مدير مركز الأزهر لعلوم الفضاء: العلم يثبت ما جاء به القرآن من 1400 سنة
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد عبد البر، مدير مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية، أن العلم والدين دائمًا في حالة تكامل، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأوضح مدير مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، أن الأصل في ذلك هو قوله تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» (العلق: 1)، لافتا إلى أن القرآن جاء ليحث على العلم والتفكر، حيث يقول: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ» (محمد: 24)، وبالتالي كل الآيات تدعو إلى التأمل في هذا الكون العظيم.
وأضاف «عبد البر»، أنه من حين لآخر، ومع تقدم العلوم وتطور الأدوات، قد يتوهم البعض بأن ما يصدقه من مشاهدات وأدلة منطقية هو أصدق بكثير مما جاء في الوحي أو السنة أو القرآن، معتبرا أن هذه الفلسفات القديمة نشأت من حضارات سابقة، حتى جاءت الحضارة الإسلامية التي ساهمت في تطور العلوم وبحث رجالها في كل مجالات الحياة.
وأكد مدير مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي، أن السنة والقرآن يدعوان إلى التفكر والتبحر في العلم، وأن هذا منهج واضح في الدين الإسلامي، لافتا إلى أنه دائمًا هناك تكامل بين العلم والوحي، وإن العلوم الكونية هي معارف من عند الله، بينما العلوم الدينية تقوي الروح وتنمي القيم الأخلاقية.
أهمية المزج بين العقل والحس والنصوواصل «عبد البر» في توضيح أن العلوم الكونية موجودة في «كتاب الله المنظور»، بينما العلوم الدينية موجودة في «كتاب الله المستور»، وهو القرآن الكريم، متسائلا حول كيفية حدوث الصدام بين العلم والدين، إذ أن كلاهما من عند خالق واحد.
وأشار إلى أن الناس في العصر الحديث قد يؤمنون بأن العلم يسبق الدين، حيث يمكنهم مضاهاة النصوص القرآنية بالمعارف العلمية، مؤكدا أنه عند النظر إلى مصادر المعرفة، نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، وأن الجزء الأول يتعلق بالاستنتاج الحسي، حيث يتم الاعتماد على البراهين والاستنتاجات الملموسة، بينما يتعلق الجزء الثاني بالأدلة العقلية التي تأتي من اجتهاد العلماء واستنتاجاتهم، في حين أن الجزء الثالث هو النص الخبري، وهو نص الوحي الذي يجب أن يُسلم به العقل.
وشدد على أهمية المزج بين العقل والحس والنص، مؤكدًا أنه إذا فكر الإنسان وآمن بالنص الإيماني، فسوف يتضح أن العلوم وأي تقدم علمي يندرج تحت تأثير الإعجاز العلمي، حيث أن العلم يصدق ما جاء في القرآن منذ 1400 عام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: للفلك الشرعي البحوث الإسلامية القرآن السنة الدين الإسلامي مدیر مرکز الأزهر إلى أن
إقرأ أيضاً:
السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
صالح البلوشي
جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة أيام، حول الخلاف بين المذاهب الإسلامية، في إطار موقف الأزهر التاريخي حول أهمية الحوار والتعارف بين المذاهب الإسلامية والتحذير من الخطابات المتشددة التي تروجها بعض الأوساط المعروفة بتوجهاتها الطائفية.
ولقد قال شيخ الأزهر في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب": "إن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: 'من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته'، ويتقن فهمه الفهم الصحيح"، مؤكدا "أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات".
وقد كان لشيوخ الأزهر وعلمائها دور كبير في دعم دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست في القاهرة عام (1368هـ / 1947م) على يد نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وضم عند تأسيسها 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب.
ولكن من يتابع مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث يجد أنها مرتبطة بالأجواء السياسية في المنطقة، فدار التقريب بين المذاهب الإسلامية- مثلًا- تم تجميد عملها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران سنة 1980، كما يجد أن الخطابات المتشددة والطائفية تخفت في لحظات الهدوء وتظهر بدلا منها الخطابات التي تدعو إلى وحدة الصف والمصير، وأن هذه الأمة يجب أن تقوم من غفوتها وتعيد أمجادها وأن ذلك لن يتحقق إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا أمام الأعداء، وفي هذه اللحظات تتكرر مشاهد العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وهم يلقون الكلمات العصماء والخطب الرنانة حول أهمية الوحدة وترك الخلافات الفرعية جانبا، ولكن ما أن تظهر مشكلة سياسية حتى تصحو الطائفية مجددا من غفوتها فإنها تعيد إنتاج خطاباتها السابقة ولكن بثوب جديد يلائم الوضع الحاضر.
من يقرأ الصفحات الدامية من التاريخ الإسلامي يجد بوضوح أن الطائفية هي سلاح سياسي تستخدمه الأنظمة والحكومات وحتى أحزاب المعارضة أيضا عندما تجد نفسها في خطر أو تريد تحقيق غاية سياسية معينة، وقد استخدمت في السنوات الأخيرة بالحرب الأهلية السورية من جميع أطراف الصراع بدون استثناء، ومنهم مثقفون وأدباء محسوبون على الفكر العلماني، مما يؤكد بأن الطائفية من الممكن أن تُستخدم ثقافيًا وأدبيًا أيضًا وليس دينيًا فحسب، ولذلك لا يمكن القضاء عليها بقرار سياسي أو فتوى دينية أو ندوة ثقافية أو مؤتمر للتقريب بين المذاهب أو صلاة مشتركة؛ وإنما بثورة معرفية تنويرية تفصل ما بين السياسة والقضايا الدينية وتؤكد أن المذاهب الدينية ليست وحيا من السماء وإنما اجتهادات بشرية ظهرت في سياقات زمكانية معينة، وأنها جميعها تنبع من منبع واحد وهو الكتاب والسنة، فليختلف السياسيون ما شاؤا أن يختلفوا فالسياسة في طبيعتها تقوم على الاختلاف ولكن دون أن يزجوا باسم الدين أو المذاهب في خلافاتهم من أجل شرعنتها للقضاء على الآخر المختلف.
رابط مختصر