حنان أبو الضياء تكتب :السينما ترصد عبثية السياسة العالمية
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
فى الآونة الأخيرة ظهرت عبثية السياسىة العالمية, بكل قبحها وتجلت فى تراجع رئيس فرنسا عن إدانته لإسرائيل بسبب لبنان. والدعم الفاضح من أمريكا لإسرائيل. والسينما العالمية تناولت هذا الوجه القبيح للسياسة بسلسلة من الأعمال التى تقدم الوجه العابث لها؛ وكلها تتلاحم مع الأفكار الجريئة فى رواية جوزيف هيلر «جيد كالذهب»، حيث مساعد البيت الأبيض الذى يتجول قائلًا: «سنقول الحقيقة، حتى لو اضطررنا إلى الكذب للقيام بذلك».
تلك السينما ليست بهدف الضحك، لأنها مستوحاة من أحداث تجرى بالفعل، وتجرى على أساس يومى تقريبًا. والواقع أن السياسة العالمية مضحكة أكثر من السينما وفى المجتمع الديمقراطى ليست أكثر عقلانية، بل إنها قابلة للتلاعب. إنها تتلاعب بعواطف وأفكار الشعوب.
التحفة الساخرة Dr. Strangelove or: How I Learned to Stop Worrying and Love the Bomb «دكتور سترينجلوف أو كيف تعلمت التوقف عن القلق وحب القنبلة»، حيث يتعمق المخرج ستانلى كوبريك فى عبثية الحرب النووية. يبدأ الجنرال فى سلاح الجو الأمريكى جاك دى ريبر (ستيرلنج هايدن) هجومًا نوويًا على الاتحاد السوفييتى، فيرسل نحو أهدافهم جناح القاذفات الخاص به، بما فى ذلك الرائد تى جيه كينج كونج (سليم بيكينز). وفى الوقت نفسه، يتصارع الرئيس ميركين مافلى (بيتر سيلرز) مع الأزمة الوشيكة فى غرفة الحرب إلى جانب مستشاريه، بما فى ذلك العالم النازى السابق غريب الأطوار، دكتور سترينجلوف (أيضًا بيتر سيلرز). فاز هذا الفيلم الذى يعد مزيج قوى من الكوميديا والتعليق السياسى، بجوائز متعددة لأسلوبه الفريد فى تناول موضوع جاد.
يتناول الفيلم الدرامى الكوميدى (الألوان الأساسية) الذى أخرجه مايك نيكولز عام 1998، والمقتبس عن الرواية الأكثر مبيعًا، عالم الحملات السياسية المضطرب من خلال سرد خيالى لحملة بيل كلينتون الرئاسية عام 1992. ويسلط الفيلم الضوء على الصراعات والمعضلات الأخلاقية التى يواجهها أولئك الذين يسعون إلى تولى مناصب عامة، وذلك بفضل الأداء الرائع لجون ترافولتا وإيما تومسون وكاثى بيتس. فى هذا الفيلم عن ترشح بيل كلينتون للبيت الأبيض عام 1992، يتم اختيار الشاب الموهوب هنرى بيرتون (أدريان ليستر) للإشراف على الحملة الانتخابية للحاكم جاك ستانتون (جون ترافولتا). ينجذب بيرتون إلى عالم السياسى الملون ويراقب ستانتون–الذى لديه عين متجولة يمكن أن تكون سبب سقوطه–وهو يتنافس مع زوجته الطموحة سوزان (إيما تومسون) ومستشاره الصريح ريتشارد جيمونز (بيلى بوب ثورنتون).
