لجريدة عمان:
2025-03-15@17:34:52 GMT

عيادة تمكين... لمنظومة أكثر تنافسية وابتكارا

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

اختتمت عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" أعمالها بتاريخ 3 من أكتوبر الجاري، وذلك بعد أسبوعين من العمل التشاركي، وبحضور واسع من المختصين والخبراء والباحثين والأكاديميين، وبإشراك فئة الشباب من الباحثين والمبتكرين الناشئين، وكذلك ذوي الخبرة العملية الطويلة ممن هم على رأس العمل والمتقاعدين، وهذا التضمين هو الذي جعل من هذه العيادة تجربة ثرية في توليد الأفكار الابتكارية، وإضفاء روح التكامل والتعاون على جميع محاور أعمالها، وقد بدأت العيادة التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالشراكة مع وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر المنصرم، وناقشت التوجه الاستراتيجي المتمحور حول تمكين المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار عبر التمويل المتنوع والمستدام، والحوكمة الفاعلة والمحفزة، وانبثقت عنها المرتكزات والممكنات التي تغذي التوجه قصير الأمد، ويتجلى الهدف الأساسي لعيادة تمكين في تعزيز المنظومة وجميع مكوناتها لرفد الدور التنموي للبحث العلمي والابتكار في النهضة المتجددة عبر تحقيق أولويات رؤية عمان 2040، ومن جهة أخرى تعزيز أداء سلطنة عمان على مؤشر الابتكار العالمي.

وفي خضم أعمال عيادة تمكين أظهر تصنيف مؤشر الابتكار العالمي لهذا العام تقدم سلطنة عمان في عدد من المؤشرات الفرعية للمؤشر العالمي، وفي مقدمتها مؤشر مدخلات الابتكار، حيث تقدم الأداء لست مراكز من المرتبة 65 إلى المرتبة 59، وهذا الارتفاع الإيجابي هو بمثابة الفرصة الاستراتيجية التي يمكن البناء عليها لتعزيزها بالارتفاع المستدام في المستقبل، وهذا يمثل مسار المدخلات مما يستوجب التركيز على مسارات تعزيزية مماثلة لدعم المؤشرات الفرعية المرتبطة بجميع سلسلة القيمة في الابتكار، وذلك من منظور شمولي يُظهر التحديات والفرص في كافة جوانب المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وهذا هو النهج الذي اتبعته عيادة تمكين، وهي من أهم نقاط القوة في هذه العيادة؛ إذ لا يمكن التعامل مع التحديات بشكل منفصل، فالفجوات القائمة حالياً في المنظومة تعكس تحديات متداخلة، وتترابط بعلاقات سببية مع غيرها من العوامل، ولذلك فإن التعاطي معها يتطلب تكامل الأدوار، فالمعرفة والبحث العلمي والابتكار لا تقتصر على القطاعات الأكاديمية أو مؤسسات محددة، ولكنها تترابط وتتكامل مع جميع القطاعات العلمية منها والإنتاجية والمجتمع بأكمله، وهذه هي الرسالة التي حملتها عيادة تمكين، فالشراكة والتكامل هما أساس تعزيز المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والتي تُعد من الدعائم الأساسية في النهضة المتجددة، ودورها كبير في تحقيق الرؤية الوطنية عُمان 2040، وتعزيز التنمية المستدامة، ودفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية والتنافسية، وتحقيق الرفاه الاجتماعي، وتعزيز السمعة الدولية، والمكانة العلمية لسلطنة عُمان على الخريطة المعرفية الدولية.

فإذا نظرنا إلى ركائز وأولويات رؤية عُمان 2040 نجد بأن المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار في صميم هذه الرؤية الوطنية المدفوعة بالطموح، كما أن تسارع التطورات التكنولوجية والمعرفية تفرض الحاجة إلى المواكبة، وهذا ما يستدعي إيلاء الأهمية الاستراتيجية لمرحلة تنفيذ مبادرات وتوصيات عيادة تمكين، فكما انتهجت مرحلة التطوير نهج الشراكة فإن التنفيذ بحاجة كذلك إلى التآزر وتكامل الأدوار، وكذلك لا بد من توظيف مسارات ابتكارية في دعم تنفيذ ومتابعة المبادرات والتوصيات، وإعادة ترتيب أولوياتها حسب المتطلبات المرحلية، وكذلك حسب الطموحات المستقبلية على المدى المتوسط والبعيد، فعلى مستوى جني الثمار القريبة يمكن التركيز على المبادرات ذات الأثر السريع والمباشر في رفع أداء سلطنة عُمان على مؤشر الابتكار العالمي، وأما على الأبعاد المتوسطة والبعيدة يجب التركيز على المبادرات والتوصيات التمكينية التي من شأنها تعزيز البناء المعرفي والتكنولوجي في سلطنة عُمان، وتهيئة المنظومة للقيام بدورها المحوري والكبير في التنمية الوطنية بشكل مستدام.

