كاتب أميركي: بايدن رئيس كارثي وغير كفء أغرق العالم في الفوضى
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
يقول كاتب أميركي مختص بسيرة الرئيس الأميركي جو بايدن إن سياسة بايدن بشأن القضية الفلسطينية محيرة وغير مفهومة، وهو الرئيس الأميركي الوحيد الذي لم يضع خطوطا حمراء أمام إسرائيل، مهما كان حجمها.
ورد ذلك في مقابلة أجراها موقع "موندويس" الأميركي مع برانكو مارسيتيتش كاتب سيرة الرئيس الأميركي جو بايدن ومؤلف كتاب "رجل الأمس: القضية ضد جو بايدن"، تحدث خلالها عن سياسة بايدن الخارجية في فلسطين وإيران وأوكرانيا وأفغانستان.
وذكر مارسيتيتش للموقع المختص بالقضية الفلسطينية أن الناس يقولون في الغالب إن كل الرؤساء الأميركيين السابقين يتشابهون عندما يتعلق الأمر بفلسطين، وإنهم جميعا كانوا يضعون بعض الخطوط الحمراء الأساسية للغاية أمام إسرائيل، باستثناء بايدن الذي لم يفعل ذلك.
محيرة للغايةوأوضح أنه يجد سياسة بايدن تجاه إسرائيل بعد طوفان الأقصى محيّرة للغاية. حيث بشاعة ما يراقبه كل العالم، والقتل الجماعي اليومي المستمر، مشيرا إلى أنه يرى أن بايدن يتناول مسألة الدعم القاطع لإسرائيل على أنها مسألة سياسية بحتة تساعده على الفوز في الانتخابات، وليس من منطلق إيمان حقيقي بإسرائيل.
وأضاف أن ما يشاهده منذ العام الماضي من بايدن وهو يمزق بشكل فعال فرص إعادة انتخابه ويدمر أي إرث قد يرغب في المطالبة به كرئيس، أمر محير. فقد ظل بايدن يدعم فقط كل ما تفعله إسرائيل.
واستمر مارسيتيتش يقول إنه لا يجد تفسيرا جيدا لسبب قيام بايدن بذلك، لكنه يظن أن الكثير منه يتعلق بأعمال البيت الأبيض التي لا يطلع عليها الجمهور، مضيفا أنه تلقى معلومات ضئيلة عن أن بايدن لم يتم إعطاؤه الصورة الكاملة لما كان يحدث في فلسطين.
لا يرقى لمستوى المنصب
وقال أيضا إنه حصل على الكثير من المعلومات حول ضعف بايدن، وحول حقيقة أنه لا يرقى إلى مستوى الوظيفة التي يقوم بها، مضيفا أن كل هذه الأشياء توحي له أنه من المحتمل أن يكون هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها حول ما يحدث في الأعمال الداخلية للبيت الأبيض وما الذي يشكّل في الواقع تفكير بايدن، "من يدري، ربما في غضون عام أو عامين أو خمسة، سنكتشف سبب ذلك، لكنه غريب حقا".
وأعرب مارسيتيتش عن اعتقاده أن الموقف القوي الذي اتخذه بايدن بشأن أفغانستان، أي الانسحاب من هناك، وهو أمر لم يجرؤ باراك أوباما ولا دونالد ترامب على فعله -وهو موقف مفاجئ بشجاعته لكثير من المراقبين لبايدن- جعله يعتقد أن "السياسة المتشددة" هي التي تكسبه رأس مال سياسيا كرئيس. لذلك تشدد في سياسته تجاه أوكرانيا، وغزة، ولم يعر اهتماما للدبلوماسية في كلا القضيتين.
وعلق على نهج بايدن في أوكرانيا وغزة، قائلا إن سياسته في الحالتين بددت آماله في تحقيق إرث يعتز به، وإن سياسته تجاه غزة على وجه الخصوص انتهت إلى أن تكون أكبر مسؤولية في رئاسته بأكملها.
الأكثر كارثيةوعاد ليقول، رغم أن بايدن ركز بشكل متزايد على السياسة الخارجية كعنصر رئيسي في إرثه، فإنه يعتقد أن سياسة بايدن الخارجية كانت الجزء الأكثر كارثية في فترة ولايته بأكملها.
