لجريدة عمان:
2025-01-22@08:13:01 GMT

عيادة تمكين... لمنظومة أكثر تنافسية وابتكارا

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

اختتمت عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" أعمالها بتاريخ 3 من أكتوبر الجاري، وذلك بعد أسبوعين من العمل التشاركي، وبحضور واسع من المختصين والخبراء والباحثين والأكاديميين، وبإشراك فئة الشباب من الباحثين والمبتكرين الناشئين، وكذلك ذوي الخبرة العملية الطويلة ممن هم على رأس العمل والمتقاعدين، وهذا التضمين هو الذي جعل من هذه العيادة تجربة ثرية في توليد الأفكار الابتكارية، وإضفاء روح التكامل والتعاون على جميع محاور أعمالها، وقد بدأت العيادة التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالشراكة مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم، وناقشت التوجه الاستراتيجي المتمحور حول تمكين المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار عبر التمويل المتنوع والمستدام، والحوكمة الفاعلة والمحفزة، وانبثقت عنها المرتكزات والممكنات التي تغذي التوجه قصير الأمد، ويتجلى الهدف الأساسي لعيادة تمكين في تعزيز المنظومة وجميع مكوناتها لرفد الدور التنموي للبحث العلمي والابتكار في النهضة المتجددة عبر تحقيق أولويات رؤية عمان 2040، ومن جهة أخرى تعزيز أداء سلطنة عمان على مؤشر الابتكار العالمي.

وفي خضم أعمال عيادة تمكين أظهر تصنيف مؤشر الابتكار العالمي لهذا العام تقدم سلطنة عمان في عدد من المؤشرات الفرعية للمؤشر العالمي، وفي مقدمتها مؤشر مدخلات الابتكار، حيث تقدم الأداء لست مراكز من المرتبة 65 إلى المرتبة 59، وهذا الارتفاع الإيجابي هو بمثابة الفرصة الاستراتيجية التي يمكن البناء عليها لتعزيزها بالارتفاع المستدام في المستقبل، وهذا يمثل مسار المدخلات مما يستوجب التركيز على مسارات تعزيزية مماثلة لدعم المؤشرات الفرعية المرتبطة بجميع سلسلة القيمة في الابتكار، وذلك من منظور شمولي يُظهر التحديات والفرص في كافة جوانب المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وهذا هو النهج الذي اتبعته عيادة تمكين، وهي من أهم نقاط القوة في هذه العيادة؛ إذ لا يمكن التعامل مع التحديات بشكل منفصل، فالفجوات القائمة حالياً في المنظومة تعكس تحديات متداخلة، وتترابط بعلاقات سببية مع غيرها من العوامل، ولذلك فإن التعاطي معها يتطلب تكامل الأدوار، فالمعرفة والبحث العلمي والابتكار لا تقتصر على القطاعات الأكاديمية أو مؤسسات محددة، ولكنها تترابط وتتكامل مع جميع القطاعات العلمية منها والإنتاجية والمجتمع بأكمله، وهذه هي الرسالة التي حملتها عيادة تمكين، فالشراكة والتكامل هما أساس تعزيز المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والتي تُعد من الدعائم الأساسية في النهضة المتجددة، ودورها كبير في تحقيق الرؤية الوطنية عُمان 2040، وتعزيز التنمية المستدامة، ودفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية والتنافسية، وتحقيق الرفاه الاجتماعي، وتعزيز السمعة الدولية، والمكانة العلمية لسلطنة عُمان على الخريطة المعرفية الدولية.