خروف أسود
فيلم Black Sheep خروف أسود، حيث مايك (كريس فارلي)، مدرس التربية البدنية المهمل، لديه عادة سيئة تتمثل فى الحضور فى الوقت الخطأ وإحراج شقيقه، آل (تيم ماثيسون)، الذى يصادف أنه مرشح لمنصب حاكم الولاية. على أمل إنقاذ حملته، يكلف آل مساعده، ستيف (ديفيد سبيد)، بأخذ مايك إلى كوخ بعيد والاختباء هناك لبقية الحملة. فى الغابة، يكتشف الرجلان مخاطر تجعلهما يتوقان إلى النشطاء السياسيين الفاسدين فى المدينة الكبيرة. الفيلم أخرجته بينيلوبى سبيريس عام 1996، بطولة كريس فارلى وديفيد سبيد، فى رحلة مرحة عبر عالم الحملات السياسية، تتألق براعة فارلى الكوميدية، حيث يقدم استكشافًا ترفيهيًا للولاء الأسرى. إنه مزيج الفكاهة الهزلية والسخرية السياسية.
عالم السياسة الأمريكية المضطرب
يقدم فيلم بيتر سيجال الكوميدى فيلم My Fellow Americans الذى تدور أحداثه فى عام 1996، معتمدًا على الكيمياء الكوميدية التى لا تشوبها شائبة بين جاك ليمون وجيمس جارنر، نظرة خفيفة وعميقة إلى عالم السياسة الأمريكية المضطرب فى كثير من الأحيان. وباعتبارهما رئيسين سابقين تحولا إلى حليفين غير متوقعين، يقدم ليمون وجارن روح الدعابة والبصيرة، ويستكشفان موضوعات الصداقة والثقة وثمن الطموح السياسى.
وفى فيلم My Fellow Americans يكره الرئيسان السابقان كرامر (جاك ليمون) ودوجلاس (جيمس جارنر) بعضهما البعض لسنوات. ولكن عندما تحاول الإدارة الحالية للرئيس هانى (دان أيكرويد)–نائب الرئيس السابق لكرامر–إلقاء اللوم على الرئيسين السابقين فى سلسلة من الرشاوى من شركة مقاولات دفاعية، يتعاونان معًا. ومع محاولة أتباع هانى قتلهما، ينطلقان عبر البلاد لمحاولة تبرئة سمعتهما. وفى هذه العملية، يريان جانبًا من أمريكا لم يعرفاه من قبل.
وفاة ستالين هو فيلم كوميدى سياسى هجائى، إنتاج 2017 للمخرج والكاتب المشارك أرماندو يانوتشى. ومن النجوم ستيف بوشيمى، سيمون راسل بيل، بادى كونسيدين، روبرت فيرند، جيسون إيزاك، مايكل بالين، أندريا ريسبوروج وجيفرى تامبور. استنادًا إلى الرواية المصورة الفرنسية La mort de Staline، يصور الفيلم الصراع على السلطة السوفييتية بعد وفاة الزعيم السوفييتى الثورى والسياسى جوزيف ستالين (أدريان ماكلوجلين) فى عام 1953.
فى فيلم «موت ستالين» يخشى الجميع من القتل طوال الوقت. جاء إعلان وفاة ستالين وحزن الملايين من الناس علنًا (توفى عدد غير معروف فى تدافع، فى طريقهم لرؤية جثمان ستالين)، واحتفل عدد قليل منهم سرًا. إن إيانوتشى يُظهِر لنا شيئًا لا يفهمه إلا قِلة من الناس عن حكم ستالين وما تلاه: وهو أنه كان مرعبًا ومثيرًا للسخرية، ومرعبًا فى سخافة. ففى مشهد مرعب، نرى سبعة رجال، كل منهم يأمل فى خلافة ستالين، يناقشون اقتراحًا بـ«إيقاف» الاعتقالات والإعدامات وإطلاق سراح بعض السجناء. وليس لديهم أسباب أفضل لإنقاذ حياة الناس من تلك التى كانت لديهم لإدانتهم، وهم يدركون هذا جيدًا؛ فمناقشاتهم أشبه بطقوس متوترة، يظل معناها غامضًا بالنسبة للجميع، بما فى ذلك المشاركين.