وعن سياسة بايدن تجاه إيران، قال مارسيتيتش يبدو أن بايدن تخلى بشكل أساسي عن الدبلوماسية مع طهران، مثلما كان يفعل أوباما، ليقوم بما كان يقوم به ترامب مثل عزلها إقليميا وتعزيز العلاقات مع جيرانها. وقد ظل بايدن مستمرا في محاولة الضغط نحو صفقات التطبيع بين إسرائيل وجارات إيران.
ووصف مارسيتيتش الوضع في الشرق الأوسط حاليا بالسيئ للغاية، حيث من المحتمل أن تدخل إيران الحرب مع حزب الله وإسرائيل والولايات المتحدة، أو خلق الظروف المناسبة لحرب أميركية إيرانية في عهد ترامب إذا فاز.
وعن تزويد إدارة بايدن الذي لم يتوقف لإسرائيل بالأسلحة خلال حرب غزة رغم أن استطلاعات الرأي تقول إن الناخبين الديمقراطيين يريدون اشتراط المساعدات لإسرائيل وحتى دعم حظر الأسلحة على البلاد، قال مارسيتيتش إن الحقيقة البديهية القديمة في السياسة الأميركية تقول إن السياسة الخارجية في الولايات المتحدة منفصلة تماما عن أي نوع من العملية الديمقراطية، أو أي نوع من المساءلة الديمقراطية.
تأثير المالوأضاف أنه يفهم أن استمرار إدارة بايدن في تزويد إسرائيل المستمر بالأسلحة يجد تفسيره في المال، مشيرا إلى أنه عندما أراد بايدن حجب القنابل التي تزن ألفي رطل و500 رطل عن إسرائيل كنوع من التحذير ضد غزو رفح، أرسل حاييم سابان، وهو متبرع كبير للحزب الديمقراطي، فورا رسالة بالبريد الإلكتروني للبيت الأبيض قال فيها "أنا رجل قضية واحدة وقضيتي الوحيدة هي إسرائيل".
وبعد ذلك بوقت قصير، حافظ بايدن على الحظر المفروض على القنابل التي تزن ألفي رطل، لكنه سمح باستئناف القنابل التي تزن 500 رطل، ومنذ ذلك الحين، لم يكن هناك أي قيود على الإطلاق على أي أسلحة من الولايات المتحدة لإسرائيل.
وأضاف مارسيتيتش أن هذا يخبركم بمن يستمع إليه الحزب الديمقراطي ومن تستمع إليه إدارة بايدن. فمن الواضح أن الناخبين غير الملتزمين كان لهم تأثير أيضا، ولكن من الواضح أيضا أن هذه الإدارة والحزب لا يزالان أكثر قلقا بشأن غضب المتبرعين من غضب الناخبين المسلمين والعرب الأميركيين واليهود المناهضين للحرب.
وعبر عن اعتقاده بأن الوضوح الأخلاقي حول الإبادة الجماعية في غزة وتسهيل بايدن لها سيصبح، على غرار فيتنام، أكثر وضوحا في السنوات والعقود المقبلة.
وأضاف أن بايدن سينتهي كرئيس كارثي غير كفء أغرق العالم في حالة من الفوضى وألحق أضرارا عميقة ودائمة بالبلاد وبمطالبتها بالقيادة العالمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات سیاسة بایدن أن بایدن
إقرأ أيضاً:
أسرار التطبيق الصيني الذي أودى بأسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم
أثار إطلاق تطبيق الدردشة الصيني "ديبسيك" موجة من التغيير في قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بعد أن تفوق سريعاً على تطبيق "تشات جي بي تي" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً على أنظمة تشغيل آيفون في الولايات المتحدة، وهو ما تسبب في إلحاق خسارة فادحة لشركة "إن فيديا"، المتخصصة في تصنيع الرقائق، بلغت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال يوم واحد، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً في سوق الأسهم الأمريكية.
تكلفة قليلة
يتمتع النموذج اللغوي الكبير (LLM) الذي يغذي التطبيق بقدرات تحليلية تقارب نماذج أمريكية مثل نموذج "o1" التابع لشركة "أوبن إيه آي"، لكنه، بحسب خبراء، يتطلب تكلفة قليلة لتدريبه وتشغيله، بحسب نقرير لـ"بي بي سي".
