فوز كاسح : قيس سعيّد رئيسا لتونس لولاية ثانية مع 90,7% من الأصوات
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
تونس - فاز الرئيس قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات في تونس منذ العام 2021، بولاية ثانية بعد نيله 90,7% من الأصوات، وفق ما أعلنت هيئة الانتخابات الإثنين، في اقتراع رئاسي غاب فيه التنافس وسجلت نسبة اقبال متدنية.
واقترع 2,4 مليون شخص لصالح سعيّد، بينما نال منافسه المسجون العياشي زمال 197 ألف صوت (7,35%)، والنائب السابق زهير المغزاوي 52 ألفا (1,97%)، بحسب هيئة الانتخابات.
وبلغت نسبة المشاركة 28,8%، وهي الأدنى منذ الثورة التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي في 2011.
وشارك في الانتخابات 65% من المسجلين (9,7 مليون ناخب) من الفئة العمرية بين 36 و60 عاما، بينما قاطعتها بشكل كبير فئة الشباب بين 16 و36 عاما ولم يشارك سوى 6% والتي كان لها الفضل في فوز سعيّد في العام 2019، بحسب احصاءات هيئة الانتخابات الأحد.
وتنافس سعيّد (66 عاما) مع المغزاوي (59 عاما)، والمهندس ورجل الأعمال زمال (47 عاما) الذي يستثمر في المجال الزراعي والمحكوم عليه بالسجن لأكثر من 14 عاما بتهم "تزوير" تزكيات شعبية ضرورية للترشح للانتخابات.
وإثر الإعلان عن فوز سعيّد بولاية جديدة من خمس سنوات، خرج المئات من أنصار الرئيس للاحتفال في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وهتفوا "الشعب يريد قيس سعيّد من جديد".
وانضم سعيّد الى أنصاره وسط الشارع رافعا علم بلاده، وأكد في تصريحات "اليوم ما تعيشه تونس هو استكمال للثورة وسنواصل ونشيد ونطهّر البلاد من المفسدين والمتآمرين".
وتابع "تونس ستبقى حرّة مستقلة أبد الدهر ولن تقبل بالتدخل الخارجي".
- "شرعية الانتخابات مشوّهة" -
وفي تعليقه على النتائج، اعتبر المحلل السياسي حاتم النفطي في تصريح لفرانس برس أن "شرعية الانتخابات مشوهة بعد أن تم استبعاد المرشحين البارزين".
وتابع "تعد هذه المشاركة الأسوأ منذ عام 2011. وبافتراض صحة النتائج، فهذا يعني أن سعيّد حافظ على نفس حجم القاعدة الانتخابية" منذ العام 2019.
ورأى الخبير في الشأن المغاربي الفرنسي بيار فيرميرين أنه حتى لو كانت "الشرعية الديموقراطية" لهذه الانتخابات "ضعيفة" مع تواضع نسبة المشاركة، فإن "تونس لديها رئيس وأغلبية التونسيين سمحوا بذلك".
وأكدت المتحدثة باسم إدارة الدبلوماسية في الاتحاد الأوربي نبيلة نصرلي في تصريحات للصحافيين الاثنين ان المنظمة "أخذت علما" بالانتقادات التي وجهتها مختلف المنظمات غير الحكومية "فيما يتعلق بنزاهة العملية الانتخابية".
وكان رئيس الهيئة الانتخابية فاروق بوعسكر أكد في مؤتمر صحافي الأحد "سنأخذ بعين الاعتبار الأحكام القضائية النهائية لمترشح عند النظر في النتائج" في أشارة إلى امكانية اسقاط أصوات الزمال في عدد من المحافظات التي يلاحق فيها قضائيا.
انتخب منير (65 عاما) سعيّد وبيّن لفرانس برس الاثنين بينما كان متواجدا في شارع الحبيب بورقيبة، أن المطلوب من الرئيس الاهتمام بملفات مهمّة مثل "المعيشة والتعليم والصحة وبالأخص الأمن".