* إعداد المسرح للثورة
فيلم حساء البط (Duck Soup) فيلم للمخرج ليو مكارى، كتبه بيرت كالمار وهارى روبى، وصدر لدور العرض فى 17 نوفمبر 1933. الفيلم من بطولة الإخوة ماركس (جروشو وهاربو وتشيكو وزيبو، وهم عائلة سينمائية كوميدية أمريكية اشتهرت فى الثلاثينيات). يلعب جروشو دور الرئيس الجديد لدولة خيالية، وزيبو هو سكرتيره، بينما هاربو وتشيكو هما جاسوسان من دولة منافسة. عندما تتعرض دولة فريدونيا الصغيرة للإفلاس، تصر محسنتها الغنية السيدة تيسديل (مارجريت دومونت) على أن يصبح روفوس تى فايرفلاى (جروتشو ماركس) الغريب الأطوار رئيسًا للبلاد، ولأنها تشعر بضعف فى القيادة، ترسل دولة سيلفانيا المجاورة الجاسوسين بينكى (هاربو ماركس) وشيكولينى (شيكو ماركس) لإعداد المسرح للثورة. ومع اشتباك فايرفلاى مع السفير السيلفانى (لويس كالهرن)، تندلع الكثير من الفوضى، وتوشك الدولتان على الحرب الشاملة.
يقدم الفيلم الدرامى الكوميدى ديف الذى أخرجه إيفان رايتمان عام 1993 استكشافًا مؤثرًا وملهمًا للنظام السياسى الأمريكى. يدور الفيلم حول رجل عادى يجد نفسه فجأة ينتحل شخصية الرئيس، وينجح ديف فى إظهار أهمية النزاهة والرحمة فى السياسة.. الفكرة اعتمدت على تخطيط رئيس موظفى البيت الأبيض المراوغ بوب ألكسندر (فرانك لانجيلا) لاستخدام بديل للرئيس (كيفن كلاين) فى فرصة التقاط صورة عامة. وينطبق هذا الوصف على صاحب الأعمال الصغيرة ديف كوفيك (كلاين)، ولكن بعد إصابة الرئيس بسكتة دماغية، يرتب الانتهازى ألكسندر لديف ليتولى مهام منصبه بشكل كامل دون حتى إخبار السيدة الأولى (سيجورنى ويفر). ولا يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن تدرك الصحافة والأمة وزوجة الرئيس أن هناك شيئًا مختلفًا.
ينقل الفيلم الكوميدى الروس قادمون، الروس قادمون الذى أخرجه نورمان جويسون عام 1966 التوترات والعبثية التى سادت أثناء الحرب الباردة، فى حين يقدم دراسة مرحة للجنون العسكرى. وبفضل طاقم الممثلين الموهوب والسيناريو الذكى، نجح هذا الفيلم فى إيجاد روح الدعابة فى مناخ سياسى بعيد كل البعد عن الفكاهة. ويبرز فيلم «الروس قادمون، الروس قادمون» باعتباره كوميديا سياسية كلاسيكية لا تزال تلقى صدى لدى الجماهير. تصور القصة الساخرة الفوضى التى أعقبت جنوح الغواصة السوفيتية «الأخطبوط» قبالة جزيرة صغيرة فى نيو إنجلاند. يستند السيناريو إلى رواية ناثانيال بينشلى لعام 1961 بعنوان The Off-Islanders. ففى صباح أحد أيام شهر سبتمبر، اقتربت الغواصة البحرية كثيرًا من ساحل نيو إنجلاند عندما أراد قائدها رؤية أمريكا الشمالية وجنحت على شريط رملى بالقرب من جزيرة جلوستر قبالة ساحل نيو إنجلاند، والتى يبلغ عدد سكانها حوالى 200 شخص. وبدلًا من الاتصال بالراديو طلبًا للمساعدة والمخاطرة بحادث دولى محرج، أرسل القبطان مجموعة إنزال مكونة من تسعة رجال، برئاسة زامبوليته الملازم يورى روزانوف، للعثور على زورق بخارى للمساعدة فى تحرير الغواصة.
