يمانيون:
2024-10-08@21:20:17 GMT

عام على طوفان الأقصى: تداعيات الفشل الصهيوني في غزة

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

عام على طوفان الأقصى: تداعيات الفشل الصهيوني في غزة

يمانيون| تقارير|

فشل الكيان الإسرائيلي على مدى عام كامل من تحقيق أيً من أهدافه المعلنة في غزة، وعلى رأسها: إنهاء حماس واستعادة الأسرى، وهذا بالتأكيد سيكون له تداعيات خطيرة على الكيان الغاصب على عدة مستويات: العسكرية، السياسية، الأمنية، وحتى الاجتماعية. هذا الفشل لا يعكس فقط عجزًا عسكريًا، بل يسلط الضوء على التعقيدات التي تواجه الكيان في مواجهة تنظيم مسلح مثل حماس داخل بيئة معقدة كقطاع غزة.

الانهيار في الردع العسكري

“إسرائيل” تمتلك واحدًا من أقوى “الجيوش” في العالم ومنظومة دفاعية متطورة متعددة الطبقات، ومع ذلك، فإن عدم قدرتها على تدمير حماس أو إنهاء وجودها العسكري بعد سنوات من المواجهات والحروب يُعتبر تزعزعا كبيرًا في مبدأ الردع، حيث أثبتت المقاومة في غزة أنها لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ، والاشتباك من نقطة صفر كما حصل في جباليا، والذي اضطر جيش العدو لسحب فرقتين من قواته من جنوب القطاع وإعادتها شمالا، ما يعني أن محاولة استعادة الردع الإسرائيلي قد فشلت فشلا ذريعا.

العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تهدف إلى تدمير قدرات المقاومة في غزة غالبًا ما تكون محدودة النتيجة، من الناحية العسكرية، لكنها باهظة الثمن من الناحية الإنسانية،  وهذا يكشف أن المقاومة قد تمكنت من تطوير بنيتها العسكرية رغم الحصار المستمر والضربات الجوية المتواصلة.

خلال عام تلقى الكيان الصهيوني عدة ضربات صاروخية من محور المقاومة استطاعت أن تتجاوز الدفاعات الجوية متعددة الطبقات، وعلى سبيل المثال وصلت طائرة مسيرة من اليمن إلى قلب يافا، ووصل الصاروخ اليمني “فلسطين 2” أيضا، ولم تستطع الدفاعات الجوية من التصدي لها، كذلك نجحت طائرات مسيرة عراقية في ضرب الكيان في الجولان وأم الرشراش، وجاءت الضربة الصاروخية الإيرانية لتكشف هشاشة النظام الدفاعي للكيان بعملية “الوعد الصادق 2″، وشاهدنا جميعا المقاطع التي وثقت لحظات سقوط الصواريخ متجاوزة صواريخ الاعتراض، وأحيانا لم يكن هناك أي صواريخ اعتراضية في طريقها.

صواريخ حزب الله أيضا، والتي طردت مئات الآلاف من مستوطني الشمال الفلسطيني المحتل، ولم تتمكن الدفاعات الجوية من حمايتهم، بالإضافة إلى وصول صلية صاروخية إلى حيفا المحتلة اعترف جيش العدو بفشله في اعتراضها.

التأثير على الجبهة الداخلية والثقة في القيادة

فشل العدو الإسرائيلي في استعادة الأسرى بسرعة، يضع ضغوطًا هائلة على “الحكومة” الصهيونية والقيادة العسكرية. لأن “المجتمع الإسرائيلي” يبدي حساسية كبيرة تجاه قضية الأسرى، ويُنظر إلى أي تأخير أو فشل في إعادتهم كعلامة ضعف لهذا الجيش، وقوته المزعومة، هذا يزيد من الانتقادات الداخلية للحكومة والجيش، ويُضعف الثقة في قدرتهم على حماية “المدنيين” وتحقيق الأمان.