فإذا نظرنا إلى ركائز وأولويات رؤية عُمان 2040 نجد بأن المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار في صميم هذه الرؤية الوطنية المدفوعة بالطموح، كما أن تسارع التطورات التكنولوجية والمعرفية تفرض الحاجة إلى المواكبة، وهذا ما يستدعي إيلاء الأهمية الاستراتيجية لمرحلة تنفيذ مبادرات وتوصيات عيادة تمكين، فكما انتهجت مرحلة التطوير نهج الشراكة فإن التنفيذ بحاجة كذلك إلى التآزر وتكامل الأدوار، وكذلك لا بد من توظيف مسارات ابتكارية في دعم تنفيذ ومتابعة المبادرات والتوصيات، وإعادة ترتيب أولوياتها حسب المتطلبات المرحلية، وكذلك حسب الطموحات المستقبلية على المدى المتوسط والبعيد، فعلى مستوى جني الثمار القريبة يمكن التركيز على المبادرات ذات الأثر السريع والمباشر في رفع أداء سلطنة عُمان على مؤشر الابتكار العالمي، وأما على الأبعاد المتوسطة والبعيدة يجب التركيز على المبادرات والتوصيات التمكينية التي من شأنها تعزيز البناء المعرفي والتكنولوجي في سلطنة عُمان، وتهيئة المنظومة للقيام بدورها المحوري والكبير في التنمية الوطنية بشكل مستدام.

كما أن عيادة تمكين قد اشتملت ضمن مخرجاتها الأساسية مستودع المقترحات والمشاركات والذي أُطلق عليه "بنك الأفكار والفرص الاستراتيجية"، وهي بادرة قيمة لاكتساب القيمة المضافة من المشاركات الفاعلة والواسعة للمختصين والخبراء الذين أثروا المناقشات برحيق خبراتهم وتجاربهم وكذلك حكمتهم، فهذه الأفكار تشكل إحدى اللبنات التي يمكن الاستفادة منها في وضع مبادرات موجهة للتحديات ذات التأثر المحدود في مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، إذ تعد هذه الأفكار من مخرجات التفكير الإبداعي الذي قامت عليه عيادة تمكين، وعملية توليد الأفكار البناءة والابتكارية هو من ممكنات التخطيط الاستراتيجي الموجه بمعطيات الواقع ومتطلبات صناعة المستقبل، لأنها تتيح إمكانية رؤية التحديات والفجوات من جوانب مختلفة وزوايا عديدة، واقتراح الحلول بطرق غير تقليدية، وتطوير استراتيجيات فعّالة تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية على المدى القصير والبعيد.

إن تنفيذ عيادة تمكين في هذا التوقيت يمثل مكسباً استراتيجياً لتسريع مرحلة تعزيز وتهيئة المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار للقيام بدورها الكبير في التنمية الوطنية، واللحاق بالمستجدات التكنولوجية والمعرفية في عصر أصبحت فيه المعرفة والابتكار والإبداع من أهم مصادر توليد القيمة المُضافة، وتحقيق النمو الاقتصادي، ولذلك فإن توجيه عمل العيادة نحو مرتكزات البنى البحثية والابتكارية والتمويل، وممكنات القدرات البشرية والقوانين والتشريعات يعكس الاحتياجات المرحلية في تمكين هذه المنظومة، ويحدد ملامح العمل في تنفيذ التوصيات والذي يقوم على التركيز الاستراتيجي الهرمي الذي يسعى لترسيخ دعائم الثقافة والممارسات العلمية جنباً إلى جنب مع استكمال البنى الأساسية والرقمية، ويستهدف تعزيز الأطر التشريعية والقانونية من أجل توفير البيئة الداعمة من حيث تأطير التمويل، وبناء القدرات البشرية في البحث العلمي والابتكار، وبذلك فإن مخرجات عيادة تمكين لا تقتصر على المبادرات التنفيذية ولكنها بمثابة خارطة الطريق لتعزيز المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار عبر ضمان استدامة الاهتمام المستقبلي بهذه المنظومة، وتحفيز النمو والتطور التراكمي حسب الأولويات والفرص الاستراتيجية، وتوجيه الممكنات نحو مجالات ذات التأثير العالي، وذلك مع تأطير ودعم الروابط والشراكات مع الفاعلين في المنظومة على المستوى المحلي، وتقوية المشاركة المجتمعية، والتعاون مع المجتمع البحثي والعلمي والابتكاري إقليمياً وعالمياً، وبما يساهم في ترجمة الطموح في رؤية عُمان 2040 إلى واقع ملموس.

• د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنظومة الوطنیة للبحث العلمی والابتکار سلطنة ع رؤیة ع

إقرأ أيضاً:

غزة: الآلاف «تبخّروا»…ومهمة شاقة للبحث عن 10 آلاف جثمان تحت الأنقاض

#سواليف

قال الدفاع المدني في #غزة، الاثنين، إنه تنتظره «مهام شاقة وصعبة» خلال البحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد، يعتقد أنهم ما زالوا تحت #أنقاض_المنازل والمباني والمنشآت المدمرة في القطاع، ولم تُضف أسماؤهم للحصيلة التي تصدرها وزارة الصحة.

