بوابة الوفد:
2024-11-24@14:15:50 GMT

صلاح صيام وسلام من القلب

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

فى حياة تضج بالعبثية وتراجع القيم، من الصعب أن تجد ما تكتب عنه بصدق خالص قلبك وقناعة كاملة من عقلك، لكنى هنا وجدته وقد تمثلت صورته كاملة أمامى بوجهه المصرى النقى الملامح، ابتسامته الهادئة، نظراته الفاحصة الفاهمة بعمق ودون تطفل لكل ما يدور حوله والتى تحمل خلفها الف معنى، مروره اللطيف الذى لا شائبة فيه على الزملاء الذين يعزهم ليلقى عليهم تحية الصباح وبعدها يتجه لمكتبه ويجلس عليه طيلة ساعات العمل منكبًا على الأوراق أو الكمبيوتر يؤدى مهامه الصحفية دون تذمر أو ملل، لا يفارق مكتبه إلا ليلبى نداء الصلاة، فيقف خلفه الزملاء ويكون هو إمامهم ونعم الإمام، إنه زميلنا الكاتب الصحفى والمثقف الكبير صلاح صيام.

عرفته فى بيتنا الكبير الوفد منذ سنوات تعبت من عدها، سنوات بدأت بشبابنا الأخضر المنطلق للحياة والمغامرات الصحفية الخطيرة ووصلت بنا إلى المشيب، طيلة هذه السنوات التى شهدت تنافسا وخلافات ومشاكل تحدث داخل أى مؤسسة عمل بين الزملاء، لم أجد صلاح صيام أبدا طرفًا فى واحدة من كل هذا، لا أعرف على وجه الدقة سر عزوفه عن السعى لكرسى أو منصب مثل غيره، لكنى كنت معجبة مع الدهشة بحالة الرضاء التام والتصالح مع النفس التى يتمتع بها فى كل مرحلة من مراحل حياته الصحفية والتى كان يتم خلالها نقله من قسم لآخر، قد يعترض ضد قرار رئيس التحرير، لكن فى نهاية الأمر ينفذ القرار عندما يخبره رئيس التحرير أن نقله لرئاسة أو الإشراف على القسم الجديد إنما هو لمصلحة العمل وللاستفادة من خبرته فى القسم الجديد. لعل آخر ما اعترض عليه هو إشرافة على القسم الخارجى، وهو المهتم طيلة حياته بالثقافة والقراءة وعالم الأدب والكتب، فهو ناقد أدبى من الطراز الرفيع، لكنه ابتلع اعتراضه عندما أخبره أيضا رئيس التحرير فى وقتها أن هذا لمصلحة العمل، حيث كانت الساحة العالمية تضج بالأحداث الساخنة التى تحتاج إلى وعى صحفى وخبرة كبيرة فى التغطية. المثير أنه كان يثبت نفسه ووجوده كصحفى كبير فى كل الأقسام التى مر بها دون أن يتخلى عن الصبغة الأدبية فى كتاباته، حتى كتابته فى السياسة الخارجية لم تخل من مصطلحات وتعبيرات أدبية كانت تمنح القصة الخبرية والتغطية نكهة خاصة لا يتمتع بها كثيرون، وعندما كنت أقرأ تقريرا أو تحليلا أو قصة خبرية فى صفحة الخارجى أشعر فورا أنها بروح وقلم صلاح صيام حتى دون أن يذيل الموضوع باسمه، لأن بصمته الأدبية كانت واضحة فى كل كتاباته. أوقات قليلة تلك التى تمتعت فيها بالجلوس معه أمام مكتبه، نتحاور فى رواية أو كتاب ما أحضره لى أو إصدار أدبى جديد لى، وكان يفاجئنى دائما بالكتابة الراقية والموضوعية الناقدة حول رواياتى سواء فى الوفد أو فى المواقع الأدبية الأخرى التى كان ينشر درره بها، معجبة أنا بعمق فكره، بثقافته، برضائه بكل أمور الحياة، بسخريته الهادئة العميقة التى كان يفلسف بها الأشياء والأحداث، ولا أنسى ذلك اليوم الذى جاء لمكتبى وكان وجهه الطيب به غضبه هادئة لا يدركها إلا من يعرف صلاح صيام عن قرب، كانت روايتى «تعاويذ عاشق الدم» فى يده، لوح لى بالرواية وقال رائعة ومبدعة باستثناء تلك الكلمات التى وصفت بها أشياء خاصة مرت بها البطلة، أدركت ما يقصده زميلى الحيى بإشارته واعتذرت عن إفراطى فى بعض الوصف، وإذا به يقول «لا أريد ان يكون فى كتاب لك ذنب جارٍ ولو بدون قصد منك، انتبهى لهذا فى كتاباتك القادمة» بالفعل أخى الغالى صلاح فى روياتى اللاحقة تجنبت الخوض فى وصف بعض العلاقات، حتى لا تكون كتبى ذنبًا جاريًا لى وأستغفر الله عن كلمة كتبتها دون قصد اعتقادًا منى أنها تخدم أحداث الرواية، جازاك الله خيرا. تلك السطور ليست مقدمة، بل هى جوهر الموضوع، صلاح صيام الصحفى الكبير الكاتب المثقف الخلوق يرقد الآن فى العناية المركزة بالقصر العينيى بين يدى الله، يصارع المرض والألم، هذا الألم الذى كان يستحى أن يشكو منه لأحد، ويقول لى حين ألمحه على وجهه «هل نشتكى بلاء الله للبشر» لك الله يا صلاح فى كل صبرك على تقلبات الحياة ومشاق العمل التى كانت والآن على آلام المرض. داليا زوجته الجميلة وأولاده ندى وأحمد ومحمد الصابرة المحتسبة تستحى هى الأخرى من دق أبواب الزملاء طلبا للمساعدة الطبية لزوجها حبيبها رفيق دربها وأبو أولادها فى مكالمة مطولة معاها قالت لى الجميع يعلم ما به، ولو أراد أحدهم المساعدة الطبية من خلال الأطباء ليلقى الراعية المطلوبة لإنقاذ حياته لفعلوا، أنا لن أطلب شيئا من أحد، أنا أطلب من الله، والله هو من سيرسل البشر لمساعدته، نفس منطق صلاح، فعلا الطيبين للطيبات سيدتى الله معك، قلبى معك، قلوب كل من عرف صلاح صيام واحبوه واحترموه ووقفوا خلفه فى الصلوت معه يدعون له، قد لا يكفى الدعاء، لأن صلاح يحتاج الآن إلى أياد قوية من الوفد من نقابتنا المحترمة تقف بجانبه تدعمه فى محنته الصحية ليعود لزوجته وأولاده سالمًا معافى. ليتك أخى الغالى تسترد وعيك وعافيتك وتقرأ كلماتى لك كما قرأت دومًا كلماتك، ليتك تعود لتكتب، فأنا وغيرى كثيرون مشتاقون لقلمك المتميز وكلماتك الواعية العميقة التى تكتبها بمداد قلبك، من قلبى كل السلامة لك والدعوات بالصحة..