كما أن عيادة تمكين قد اشتملت ضمن مخرجاتها الأساسية مستودع المقترحات والمشاركات والذي أُطلق عليه "بنك الأفكار والفرص الاستراتيجية"، وهي بادرة قيمة لاكتساب القيمة المضافة من المشاركات الفاعلة والواسعة للمختصين والخبراء الذين أثروا المناقشات برحيق خبراتهم وتجاربهم وكذلك حكمتهم، فهذه الأفكار تشكل إحدى اللبنات التي يمكن الاستفادة منها في وضع مبادرات موجهة للتحديات ذات التأثر المحدود في مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، إذ تعد هذه الأفكار من مخرجات التفكير الإبداعي الذي قامت عليه عيادة تمكين، وعملية توليد الأفكار البناءة والابتكارية هو من ممكنات التخطيط الاستراتيجي الموجه بمعطيات الواقع ومتطلبات صناعة المستقبل، لأنها تتيح إمكانية رؤية التحديات والفجوات من جوانب مختلفة وزوايا عديدة، واقتراح الحلول بطرق غير تقليدية، وتطوير استراتيجيات فعّالة تساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية على المدى القصير والبعيد.

إن تنفيذ عيادة تمكين في هذا التوقيت يمثل مكسباً استراتيجياً لتسريع مرحلة تعزيز وتهيئة المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار للقيام بدورها الكبير في التنمية الوطنية، واللحاق بالمستجدات التكنولوجية والمعرفية في عصر أصبحت فيه المعرفة والابتكار والإبداع من أهم مصادر توليد القيمة المُضافة، وتحقيق النمو الاقتصادي، ولذلك فإن توجيه عمل العيادة نحو مرتكزات البنى البحثية والابتكارية والتمويل، وممكنات القدرات البشرية والقوانين والتشريعات يعكس الاحتياجات المرحلية في تمكين هذه المنظومة، ويحدد ملامح العمل في تنفيذ التوصيات والذي يقوم على التركيز الاستراتيجي الهرمي الذي يسعى لترسيخ دعائم الثقافة والممارسات العلمية جنباً إلى جنب مع استكمال البنى الأساسية والرقمية، ويستهدف تعزيز الأطر التشريعية والقانونية من أجل توفير البيئة الداعمة من حيث تأطير التمويل، وبناء القدرات البشرية في البحث العلمي والابتكار، وبذلك فإن مخرجات عيادة تمكين لا تقتصر على المبادرات التنفيذية ولكنها بمثابة خارطة الطريق لتعزيز المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار عبر ضمان استدامة الاهتمام المستقبلي بهذه المنظومة، وتحفيز النمو والتطور التراكمي حسب الأولويات والفرص الاستراتيجية، وتوجيه الممكنات نحو مجالات ذات التأثير العالي، وذلك مع تأطير ودعم الروابط والشراكات مع الفاعلين في المنظومة على المستوى المحلي، وتقوية المشاركة المجتمعية، والتعاون مع المجتمع البحثي والعلمي والابتكاري إقليمياً وعالمياً، وبما يساهم في ترجمة الطموح في رؤية عُمان 2040 إلى واقع ملموس.

• د. جميلة الهنائية باحثة في سياسات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المنظومة الوطنیة للبحث العلمی والابتکار سلطنة ع رؤیة ع

إقرأ أيضاً:

مجلس أمناء جائزة المراعي للإبداع العلمي يعلن أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها 2024

المناطق_واس

أعلن مجلس أمناء جائزة المراعي للإبداع العلمي، أسماء الفائزين بجائزة المراعي المطورة في دورتها 2024 التي تتسق مع الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار في مجال أولوية استدامة البيئة وتوفير الاحتياجات الأساسية، التي تهدف إلى المساهمة في الحفاظ على مكانة المملكة وإبراز تقدمها في مؤشرات الأمن الغذائي بالمناطق الجافة، وتحفيز الباحثين والمبتكرين على الصعيدين الوطني والدولي، وتسليط الضوء على الأعمال الرائدة لتوعية الأجيال القادمة.