وقد أكدت على ذلك مجموعة من استطلاعات الرأي، وآخر استطلاعات الرأي في الكيان بعد عام من طوفان الأقصى، أجراه معهد الدمقراطية الإسرائيلي، تؤكد على أن ثلثي الصهاينة يشعرون بتدهور الأمن الشخصي بعد 7 أكتوبر، و 45 % يعتقدون أن مستوى التضامن داخل مجتمعهم منخفضة، فيما ذهب 53 % إلى أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب على القطاع.

هيئة البث الصهيونية نقلت عن استطلاع رأي أيضا، قال 35% انهم يعتقدون أن “إسرائيل” خسرت الحرب مع حماس، و  86% قالوا إنهم غير مستعدين للعودة إلى مستوطنات محاذاة غزة، وهذا بطبيعة الحال يعكس هزة كبيرة في ثقة المستوطنين الصهاينة بالجيش والأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى تقارير أكدت أن 25 % يفكرون بمغادرة الكيان، ناهيك عن ما يقارب النصف مليون قد غادروا بالفعل.

 

تعزيز مكانة المقاومة وفضح جبهة النفاق:

عدم القدرة على القضاء على المقاومة يعزز من تنامي الروح الجهادية لدى الأمة، ويؤكد أن العدو قابل للهزيمة، وغير قادر على تحقيق الانتصار، والمشاركة الفاعلة من جبهات الاسناد تضع محور المقاومة في مقدمة الصفوف للأمة العربية والإسلامية، حيث أعاد فرز الأمة من خلال الميزان الفلسطيني، وأثبت صدق المحور على التمسك بالقضية الفلسطينية، وتقديم التضحيات في سبيل الله، وانقاذا للمقدسات، ومواجهة أخطر أعداء الأمة وأكثرها توحشا، فيما تصر جبهة النفاق على البقاء في مربع الحياد السلبي، الذي يعتبر دعما صريحا للعدو، وتشجيعا على الجرائم بحق النساء والأطفال.

يأتي طوفان الأقصى في مرحلة أزمة قيادية للأمة، وتطلع إلى تبلور قيادة قادرة على مواجهة هذا العدو، يتحمل محور الجهاد حمل الراية، في وقت يتكالب الأعداء ويكثفون من دعمهم لإجرام الكيان، ووحشيته، ولا يبخلون عليه بالسلاح والأموال والحماية، فإن أمتنا للأسف الشديد تعاني من عجز وفشل ، رغم اجتماع قادة الدول الإسلامية والعربية في قمة مشتركة قبل ما يقارب العام، إلا أنها حتى اللحظة لم تتمكن حتى من فرض وقف إطلاق النار، واكتفت ببيانات مجرد حبر على ورق.

إن من يمثل الأمة اليوم هو هذا المحور، والذي رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها والإنجازات الكبرى التي يحققها لا يزال يتعرض للطعن من قبل أنظمة الخيانة والنفاق. بالتالي فإن تبلور هذه القيادة هو أمر مهم في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة الإسلامية، وشرطا من شروط نجاحها وتحقيق تطلعات شعوبها في أمة قادرة ومتمكنة من حفظ وحماية مستقبلها، والتمسك بدينها.

 

إضعاف المكانة الدولية للكيان

قبل طوفان الأقصى كانت “إسرائيل” قد بدأت تحقق إنجازات سياسية أشبه بالمستحيل، فطبّعت مع عدة دول عربية ، مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وكانت في طريقها للتطبيع مع السعودية، وبعض الدول الإسلامية الكبرى، وأصبح الكيان يتعرض لضغوط دولية كبيرة من أجل وقف إطلاق النار، ووضع حد للكارثة الإنسانية التي خلقها في القطاع وينوي نقلها إلى لبنان، لولا الولايات المتحدة التي تقدم له أكبر غطاء للمجازر والتوحش، حتى أصبحت شريكة في كل جرائمه.

في المقابل، تصاعد العنف والهجمات المتبادلة يجعل الدول الأخرى تتردد في تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل، كما هو حال فرنسا مؤخرا التي منعت بعض امدادات الأسلحة للكيان، مما قد يؤدي إلى تراجع مكانتها الدبلوماسية.