* التلاعب بوسائل الإعلام والرأى العام
فيلم هز الكلب Wag the Dog الذى أخرجه بارى ليفينسون عام 1997 تحليلًا متقنًا للتلاعب بوسائل الإعلام والرأى العام فى أوقات الأزمات السياسية. ويسلط هذا الفيلم الضوء بفعالية على مدى ما قد يبذله الساسة من جهد للحفاظ على سلطتهم وصورتهم. ويقدم تصوير فيلم Wag the Dog الخداع والتضليل السياسيين. فمع اقتراب موعد الانتخابات بعد أسبوعين فقط، تتهم مراهقة الرئيس بالاعتداء عليها جنسيًا أثناء قيام مجموعتها بجولة فى البيت الأبيض. يتم استدعاء خبير الدعاية كونراد بريان (روبرت دى نيرو) للسيطرة على الأضرار. توصيته هى أن ما تحتاجه البلاد (أو الرئيس) هو حرب صغيرة لطيفة لتحويل انتباه الصحافة والجمهور.
يبدأ بإنكار أشياء غير حقيقية على أية حال، مثل الخطط الخاصة بقاذفة القنابل من طراز بي-3، وبالتالى إثارة شكوك الصحافة فى وجود مثل هذه الطائرة قيد التنفيذ بالفعل وأيضًا فى أن الألبان ربما يحشدون قواتهم. لا مشكلة لديه فى ابتكار لقطات حربية جيدة. إنه يعرف الرجل المناسب لإنتاج حرب تليفزيونية ستانلى موتس (داستن هوفمان)، منتج أفلام ضخمة ناجحة. إن الكيفية التى يتم بها خداع البلاد وكل من هم على دراية بالأمر فى وكالة الاستخبارات المركزية تشكل متعة للمشاهدة، وإن كانت مزعجة بعض الشيء. إن الإزعاج فى هذا الصدد بالنسبة لوسائل الإعلام والسياسيين منخفض للغاية على أى حال لدرجة أن هذه المحاكاة الساخرة تبدو معقولة تقريبًا. وبينما يواجه الرئيس الحقيقى نفس النوع من الاتهامات التى وردت فى الفيلم، نرى أن الخط الفاصل بين الواقع والخيال يُخترق كل يوم.
بطل ترامب موجودًا قبل 40 عامًا
يستعرض الفيلم الدرامى Being There الذى أخرجه هال آشبى عام 1979 الأداء الرائع للممثل بيتر سيلرز فى دور بستانى بسيط العقل يتحول عن غير قصد إلى شخصية سياسية قوية. ومن خلال دراسته الثاقبة للإدراك والخداع فى السياسة، يسلط فيلم Being There الضوء بفعالية على إيمان المجتمع الأعمى بشخصيات السلطة..عجبنى مقال ربط فيه الناقد بيتر بارت بين فيلم Being There ودونالد ترامب؛ حيث يؤكد أن بطل ترامب الذى كان موجودًا قبل 40 عامًا بنى قاعدته القوية على رسالة لم يفهمها أبدًا تبدو السمات الأسطورية لتشونسى جاردنر، بطل فيلم Being There، ذات صلة غريبة اليوم لأنها تعكس سمات ترامب كمايرى؛ فى الواقع، كانت الرئاسة هى المسار المهنى الذى كان من المقدر لتشونسى أن يسلكه. إن فيلم Being There هو تذكير حى بكيفية أن الجهل والأمية، الممزوجين بالموقف، يمكن أن يؤديا إلى الشهرة والثروات. تدور أحداث الرواية حول بستانى بسيط العقل يعمل فى قصر فى واشنطن العاصمة أصيب بالذهول عندما توفى المالك الثرى فجأة. بدأ تشونسى يرتدى بدلات مالكه الأنيقة، ويحاول تقليد أخلاقه، فى القيام بجولات اجتماعية، واكتشف أن ملاحظاته غير الرسمية كانت تُفسَّر باستمرار على أنها حكمة مجازية. وعندما سُئل عن الاقتصاد، توقع أن حديقته ستزدهر فى ذلك الربيع. كانت ردوده الغامضة على مضيفات البرامج التليفزيونية فى وقت متأخر من الليل تعتبر ذكية للغاية.