وتقول "ديبسيك" إنها حققت ذلك من خلال اعتماد استراتيجيات تقنية قلّلت من الوقت الحسابي المطلوب لتدريب نموذجها المسمى "آر1"، ومن حجم الذاكرة اللازمة لتخزينه، وتقول الشركة إن تقليل هذه التكاليف الإضافية أدى إلى خفض هائل في التكلفة.
وبحسب تقارير فإن تدريب النموذج الأساسي "آر1-الإصدار الثالث" استغرق نحو 2.788 مليون ساعة تشغيل من خلال العديد من وحدات معالجة الرسومات في وقت واحد، بتكلفة تقديرية تقل عن 6 ملايين دولار، مقارنة بأكثر من 100 مليون دولار التي صرّح بها سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن إيه آي"، كتكلفة لازمة لتدريب "جي بي تي-الإصدار الرابع".
رقائق "إنفيديا"
جرى تدريب نماذج "ديبسيك" باستخدام ما يقرب من ألفي وحدة معالجة رسومات من طراز "إنفيديا إتش800"، وفقاً لورقة بحثية أصدرتها الشركة.
وتعدّ هذه الرقائق نسخة معدّلة من شريحة "إتش100" الشائعة، وقد صُممت خصيصاً لتناسب قوانين التصدير إلى الصين، وثمة احتمال أن تكون الشركة قد لجأت إلى تخزين كميات من هذه الشرائح قبل أن تشدّد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، القيود في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهي خطوة أدت بالفعل إلى حظر تصدير رقائق "إتش800" إلى الصين.
سرعة الانتشار
إن الأمر الذي أثار دهشة العديد من الأشخاص هو سرعة إنطلاق "ديبسيك" على الساحة بنموذج لغة كبير بهذا التنافس، لذا يعتبر مؤسس الشركة ليانغ وينفنغ، التي أسسها في 2023، في الصين "بطلاً للذكاء الاصطناعي".
ويلفت الإصدار الأخير من "ديبسيك" الأنظار أيضاً بسبب ما يعرف بـ "الأوزان" الخاصة به، وهي المعاملات الرقمية للنموذج التي يجري الحصول عليها من خلال عملية التدريب، وكانت الشركة قد نشرت تلك المعلومات علناً، بالإضافة إلى ورقة تقنية تشرح عملية تطوير النموذج، وهو ما يتيح للمجموعات الأخرى إمكانية تشغيل النموذج على معداتها الخاصة وتكييفه ليلائم مهام أخرى.
وتعني هذه الشفافية النسبية أيضاً أن الباحثين في شتى أرجاء العالم، أصبح بمقدورهم معرفة أسرار النموذج واكتشاف طريقة عمله، على عكس نماذج "o1" و"o3" لشركة "أوبن إيه آي" والتي تعتبر بالفعل بمثابة صناديق مغلقة.
لكن هناك بعض التفاصيل المفقودة، مثل مجموعات البيانات والشفرة المستخدمة في تدريب النماذج، وهو ما دفع مجموعة من الباحثين إلى السعي حاليا لتجميع هذه التفاصيل معاً.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
ربما تبرهن "ديبسيك" على أنه ليس من الضروري امتلاك موارد ضخمة لبناء نماذج ذكاء اصطناعي معقدة. ومن المتوقع أننا سنرى نماذج ذكاء اصطناعي قوية يجري تطويرها باستخدام موارد أقل بشكل متزايد، في ظل بحث الشركات عن طرق لزيادة كفاءة تدريب النماذج وتشغيلها.
وتهيمن شركات "التكنولوجيا الكبرى" في الولايات المتحدة، حتى الآن، على قطاع الذكاء الاصطناعي، وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وصف صعود "ديبسيك" بأنه "دعوة لاستيقاظ" قطاع التكنولوجيا الأمريكي.
إلا أن هذا التطور قد لا يكون خبراً سيئاً لشركات مثل "إنفيديا" على المدى الطويل، ففي ظل تراجع تكاليف تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي سواء من حيث المال أو الوقت، سيكون من الأسهل على الشركات والحكومات تبني هذه التكنولوجيا، وهو ما سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على المنتجات الجديدة والرقائق التي تستخدمها، وهكذا يستمر العمل.