 

تنامي الشعور الصهيوني بقرب زوال الكيان المؤقت:

تحت هذا العنوان سنكتفي باقتباس مهم من خطاب السيد عبدالملك الحوثي في خطابه عشية الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، وهو مان نصه:

“مع كل هذا التخاذل، ومع حجم ذلك الدعم للعدو الإسرائيلي، ومع حجم العدوان الإسرائيلي، لكنَّ حتمية الزوال للعدو الإسرائيلي هي حتميةٌ من الثوابت الدينية، والتاريخية، والكونية، وهي لابدَّ أن تتحقق…يدرك العدو المجرم، وداعموه الغربيون، بحتمية زوال الكيان المجرم، والنبتة الشيطانية، والورم الخبيث في جسد الأمة، لا تخلو تصريحاتهم من الحديث عن الزوال لذلك الكيان، وفي نقاشاتهم، وخطبهم، وأبحاثهم، ودراساتهم، العدو الإسرائيلي بنفسه يؤمن بتلك الحتمية، المجرم [نتنياهو] له كلامٌ قال فيه: [سأجتهد كي تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المائة، فالتاريخ يعلِّمنا أنه لم تعمّر دولةٌ للشعب اليهودي أكثر من ثمانين سنة]، وفي ذلك إدراكٌ كامل من أوقح مجرمٍ صهيوني بحتمية الزوال.

تلك الحقيقة لا تكاد تغادر أفكار قادة الكيان المجرم، ومنهم المجرم الصهيوني [أيهود باراك]، الذي كتب مقالاً في صحيفة صهيونية يبدي مخاوفه من زوال كيانهم، العديد من اليهود الذين يقدَّمون على أنهم فلاسفة، يذكرون تلك الحقيقة، وأحدهم قال أيضاً: [لدى العالم العديد من الصور لإسرائيل، لكنَّ إسرائيل لديها صورة واحدة فقط لنفسها، صورة شعبٍ في طريقه إلى الزوال]… لا تكاد تفارق خيالات اليهود جدلية البقاء، وحتمية الزوال، والعدو الإسرائيلي لا يستطيع الخروج من أزمة الوجود مهما أجرم وأفرط في الإجرام، وما يزيد من تلك الهواجس هي التغيرات الكبيرة في المنطقة، ونمو حركات الجهاد والمقاومة، وانتفاضة الشعب الفلسطيني المتوَّج بطوفان الأقصى، ومعركته المقدَّسة، التي عززت من حقيقة الزوال لدى الصهاينة؛ لــذلك لجأ الصهاينة إلى ذلك المستوى الرهيب من الإجرام، لمحاولة الهروب من الواقع الذي لابدَّ منه.

 

الخلاصة:

إن عاما كاملا من الفشل الصهيوني في إنهاء حماس واستعادة الأسرى يُظهر ضعفًا في استراتيجياته الأمنية والعسكرية. هذا الفشل ينعكس بشكل كبير على ثقة “المجتمع” الإسرائيلي في قيادته، ويعزز مكانة المقاومة، ويكشف هشاشة الكيان وجيشه وأجهزته الأمنية، ويفتح الباب على مصراعيه لعدة سيناريوهات تقود إلى زوال ونهاية الكيان الحتمية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: طوفان الأقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

“طوفان الأقصى”.. الطوفان الذي أنهى أحلام الكيان

يمانيون – متابعات
لم يكن يوم السبت السابع من أكتوبر لعام 2023م، يوماً عاديًا، بل هو يومٌ تاريخي أذل الله فيه كبِرياء الصهاينة، ومُرغت أنوفهم في أوحال الهوان، وجُرفت أحلامهم على يد ثلة من المقاومين الفلسطينيين المؤمنين فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر صامدًا صابرًا مرابطًا مواصلاً نضاله رغم الألم والقهر وشدة العدوان، حتى بعد مرور عامٍ بأكمله.