* اغتيال الدكتاتور
يناقش فيلم المقابلة الجريئة الموضوعات السياسية المتقلبة. أخرجه سيث روجن وإيفان جولدبرج عام 2014 حول مقدم برامج تليفزيونية ومنتجه اللذين كُلِّفا باغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون. يقدم الفيلم مزيجًا جريئًا من الفكاهة والحركة والتعليق الجيوسياسى، ويصور فى الوقت المناسب السخافات والمخاطر التى قد تنشأ عن الدبلوماسية الدولية. إن استكشاف ديف سكاى لارك (جيمس فرانكو) ومنتج البرنامج آرون رابوبورت (سيث روجن) هما الفريق الذى يقف وراء البرنامج التليفزيونى الشعبى «سكاى لارك تونايت». وبعد أن علموا أن كيم جونج أون (راندال بارك) من كوريا الشمالية من أشد المعجبين بالبرنامج، نجحوا فى ترتيب مقابلة معه على أمل إضفاء الشرعية على أنفسهم كصحافيين حقيقيين. ومع ذلك، بينما يستعد ديف وآرون لرحلتهما إلى بيونج يانج، تتدخل وكالة المخابرات المركزية، وتجندهما، وتكلفهما بمهمة لا تصدق: اغتيال الدكتاتور.
* التصويت فى الأمم المتحدة على العمل العسكرى
إن فيلم In the Loop البريطانى الذى أخرجه أرماندو إيانوتشى عام 2009.هو فيلم ساخر لاذع عن المؤامرات التى تدور خلف الكواليس والتى تحرك السياسة، ويسلط الضوء على العبث والمكائد عالية المخاطر المحيطة بالعلاقات الدولية. إن الحوار السريع وطاقم الممثلين المتميزين يجسدان بفعالية الفكاهة والهستيريا التى غالبًا ما تصاحب مناورات الساسة ومستشاريهم. ففى خلال مقابلة، يدلى وزير مجلس الوزراء البريطانى سايمون فوستر (توم هولاندر) بتصريح عفوى مفاده بأن الحرب فى الشرق الأوسط «غير متوقعة». ويحاول الخبير السياسى المبتذل مالكولم تاكر (بيتر كابالدي) التغطية على خطأ فوستر، لكن مسؤولًا أمريكيًا محبًا للحرب يلتقط التعليق السيئ. ويتلقى فوستر دعوة لزيارة واشنطن العاصمة، حيث تشتعل حرب كلامية بين الساسة الذين يتلاعبون ويخدعون بعضهم البعض قبل التصويت فى الأمم المتحدة على العمل العسكرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ماكرون السينما السياسة العالمية هذا الفیلم فى ذلک
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
فى حضرة الشاشة الكبيرة تجوب الأنفس أرجاء العالم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حيث تتلاقى الثقافات والفنون والعادات والتقاليد من مختلف دول العالم فى مهرجان القاهرة السينمائى بدورته الـ45، التى تحمل تنوعاً وثراءً فنياً واضحاً من جميع الدول، فى رحلة لا منتهية من السعادة والمتعة، فمن بين الأعمال السينمائية المشاركة والتى تعرض لأول مرة ضمن فعاليات المهرجان، الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، والسورى «سلمى»، كل منهما يحمل قصة ورسالة مختلفة بقضية إنسانية تلمس الوجدان.