لا يزال سعيّد الذي انتُخب بما يقرب من 73% من الأصوات وبنسبة مشاركة بلغت 58% في الجولة الثانية عام 2019، يتمتّع بشعبية لدى التونسيين حتى بعد قراره احتكار السلطات وحلّ البرلمان وتغيير الدستور بين عامي 2021 و2022.
بعد خمس سنوات من الحكم، يتعرّض سعيّد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، لأنه كرّس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، وخصوصا حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي هيمن على الحياة السياسية خلال السنوات العشر من التحوّل الديموقراطي عقب الإطاحة بالرئيس بن علي في العام 2011.
وتندّد المعارضة التي يقبع أبرز زعمائها في السجن ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ"الانجراف السلطوي" من خلال الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.
وتعرّضت عملية قبول ملفات المرشحين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لانتقادات شديدة وصلت الى اتهامها بالانحياز الكامل لسعيّد حين رفضت قرارا قضائيا بإعادة قبول مرشحين معارضين بارزين.
وتشير إحصاءات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "أكثر من 170 شخصا هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية او لممارسة الحقوق الأساسية" في تونس.
ويلفت النفطي إلى امكانية حصول مزيد من القيود من قبل السلطة بعد "تتويج سعيّد" الذي رفع شعاراته المفضلة الأحد وقال بنبرة صوت عالية "سنطهر البلاد من الفاسدين والمفسدين".
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
صاروخ يمني يُدخل ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.. والحوثي يُهدد ثانية
بغداد اليوم - متابعة
أفاد الجيش الإسرائيلي، بأن قواته اعترضت صاروخا أطلق من اليمن وعبر إلى الأراضي الإسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء (25 كانون الأول 2024).
وذكر الجيش، وذكر في منشور على منصة "إكس": "للمرة الخامسة في أسبوع، سارع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ مع شن الإرهابيين الحوثيين في اليمن هجوما صاروخيا".
وأضاف، إنه تم تفعيل صفارات الإنذار بسبب احتمال سقوط شظايا من عملية الاعتراض.
وكان عضو المجلس السياسي لأنصار الله، محمد علي الحوثي، حذر في كلمة مصورة بثها عبر منصة "إكس"، "الأميركيين من استهداف اليمن، مشددا على أن قواته ستضرب المصالح الأميركية في الشرق الأوسط بلا أي خطوط حمراء".
وأعلن أنه إما أن يتوقف العدوان على غزة واليمن، أو أن الحوثيين سيستهدفون أي هدف أميركي حساس يمكن أن يوصل رسالتهم.
كما وجهت الحوثي جميع المشافي العامة والخاصة في المناطق التي تسيطر عليها إلى رفع الجاهزية في جميع أقسامها، تحسبا لأي طارئ.
جاء هذا بعدما أعلن مصدر إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي يفكر في شن هجوم آخر، وهو الرابع من حيث العدد، ضد الحوثيين في اليمن.
كما تابع أن القوات الجوية والجيش الإسرائيلي وجناح العمليات يعدون خططا أكثر عدوانية ويعملون أيضا على زيادة عدد الأهداف في جميع أنحاء اليمن.
ومنذ تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر العام الماضي (2023)، شن الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيرات نحو إسرائيل، واستهدفوا عشرات سفن الشحن أيضا في البحر الأحمر، "إسنادا لغزة".
إلا أن بعض المراقبين رأوا أن إسرائيل باتت بعد قضائها على قدرات كبيرة لدى حزب الله في لبنان، فضلا عن حماس، أكثر استعدادا وتصميماً على ضرب الحوثيين.
وقد أعلنت بالفعل صراحة أكثر من مرة أنها "قضت على كافة أذرع إيران في المنطقة ولم يبق سوى الحوثيين"، لتكررها اليوم أيضاً.