ففي مثل هذا اليوم بدأت معركة “طوفان الأقصى” المباركة، فجراً بسلسلة من عمليات اقتحام المجاهدين للمستوطنات والمواقع العسكرية الصهيونية في غلاف غزة براً وبحراً وجواً، وقتل وأسر مئات الجنود وقطعان المستوطنين الصهاينة والذي لا زال عدد منهم في قبضة المقاومة حتى اليوم.

وبعد عام كامل ورغم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لا يزال هذا اليوم حدثًا قوياً سيسطره التاريخ بمداد العزِة والفخر، التي خطتها دماء ثلة مؤمنة من المجاهدين الواثقين بنصر الله، العابرين لحدود العجز والتقاعس، الموقنين بنصر الله ومدده وقوته، الذي ما زال وقودًا لصمودٍ أسطوريٍ للمقاومة في غزة وكل شبرٍ في فلسطين، يُسعِد أبناء الأمّة ويزيدهم فخرًا، ويقهر العدوّ المتغطرس ويزيده قهرًا.

ويؤكد مراقبون أنّ القضية الفلسطينية كانت منسية قبل السابع من أكتوبر، فجاء “طوفان الأقصى وأعاد إحياء القضية في قلوب الأمة وخاصةً في الأجيال الجديدة التي كانت لا تعرف عن فلسطين شيء، وغرس فيهم ثقافة المقاطعة والمقاومة، ودمر صورة “إسرائيل” لدى الغرب وأصبحت الأكثر كُرهاً في العالم.

وشدد المراقبون على أنّ “طوفان الأقصى” فجرت شرارة الأفكار التي تصنع التغيير لتحرير فلسطين، وعلى أن السابع من أكتوبر سيبقى أعظم دخول في التاريخ القديم والحديث، وسيبقى رجاله أعظم رجال قاموا بأعظم مهمة يتمناها ملايين الشعوب الأحرار.

وينظر أبناء الأمّة العربية والإسلامية إلى السابع من أكتوبر، باعتباره “معركة تحرير فلسطين”.. ورغم الدمار والدماء وعنجهية الغرب وخذلان الأقرباء إلا أن مشوار التحرير سينتهي عند باب المسجد الأقصى تحقيقا لوعد الله والله لا يخلف وعده.

فيما يرى آخرون أنها أعظم ملحمة في التاريخ، فرعب السابع من أكتوبر سيظل يلاحقهم دائمًا، ويثبت لهذا الكيان عجزه وضعفه، بعد أن سقطت أساطير الجيش الذي لا يقهر وتمرغ أنف جنودها تحت أقدام المقاومين الشجعان الذين سطروا ملاحم بطولية ستُسطر في كتب التاريخ كأبهى صور النصر والبطولة التي عز نظيرها.

وعددت سيدة أمريكية إيجابيات “طوفان الأقصى” في مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل، لتقول: “لقد استيقظ العالم، وبانت الحقائق، وضعتم النظام العالمي على المحك وقد فشل في الاختبار، وأصبح الناس الآن على دراية بما يحدث في فلسطين.. لقد كانت تكلفة استيقاظنا باهظة، لكننا نمر بلحظة محورية، ويشرفني أن أكون إلى جانبكم”.

فيما قال عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خليل الحية: “إن عامًا على بَدء طوفان الأقصى مَرَّ على فلسطينَ عامة، وغزةَ خاصة، وشعبُنا الفلسطيني يَخطُّ بمقاومته ودمائِه وثباتِه تاريخاً جديداً بعدما اندفعت نخبة القسام، نحو أرضنا المحتلة عام 48 لتسطر ملحمةً استثنائية، فقد حطم عبورُ السابع من أكتوبر المجيد، الأوهامَ التي رسمها العدو الصهيوني لنفسه، واستطاع أن يقنع بها العالم والمنطقة، عن تفوقه وقدراته المزعومة”.

وأضاف الحية في تصريح صحفي بمناسبة مرور عام على معركة طوفان الأقصى، اليوم الأحد: إن “النخبةُ المجاهدة استطاعت خلال ساعات معدودة، تركيعَ الكيان الصهيوني وتحييدَ أهمِ فِرَقِ جيشِه، ويتركهم بين قتيل وأسير وجريح، ولا زال أبناءُ القسام وفصائلِ المقاومة، يُسطّرون أروع المعارك وهم يدافعون ويذودون عن أهلهم وذويهم”.