جاء ذلك خلال الاجتماع السنوي لمجلس أمناء الجائزة الذي عُقد افتراضيًا، برئاسة معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست”، رئيس مجلس أمناء الجائزة الدكتور منير بن محمود الدسوقي، وحضور صاحب السمو الأمير نايف بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة شركة المراعي، نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة، وأعضاء المجلس.

وفاز المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة “إيكاردا” بجائزة المراعي الدولية، التي تعد الأكبر بقيمتها المالية في مجال الأمن الغذائي في المناطق الجافة، عن المشروع المتميز بعنوان: “تعزيز الأمن الغذائي في الدول العربية”، الذي امتد العمل به لأكثر من 12 عامًا، وركز على زيادة الإنتاجية في المنطقة من خلال تطوير حلول زراعية مُستدامة تُمكّن المزارعين، وتُعزز الإنتاجية، وتُسهم في تحقيق مُستقبل أكثر أمنًا غذائيًا للعالم العربي.

وتحصَّل على جائزة المراعي للابتكار العلمي الوطنية للعلماء الصاعدين، كل من الدكتور فهد الشهري، الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود، عن بحثه “دمج التعلم الآلي والتعلم العميق مع الذكاء الاصطناعي التوضيحي لتحسين التنبؤ بجودة المياه الجوفية ودعم اتخاذ القرار في المناطق الجافة بالمملكة”، والذي يُمثل تقدمًا في مراقبة وإدارة جودة المياه في المناطق الجافة ، والدكتورة ندى سالم الذياب، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود، عن بحثها “التسلسل الجينومي الأولي لعزلات بكتيرية من محصول البطاطس وتدخل الجسيمات النانوية لتحفيز تخليق المُستقلبات الثانوية”، والذي يعتمد على نهجٍ جينيٍ مُستهدف لتحسين نمو المحاصيل وسلامتها من خلال دمج تقنية النانو وعلم الجينوم الميكروبي.

وأثنى مجلس أمناء الجائزة في ختام اجتماعه السنوي، على الأعمال الفائزة بالجائزة وتأثيرها في مجال تعزيز الأمن الغذائي وإمكانية الاستفادة منها لإيجاد حلول مُستدامة في المناطق الجافة، مبينًا أن الأعمال المقدمة تُعدّ إضافة لقطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة والمناطق الجافة على مستوى العالم.

وأوضح المجلس أن الجائزة تهدف إلى دعم العلماء والمبتكرين من جميع أنحاء العالم للإسهام في تحقيق المزيد من التقدم في مواجهة التحدّيات العالمية من خلال أبحاثهم ومشاريعهم الرائدة في مجال الأمن الغذائي بالمناطق الجافة، متمنيًا للفائزين في هذه الدورة المزيد من التفوق والنجاح، وأن تكون هذه الجائزة دافعًا لهم لمواصلة العمل وبذل المزيد من الجهود في الأبحاث والابتكارات في مجال الجائزة.

مقالات مشابهة

  • القيادة بدون استخدام اليدين.. ريفيان تطلق ميزات تنافسية في سياراتها
  • اليوم.. انطلاق عيادة متنقلة لقياس الضغط والسكر العشوائي أمام مستشفى إسنا
  • بالأسماء.. إصابة 3 سيدات بانفجار أنبوبة غاز داخل عيادة طبيب بالبحيرة
  • مشروع قانون.. حقوق مشروعة للموظف في التغيب للبحث عن عمل جديد
  • الطالبي العلمي من تطوان: لا يمكن لحزب الأحرار إلا أن يتبوأ المرتبة الأولى في جهة الشمال
  • إيران تعلن عن اكتشاف احتياطي ضخم لليثيوم بتركيزات تنافسية عالميا
  • معهد التخطيط القومي ودراسات الشرق الأوسط يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة في البحث العلمي
  • وزيرة الشؤون: تمكين المرأة في التكنولوجيا استثمار لمستقبل أكثر شمولاً وازدهاراً
  • مجلس أمناء جائزة المراعي للإبداع العلمي يعلن أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها 2024
  • تواصل الأنشطة الرمضانية لنادي الهلال بالحديدة في أجواء تنافسية وروحانية