ولفت الدفاع المدني، في بيان، النظر إلى «تبخر» جثامين 2840 #شهيدا لم يعثر لهم على أثر، وذلك «بفعل استخدام #جيش_الاحتلال #أسلحة تنتج عنها درجات حرارة ما بين 7000-9000 درجة مئوية تصهر كل ما هو في مركز #الانفجار».

وأفاد الدفاع المدني بأنه تلقى أكثر من نصف مليون إشارة استغاثة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لافتاً النظر إلى أن قرابة 50 ألف إشارة استغاثة منها لم تستطع طواقمه الوصول إليها «لعدم توفر الوقود، أو لعدم القدرة على التنسيق للمهام الميدانية والدخول للمناطق التي تصل إلينا منها نداءات استغاثة نظراً للخطر الشديد والاستهداف من قبل الاحتلال».

مقالات ذات صلة سرايا القدس تنشر مشاهد قنص جندي صهيوني في غزة / فيديو 2025/01/20

وأضاف البيان: «انتشلت طواقمنا في جميع محافظات القطاع أكثر من 38 ألف شهيد من الأماكن والمنازل والمباني التي استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وانتشلت طواقمنا من أماكن الاستهداف نحو 97 ألف مصاب، ونقلت إلى المستشفيات أكثر من 11 ألف حالة مرضية».

وطالب الدفاع المدني بإدخال «طواقم دفاع مدني بمعداتها من الدول الشقيقة إلى قطاع غزة» للمساعدة في «التعامل مع الواقع الكارثي الذي خلفته الحرب، والذي يفوق قدرة جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة».

وعن خسائر جهاز الدفاع المدني خلال الحرب، ذكر البيان مقتل 99 عنصراً من الجهاز وإصابة 319 آخرين، واستهداف 17 مركزاً منها 14 دُمرت كلياً، بالإضافة إلى استهداف 61 مركبة دُمرت بشكل كلي أو جزئي، وأكد البيان أن الجهاز فقد ما نسبته 48 في المائة من منتسبيه بين قتيل وجريح وأسير، وفقد 85 من مركباته.

وأعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية في بيان ثلاثي مشترك، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، دخل حيز التنفيذ يوم الأحد.

وينهي الاتفاق أكثر من 15 شهراً من القتال بين الطرفين المتنازعين. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، حيث سيتم الإفراج في المرحلة الأولى التي تمتد لمدة 42 يوماً عن 33 رهينة إسرائيلية مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرباً واسعة النطاق ضد «حماس»، أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة، ودمرت البنية التحتية بشكل غير مسبوق.

وجاءت هذه الحرب رداً على هجوم مفاجئ شنته «حماس» على بلدات ومواقع عسكرية في جنوب إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعو إلى تعزيز القدرات الوطنية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا
  • عاجل| موعد إنطلاق معارض "أهلًا رمضان".. استعدادات مكثفة لتوفير السلع الأساسية بأسعار تنافسية
  • ضبط سيدة وعاطل سرقا مبالغ مالية من داخل عيادة بمصر القديمة
  • مهاب مجاهد: الخطوبة لحظة لتقييم الحاضر.. لا للبحث في الماضي أو المستقبل
  • تعزيز شراكة بعثة الاتحاد الأوروبي مع حكومة الوحدة الوطنية
  • «المهندسين» تعلن توصيات مؤتمر الطاقات المتجددة: تشجيع البحث العلمي والابتكار
  • غزة: الآلاف «تبخّروا»…ومهمة شاقة للبحث عن 10 آلاف جثمان تحت الأنقاض
  • وفاء بنيامين: القومي لحقوق الإنسان يُعد المؤسسة الوطنية التي تعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان
  • HONOR X5 Plus ..هاتف اقتصادي بمواصفات تنافسية وسعر مثالي
  • يحيى العلمي.. مخرج الأعمال الوطنية ورائد الرسائل الاجتماعية