وقال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل اليوم الاثنين: إن عملية طوفان الأقصى أعادت “إسرائيل” إلى “نقطة الصفر وهددت وجودها”.. واصفاً إياها بأنها “رد طبيعي على الاحتلال وتسارع مخططاته في الاستيطان والحصار والعدوان على الأقصى وتصفية القضية وتصاعد جرائم التنكيل بالأسرى”.

وأضاف: إن الهجوم كان أيضا “نقلة موضوعية في مسار تطور المقاومة وتراكم قوتها وخبرتها وإبداعها، في ظل إصرار قيادتها على إستراتيجية التحرير والتخلص من الاحتلال”.

وأوضح مشعل أن “إسرائيل” تريد من الجميع أن يكونوا “خاضعين” لها في المنطقة، وأنها “تتآمر على مصر وتسعى إلى تقليل أهمية قناة السويس بالبحث عن بدائل، وتهدد الأردن بتهجير سكان الضفة إليه، وتعتدي على الأمن القومي العربي والإسلامي في كل مكان”.

وأشاد مشعل بمن ناصروا وساندوا غزة بالسلاح، خاصة في لبنان وإيران واليمن والعراق، وضحوا من “أجلنا وقدموا قافلة من الشهداء، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله”.

ومع موعد الذكرى وجهت كتائب القسام، في الساعات الأولى من صباح اليوم، رشقة صاروخية شرق رفح التي تتوغل فيها قوات العدو الصهيوني بالكامل منذ السابع من مايو الماضي، لتوجه رسالة للعدو لا تقبل الجدل، مفادها: “إن مقاومتنا باقية وراسخة مهما كان حجم القتل والتدمير”.

وأعادت كتائب السام نشر خطاب قائدها العام محمد الضيف، في مستهل العملية والذي جاء فيه: “فلتتوحّد كُل الرّايات ولتلتئِم كُل الجبهات، ولتُفتح كل الساحات، لهدفٍ واحدٍ وغايةٍ كبيرةٍ نبيلةٍ مُقدّسة، وهي تحرير فلسطين وإعادتها إلى حُضن الإسلام، فموعِدنا وإيّاكم في ساحات المسجد الأقصى مُحرّرًا مُطهّرًا بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز”.

وما دعا إليه القائد الضيف، قبل عام يبدو حاضرًا اليوم، فالعديد من الساحات اشتعلت جبهتها مع الكيان الصهيوني، فها هي ساحة لبنان، تدخل منذ اليوم التالي للمعركة معركة إسناد وسرعان ما تطورت إلى ما يشبه الحرب الشاملة.

كما دخلت ساحات اليمن والعراق وسوريا وإيران على خط المواجهة بمستويات وتأثيرات مختلفة مع آفاق مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بعد الضربة النوعية التي وجهتها إيران ضد أهداف عسكرية للاحتلال قبل أيام وأصابت أهدافها بدقة.

وأثبتت عملية طوفان الأقصى هشاشة كيان العدو الصهيوني، وأن الدعم والإسناد الأمريكي والأوروبي له وامداده المتواصل بالسلاح والذخائر شك ترياق الحياة بعد أن تهاوى أمام أبطال المقاومة في غزة.

وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع وفي ظل الدعم الشامل لجرائمه هذه من قبل الإدارة الأمريكية والدول الغربية يستفحل الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم الحرب علنا دون أي رادع ومنها الإبادة الجماعية، التهجير القسري، استهداف المرافق الصحية والتعليمية ومنع وصول الأدوية والغذاء ومحاصرة المستشفيات ومنع العلاج.

