أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الوسطيّة تعد من أبرز خصائص الدين الإسلامي، وهي السمة الواضحة في الأخلاق والعبادات والمعاملات التي دعا إليها. 

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «فتاوى الناس»، المذاع على «قناة الناس»، اليوم الثلاثاء، أن هذا الدين يتميز بالاعتدال والعدل، مشددًا على ضرورة أن يكون الإنسان وسطًا في كل شيء.

أمين الفتوى: يجب أن نتوازن في أخذ الأوامر

وقال: «الوسطيّة تعني عدم الإفراط أو التفريط، لذلك يجب أن نتوازن في أخذ الأوامر واجتناب النواهي، فالمنهيات قليلة، بينما الحلال كثير لا يُحصى، هذا ما أكده القرآن الكريم عندما قال: (تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم)، مما يُشير إلى أن الله جعل لنا ما في الأرض حلالًا وحرم بعض الأمور، وهذا هو جوهر الوسطيّة.

كيفية تناغم الدين مع الحياة

وتحدث عن كيفية تناغم الدين مع الحياة، حيث أكد أن الإسلام لا يعارض العلم أو التقدم، بل يشجع على الاستمتاع بمتع الحياة في إطار شرعي، قائلًا: «إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره الدنيا كما كرهها البعض، بل دعا إلى الاعتدال في كل شيء».

وأشار إلى أن النساء في الشرائع السابقة كانت لا قيمة لهن، لكن الإسلام أعطى المرأة حقوقها وأكرمها، مٌوضحًا كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجته السيدة عائشة عندما طلب منها شيئًا وهي في فترة الحيض، مما يعكس جمال الشرع الإسلامي في التعامل مع المرأة.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية المرأة التعامل مع المرأة أمین الفتوى

إقرأ أيضاً:

في« ندوة بناءالإنسان».. أمين البحوث الإسلامية: الفتوى ليست مرتعًا للمتشدقين والمتنطعين

قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إن الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة؛ ففي ظل رحمة الله وتسامح الإسلام يعفى المؤمن من العقد النفسية والتشنجات العصبية التي تهتك حرمة النفس، وتودي به إلى الانتحار، أو الإلحاد.

وأوضح د. الجندي خلال كلمته التي ألقاها اليوم في الندوة التي عقدتها دار الإفتاء المصرية تحت عنوان: (الفتوى وبناء الإنسان)، أن الفتوى ليست مرتعًا للمتفيهقين من المتشدقين والمتنطعين وأنساقهم، فهؤلاء أخطر أداة لتدمير الإنسان وتعطيل عمارة الكون.

وأضاف أنه من المعلوم أنه تقرَّر إجماعًا أن الشريعة إنما جاءت لمصلحة العباد في العاجل والآجل معًا، ومن أكبر الأخطار في هذا الزمان: استعمال الشبكة العنكبوتية كمصدر لفتاوى المتفيهقين، وأنها كارثة عظمى تخترق جدران البيوت، بل تخترق عظام الرأس وأسوار القلب؛ فالإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع، ويتشكل عقل تقني قد تشبَّع بموجات إلحادية تارة، وتارة متطرفة، يروح ضحيتَها الإنسانُ بطموحاته وآماله.

وأوضح الأمين العام أنه عندما يخوض المتفيهق في استنباط الحُكم من النَّص المحكم، تتصاعد لديه أناة التفيهق فيخوض في المتشابه، فالمفتي الفقيه لديه فقه يتعامل من خلاله في ظل مقاصد الشريعة بالتناغم مع تفعيل طاقة الإنسان للعطاء، ومقصد الشريعة هو رعاية مصالح الناس سواء كانت ضروريات، أو تحسينيات، أو حاجيات، وبناءً على مبدأ رعاية المصالح وضع العلماء واستنبطوا قواعدَ خاصةً برفع المشقة والحراج؛ كقواعد: (المشقة تجلب التيسير)، و(الضرر يُزال)، و(الضرر لا يُزال بالضرر)، و(يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام)، و(الضرورات تقدَّر بقدْرها)، و(يُرتكب أخف الضررين لدفع أشدهما).