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد صلاح صيام المساعدة الطبية صلاح صیام التى کان

إقرأ أيضاً:

عمرو الليثي ناعيا عادل الفار: «رحم الله صاحب القلب الطيب»

نعى الإعلامي عمرو الليثي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك » الفنان عادل الفار، الذي رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من اليوم الجمعة متأثرا بأزمة صحية مزمنة.

وشارك عمرو الليثي، صورة عبر حسابه على «فيسبوك»، معلقا عليها قائلا: «رحم الله الفنان صاحب القلب الطيب عادل الفار وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

آخر ظهور لعادل الفار مع عمرو الليثي

وكان آخر ظهور للفنان عادل الفار مع عمرو الليثي بعد فترة من وفاة نجله، التي كشف خلالها عن سر غيابه وحزنه عليه، مشيرا إلى سبب من أسباب وفاة نجله شادي هو انشغاله الدائم عنه بالعمل، مما جعله يتجه إلى تعاطي المواد المخدرة.

جنازة عادل الفار

وشيعت منذ قليل، جنازة الفنان عادل الفار من مسجد القوات المسلحة بمدينة نصر صلاة الظهر اليوم الجمعة، وذلك بعد رحيله عن عالمنا أمس الخميس متأثرا بأزمة صحية اسفرت عن رحيله عن عمر يناهز الـ 62 عاما.

زوجة الفنان عادل الفار

وسيطرت حالة من الحزن والانهيار على زوجة الفنان عادل الفار خلال تشييع جنازته إلى مثواه الأخير، مع غياب الوسط الفني، فيما عدا، الفنان مراد مكرم، والفنان حسن أش أش.

آخر أعمال عادل الفار

ويشار إلى، أن آخر أعمال عادل الفار الدرامية، كانت مسلسل «الفتوة» الذي قدمه بجانب الفنان ياسر جلال عام 2020، والذي جسد فيه شخصية الأعور.

أهم أعمال عادل الفار

وشارك عادل الفار في مجموعة من الأفلام الشهيرة، من بينها: هيستريا، شجيع السيما، زكية زكريا، بون سواريه، وحارة البنات. وعلى الصعيد الدرامي، برز في مسلسلات مثل: الكومي، شارع السلام، الاشتباه، صاحب السعادة، وإحنا الشباب.

اقرأ أيضاًعاجل.. وفاة الفنان عادل الفار بعد صراع مع المرض

محامي الحكم محمد عادل: اختصمنا شركة الفار في البلاغ المقدم ضد التسريب الصوتي

آخرهم عادل الفار.. نجوم دمرت المخدرات حياتهم (فيديو)

مقالات مشابهة

  • الاستغفار في الإسلام: مفتاح للمغفرة وزيادة الرزق
  • للمرة الأولى.. الإحصاء يعلن مسح سوق العمل التتبعي لعام 2023
  • دعاء يملأ القلب بالرضا.. ردده كلما هاجمتك مشاعر التذمر والغيرة
  • طيار على كف عفريت
  • كيف كانت ردة فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي؟
  • يوسف عمر في حوار لـ الفجر الفني:" خطوة عرض " مين يصدق " في مهرجان القاهرة مهمة.. وهذة كانت كواليس الفيلم
  • عمرو الليثي ناعيا عادل الفار: «رحم الله صاحب القلب الطيب»
  • صلاح عبد الله ينعى الفنان الراحل عادل الفار
  • «درة»: «وين صرنا» فيلم يحكي قصة حقيقية لأسرة فلسطينية عاشت ظروف الحرب ونقلتها بصدق
  • الباحث أحمد جابر صيام يحصل على الماجستير حول تطوير وحدة لشتل النجيل