وفي الجهة المقابلة لم يستطع محور المقاومة ترك غزة وأهلها يبادون، وأعلن عن فتح جبهات إسناد من لبنان واليمن والعراق وحتى قامت إيران بالدعم الميداني عبر عمليات الوعد الصادق، فكانت الجبهة اللبنانية الأقوى والأكثر احتداما مما جعل الكيان الصهيوني القيام بشن عدوان همجي على لبنان بعد مرور عام تقريباً على عملية طوفان الاقصى.

ووفق العديد من المراقبين فإن ما أنجزته المقاومة ومحورها خلال هذا العام فاق تصورات أنصارها وأعدائها على حد سواء.. ففي أحد تقارير صحيفة “واشنطن بوست”، ذُكر بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت راسخة في مواقعها بعد مرور عام من الحرب الصهيونية التي أعلنت أن القضاء على حماس أهم أهدافها.

وعلى الجانب المقابل، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن قادة في حركة حماس قولهم: إن رئيس المكتب السياسي يحيى السنوار لم ينجُ فحسب بعد مرور عام على السابع من أكتوبر، بل إنّه يضع أيضا الأساس لإعادة ظهور حماس.

وبيّن مراقبون آخرون، أنه وبسبب ضربات المقاومة المسددة تدحرجت رؤوس كثيرة بمواقع القيادة في الكيان الصهيوني إذ قدم العديد منهم استقالاتهم بسبب الإخفاق الذي مني به كيان الاحتلال ذلك اليوم، فقد استقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أهارون هاليفا.

كما استقال عدد كبير من المسؤولين بمكتب المتحدث باسم جيش العدو، واستقال الواء يوسي شارييل قائد وحدة الاستخبارات الصهيونية 8200 عقب الضربات الموجعة والمدمرة من حزب الله على هذه الوحدة، ومن المنتظر استقالة آخرين ما أن تضع الحرب أوزارها.

وبات جيش العدو الصهيوني يعاني من نقص القوى البشرية، وقد حذّر تقرير لهيئة الأركان العامة في مارس الماضي من نقص حاد في الموارد البشرية، بسبب مقتل مئات الجنود وإصابة الآلاف غيرهم، وقال: إن هناك حاجة إلى سبعة آلاف جندي لنقلهم إلى جبهات القتال.

وأظهر استطلاع للرأي قامت به هيئة البث الصهيونية أن 73 في المائة من الصهاينة يعتقدون بالفشل أمام حماس، في حين قال 86 في المائة منهم إنهم غير مستعدين للعيش في مستوطنات غلاف غزة بعد انتهاء الحرب.

وفي سبتمبر الماضي، كشفت معطيات رسمية صدرت عن دائرة الإحصاء المركزية عن تزايد ملحوظ في ظاهرة هجرة الصهاينة للخارج حيث غادر أكثر من 40 ألفا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2024.

الجدير ذكره أنه رغم كل ما قام به العدو الصهيوني من تدمير وقتل في غزة، فإن العام ينقضي وما زالت المقاومة في القطاع الفلسطيني المحاصر قادرة على خوض المعركة وتكبيد العدو مزيدا من الخسائر.
———————————————–
– سبأ : مرزاح العسل

مقالات مشابهة

  • فعالية ثقافية بجامعة إب بمناسبة ذكرى انطلاق عملية “طوفان الأقصى”
  • ندوة ثقافية بجامعة إب بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق عملية “طوفان الأقصى”
  • “طوفان الأقصى”.. الطوفان الذي أنهى أحلام الكيان
  • بعد عام على انطلاق طوفان الأقصى.. كتائب القسام تقصف عمق الكيان الصهيوني
  • ابو عبيدة : لا يشد الكيان إلا الحبال الأمريكية التي ستنقطع
  • السيد الخامنئي: عملية طوفان الأقصى أرجعت الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء
  • خامنئي يغرد بالعبرية: عملية "طوفان الأقصى" أعادت الكيان الصهيوني 70 عاما إلى الوراء
  • عاجل | المرشد الإيراني في تغريدة بالعبرية: عملية طوفان الأقصى أرجعت الكيان الصهيوني 70 سنة إلى الوراء
  • استطلاع: 73% من المستوطنين يقرون بفشل الكيان الصهيوني أمام حماس