وأكَّد أنَّ بضاعة الفقه في تجارة الإنسان الوجودية أربح البضائع، وأنَّ الفقهاء يفهمون مراد الشارع، ويفهمون الحكمة في كل واقع، وفتاويهم تميز العاصي من الطائع، ومِن هنا فالمفتي هو المجتهد المتخصص المدقق، فليس كل مَن أفتى مفتيًا، مشيرًا إلى قول ابن عابدين نقلًا عن ابن الهُمَام : «وَقَدِ اسْتَقَرَّ رَأْيُ الأُصُولِيِّينَ عَلَى أَنَّ الْمُفْتِيَ هُوَ الْمُجْتَهِدُ، فَأَمَّا غَيْرُ الْمُجْتَهِدِ مِمَّنْ يَحْفَظُ أَقْوَال الْمُجْتَهِدِ فَلَيْسَ بِمُفْتٍ»، وقول الإمام مالك : «لَا يَنْبَغِي لِمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يُفْتِيَ النَّاسَ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ أَهْلًا لِلْفُتْيَا، فَإِذَا رَآهُ النَّاسُ أَهْلًا لِلْفُتْيَا فَلْيُفْتِ».

وتابع الدكتور الجندي أننا نرى في الآونة الأخيرة طرحًا من الفتاوى يصطدم ببناء الإنسان، ويشعره بالخوف من الإسلام؛ إذْ فقد هؤلاء روح الشريعة فخرجت جافة ضامرة، تارة بالهجوم على العلماء والأئمة المجتهدين، وتارة برمي الناس بالتكفير والطرد من رحمة الله، وأمرهم بالتفجير واستباحة الدماء والأعراض، وصار المؤمن يُرمَى بالشرك، ويصنف مع الفرق الضالة، ويعرف مكانه في الجحيم؛ لأنه خالف هوى جاهل من أولئك الجهلة.

وبيَّن أنه لم يعِ أصحاب هذه الأبواق المتفيهقة أن أمر الفتوى في الإسلام جد خطير، ولا يستهان به، وسيسأل الله كل إنسان عمَّا قاله أو فعله، يقول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا}، وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ}.

وفي ختام كلمته، لفت الأمين العام إلى أنه يحضره في بيان جهالة المتفيهق المتطرف بثوابت الشرع ومراعاة الموازنة بينه وبين واقع الناس ما يبرزه من فقه عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه- حين تولى الخلافة، أنه أجَّل تطبيق بعض أحكام الشريعة، فلمَّا استعجله ابنه في ذلك أجابه بقوله: «أخاف أن أحمل الناس على الحق جملةً فيدفعوه جملةً، ويكون من ذا فتنة»، ومِن فقه الإمام القرافي قوله: «لا تجمد على المطور في الكتب طول عمرك، بل إذا جاءك رجل من غير إقليمك يستفتيك، لا تخبره على عُرف بلدك، واسأله عن عُرف بلده، وأجره عليه، وأفته به، دون عُرف بلدك والمقرر في كتبك؛ فهذا هو الحق الواضح، والجمود على المنقولات أبدًا ضلال في الدِّين».

مقالات مشابهة

  • رد مزلزل من أمين الفتوى على فتاة تخطط للزواج دون علم أسرتها.. فيديو
  • أمين البحوث الإسلامية: الفتوى لها مكانة عظيمة في بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة
  • أمين البحوث الإسلامية: الفتوى تساعد على بناء إنسان قادر على التناغم مع الحياة
  • في« ندوة بناءالإنسان».. أمين البحوث الإسلامية: الفتوى ليست مرتعًا للمتشدقين والمتنطعين
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: قذف المحصنات جريمة نكراء
  • أمين الفتوى: قذف المحصنات جريمة وفاحشة نكراء
  • احترام الزوجة لزوجها ركن أساسي في الحياة الزوجية
  • أمين الفتوى: 6 أكتوبر من أيام الله الواجب الفرح بها -(فيديو)
  • قد يلحق بنصر الله و صفي الدين .. من هو ”إبراهيم السيد” المرشح لمنصب ”أمين عام حزب الله” الجديد ؟