قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الضربات الجوية الإسرائيلية على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، التي وقعت الجمعة الماضي،  تُعيق المدنيين الذين يحاولون الفرار وتُعرقل العمليات الإنسانية.

وأضافت في بيان نشرته الاثنين، أن هذا الوضع يُعرض المدنيين إلى مخاطر "جسيمة".

وقال الجيش الإسرائيلي في حينه، إن قصف معبر "المصنع" جاء بسبب استخدامه من قبل حزب الله لنقل الأسلحة.

 

وتعليقاً على ذلك، أكدت المنظمة الحقوقية "حتى لو استهدفت هجمة إسرائيلية هدفا عسكريا مشروعا، قد تبقى غير قانونية إذا كان يُتوقَّع أن تسبب أضرارا مدنية مباشرة غير متناسبة مع المكسب العسكري المتوقع".

وتابعت "إذا كانت قوات حزب الله تستخدم المعبر لنقل الأسلحة، فهي أيضا تتقاعس عن اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها".

وقالت لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يتعين على إسرائيل أن تأخذ في الحسبان الأضرار المدنية المتوقعة، مقارنة مع المكسب العسكري المتوقع تحقيقه من الهجوم".

وأضافت: "وسط الهجمات العسكرية الإسرائيلية على المناطق المأهولة بالمدنيين في جميع أنحاء لبنان، التي قتلت أكثر من 1400 شخص في غضون أسابيع، يحاول المدنيون يائسين العبور إلى سوريا بحثا عن الأمان".

من لبنان إلى سوريا في 7 أيام.. زيادة هائلة بعدد "الفارين" أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية، الاثنين، أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا غالبيتهم سوريون، في غضون أسبوعين، أي منذ أن كثّفت إسرائيل غاراتها على مناطق مختلفة في لبنان.

وقال وزير النقل اللبناني علي حمية، الجمعة، إن الضربة التي وقعت داخل الأراضي اللبنانية قطعت الطريق التي كان يستخدمها المدنيون للهرب من البلاد. 

من جهتها، أوضحت رلى أمين، المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين، في إحاطة إعلامية في جنيف صباح 4 أكتوبر الحالي أن "الوضع الأمني المتقلب والضربات الإسرائيلية المستمرة تُعرقل وتؤخر إمدادات الإغاثة".

وأشارت إلى أن "طائرة محملة بلوازم طبية لعلاج الصدمات وشحنة من عَمّان تحمل أكثر من 20 ألف بطانية حرارية قد عُلِّقتا"، بسبب الضربة الإسرائيلية.

وحللت هيومن رايتس ووتش وحددت الموقع الجغرافي لفيديوهات وصور انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر فيها ثلاث حفر تقطع المسارب الثلاثة على الطريق الواصل بين بيروت ودمشق، على بعد 500 متر شرقي معبر المصنع داخل الأراضي اللبنانية، على بعد 5 كيلومترات من الحدود السورية.

وسردت المنظمة في بيانها وقائع وتصريحات تتعلق بضرب إسرائيل معابر حدودية بين سوريا ولبنان، محذرة من مخاطرها على المدنيين وبأن على الجيش الإسرائيلي أن يتأكد في كل مرة ينفذ فيها هجوما من أن الخطر على السكان المدنيين لا يتجاوز المكسب العسكري المتوقع.

ودعت الأمم المتحدة إلى أن تفتح "فورا" تحقيقا دوليا في الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، مدعوما من الدول الأعضاء، على أن يضمنوا "إرسال المحققين فورا لجمع المعلومات والوصول إلى استنتاجات في شأن انتهاكات القانون الدولي من قبل الأطراف المتحاربة، ورفع التوصيات للمحاسبة".

كما طالبت المنظمة حلفاء إسرائيل الرئيسيين بـ"تعليق الدعم العسكري ومبيعات الأسلحة إليها، نظرا إلى الخطر الفعلي من استخدامها لارتكاب انتهاكات جسيمة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رایتس ووتش

إقرأ أيضاً:

هل سينجو حزب الله بعد الضربات التي تلقاها؟ مُحللون يجيبون

أثارت الضربات الإسرائيلية التي طالت "حزب الله" في لبنان وتحديداً حادثة اغتيال أمينه العام الشهيد السيد حسن نصرالله يوم 27 أيلول الماضي، تساؤلات عن مستقبل الحزب ودوره، في وقت يرى فيه محللون سياسيون أن ما حصل قد يعيد تشكيل الداخل السياسي في لبنان بعد سنوات من سيطرة الحزب على مفاصل الدولة.

