحتلال الإسرائيلي في اعتقالاته جرّاء جُمل من قبيل: "غزة قوية" أو "لا غالب إلا الله"..
كذلك، انتهك الاحتلال الإسرائيلي الحق في الاتصال والوصول إلى الإنترنت؛ حيث أكد إعلان شركة الاتصالات الفلسطينية: "قطعت إسرائيل الاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن قطاع غزة ما لا يقل عن 13 مرة منذ بدء الحرب، كان آخرها يوم 13 أيّار/ مايو 2024". وهو ما جعل الغزّيات في الداخل تعاني في صمت، وكافة المُتواجدات خارج القطاع، تُعاني أيضا في محاولاتها اليائسة للتواصل مع أهاليهن ومعرفة أخبارهنّ.
وبحسب المادة 25 من اتفاقية جنيف الرابعة: "يسمح لأيّ شخص مقيم في أراضي أحد أطراف النزاع، أو في أرض يحتلها طرف في النزاع، بإبلاغ أفراد عائلته -أينما كانوا- الأخبار ذات الطابع العائلي المحض، ويتلقى أخبارهم وتنقل هذه المراسلات بسرعة وبدون إبطاء لا مبرر له".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية عربي21 نساء غزة عربي21 نساء غزة تغطية خاصة عام على الطوفان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی التواصل الاجتماعی من النساء قطاع غزة pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تفضح طموحات نتنياهو نقاط ضعف الاحتلال الإسرائيلي؟
نشر موقع "فلسطين كرونيكل" تقريرًا يسلط الضوء على الأساليب التي يعتمدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتغطية على نقاط ضعف "إسرائيل" وفشلها في تحقيق أهدافها، وذلك بالأساس من خلال استراتيجية "الهروب إلى الأمام" وإثارة المزيد من التوترات على أكثر من صعيد.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حملة نتنياهو ضد مصر مثال آخر على عجز إسرائيل عن حسم الحرب في غزة وتغيير الواقع السياسي في القطاع، بعد مرور 17 شهرًا على انطلاق الحرب المدمرة.
وحسب الموقع، فإن نتنياهو كان قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 في حالة من النشوة السياسية؛ حيث بدا أن دبلوماسيته في الجنوب العالمي قد كسرت عقودًا من العزلة الإسرائيلية، كما أن نجاحه في الحصول على الاعتراف الدولي دون تنازلات كبيرة أكسبه شعبية هائلة في الداخل، وكان المتطرفون المحيطون به يتطلعون لإعادة تشكيل المنطقة وتعزيز مكانة إسرائيل عالميا بدعم غير مشروط من الولايات المتحدة.
فشل إسرائيلي ذريع
لكن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وما رافقه من فشل إسرائيلي ذريع على جميع الجبهات، كشف -وفقا للموقع- عن فشل نتنياهو في تحقيق تطلعاته، وسرعان ما تجلت الأزمة في غضب عالمي عارم ضد حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على الفلسطينيين، وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي مجرمًا مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضح الموقع أن نتنياهو اختار التصعيد في مواجهة هذه الإخفاقات، فقد أصر على مواصلة الحرب في غزة، والإبقاء على حضوره العسكري في لبنان، وتنفيذ حملات قصف متكررة وواسعة النطاق في سوريا، لكنه فشل حتى الآن في تحقيق أي من أهدافه المعلنة من الحرب المدمرة على غزة، والتي كلفت إسرائيل خسائر غير مسبوقة.
وفي الوقت نفسه، تتعمق الانقسامات بين النخب السياسية والعسكرية، وآخر مظاهر الانقسام إقالة العديد من كبار الضباط وإعادة ترتيب الأوراق في الجيش بما يتماشى مع طموحات نتنياهو السياسية.
وتزامنا مع تكثيف التهديدات تجاه غزة ولبنان وسوريا، صعدت إسرائيل لهجتها تجاه مصر رغم أنها ليست طرفا في النزاع الحالي وكانت أحد الوسطاء الثلاثة في محادثات وقف إطلاق النار.
وأكد الموقع أن السبب الأساسي لهذا التصعيد هو أن نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية في ترحيل سكان غزة إلى صحراء سيناء يتطلب موافقة مصر، وقد بدأ كبار المسؤولين الإسرائيليين بتوجيه أصابع الاتهام إلى القاهرة في غياب أي بوادر على إمكانية تحقيق "نصر كامل" في حرب غزة.
التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر
وأخذ التصعيد الإسرائيلي تجاه مصر منحى أكثر حدة -وفقا للموقع-، حيث اتهمت بعض الأطراف القاهرة بتسليح حماس، أو بعدم القيام بما يكفي لوقف تدفق الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية.
وعندما رفضت مصر الاتهامات الإسرائيلية وعارضت خطة التطهير العرقي وتهجير سكان غزة، بدأ القادة الإسرائيليون يتحدثون عن تهديد عسكري مصري، زاعمين أن القاهرة تحشد قواتها على الحدود مع إسرائيل.
واعتبر الموقع أن الهدف من توريط مصر في النزاع هو صرف الانتباه عن الفشل الإسرائيلي في ساحة المعركة، لكن هذا التكتيك تحول إلى عملية تضليل، أي إلقاء اللوم على مصر بسبب عدم قدرة إسرائيل على الانتصار في الحرب أو تحقيق هدفها بتهجير سكان غزة.
يضيف الموقع أن نتنياهو شعر أنه حصل على التزام أمريكي واضح بتصدير مشاكل إسرائيل إلى أماكن أخرى بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لتهجير سكان غزة نحو الأردن ومصر. كما لعب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد ورقة مصر لصرف الانتباه عن فشله في منافسة نتنياهو سياسيا، حيث اقترح في مؤتمر له بواشنطن أن تشرف القاهرة على القطاع لعدة سنوات.
لكن ما لم ينتبه إليه كثيرون -وفقا للموقع- هو إسرائيل لم تأخذ تاريخيا الإذن من أحد لتهجير الفلسطينيين واحتلال أرضهم عندما كانت قادرة على القيام بذلك، ما يعني أن الضغوط التي تمارسها حاليا على الدول العربية للرضوخ لمخططات التطهير العرقي هو علامة على أنها تمر بأكثر اللحظات ضعفا في تاريخها.