«أنا مش أنا» فيلم مغربى مدبلج باللهجة المصريةوقال هشام الجبارى، مخرج ومؤلف الفيلم المغربى «أنا مش أنا»، الذى جرى عرضه باللهجة المصرية بعد دبلجته، إن الفيلم يعد خطوة فى مسار تعزيز التبادل الفنى بين المغرب ومصر، وبخاصة أن اللهجة المغربية صعبة الفهم، لذا تمت دبلجة الفيلم لكسر الحاجز بين الشعوب العربية حتى يتمكنوا من فهم أحداث العمل.
والأمر نفسه أكده بطل العمل عزيز داداس، الذى أعرب عن فخره وسعادته بمشاركته فى مهرجان القاهرة، قائلاً: «شرف كبير لى عرض الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الأهم والأعرق فى المنطقة العربية، وسعيد بدبلجته إلى اللهجة المصرية».
وشهدت قاعة العرض حالة كبيرة من التصفيق والتفاعل مع الحضور فور انتهاء عرض الفيلم، الذى حرص عدد من نجوم الفن والرياضة المغاربة على دعمه بمشاهدته بالمهرجان، حيث رفع الفيلم شعار كامل العدد قبل أيام من انطلاقه بدور العرض المصرية.
فيلم «أنا مش أنا» من تأليف وإخراج هشام الجبارى، بطولة عزيز داداس، مجدولين الإدريسى، دنيا بوطازوت، وسكينة درابيل، ووِصال بيريز، وإنتاج فاطنة بنكران.
يأتى ذلك كجزء من مبادرة مهرجان القاهرة السينمائى لدعم التجارب السينمائية التى تعزز التواصل الثقافى بين الشعوب، إذ يمكن الجمهور المصرى من التفاعل مع إنتاجات دول أخرى خارج الدائرة المعتادة للسينما العالمية.
وذكر مهرجان القاهرة السينمائى، فى بيان، أنه فخور بهذه التجربة التى تسعى إلى تقديم صورة جديدة للإبداع السينمائى، من خلال التفاعل بين الصورة والصوت والتجارب الثقافية المختلفة، وهو ما يعكس التزامه بدعم التنوع السينمائى عالمياً.
«سلمى» يسلط الضوء على معاناة الشعب السورىأما الفيلم السورى «سلمى»، الذى يشارك فى مسابقة آفاق للسينما العربية، فهو من بطولة الفنانة السورية سولاف فواخرجى، التى أعربت عن سعادتها بالعرض العالمى الأول لفيلمها بمهرجان القاهرة السينمائى، موضحة فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الفيلم يتناول قضية إنسانية رغم المآسى التى يتطرق إليها وتعبر عن واقع الشعب السورى إلا أنها حاولت أن يكون الفيلم رسالة قوية للقدرة على المواصلة فى تجاوز الصعاب بالإرادة.
«سولاف»: رسالة لتجاوز الصعاب بالإرادةوقال جود سعيد، مخرج «سلمى»، الذى يشارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى للمرة السادسة، منذ عام 2009، إنه كان يشعر بالحزن عندما لا يشارك بأفلامه ضمن المهرجان، مشدداً على رفضه لفكرة حمل الفيلم رسالة محددة، وأن كل مشاهد هو صانع العمل بعينه ويراه حسبما يشاء تبعاً لثقافته وما يشعر به.
وأضاف «سعيد» أنه مهووس بالقصص والحكايات الحقيقية وتحويلها لعمل فنى يتفاعل ويستمتع معه الجمهور، لافتاً إلى أنه تجمعه علاقة صداقة قوية مع «سولاف»، أفضت إلى مزيد من التعاون بينهما وحالة من الشراكة انعكست على الشاشة.
من جانبه، أعرب الفنان السورى ورد، الذى يجسد دور شقيق بطلة العمل «سولاف» بالأحداث، أن مشاركة «سلمى» بالمهرجان حلم بالنسبة له وطموح لكل من يعمل فى صناعة السينما، معرباً عن فخره بفكرة الفيلم التى تنتمى إلى الكوميديا السوداء.