ويشتبك حزب الله والجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي منذ  عام في أعقاب اندلاع الحرب في غزة. غير أن إسرائيل كثفت غاراتها المدمرة على أهداف له في لبنان أسفرت عن مئات الشهداء، وأكثر من مليون نازح منذ 23 أيلول الماضي، فضلاً عن الدمار الواسع الذي ألحقته بالحزب، وبلبنان. واغتالت إسرائل نصرالله في ضاحية بيروت الجنوبية، بعد خسائر فادحة مني بها الحزب تمثلت بتفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي التي قتلت أو شوهت الآلاف من عناصر الحزب.   سقوط ورقة حزب الله وفي ظل هذه التطورات المتسارعة يرى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، أمين بشير، أن "مستقبل الحزب يتحدد حسب الدور الذي ستكلفه به إيران"، قائلا إن اغتيال نصرالله ورد فعل طهران عليه "صدم الكثيرين بمن فيهم المؤيدون لمحور الممانعة". ويعتقد بشير في حديث لـ24 أن إسرائيل لم تقدم على اغتيال نصرالله من دون "ضوء أخضر و تأكدها من غياب أي رد فعل إيراني".   إلى ذلك، يرى بشير أن إيران ربما ضحت بـ "نصرالله الذي وافق على وقف إطلاق النار" كما قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب في تصريح سابق، مؤكداً أن "إسرائيل لم تكن لتجرؤ على اغتيال نصرالله من دون ضوء أخضر إيراني ودولي". ويشير الكاتب والمحلل اللبناني، إلى أن ما حدث يشير إلى "سقوط ورقة حزب الله الإقليمية على الأقل". وعلى الساحة الداخلية، يؤكد الكاتب أن "سلاح حزب الله مرفوض، ولم يتبق أمامه إلا التحول إلى جماعة سياسية طبيعية مثل الأحزاب اللبنانية الأخرى". ومن جهته، عبر المحلل العسكري، العميد اللبناني المتقاعد سعيد قزح، عن أمله في أن يبادر حزب الله بعد الحرب إلى الانخراط في "مشروع الدولة العادلة"، وأضاف: "ندعو كل اللبنانيين إلى الانخراط في مشروع الدولة العادلة، والحاضنة لكل أبنائها، ونتمنى أن يبادر حزب الله إلى ذلك، من أجل مستقبل زاهر وآمن لأبنائنا".
وبدوره، قال المفكر اللبناني رضوان السيد، إن "أكبر محطم في العقود الأخيرة للدولة الوطنية، دولة التنمية والاستقرار، هو المشروع الإيراني"، وأردف: "كل الوقت يقولون لنا إنهم يتحرشون بنا ويفككون دولنا ساعة لمواجهة الولايات المتحدة، وساعة لإنصاف قضية فلسطين".

وأضاف السيد في تصريحات صحافية: "لا فلسطين استفادت، ولا الولايات المتحدة تضررت. إننا أمام مشروعين في المنطقة أحدهما للتصديع والزعزعة، والآخر تقوده أميركا". (24)

مقالات مشابهة

  • سوريا تدين غارة الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل في حي المزة بدمشق
  • رايتس ووتش: الضربات الإسرائيلية في لبنان تعرقل هروب المدنيين ووصول المساعدات
  • تصاعد الضربات الإسرائيلية وحزب الله..الصين تعتزم إرسال إمدادات طبية طارئة إلى لبنان
  • هل سينجو حزب الله بعد الضربات التي تلقاها؟ مُحللون يجيبون
  • رايتس ووتش: القصف الإسرائيلي خطر جسيم على المدنيين في لبنان وغزة
  • الفصائل تتحدى الردّ العسكري: سنواصل دك إسرائيل ولا نبالي
  • الفصائل تتحدى الردّ العسكري: سنواصل دك إسرائيل ولا نبالي - عاجل
  • الأمم المتحدة تحذر من أزمة كبيرة في لبنان وتتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي
  • هل ستتسبب الضربات الإسرائيلية على لبنان بزلازل.. وكيف تؤثّر على الفوالق؟ خبير يشرح